أنا أنطونيو - محمد عبد الوهاب

أنا أنطونيو.wmv

أنا أنطونيو


كلمات أحمد شوقي

ألحان وغناء محمد عبد الوهاب

مقام بياتي 1927


عرض وتحرير / د.أسامة عفيفي

قصيدة أنا أنطونيو من المسرحية الشعرية "كليوباترا ومارك أنطونيو". قدمتها فرقة منيرة المهدية وعرضت في 20 يناير 1927. قام عبد الوهاب بدور أنطونيو، وهي إحدى المسرحيات القليلة التي شارك فيها محمد عبد الوهاب بالبطولة أو الغناء.

أخذ كثيرون على عبد الوهاب عدم إسهامه بالقدر الكافي في المسرح الغنائي الذي نهض على يد سيد درويش وشارك فيه كبار الملحنين مثل داود حسني وكامل الخلعي وزكريا أحمد، وعندما سئل عبد الوهاب عن ذلك قال "لقد شاركت في مجالات كثيرة وقدمت للسينما عشرات الألحان، فأين غيري من الملحنين؟ كان بوسعهم التلحين للمسرح لكنهم لم يفعلوا".

وهذا الذي أشار إليه عبد الوهاب حقيقة في واقع الأمر لكن هناك سرا في ذلك لم يصرح به، وهو أنه لم ينس أبدا أنه بدأ مطربا واشتهر مطربا، وهو بلا شك يعشق الطرب في حد ذاته، ويدرك أن الجمهور يتعلق به كمطرب. لذا يمثل ابتعاده عن المسرح ميلا نحو الطرب، الذي ليس من أدوات المسرح، ومن ناحية أخرى خشية من حصار ألحانه داخل قوالبها المسرحية، حيث يتناول النص المسرحي موضوعا خاصا أو مناسبات قد لا يمكن التغني بها خارج المسرح.

هذه العقبة لم تمثل مشكلة لدى سيد درويش بالمرة، إذ أنه كان يرى نفسه ملحنا وليس مطربا، وهو الفنان الذي قال واصفا نفسه "أنا اقدر الحن الجورنال" دلالة على أن التعبير عن النص مهما كان موضوعه هو هدفه الأول والأخير وليس الطرب

هناك سبب ثالث خارج عن إرادة عبد الوهاب، إذ أن المسرح الغنائي كان قد سبب صداعا هائلا للسلطة بسبب موضوعاته التي احتوت على انتقادات لاذعة للسلطة والحاكم، وكاد سيد درويش أن يحكم عليه بالنفي خارج البلاد بسبب ألحانه التي تنتشر في كل مصر، كما حدث مع الزعماء الوطنيين ومع الشاعر بيرم التونسي صديق سيد درويش وكاتب أغاني إحدى مسرحياته "شهرزاد". أهيل التراب على المسرح الغنائي كما أهيل على سيرة سيد درويش بعد وفاته مباشرة عام 1923، وشهدت مصر حالة من العودة لعصر عبده الحامولي استمرت لعقود، ولم تقم للمسرح الغنائي قائمة بعدها في إطاره المعهود، وإنما عاد فقط من باب التسلية. يضاف إلى ذلك اكتساح السينما للساحة الفنية، وبطبيعتها فإنها أيضا وسيلة تسلية بالدرجة الأولى، ومن المعروف أن الأفلام الجادة إما تفشل جماهيريا أو تمنع من العرض. ولهذا كان أمام عبد الوهاب إما الاكتفاء بالعمل الفردي أو العمل بالسينما كما هي، وهما المجالان اللذان ضما معظم أعماله. استمرت هذه الحالة حتى أواخر الخمسينات عندما أفاقت مصر إلى تراث سيد درويش وقررت إعادة عرض ألحانه المسرحية من جديد

أما عن لحن "أنا أنطونيو" فقد لحنها عبد الوهاب كما كان يلحن قصائد شوقي الأخرى في ذلك الوقت، وجاء اللحن تقليديا في كل شيء، نفس القالب القديم، وليس باللحن أية إشارة إلى أنه لحن مسرحي. وكما توقع عبد الوهاب لم يشتهر اللحن كثيرا ربما بسبب موضوع النص المحدد سلفا بموضوع المسرحية، وكما ذكرنا في موضع آخر فليس من المتوقع إقبال الجمهور على لحن عربي فصيح يقول "أنا أنطونيو" إذا خرج عن سياقه المسرحي، وعبد الوهاب محق في ذلك بالتأكيد ..

أنا انطونيـــــو وأنطونيـــو أنا ما لروحيــــنا عن الحــــــب غنى

غننا في الشــــوق أو غن بنا نحـــــــن في الحب حديث بعــــــدنا

رجعت عن شـــجونا الريح الحنون وبعينيــــــنا بكى المـزن الهتون

وبعثــــــنا من نفاثات الشــــــجون في حواشي الليــــــل برقاو سـنى

خبري يا كأس واشـــــهد يا وتــــر وارو يا ليـــــل وحدث يا ســــــحر

هل جنيـــنا من ربـا الأنس الســمر ورشـــــفنا من دواليـــــــها المنى

الحيـــــاة الحب والحب الحيــــــاة هو من ســـرحتها ســــر النــــواه

وعلى صـــحرائها مـــــرت يـــداه فجــــــرت مــــاء وظـــــلا وجنى

نحن شــــــعرا وأغــــــاني غــــدا بهـــــــوانا راكـــب البيـــــد حـــدا

وبنا المـــلاح في اليـــــــم شـــــدا وبكى الطيـــــر وغنى موهنـــــــا

من يكن في الحب ضحى بالكـــرى أو بمسفوح من الدمـــع جــــــرى

نحن قربنــا له ملك الــــــــــــثرى ولقيـــــــــنا المـــوت فيه هيـــــنا

في الهـــوى لم نأل جـهد المــوثر وذهبـــــــنا مثـلا في الأعصــــــر

هو أعطى الحـــب تاجي قيصــــر لم لا أعطي الهــوى تاجي مــــنا