Om Kolthoum Poems قصائد أم كلثوم
لحن رياض السنباطي مقام كورد 1964
أراك عصي الدمع
شعر أبي فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى عليك نهي ولا أمر
نعم أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر
وقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
إحدى روائع أبى فراس الحمدانى من شعراء العصر العباسى ، وسبق غناؤها بواسطة عديد من المطربين بألحان مختلفة ، ويظهر من إقدام السنباطى على تلحينها دخوله فى مباراة تاريخية فى تلحين القصائد ، وقد أبدع فى لحنها الجديد وأضاف صوت آلة غربية هى البيانو فى خطوة غير مسبوقة فى ألحان رياض
سلوا قلبي - شعر أحمد شوقي
لحن رياض السنباطي مقام راست 1946
إحدى قصائد سلسلة من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقى قدمتها أم كلث، وجميعها غنتها بعد وفاته، حققت نجاحا كبيرا واستمرت إذاعتها حتى اليوم، وعلى غير العادة قررت أم كلثوم إعادة غنائها فى إحدى حفلاتها بعد 21 عاما فى 1967 واستقبلت استقبالا حارا من الجمهور، وهى من أفضل كلاسيكيات الموسيقى العربية
سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب فهل ترك الجمال له صوابا
وكنت إذا سألت القلب يوم تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ولى بين الضلوع دم ولحم هما الواهي الذى سكن الشبابا
تسرب في الدموع فقلت ولى وصفق في الضلوع فقلت تابا
ولو خلقت قلوب من حديد لما حملت كما حمل العذابا
ولا ينبيك عن خلق الليالي كمن فقد الأحبة والصحابا
فمن يغتر بالدنيا فإني لبست بها فأبليت الثيابا
جنيت بروضها وردا وشوكا وذقت بكأسها شهدا وصابا
فلم أر غير حكم الله حكما ولم أر دون باب الله بابا
وأن البر خير في حياة وأبقى بعد صاحبه ثوابا
نبي البر بينه سبيل وسن خلاله وهدى الشعابا
وكان بيانه للهدي سبلا وكانت خيله للحق غابا
وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا
ابا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابا
مدحت المالكين فزدت قدرا فحين مدحتك اجتزت السحابا
سالت الله في ابناء ديني فإن تكن الوسيلة لي أجابا
وما للمسلمين سواك حصن إذا ما الظلم مسهم ونابا
وُلـــــد الهـــدى شعر أحمد شوقي
ألحان رياض السنباطي مقام راست 1949
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل واللوح والقلم البديع رواء
يا خير من جاء الوجود تحية من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بك بشر الله السماء فزينت وتوضعت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد وضاء
يوحي إليك الفوز في ظلمائه متتابعا تجلى به الظلماء
والآي تترى والخوارق جمة جبريل رواح بها غداء
دين يشيد آية في آية لبنائه السورات والأضواء
الحق فيه هو الأساس وكيف لا والله جل جلاله البناء
بك يا ابن عبدالله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
بنيت على التوحيد وهو حقيقة نادى بها سقراط والقدماء
ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادي النيل والعرفاء
الله فوق الخلق فيها وحده والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر والخلافة بيعة والأمر شورى والحقوق قضاء
الاشتراكيون أنت أمامهم لولا دعاوي القوم والغلواء
داويت متئدا وداووا طفرة وأخف من بعض الدواء الداء
الحرب في حق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء
والبر عندك ذمة وفريضة لا منة ممنوحة وجباء
جاءت فوحدت الزكاة سبيله حتى التقى الكرماء والبخلاء
انصفت أهل الفقر من أهل الغنى فالكل في حق الحياة سواء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء
زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا خطبت فللمنابر هزة تعرو الندى وللقلوب بكاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء
يامن له عز الشفاعة وحده وهو المنزه ماله شفعاء
لي في مديحك يا رسول عرائس تيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء
ما جئت بابك مادحا بل داعيا ومن المديح تضرع ودعاء
أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة في مثلها يلقى عليك رجاء
رباعيات الخيــام ترجمة أحمد رامي
ألحان رياض السنباطي مقـام راست 1949
القصيدة الأصلية للشاعر الفارسى عمر الخيام و ترجمها أحمد رامى شعرا إلى العربية ، سميت بالرباعيات لكونها تتألف من مقاطع صغيرة فى كل منها أربع شطرات فى بيتين من قافية جديدة ، الشطرة الأولى والثانية والرابعة متماثلة القافية مع اختلافها فى الثالثة ، وبهذا تختلف عن القصيدة التقليدية من حيث عدم التقيد بنفس القافية ، وهى تقترب من شكل من أشكال الزجل إلا أن الزجل يكون باللغة العامية. والقصيدة مليئة بأبيات الحكمة وهو من أسرار نجاحها ، وهى من أعمال أم كلثوم الكبرى وحققت نجاحا هائلا
سمعت صوتا هاتفا فى السحر نادى من الغيب غفاة البشر
هيا املأوا كأس المنى قبل أن تملأ كأس العمر كف القدر
لا تشغل البال بماضى الزمان ولا بآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان
غد بظهر الغيب واليوم لى وكم يخيب الظن في المقـبل
ولست بالغافل حتى أرى جمال دنياي ولا أجتلي
القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يطاق
يارب هل يرضيك هذا الظمأ والماء ينساب أمامي زلال
أولى بهذا القلب أن يخفقا وفي ضرام الحب أن يحرقا
ما أضيع اليوم الذى مر بى من غير أن أهوى وأن أعشقا
أفق خفيف الظل هذا السحر نادى دع النوم وناجى الوتر
فما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر
فكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار
فامش الهوينة إن هذا الثرى من أعين ساحرة الإحورار
لا توحش النفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى في الثرى راحل غدا ومن ألوف السنين
اطفئ لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الأيام مثل السحاب
وعيشنا طيف خيال فنــل حظك منه قبل فوات الشباب
لست ثوب العيش لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت أين المفر
يا من يحار الفهم في قدرتك وتطلب النفس حمى طاعتك
أسكرني الإثم ولكني صحوت بالآمال في رحمتك
إن لم أكن أخلصت في طاعتك فإنني أطمع في رحمتك
وإنما يشفع لى أنني قد عشت لا أشرك فى وحدتك
تخفي عن الناس سنى طلعتك وكل ما فى الكون من صنعتك
فأنت ملاه وأنت الذي ترى بديع الصنع في آيتك
إن تفصل القطرة من بحرها ففي مداه منتهى أمرها
تقاربت يا رب ما بيننا مسافة البعد على قدرها
يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار عدنا إلى ظلك فاقبل توبة التائبين
الأطــــلال شعر د.إبراهيم نـــاجي
ألحان رياض السنباطي مقـام راحة أرواح 1966
القصيدة المغـناة يختلف نصها عن القصيدة التى وردت فى ديوان ناجى بنفس الاسم ، وقد أضيف إليها مقطع من قصيدة أخرى لناجى وهو البادئ بالبيت هل رأى الحب سكارى مثلنا ، وبلغ التوفيق حده فى هذا المزج إذ أن ذلك المقطع بلغ ذروة القصيدة بل إنها اشتهرت به ، والشاعر الدكتور ابراهيم ناجى كان طبيبا بالفعل وعرف عنه إنسانيته البالغة فى معاملته لمرضاه حتى أنه كان يعطى مرضاه من الفقراء نقودا بدلا من أن يتقاضى منهم أجرا
رياض السنباطى فى هذه القصيدة حلق بالنغم فى آفاق جديدة ، فرغم شرقيته المفرطة إلا أن اللحن بدا وكأنه يطرق نغمات جديدة على السمع ، فقد تخلص السنباطى من كثير من الجمل التقليدية وصاغ جملا بعيدة عن التوقع ، وقد وفق تماما فى التعبير عن الموضوع نصا وكلمات بل وربما حروفا أيضا ، ويبلغ اللحن أقصى مداه فى التعبير فى تصوير الأبيات حسب موقفها الدرامى ، ومن عجائب لحن الأطلال أنه لم يلق ذلك القبول الفائق الذى لقيه فى أسماع الناس وقلوبها من أول مرة ، فقد جاءت الأطلال يعد موجة من ألحان عبد الوهاب لأم كلثوم وضع فيها كيرا من الإبهار ، وتعـود الناس على هذا الأسلوب حتى جاء السنباطى فبهر الجميع ليس بالآلات الجديدة ولا الإيقاعات الجذابة وإنما بقوة التعبير الفائقة والتى احتاجت لبعض الوقت حتى يمكن للجمهور قراءة النص جيدا ، خاصة أنها قصيدة شعرية
غنت أم كلثوم الأطلال فى إحدى حفلاتها بالقاهرة عام 1966، واختارت أن تغنيها بعد ذلك بعام على مسرح أولمبيا فى باريس عام 1967 وهنا قامت الدنيا ولم تقعد فقد استمع إليها مباشرة جمهور جديد ، وانبهر الناس بأدائها خاصة حين غنت أعطنى حريتى أطلق يديا ، وأحدث أداؤها دويا هائلا جذب الناس إليها جذبا ، وتظل الأطلال حتى يومنا هذا نموذجا رائعا للموسيقى العربية الأصيلة
الأطــــلال شعر د.إبراهيم نـــاجي
ألحان رياض السنباطي مقـام راحة أرواح 1966
يا فؤادى لا تسل أين الهوى كان صرحا من خيال فهوى
اسقنى واشرب على أطلاله وارو عنى طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا وحديثا من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوى كيد من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له أين من عينيك ذياك البريق
يا حبيبا زرت يوما أيكه طائر الشوق أغنى ألمي
لك إبطاء المذل المنعم وتجنى القادر المحتكم
وحنيني لك يطوي أضلعي والثواني جمرات في دمي
أعطنى حريتي أطلق يديا إننى أعطيت ما استبقيت شيا
آه من قيدك أدمى معصمي فلم أبقيه وما أبقى عليا
ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر والدنيا لديا
أين من عيني حبيب ساحر فيه عز وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكا ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى ساهم الطرف كأحلام المساء
أين مني مجلس أنت به فتنة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب هائم وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا
هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا في طريق مقمر تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق وأفقنا ليت أنا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذير طالع وإذا الفجر مطل كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها وإذا الأحباب كل في طريق
أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو
فإذا ما التأم جرح جد بالتذكار جرح
فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو
يا حبيبى كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
أقبـــــل الليـــــــــل شــعر أحمــد رامي
لحن رياض السنباطي مقــام كورد 1968
إحدى قصائد أحمد رامى القليلة نسبة إلى ما ألفه بالعامية، ويظهر فيها تأثره بشعر العامية الغنائى فى كثرة تغيير الوزن والقافية وفى استعماله للتعبيرات الشائعة فى أغانيه العامية مثل ظنوني، شجوني، أنيني، الضنى
وقد استخدم رياض فى هذه الأغنية آلة الأورج فى أكثر من مقطع، ويبدو أنه قد أعجب بصوت الآلة الجديدة فكرر استخدامها فى عدة قصائد فى أواخر الستينات، وكان فد عرف بأنه من الموسيقيين المحافظين لكنه اتجه للتجديد فى تلك الفترة متأثرا بما كان يقدمه محمد عبد الوهاب من تجديد كبير فى ألحانه لأم كلثوم، وكان السنباطى عام 1964 قد استخدم آلة البيانو لأول مرة فى ألحانه بينما استخدمه عبد الوهاب فى العشرينات فى أغنية الصبا والجمال كما استخدمه سيد درويش قبل ذلك
أما أم كلثوم، ورغم تجاوزها الستين عاما، فقد أسرت السامعين بصوتها العذب وأدائها الساحر خاصة فى مقدمة أقبل الليل، ولا يمكن تخيل أنه بمقدرة مطربة أخرى أداء تلك المقدمة على ذلك النحو من إجادة التعبير
أقبــل الليــل يا حبيبي ونــــاداني حنيني وسرت ذكراك طيفا هام في بحر ظنوني
ينشر الماضي ظلالا كن أنســا وجمــــالا
فإذا قلبى يشتاق إلى عهد شجوني وإذا دمعي ينهـــل على رجع أنيني
يا هدى الحيران في ليل الضنى أين أنت الآن بـــــل أين أنـــــا
أنا قلـب خفـــــاق في دنيا الأشـــواق
أنا روح هيمـــان في وادى الأشجان
تاه فكري بين أوهــامي وأطياف المنى لست أدري يا حبيبي من أنا أين أنا
با بعيد الدار عن عيني ومن قلبي قريبا كم أنــــاديك بأشــواقي ولا ألقى مجيبا
تقبل الدنيـا على أهل الهوى أنسا وطيبا وفؤادي كاد من فرط حنيني أن يذوبا
لو عدت لي رد الزمان إليّ سالف بهجتي ونســــيت ما لاقيت منه في ليالي وحدتي
يا هدى الحيران في ليل الضنى أين أنت الآن بل أين أنا
تاه فكري بين أوهــامي وأطياف المنى لست أدري يا حبيبي من أنا أين أنا
أواه با ليــل طال بي سهري وساءلتني النجوم عن خبري
ما زلت في وحدتي أسامرها حتى سرت فيك نسمة السحر
وأنا أسبح في دنيـــا تراءت لعيوني قصة أقرأ فيها صفحات من شجوني
بين مـــــاض لم يـــــــدع لي غير ذكرى عن خيالي لا تغيب
وأمـــــــــاني صـــــورت لي في غــد لقيــــــــا حبيب لحبيب
النوم ودع مقاتي والليـل ردد أنتي
والفجر من غير ابتسامك لا يبدد وحشتي
يا هدى الحيران في ليل الضنى أين أنت الآن بــــل أين أنــــــــا
تاه فكرى بين أوهامى وأطياف المنى لست أدرى يا حبيبي من أنا أين أنا
يا قلبى لوطال بى زماني وأنعـــم الدهـــر بالتـــداني
تبســم الفجــــر لعيـــوني وغــرد الطيـــر فى لسـاني
وبت بالنشــــوة أغني والليل يروي الحديث عني
ياهدى الحيران في ليل الضنى قد غـــدوت الآن أدرى من أنــــا
أنا طير رنام في دنيا الأحلام
أنا ثغر بسام في صفو الأيـام
كنت وحدى بين أوهامي وأطياف المنى والتقـــينا فبدا لي يا حبيبى من أنا أين أنا