نهج البردة

أم كلثوم

رياض السنباطي

1946 نهج البردة.wmv

نهج البردة - غناء أم كلثوم

شعر: أحمد شوقي - لحن رياض السنباطي

1946 مقام راحة أرواح

ريمٌ على القـــاع بين البـان والعلـــم أحل سفك دمي في الأشهر الحُـــــرُم

لمـــا رنــــــا حدثتني النفــس قائلــة يا ويح جنبك بالسهم المصيب رُمِي

جحدتها ، وكتمت السهــم في كبـــدي جُرحُ الأحبـــة عندي غيرُ ذي ألـــم

يا لائمي في هـــواه والهـــوى قدر لو شفك الوجــــد لم تعــــذل ولم تلـــم

لقـد أنلتــك أذنــاً غيــــر واعيــــــــةٍ ورُب منتصــتٍ والقلبُ في صمــــــم

يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبداً أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم

يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ وإن بـــدا لك منهــا حُسنُ مُبتسـم

صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه فقــــوِّم النفـــس بالأخــلاق تستقـــم

والنفسُ من خيـرها في خير عافيـةٍ والنفـــسُ من شرها في مرتعٍ وَخِـم

إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ في الله يجعلني في خيــــر مُعتصـــــم

أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على مُفرِّج الكرب في الداريـــن والغمـــــم

إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســأل سوى أَمـَم

وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ قـــدّمـتُ بين يديـــه عبـــرَةَ النــــدم

لزمتُ باب أمير الأنبيـــاءِ ومـــن يُمســـــــك بمفتـــاح باب الله يغتنــــــم

محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه وبغيــــةُ الله من خلـــقٍ ومن نَسَـــم

ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا لم تتصل قبـــــل من قيلت له بفـــــم

هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت أسمـــاعُ مكـة من قدسيــــة النَّغـــــم

سَرَتْ بشائِرُ بالهادي ومولِده في الشرق والغرب مَسْرى النور في الظـلمِ

أتـيـت والـنــاسُ فوضـى لا تمـر بـهـم إلاَّ على صـنم قـد هـام في صـنمِ

أسرى بــك الله لـيلا إذ مـلائكه والرسـل فـي المسجد الأقصى على قــدم

لـمـا خـطـرت بــه الـتـفـوا بـسيدهـم كالـشـهب بـالبدر أو كالجند بالعلم

صلـى وراءك مـنهـم كــل ذي خـطــر ومــــن يفـــز بـحبيب الله يـأتـمـم

جـبـت السـمـوات أو مـــا فـوقـهـن بـهــم عـلى مـنـورة دريـــة اللجـــم

مشــيئة الله الـبـــــاري وصنعـتــه وقـدرة الله فـــوق الشــــك والتهــــم

حتـى بلـغـت سمـاء لا يطــار لهــا على جنــــاح ولا يســـعى على قـدم

وقـيل كـــل نبـي عنــــد رتبـتــــه ؟ ويا محمـــد هذا العــرش فاســــتلم

ياربي هبت شعوب مــن مـنيـتها واستيقـظـت أمــم من رقـــدة العــــدم

رأى قضـاؤك فينـا رأي حكمتــه فاكرم بوجهــك مــن قـاضٍ ومنتقـــــم

فالطف لأجل رسول العالميـن بنا ولا تزد قـومـــه هــدمــاَ ولا تـســـــم

يارب أحسنت بـدء المسلمين بـه فتمم الفضـــل وامنح حسن مختتـــــم