Blogger المدونة الرئيسية في
"إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ[سورة ص/24] - من كتاب محمد
1.
كلُّ سطر من "كتاب" المسلمين [أو آية، حتى لا يغتاظوا - على الرغْم أن الأمر لا يهمني من حيث المبدأ]يحمل لنا، نحن سُكَّان الأرض في القرن الحادي والعشرين، حَيْرَةً سرعان ما تتحول إلى ذُهُول!
حيرةٌ من منطق مؤلف القرآن [أو مؤلفيه] وذهول من أنصاره المعاصرين.
فهو:
يتنافى مع المنطق، وهم يصدقونه!
ويتنافى مع الأدب والأخلاق السوية، وهم يتبعونه!
ويتنافى مع قيم احترام الآخرين، وهم يبجلونه!
ويتنافى مع إنافة التعبير ودقة اختيار العبارة، وهم يقدسونه!
ويتنافى مع كل ما نؤمن به كحضارة معاصرة، وهم على طريقه سائرون!
هذه وقائع يمكن البرهنة عليها بمئات الوثائق" ومن كتبهم هم بالذات.
2.
وها هي قضية واحدة فقط من آلاف القضايا التي يؤمن بها المسلمون والتي تتعارض مع أبسط القيم البشرية، والأمر يتعلق بـالآية 24من سورة ص".
والآن لنطالع مفسري القرآن حتى نعرف مَنْ (أوْ ما) هي النعجة:
الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى: “إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ"
وهذا مثلٌ ضربه الخصم المتسوّرون على داود محرابه له؛ وذلك أن داود كانت له - فيما قيل - تسع وتسعون امرأة، وكانت للرجل الذي أغْزاه حتى قُتل امرأة واحدة، فلما قُتل نكَح - فيما ذُكر - داودُ امرأتَه، فقال له أحدُهما: (إِنَّ هَذَا أَخِي): على ديني.
كما حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبهٍ: (إِنَّ هَذَا أَخِي). أي: على ديني (لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ ).
وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً أُنْثى). وذلك على سبيل توكيد العرب الكلمة، كقولهم: هذا رجل ذكرٌ. [...]
وقوله: (فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا). يقول: فقال لي: انـْزِلْ عنها لي وضُمَّها إليَّ.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (أَكْفِلْنِيهَا). قال: أعْطِنيها، طلِّقْها لي أنْكِحْها، وخلّ سبيلَها"
(جامع البيان عن تأويل آي القرآن - ج 20، مطبعة هجر 2001، ص))
القرطبي:
قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) أي قال المَلك الذي تكلم عن أُورِيا (إِنَّ هَذَا أَخِي) أي: على ديني، وأشار إلى المدعي عليه. وقيل: أخي أي: صاحبي. (لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً). وقرأ الحسن: " تَسعٌ وتَسعون نعجةً) بفتح التاء فيهما، وهي لغة شاذة، وهي الصحيحة من قراءة الحسن، قاله النحاس. والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة؛ لما هي عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب. وقد يكنى عنها بالبقرة والحِجْرة والناقة ; لأن الكل مركوب".
(الجامع لأحكام القران - ج 15: يس – فصلت، دار علم الكتب، ص 172)
البغوي:
(إن هذا أخي) أي على ديني وطريقتي، ( له تسع وتسعون نعجة) يعني امرأة (ولي نعجة واحدة) أي امرأة واحدة، والعرب تكني بالنعجة عن المرأة وهذا على سبيل التعريض للتنبيه والتفهيم لأنه لم يكن هناك نعاج ولا بغي"
(تفسير البغوي، ج 5، دار الكتب العلمية/بيرو 1995، ص 272)
3.
فهل يكفي هذا لكي نفهم مَنْ هي "النعجة" من وجهة نظر كِتَابٍ محمد والإسلام؟
إذن، أيها المتحضرون، ألهذا عاجزة لغتكم الدينية أم ثقافة محمد البدوية المتخلفة هي مصدر هذا العجز؟
فالمرأة تُشبَّهُ "بالنعجة والشاة؛ لما هي عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب . وقد يكنى عنها بالبقرة والحِجْرة والناقة ; لأن الكل مركوب"!
ألهذا : تبيعون النساء وتهدونهن وكأنهن "نعاج" من نعاجكم؟
ألهذا : كانت عدد زوجات نبيكم قد تعدى الثلاثين من غير السراري و"ملك اليمين"؟
ألهذا : ليس لــ"صحابكم" هَمٌّ غير "نكاح" الأطفال والنساء الأسرى والعبيد من غير حد ولا وازع؟
ألهذا : تغلفون نساءكم بأمتار القماش الأسود وتمنعونهن عن ممارسة انسانيتهن بصفة بشر لا يقلن عنكم ذكاء ولا جدارة؟
ألهذا : يشرع نبيكم للبغاء صراحة وجهراً: " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (سورة النور/33)؟
4..
إنني لا أوجه أسئلتي إلى الكهنوت الإسلامي ولا للمهوسين بمحمد والفاقدين لمقومات الحس البشري السليم؛ كما أنني لا أوجه أسئلتي للمسلمين الذين انغلقت أبواب الجهل والأمية على عقولهم ولا من فقد القدرة على التفكير مرة وإلى الأبد.
إنني أسأل هذا النوع من المسلمين الذين يدعون بنبل الأخلاق وسمو الثقافة الإنسانية؛
إنني أسأل هذا النوع من المسلمين الذين لا يكفون ليل نهار عن ترديد شعارات الحقوق والمساواة؟
إنني أسأل هذا النوع من المسلمين الذين قد لا يزال متسعاً من العقل للتفكير والحس الإنساني لكيلا يقبل أن تكون أمه، أو أخته، أو زوجته، نعجة "كأي نعجة" لما هي عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب. وقد يكنى عنها بالبقرة والحِجْرة والناقة ; لأن الكل مركوب" كما يقول القرطبي (قبل الله أعماله)!
5.
هذه هي الحقيقة:
كلُّ سطر من "كتاب" المسلمين يحمل لنا حَيْرَة سرعان ما تتحول إلى ذُهُول، ولمن يريد التأكد ليقرأ هذا "القرآن" على مهل وبتأني. لن يجد ألا نصاً ضعيفاً مثيراً للشكوك والكآبة والملل.
أما غياب الحس البشري الأصيل للناس والطبيعة فهو امتيازه الذي يفخر به المسلمون.