Blogger المدونة الرئيسية في
1.
في أحد مقالاتي المنشورة كتبت ما يلي:
إنه لتصور غريب عن "الشخصية الوطنية" و"الانتماء القومي" وذلك بالرجوع إلى الماضي [الذي لا علاقة للكثير من "الدول" العربية الحالية بهذا الماضي - وخصوصاً تلك التي ظهرت مساء يوم أمس بعد العشاء ولم يكن لها أي نوع من الوجود "لا شعب ولا أرض" قبل 100 سنة مثلاً!] – الماضي الغامض والمتناقض والذي لا أدلة مقنعة على وجوده.
2.
إلا أن هذه الدول المصطنعة وشعوبها المختلقة يقومون كل يوم الدنيا ولا يقعدونها صارخين بدولتهم "الأصيلة" وماضيهم التليد!
وهذا الماضي منسوج بقصيدة "مديح" على طريقة الروح العصبية العربية للشاعر صفي الدين الحِلِّي.
3.
إنه كلام كأي كلام – وكلام عربي تحتل فيه البلاغة المزيفة محل الوقائع والتاريخ. فإن ينطلق العرب من ماض واحد مفترض قد يكون أمراً لا يضر الآخرين/البعيدين. لكن هذا الماضي يضرُّ أنفسهم بالذات. لأنه يصنع تصوراً مزيفاً عن الحاضر- وبالتالي تصوراً مزيفاً عن الغد. فما جدوى أن يعلنوا لناس القرن العشرين جميعاً بأن سيوفهم مخضبة بالدم!
هل هذا تمهيد للإرهاب الدموي؟
4.
هذا المنطق العربي العقيم هو هدف هذه المقالات الثلاثة.
لم تعد قضية "مصداقية" الانتماء القومي قضية مفروغة منها ولا تقبل النقاش. بل لم تعد هذه "المصداقية" غير "حكاية متخيلة" لا تختلف عن الكثير من الحكايات الشيعية التي سعى التاريخ المزيف إلى تحولبها إلى "حقائق" مفروغ منها.
5.
الانتماء وهم.
لكن الدولة العربية [من المهد إلى اللحد] حولت هذا الوهم في حياة "المواطن" إلى قضية مقدسة.
ولهذا فإن الحديث في هذه المقالات عن "الانتماء" هو حديث عن الأوهام العربية للدولة العربية وسندها العتيد: الإسلام.
6.
وهكذا أصبح الفرد "القومي/العربي" سجين أوهام التاريخ المزيف الذي تستند إليه الدولة والكهنوت الإسلامي الرسمي. وهو سجن تتوفر فيها جميع مكونات السجون العربية التي لا يخرج منها أحد إلا ميتاً.
ولهذا فإن الخروج من هذا السجن لن يكون ممكنا إلا التخلي عن أوهام القومية والدين. فهذه الأوهام هي أساس بناء حكم الأقلية ودولة الإرهاب.