Blogger المدونة الرئيسية في
"خير" ما نبدأ به هو ما بدأه الكهنوت الأوائل أنفسهم تحت إشراف عبد الملك بن مروان وما يزال يردده حتى الآن ملايين المسلمين يومياً : "سورة!" الفاتحة.
تقول آيات هذه "السورة" الغريبة العجيبة ما يلي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ!!
1.
لا يستطيع القارئ الذي لم يودع عقله إلا أن يحتار بهذا الكلام [المفترض أنه كلام :الله"!]، حين يلقي نظرة سريعة على أسلوبه الذي يتناقض مع أبسط قواعد منطق التعبير من غير حتى أن يخطر على بالهم إن هذا "الكلام" هو في الحق أي "كلام" خال من المصداقية والإقناع.
فالتلفيق واضح كوضوح شمس الصحراء في قيظ صيف الربع الخالي والترقيع يصرخ أنَّ هذا الهراء لا يستقيم مع المنطق.
2.
فإذا كان هذا الكلام هو "كلام منزل" من كيان عالم عارف حكيم ومعجز في اللغة والتعبير فإنَّ عليه أن يتحدث بلسانه وألا يلعب دوراً لا يليق "به" ويشتت الأنظار والاهتمام عن معجزاته اللغوية أو أن يدفع الكفار إلى اخضاعه للشك والتساؤل.
فـ"صاحبنا" يخاطب البشر الفانين مستعيراً لغتهم ومستخدماً منطقهم ولهذا فإنه إنْ كان هو القائل فقد كان عليه القول:
· بِـ[أ] سْمِي أنَا اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
· الْحَمْدُ لي فأنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ
· الرَّحْمَن الرَّحِيمِ
· مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ
· إيَّايَ تَعْبُدُون وَإِيَّايَ تسْتَعِينُون [شئتم أم أبيتم – هذه إضافة مني]
· "أهْدِيكُم" الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
· صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتُ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ
3.
ولأنَّه لم يتحدث باسمه [أقصد الربَّ المزعوم] فإنَّ ذلك لا يعني غير شيء واحد:
إنَّ مصدر هذا الكلام هو "شخص" آخر.
ولأنَّه كلام لا يخرج عن كلام الأديان السابقة ولا يقول فيه شيئاً معجزاً أو نادراً فإنَّه كلام مُؤَلَّف من قبل واحد من مؤلفي القريان الذين لا عد لهم ولا حصر.
4.
وليس من الصدفة - ولم يكن أمراً مفاجئاً أنْ يرى عدد من كهنوت المسلمين في الماضي [مثل ابن مسعود] بأنَّ هذا النص [السورة] ليس من القريان بشيء.
فهو واضح [مثلما هي واضحة الكثير من نصوص هذه الكتاب] بأنه نوع من الأدعية والابتهالات الدينية التي كانت سائدة آنذاك بين الجماعات الدينية المختلفة.
ملاحظة:
البسملة في السريانية: "”bshemu aluhah rahmanu rahimu” [ܒܫܶܡ ܐܰܠܗܳܐ]
البسملة المندائية: "بسم الحي العظيم"
أمَّا مُسْلِمَة [وليس مسيلمة] بن حبيب اليمني فقد كان لقبه "رحمن اليمامة".
كما أن عبادة "الرحمن" أو "رحمنن" قد ظهرت منذ القرون الأولى بعد الميلاد في جزيرة العرب. وقد كان العرب يفتتحون كتبهم بـ " بسمك اللهم". وهذا ما كانت تستخدمه قريش أيضاً حتى ظهور الإسلام. وإن من جملة من استعملها في تلك القرون"أبرهة" الحبشي في نصه الشهير المعروف بنص سد مأرب.
[للتفصيلات أنظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / الجزء 6 للدكتور جواد علي]
5.
والشيء الأكثر مدعاة للاستغراب إنَّ يبدأ "ربُّ العالمين" نفسه تعاليمه "بالبسملة" و"الحمدلة" باسمه وكأنه واحد من ملوك ذاك الزمان الذين يبدؤون خطبهم بـ"نحن جلالة الملك المعظم"!
فهو إنْ كان "لا يستحي إن يضرب مثلاً ما ببعوضة" فإنَّ عليه [إنْ كان موجوداً] أن يستحي من هذا التفاخر والتبجح وأنْ يطالب الآخرين من ترديد هذا الكلام الفارغ ليل نهار.
6.
غير أنَّ النكات [بالمعنى العامي وليس اللاهوتي] والمفارقات لم تنته:
فالكثير من مفبركي المعاني ومختلقي الأفكار المعجزة [أقصد المفسرين] قرروا بأنَّ "المغضوب عليهم" هم النصارى و"الضالين" هم اليهود!
وهذا يعني، إن كان يعني شيئاً ذا قيمة، هو أنَّ "ربَّ العالمين" لا يمتلك الحد الأدنى من الجرأة على التصريح علناً بأسماء "المغضوب عليهم" و"الضالين" وخوَّل عباده الضالين [فهل يوجد أكثر ضلالاً من المفسرين] بالتصريح – أما هو فاكتفى بالتلميح!!
شيء مضحك!
7.
ومع ذلك فإن المشكلة لم تنته إلى هنا:
فوصف "الضالين" في كتاب محمد يرد مرات كثيرة جداً [حوالي 14 مرة] وهو يتعلق بالكثير من الجماعات التي لا علاقة لها باليهود ومن بينهم أولئك الذين لم يعجبوا محمداً مثل: "الذين كفروا بعد إيمانهم!].
بل وأكثر من هذا:
فقد شمل "أباه" برحمته باعتباره واحداً من "الضالين" [واغفر لابي انه كان من الضالين].
8.
باختصار:
إنَّ "الفاتحة" كلام كأي كلام وعليكم السلام!