حبيب القلب عود - محمد عبد الوهاب 

حبيب القلب عود.wmv

حبيب القلب عود  

محمد عبد الوهاب 

دور - مقام حجاز 

كلمات أمين عزت الهجين 1932

نقد وتحرير: د.أسامة عفيفي

دور "حبيب القلب عود" هو آخر أدوار عبد الوهاب الخمسة، فلم يعد لتلحين الأدوار منذ ذلك التاريخ، 1932. ربما أدرك عبد الوهاب أن تلحين الأدوار من نفس مقامات أدوار سيد درويش يقود إلى تشابه الألحان ومن ثم الوقوع في خية التقليد فقرر استخدام مقام الحجاز هذه المرة. فقد اشتد التشابه بين أدواره وأدوار سيد درويش على وجه الخصوص في تلك التي جاءت على نفس المقامات بينما خرجت قليلا عندما اختلف المقام الموسيقي. وهو قد حاول الخروج أيضا بإضافة إيقاعات غير إيقاع الدور الرباعي التقليدي "المصمودي" مثل النوخت 4/7 في دور عشقت روحك ، والدارج 4/3 في "حبيب القلب" (غلبت أشكي وغلبت أبكي .. لا الشكوى نفعت ولا بكايا). لكنه أدرك ما هو أكثر أهمية من ذلك، وهو أن قالب الدور قد تشبع بالإجادة وإتقان الصنعة وجمال الألحان وسلطنة الطرب مما أبدع فيه أساطين عصر الطرب بدءا من عبده الحامولي ومحمد عثمان إلى سيد درويش وغيره، أو بعبارة أخرى أنه لم يعد في الإمكان أفضل مما كان، فقرر هجر القالب نفسه إلى أنماط أخرى تتيح قدرا أكبر في التلحين والإبداع

بالفعل في العام التالي، 1933، قدم عبد الوهاب على سبيل المثال، فكرة جديدة تماما على الموسيقى العربية، وهي المقطوعات الموسيقية، وأسمى أول مقطوعة له "فكرة". ويبدو أنه قصد من تلك التسمية أنها "فكرة موسيقية" لأنها كسرت القوالب السابقة التي سارت عليها الموسيقى البحتة قبل ذلك، مثل البشرف والسماعي وغيرها.

في نفس العام كسر عبد الوهاب القالب التقليدي لتلحين القصائد وقدم قصيدته الشهيرة "جفنه علم الغزل" من شعر بشارة الخوري على إيقاع الرومبا، واهتم أكثر بالقصائد وتطوير ألحانها بطريقة عصرية. وفي نفس العام أيضا ظهر عبد الوهاب في السينما لأول مرة في فيلم الوردة البيضاء وقدم القصيدة الجديدة ضمن أغنيات الفيلم

تدل هذه الإشارات على أن عام 1933 كان عاما مفصليا في تاريخ عبد الوهاب الفني وأنه كان كذلك لأن عبد الوهاب قد حمل في ذهنه أفكارا جديدة افتتح بها مرحلة رائدة في تاريخ الموسيقى العربية سارت بها في مسار جديد