• هذا التقسيم يسهل دراسة موسيقات عبد الوهاب العديدة بنسبة مقطوعة معينة إلى إحدى هذه السلاسل والتعرف إلى سماتها الخاصة بانتمائها لسلسلة تتميز بخصائص عامة تشترك فيها جميع مقطوعاتها 

• استخدم عبد الوهاب هذه السلاسل بذكاء شديد بحيث لم تتصل أو تتابع حلقات أي منها، ما عدا سلسلة الخيام، فهو يقدم مقطوعة من سلسلة ذات أسلوب معين تليها مقطوعة من سلسلة أخرى لها أسلوب مختلف، ثم يعود بعد قطعتين أو ثلاث إلى السلسلة السابقة وهكذا. بهذه الطريقة يبتعد بموسيقاه، وبالجمهور، عن تشابه المقطوعات المتتالية، وعندما يقدم موسيقى جديدة تبدو فعلا جديدة ومختلفة عن سابقتها 

• أما لماذا تتابعت حلقات سلسلة الخيام دونا عن غيرها فالإجابة واضحة .. فهذه السلسلة كانت أقوى ما قدم عبد الوهاب على الإطلاق وأرقاها مستوى في التأليف والإعداد والتوزيع وأكثرها نجاحا، فكان طبيعيا أن تتوالى مقطوعاتها دون أي تحفظ. هذا بالإضافة إلى أن السلسلة السابقة لها قد توقفت عند عام 1959 وحسب نهج عبد الوهاب فهو لا يرجع إلى استخدام أسلوب سلسلة متوقفة

• يلاحظ من سير السلاسل أن كل سلسلة تتوقف تماما عند حد زمني معين، لا يعاد بعده استخدام أسلوبها ثانية وبحيث يكون القادم فقط بأسلوب جديد. على سبيل المثال، تتوقف سلسلة فكرة عند 1939، لن تجد في مؤلفات عبد الوهاب من 1940 فما بعدها أي مقطوعة مؤلفة بنفس الأسلوب، وكذلك الأمر مع بقية السلاسل

هنـاك ملاحظة أخرى في منتهى العجب ، يوجد فاصل زمني 4 سنوات بين السلسلة الأولى والثانيــــة، ثم 9 سنوات بين السلسلة الثانية والثالثة

وبعد سلسلة متوسطة (الرابعة) يعود نفس الفاصل الزمني 4 سنوات بين السلسلة الرابعة والخامسة، ثم 9 سنوات بين الخامسة والسادسة

معنى هذا أن تولد الأفكار الجديدة لا يسير عشوائيا وإنما بانتظام شديد وكأنه يسير على إيقاع وإن كان بالسنين وليس بالدقات !

بعد تلك السلاسل قدم عبد الوهاب موسيقات متنوعة اشتملت على خصائص من جميع ما ألف من موسيقى ولا تعد سلسلة قائمة بذاتها. كما تخلل تلك السلاسل مقطوعات متفردة لا تتبع نمط أي سلسلة، مثل "من الشرق"، و"إليها". نقد وتحليل د.أسامة عفيفي، مؤلفات عبد الوهاب الموسيقية، سلاسل موسيقى عبد الوهاب