المحتويات:
التعريف بها
كيفيتها
بعض الأدعية الواردة في الاستسقاء
هي صلاة تُشْرَع عند احتباس مطر أو جفاف نبع، وهي مسنونة عند ظهور سببها، وتفوت بزوال السبب، كأن تنزل الأمطار، أو يجري النبع.
للاستسقاء المندوب ثلاث كيفيات:
أدناها: مطلق الدعاء في أي الأوقات أحب.
أوسطها: الدعاء بعد ركوع الركعة الأخيرة من الصلوات المكتوبة، وخلف الصلوات.
وأكملها: - وهو ما عُقِدَ باب صلاة الاستسقاء لبيانه - أن تتم على الكيفية التالية:
أولاً:
يبدأ الإمام أو نائبه فيأمر الناس بما يلي:
(أ) التوبة الصادقة.
(ب) الصدقة على الفقراء، والخروج عن المظالم، وإصلاح ذات البَيْن.
(ج) صيام أربعة أيام متتابعة.
واستُحِبَّت هذه الأمور لما لها من أثر في استجابة الدعاء، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
ثانياً:
يخرج الإمام بهم في اليوم الرابع من أيام صيامهم، وهم صائمون في ثياب بذلة وخشوع واستكانة، إلى الفلاة، فيصلي بهم الإمام أو نائبه ركعتين كركعتي صلاة العيد تماماً مع تكبيرات الزوائد.
روى ابن ماجه (1266) وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متواضعاً مُتَبَذِّلاً مُتَخَشِّعاً مُتَرَسِّلاً مُتَضَرِّعاً فَصَلَّى ركعتين كما يصلي في العيد.
[مُتَضَرِّعاً: مُظهِراً للضراعة، وهي التذلل عند طلب الحاجة].
ثالثاً:
إذا أتموا الصلاة خطب الإمام فيهم خطبتين، كخطبتي العيد، غير أن ينبغي أن يفتتحهما بالاستغفار تسعاً في الأولى، وسبعاً في الثانية، بدلاً عن التكبير.
لقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 10 -11] أي كثيرة الدرّ، والمراد المطر الكثير.
فإذا بدأ الخطبة الثانية، ومضى نحو ثلثها، استقبل الخطيب القبلة واستدبر المصلين، وحوَّل رداءه بأن يجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه، والأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن، إظهاراً للمزيد من التذلل لله عزَّ وجل.
روى ابن ماجه (1268)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً يَسْتَسْقي، فَصَلَّى بنا رَكْعَتَيْنِ بلا أَذَان ولا إقامة، ثم خَطَبَنَا ودَعَا الله، وحَوَّلَ وَجْهَهُ نحو القِبْلة رافعاً يَدَيْهِ، ثم قلب رداءه: فجعل الأيْمَنَ على الأيْسَر والأيْسَرَ على الأيْمَن.
ويُسنُّ أن يفعل الناس مثله.
ويُسنُّ للخطيب أن يكثر من الاستغفار والدعاء والتوبة والتضرع، وأن يتوسلوا بأهل الصلاح والتقوى.
روى البخاري (964)، عن أنس - رضي الله عنه -: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بالعَباس بن عبد المطلب فقال: اللهمَّ إنا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وإنا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فاسْقنَا. قال: فَيُسْقَوْنَ.
رابعاً:
يُسنُّ أن يُخْرِجوا معهم إلى المصلَّى الأولاد الصغار والشيوخ والبهائم لأن المصيبة التي يخرجون من أجلها تعمهم جميعاً، ولا ينبغي أن يمنع أهل الذمة من حضورها.
اللهم اجعلها سُقْيَا رَحْمَةِِ، ولا تَجْعَلْهَا سُقْيَا عذابِِ، ولا مَحْقِِ ولا بَلاءِِ، ولا هَدْمِِ ولا غَرَقِِ. اللهم على الظِّرابِ والآكَامِ، ومَنَابِتِ الشجَرِ وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، اللهم حَوَالَيْنَا ولا عَلَيْنَا. اللهم اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً، هَنِيئاً مَرِيئاً مَرِيعاً، سَحّاً عَامّاً غَدَقاً طَبَقاً مُجَلِّلاً، دائماً إلى يومِ الدِين.
اللهم اسْقِنَا الغَيْثَ ولا تَجْعَلْنَا مِنَ القانِطِين، اللهم إنَّ بالعبادِ والبلادِ من الجَهْدِ والجُوعِ والضَّنْكِ، ما لا نَشْكو إلا إليك. اللهم أَنْبِت لنا الزَرْعَ وأدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وأَنْزِلْ عَلَيْنَا من بَرَكَاتِ السماء، وأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأرضِ، واكْشِفْ عَنَّا مِنَ البلاءِ ما لا يَكْشِفُهُ غَيْرُكَ، اللهم إنا نَستغفرُكَ إنَّكَ كُنْتَ غَفَّاراً، فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً.
[الظِّراب: جمع ظرب وهو الجبل الصغير أو الرابية الصغيرة. الآكَامِ: جمع أكمة وهي التراب المجتمع، أو الهضبة الضخمة. غَيْثاً: مطراً. مُغِيثاً: منقذاً من الشدة. هَنِيئاً: طيباً لا ينغصه شيء. مَرِيئاً: محمود العاقبة منمياً. مَرِيعاً: مخصباً فيه الريع وهو الزيادة. سَحّاً: شديد الوقع على الأرض. غَدَقاً: كثيراً. طَبَقاً: مستوعباً لنواحي الأرض. مُجَلِّلاً: يجلِّل الأرض ويعمها. دائماً: مستمراً نفعه إلى انتهاء الحاجة إليه. القانِطِين: الآيسين بتأخير المطر. الجَهْد: المَشَقَّة. الضَّنْك: الضيق والشدة، أدِرَّ: من الإدرار وهو الإكثار. الضَّرْع: أضرعت الشاة أي نزل لبنها قبل النتاج، أي قبل وضعها حملها].
(رواه البخاري: 967، ومسلم: 897، وأبو داود 1169، والشافعي: "الأم 1/ 222"، وغيرهم).