Al Qasseidah القصيدة

بحث وتحرير: د.أسامة عفيفي

القصيدة أقدم الأشكال الغنائية العربية وأرقاها ، وحملت الشعر العربي منذ عصر الجاهلية لكن لحنها ظل يرتجل بواسطة المغني حتى القرن العشرين من كبار مطربي القصائد في أوائل القرن العشرين الشيخ سلامة حجازي ، والذي كان يقدم روائع الشعر العربي القديم على مسرحه الغنائي بالقاهرة ، لكن القصيدة بصوت الشيخ سلامة ظلت على اللحن المرتجل ، أي يمكن أن تقدم كل مرة بلحن مختلف حسب ما يرى المطرب وحسب قدرته على الارتجال ، أى التلحين الفوري ، وإمكانيات صوته

القصيدة في العصر الحديث

مع بدايات العصر الحديث ظهر عاملان أثرا في تغيير شكل القصيدة المغناة ، وهما:

1- ظهور دور الملحن كتخصص مستقل عن الغناء بداية من محمد عثمان في القرن 19 ، وسيد درويش في عشرينات القرن العشرين فأصبح هناك دور مستقل للملحن وزالت سيطرة المغني على اللحن

2- ظهور المدرسة التعبيرية في التلحين التي كان سيد درويش رائدها

ظهر ملحنون استفادوا من المدرستين وأجادوا تلحين القصيدة مثل الشيخ أبو العلا محمد ورياض السنباطي ، ومحمد عبد الوهاب الذي كان مطربا وملحنا

وضع الشيخ أبو العلا لحنا ثابتا للقصيدة دون ارتجال، وبذلك انتقلت القصيدة إلى العصر الحديث ، واصبح على المطربين التقيد بنفس اللحن في كل مرة تقدم قصيدة بعينها وصار اللحن أداة مميزة للتعريف بالقصيدة ، وبذلك تقدم اللحن على النص

وبينما تشبث الشيخ أبو العلا بالأسلوب النمطي في تلحين القصيدة انطلق محمد عبد الوهاب والسنباطي إلى آفاق التعبير الرحبة متأثرين بأسلوب الشيخ سيد درويش ، وإن كان هو نفسه لم يلحن الكثير من القصائد لكن مدرسته التعبيرية هي التي سادت فيما بعد

اتسم الأسلوب الجديد في تلحين القصيدة عموما بعدة سمات أهمها:

1. ثبات اللحن

2. تنوع المقامات والإيقاعات

3. تكريس المدرسة التعبيرية

4. الإضافات الموسيقية ، كالمقدمة والوصلات واللزم

5. استخدام الأوركسترا الحديث والآلات الجديدة

وقد نجح الأسلوب الجديد وأطلق القصيدة الغنائية من عقالها على يد محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وهما معا رائدا تلحين القصيدة العربية الحديثة وبينما يميل السنباطي إلى التقليدية والمحافظة يميل عبد الوهاب أكثر إلى التجديد والابتكار والتحرر - بحث وتحرير: د.أسامة عفيفي - قوالب الغناء العربي - القصيدة

أشهر ألحان القصائد