رباعيات الخيام


أم كلثوم


رياض السنباطي

1949 رباعيات الخيام.wmv

رباعيات الخيــام - غناء أم كلثـوم

شعر عمر الخيام - ترجمة أحمد رامي

لحن: رياض السنباطي

مقام راست 1949

نقد وتحرير د.أسامة عفيفي

أحمد رامي الشاعر الذي حبس نفسه في شعر العامية ثارت لديه حفيظة الشاعر ففاجأ الجميع بمفاجأة كبرى عام 1949، لقد ترجم رباعيات الخيام الفارسية شعرا إلى العربية!

ليست مهمة سهلة بل دلت على براعة الرجل وتمكنه الكامل من اللغة والشعر

سمعت صوتا هاتفا في السحر .. نادى من الغيب غفاة البشر

إلى .. لبست ثوب العيش لم أستشر، وحرت فيه بين شتى الفكر

إلى .. ما أطال النوم عمرا ، وما قصر في الأعمار طول السهر

المفاجأة التالية يلحنها السنباطي بلحن عربي أصيل ويتسيد بها تلحين القصيدة. وموضوع القصيدة هنا قد تعدى الخلفية القومية والدينية والمذهبية إلى آفاق إنسانية واسعة تخاطب عقل الإنسان وشعوره في كل مكان

ومرة أخرى نتساءل ما الذي كان يفعله هؤلاء الفنانون والشعراء في تلك الحقبة حالكة السواد من تاريخ الأمة العربية وقد انتشرت الأمية وضعفت اللغة وتهاوت الهوية وساد الاحتلال الأجنبي كل بقعة في الشرق وساد معه الهابط من الفنون والعادات

ورغم ذلك فإنهم ينقبون في درر الشرق الثقافية ويقدمون أعمق ما يكون من فكر في صور فنية غاية في الثراء والترقي. ومع هذه القافلة الفنية سارت قافلة أدبية من روادها أحمد شوقي ، حافظ ابراهيم ، العقاد ، المازني ، طه حسين ، توفيق الحكيم وغيرهم كثيرون

وكانت تصدر مجلات وصحف وتنشر كتب مليئة بالنقد والتنوير وأين هذا من فناني اليوم وشعرائه؟ أليس الشعر قد اختفى؟ والفن قد هزل من ورائه ، ولم يعد على الساحة غير المرتزقة وتجار الفن الرخيص؟! ، ولكن إن لم يكن هذا موضوعنا هنا فموضوعنا هو الإشادة بكل عمل محترم لا يخجل الإنسان من رؤيته أو سماعه ، ولن تقوم لنا قائمة إلا بترديد ما يعبر عن هويتنا ومشاعرنا بصدق وليس ما يملى علينا سواء من الخارج أو من تجار الفن بالداخل

بيد أن الفن ليس أشخاصا كما يبدو من هذه الزاوية ، فهو كغيره من الإبداعات البشرية في العلوم والنظم والاكتشافات يحتاج لبيئة صالحة تساعده على النمو السليم ، وكيف تدلي الأجيال الجديدة بصوتها في منظومة التنمية والازدهار وهي غارقة في سطحيات المادية وبطحاتها؟!

مع نمو حركة النهضة الثقافية في أواسط القرن العشرين كانت الموسيقى مادة تدرس في المدارس، ثم توقف تدريسها مع توقف أشياء أخرى كثيرة كالرياضة والهوايات والمسرح المدرسي والوجبة المدرسية والنشاط بكافة أنواعه ، فانتشر الدجالون ومدعو الفن بين الشباب يسوقون أعمالا لا تمت للفن الحقيقي بصلة، والجمهور الجديد أصلا لديه مشكلة هوية وانتماء وثقافة وإن حمل أعلى الشهادات!

سمعت صـوتا هاتـفا في السحر .. نادى من الغـيب غفاة البشـر

هبوا املأوا كأس المــنى قبل أن .. تملأ كأس العــمر كف القـــدر

لا تشـــغل الـــبال بماضي الزمان .. ولا بــآت العيش قبل الأوان

واغنم من الحـــــاضـر لــــذاته .. فلــيس في طبع الليالي الأمان

غد بظـــهر الغـــيب والــــيوم لي .. وكم يخيب الظـن في المقـبل

ولســــــت بالغافـــل حـــــتى أرى .. جمال دنـــــياي ولا أجتــلي

القـلب قـــد أضناه عشق الجـمال .. والصدر قد ضاق بما لا يقال

يـــارب هل يرضـــيك هذا الظما .. والماء يــــنساب أمامي زلال

أولى بهذا القـــلب أن يخفــــــق .. وفي ضــرام الحب أن يحرق

ما أضيع الـــيوم الذي مـر بـي .. من غير أن أهوى وأن أعـشق

أفق خفــيف الــظل هذا السـحر .. نادى دع الـــــنوم وناغ الوتر

فـــما أطـــال الـنوم عـــمرا ولا .. قصر في الأعمار طول السـهر

فــــكم تــوالى اللــــيل بعد النهـار .. وطال بالأنــــــجم هذا المدار

فامش الهــوينى ان هــــــذا الثرى .. من أعين ساحرة الإحورار

لا توحش النفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تسـاوى في الثرى راحل غدا .. وماض من ألوف الســـنين

أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب .. فإنما الايـــــام مثل السحاب

وعــــيشنا طيف خيال فنل حظــك .. مــــــنه قبل فوت الشـــباب

لبست ثوب العيش لم أستشــــر .. وحـــرت فيه بين شتى الفكـر

وسوف انـــضو الثوب عني ولم .. ادرك لمــــاذا جئت أين المفـر

يا من يحــــــار الفهم في قدرتك .. وتطلب النفـس حمى طاعـتك

أســــكرني الإثـــــــــــم ولكننـي .. صـحوت بالآمال في رحمتــك

إن لم أكن اخلصـــت في طاعتــك .. فإنني أطمـع في رحمــــــتك

وانمــــا يشـــــفع لي أنني قد .. عـــشت لا أشـرك في وحدتـك

تخفي عن الــناس سنى طلعتك .. وكل ما في الـكون من صنعتك

فأنت محـــلاه وأنت الـــــذي .. تـــرى بديـــع الصنع في آيــــتك

إن تفصل القطــــــرة من بحرها ... ففي مـــــــداه منتهى أمــرها

تقـــــاربت يارب ما بيننــــــا ... مســـافة البعــد على قــــــدرها

يا عالم الأســـرار علم الــيقين ... ياكاشـف الضر عن البائسين

يا قابل الأعــذار عدنا إلى ظلك ... فاقـــــبل توبـــــة التائبيـــــن