ديالكتيك الأوهام الدينية
1.
"العقائدُ" كلُّها [من أي نوع كانت وفي أي زمان ظهرت] هي "عقائدُ" لا فرق بينها إن تعلقت بوجود رب متعالٍ مُفارِق أو بمجتمع آري نقي، أو مجتمع شيوعي، وهي تعني بدورها:
افتراضَ وجودِ شيءٍ؛ افتراضَ حدوثِ شيءٍ؛ افتراض وجود ربٍ، أو وجود علم لهذا الرب!
وهذا يعني أنه محض ادعاء لا دليل له ولا برهان يدعمه. والافتراضات الدينية (التي تُسمى عقائد) تفتقر تاريخياً إلى الدليل على ما تدعيه.
أكرر: تفتقر "تاريخياً" للأدلة. فهي منذ ظهورها حتى لحظة كتابة هذه السطور لم تقدم للآخرين ولا لأنصارها الأدلةَ على ما تفترضه من وجودِ شيءٍ أو حدوث شيءٍ.
2.
ولأنَّ "المؤمن" ينتمي إلى هذه "العقيدة" أو تلك ولأنه يؤمن بــ"افتراضاتها" فإنه بدوره يؤمن بأن هذه الافتراضات على حق!
وحالما آمن بصحة "افتراضات" عقيدته فإنه يصبح ضحية لديالكتيك الوهم الديني ويكتسب وهمَهُ الشخصي: بأنه هو أيضاً على حق!
ولأن عقيدته "أحقُّ" عقيدة [لأنها عقيدته] فإنه هو الآخر "أحقُّ" الناس!
3.
وهكذا فإنَّ كلَّ ما يقوله الآخرون عن عقيدته يُصبح من "باب العداء والغيرة"!
تهانينا:
الوهمُ يغلق على نفسهِ الأبوابَ ويتحصَّن في ملكوت وَهَمَ العقيدة – وهنا تكمن بالذات قوة العقيدة الدينية: في انغلاقها!