كلاسيكيات الموسيقى العربية 15 عاما على الإنترنت

كلاسيكيات الموسيقى العربية تحتفل بعيد ميلادها الخامس عشر

Post date: Oct 15, 2019 12:54:20 PM

تحتفل شبكة كلاسيكيات الموسيقى العربية هذا العام، 2019، بمرور 15 عاما على إنشائها حيث بدأت بأول موقع أنشئ لها قبل عشر سنوات وتحديدا في ديسمبر 2004، ثم تطورت إلى 10 مواقع تتصل فيما بينها

أهم ما يميز الشبكة أنها توفر صفحاتها وموادها في صيغ مفتوحة للجميع دون قيود، حيث لا تشترط العضوية للوصول إلى محتوى الصفحات، وبأفضل الوسائل المتاحة كالتسجيلات الصوتية والفيديو، بجانب المواد التحريرية

تضاعفت مشاهدات الشبكة 1000 مرة من 6000 في السنة الأولى إلى 6 ملايين مشاهدة بحلول العام الخامس عشر بمعدل 500.000 مشاهدة سنويا من الجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم

قبل 5 سنوات قررت شبكة كلاسيكيات الموسيقى العربية إغلاق موقعها القديم بصفة نهائية حيث تم استبداله بمواقع أكثر كفاءة يعمل معظمها على شبكة جوجل وتتمتع بتقنيات حديثة وإمكانيات هائلة في إضافة واستخدام المواد السمعية والمرئية من التسجيلات الصوتية والفيديو، وكذلك إمكانية تفاعل الرواد بالتعليق المباشر، بالإضافة إلى أدوات قوية للتصنيف والتبويب والبحث، وتصميمات جذابة

ورغم بساطة لغة مواقع الشبكة فهي دائما عربية فصيحة ولا يسمح باستخدام اللهجات العامية في التحرير. وانضم إلى أسرة التحرير عشرة أساتذة ينتمون إلى أكثر من بلد عربي، ويتمتعون بحرية اختيار الموضوعات فيما يقدمونه. وروعي في المحتوى الفني وصول المعلومة واضحة إلى القارئ غير المتخصص بالبعد عن التفاصيل الفنية الدقيقة، لكن هناك أبوابا وجهت للمتخصصين منها "التحليل الموسيقي"

تم تصنيف موقع الكلاسيكيات في النقد الفني والتحليل في مستوى الدراسات العليا من قبل الجهات المهتمة بتقييم المواقع على الإنترنت. وبالفعل يستخدمه كثير من الدارسين والباحثين في المعاهد الموسيقية كأحد المراجع الهامة في الموسيقى العربية، لكنا نهتم دائما بتوصيل المادة الفنية إلى الجمهور غير المتخصص بأسلوب يمكن الجميع من المتابعة 

وتهتم الشبكة في المجمل بتقديم الإبداع الموسيقي العربي الذي وصل إلى أوج إنتاجه خلال القرن العشرين، كما تسلط الضوء أكثر على إنتاج المبدعين من الموسيقيين والملحنين الذين حملوا لواء النهضة الموسيقية العربية، ومنهم من لم يأخذ حظه المناسب في الشهرة والإعلام الذي يهتم أكثر بالغناء والطرب وكثيرا ما ينسب الأعمال الفنية إلى المطربين دون الإشارة إلى مبدعيها الحقيقيين

تعد شبكة كلاسيكيات الموسيقى العربية من أوائل المواقع التي تناولت فنون الموسيقى الشرقية بالأرشفة والبحث، ولاقت اهتماما خاصا من الشباب. وحينما بدأت لم تكن الموسيقى العربية قد حجزت الحيز الذي تحتله الآن على الإنترنت، وقد رافق أول ظهور لها المواقع الأولى التي تناولت الموسيقى العربية مثل نغم وزرياب وسماعي. لكن ظهور الكلاسيكيات أضاف إلى المحتوى الفني عدة مواد جديدة مثل النقد والتحليل والتأريخ مما أكسبها مرجعية خاصة

تجاوز عدد المواقع التي نسخت صفحات بأكملها من مواقع كلاسيكيات الموسيقى العربية 400 موقعا، بعضها أشار إلى مصدر النسخ والبعض الآخر لم يكلف نفسه الإشارة، وبعضها نسب ما نقله إليه دون أدنى خجل. ولما كانت رسالتنا أن ينتشر الفكر الراقي والمحتوى المحترم أتاحت الشبكة نقل المحتوى بشرط وحيد هو الإشارة إلى المصدر احتراما لحقوق الملكية الفكرية

في أكثر من موضع أثار الحديث عن بعض الشخصيت الفنية جدلا كبيرا، وكنا نؤكد في كل مناسبة أننا نتناول الفن والأعمال الفنية بصرف النظر عن أشخاص مبدعيها، وأن المقياس يجب أن يكون العمل الفني وليس صاحبه الذي قد يوفق في عمل ولا يوفق في آخر، وهكذا يمكن أن نرى الأمور على حقيقتها بعيدا عن شخصنة الفن 

تكتسب مواقع الشبكة التحريرية أهمية خاصة لتناول موضوعاتها بجدية تعيد للموسيقى احترامها الذي تصدع نتيجة التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية، التي أبعدت الفن عن رسالته السامية، وأدت إلى ظهور تيارات فكرية رجعية تنكر الفنون بصفة عامة وتتجاهل دورها في ترقيق الحس ورقي الشعور وعلاج النفس والتئام الجروح، بالإضافة إلى إشاعة الأمل وقت اليأس وتحفيز الهمم وقت الشدائد. وهو الدور العظيم الذي قام به رواد القرن العشرين خاصة بتقديمهم للشعر العربي والموسيقى العربية كتراث أصيل ورافد غني للمستقبل

وكما ذكرنا سابقا "لسنا وحدنا في هذا العالم ولا في مجرى التاريخ، الدنيا كلها تغني أغانيها وتعبر عن آمالها وأحلامها بكافة أنواع الفنون، ولا يمكن اقتلاع الشعوب العربية من جذورها الضاربة في التاريخ والمتآلفة مع كل الإنسانية، مهما بلغت دعوات التحجر في الداخل، أو تكالبت عليها ثقافات من الخارج تريد الهيمنة على مقدرات الشعب العربي، والسيطرة على فكره وإرادته، وبسط النفوذ على أمته، لتحقق بالفكر المضاد والأفكار الهدامة مالم تستطعه بالقوة السافرة

يسرنا أن نهنئ جميع رواد الكلاسيكيات في هذه المناسبة العزيزة، كما نشكر جمهورنا وقراءنا لهذا الإقبال المتميز، ونأمل دائما في تقديم المزيد من الفن والإبداع

كما نتوجه بالشكر والتقدير للسادة المؤلفين والفنانين الذين شاركوا في هذه المسيرة وأسهموا بكل إخلاص في نشر الثقافة الموسيقية الراقية، ونتمنى لهم دوام التوفيق والنجاح

مدير التحرير/ د. أسامة عفيفي