Blogger المدونة الرئيسية في
1.
حسناً هل ولد محمد؟
بل هل انتهينا من المُحالات؟!
هذا مُحال ["فليس بالإمكان أحسن ما كان" كما يردد المسلمون ليل نهار"]!
فإذا كان "المسكينان" موسى وعيسى قد حظيا بمعجزات لا تتعدى عدد أصابع اليد، فإن معجزات محمد قد ضمتها مجلدات.
فالمسلمون ورغم أنهم لم يقدموا أية أدلة حتى لأنفسهم [فالآخرون لا يعنيهم الأمر إطلاقاً] لا على تاريخ مولد "المصطفى" الذي اهتزت له الدنيا وزلزلت وشبت الحرائق على كوكب الأرض بالمناسبة ولا على أنَّ اسمه محمد ولا حتى على حقيقة أنه ولد - أقول رغم هذا [وهذا شيء كثير] فإنهم يقررون محالاً آخر يضربون به بعرض الحائط حقائق العلم والمنطق والتاريخ والعقل البشري السوي!
2.
وهذا المُحَال الذي لا تقبله عقول سكان الغابات والمدن والجبال هو أنَّ أمَّ محمد قد حملته في بطنها قبل ولادته "نهائياً" أربع سنوات!
وكالعادة فإنَّ كُتَّاب الخزعبلات وأصحاب الشخابيط في الشبكات والقنوات الإسلامية يسمون هذا الكلام "شبهة" مغرضة. وليس هذا الكلام خزعبلات فقط بل ونوعاً من البلاهة الثقافية. والبلاهة الثقافية هي إنكار المرء لما يكتبه وينشره هو نفسه. فالكتب الإسلامية التي يقومون بنشرها ويعيدون نشرها حيث يبلغ عددها عشرات المجلدات تقول شيئاً آخر تماماً.
3.
ومن الأمثلة على ذلك هو تفسير ابن حجر [بعض الإصدارات تصل المجلدات إلى 24] الذي تم إصداره وإعادة إصداره مرات كثيرة.
فبصدد تفسير الآية 8 من سورة الرعد[ الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار] يقول:
"واختلف العلماء في أكثر الحمل ; فروى ابن جريج عن جميلة بنت سعد عن عائشة قالت : يكون الحمل أكثر من سنتين قدر ما يتحول ظل المغزل ; ذكره الدارقطني . وقالت: جميلة بنت سعد - أخت عبيد بن سعد.
وعن الليث بن سعد: إن أكثره ثلاث سنين . وعن الشافعي أربع سنين ; وروي عن مالك في إحدى روايتيه ، والمشهور عنه خمس سنين ; وروي عنه: لا حد له ، ولو زاد على العشرة الأعوام، وهي الرواية الثالثة عنه . وعن الزهري ست وسبع .
قال أبو عمر : [فمالك يجعله خمس سنين] ومن أصحابه من يجعله إلى سبع. والشافعي مدته [عنده] الغاية فيها أربع سنين . والكوفيون يقولون : سنتان لا غير . ومحمد بن عبد الحكم يقول : سنة لا أكثر . وداود يقول: تسعة أشهر ، لا يكون عنده حمل أكثر منه" [ص 20 المجلد 12].
4.
إذن:
اتفق العلماء"!!!"، رغم اختلافهم من حيث التفصيلات، على المُحال:
إمكانية أن تتراوح مدة الحمل بـ"سيد الأولين والآخرين" من سنة إلى سبع سنين!
فهل ستكون نتيجة هذا النوع من الحمل كياناً حياً حتى وإن كان معجزة؟!
الجواب:
- لا يهم!
المهم أن تكون ولادة محمد [أكرر للمرة الألف: أتحدث عن محمد السيرة الأدبية الرسمية الإسلامية] أكثر "إعجازية" و"استحالة" من ولادة يشوع [أقصد يشوع السيرة الأدبية الرسمية المسيحية] من أمه مريم من غير زوج!
5.
ولكن ما هي سرِّ قضية الحمل هذه التي يتستر عليها الكهنوت.
ليست حمل أمِّ محمدٍ بمحمد محض قضية شكلية عددية خلافية.
فالأمر من حيث الجوهر لا يتعلق بالعقائد. ولكن بسبب غياب الأجوبة المعقولة والمقبولة منطقياً لم يبق أمام الكهنوت الإسلامي غير الحل اللاهوتي العقائدي والمتمثل بالإيمان والاساطير - والكذب الصريح أيضاً.
وهذه عي القصة المعروفة للجميع:
تقول التاريخ الأدبي الإسلامي [كتب الحديث والسيرة] إلى حدثين منفصلين لكنها ترفض الجمع بينهما:
الحدث الأول:
يشير ابن سعد في "الطبقات الكبرى" وابن الجوزي في كتابه" المنتظم" والحافظ أو فتح اليعمري في "عيون الأثر": إن عبد المطلب تزوج هالة وزوَّج ابنه عبد الله بآمنة في مجلس واحد؛ فولد للأب حمزة وولد للابن محمد وهما أخوان بالرضاعة.
الحدث الثاني:
ونقرأ في "الطبقات" و"الإصابة" أيضاً وفي كتب أخرى بأنَّ حمزة قد قتل في غزوة أحد " على رأس اثنين وثلاثين شهراً من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة". أي أنَّ حمزة كان أسنَّ من محمد بأربع سنين أو اقل من ذلك – أي يكبر محمد بسنتين فقط [وهذه خلاصة مضحكة من قبل مجلس واحد]!
6.
ولا يمكن حل عقدة هذا الكلام العجيب الغريب إلَّا أن تكون آمنة بنت وهب [أم محمد] قد حملت محمداً أربع سنوات كما قرر "المفسرون" و"المحدثون" المسلمون بالذات.
وإن مثل هذا "القرار" بصدد "مدة الحمل التي قد تصل إلى أربع سنوات" مدعوم من قبل المالكية والشافعية وبعض الحنابلة.[ أنظر: الفتاوي الآمدية، ج2، 394]
وفي المصدر السابق تتم الإشارة إلى اسطورة تبريرية لا تثير غير الهزل وهي أن مالكاً وأبا حنيفة مكثا في بطن أمهما ثلاث سنوات!
7.
إنَّ قصة زواج عبد المطلب وابنه عبد اللات على هالة وآمنة في ليلة واحد وإنَّ محمداً قد مكث في بطن أمه أربع سنوات ولهذا فإن حمزة يكبر محمداً بأربع سنوات لا يمكن إلا أن تكون كذبة سخيفة من طراز رفيع من أجل خنق الحقيقة المنطقية الوحيدة من الحكاية وهي أنَّ آمنة بنت وهب [أو أياً كانت] قد ولدت محمداَ بعد وفاة زوجها عبد اللات [الأب المفترض] بأربع سنوات!
وهي فضيحة واضحة وضوح شمس الصحراء العربية!
ولأنني لا اسعى إلى تأكيد - ولا يهمني ولا يشغلني أمر الفضيحة فإنني لا أجد في هذه القصة غير حماقة عقائدية يمكن حلها برفض قصة زواج عبد المطلب وابنه عبد اللات في ليلة واحدة [أو في سنة واحدة] وانتهى الأمر.
8.
لكنهم وكما يقول المثل الشعبي [قد وقع الفاس في الرأس] قد ثرث رواما يكفي قروناً وفسروا تفسيرًا فجًا واستخدموا "بلاغة" حمقاء ورددوه عشرات المرات في عشرات المجلدات بأن عبد المطلب وعبد اللات تزوجا على هالة وآمنة في مجلس واحد وإن حمزة عندما قتل طان يكبر محمداً بأربع سنوات وانتهى القصة بالفضيحة.
ربما يتساءل المتفرج ببراءة بصدد هذه المهزلة قائلاً:
لماذا، يا تُرَى، لا يقوم الكهنوت بتصحيح أحد الحدثين بحيث يزول التناقض وتنحل العقدة ويتخلصون من الأسطورة المضحكة المنافية لقوانين الطبيعة بـأنَّ آمنة [أو أياً كانت] قد حملت محمداً أربع سنوات؟
9.
ولكن من يعرف المسلمين حقاً لن يطرح هذا السؤال. فتقديس السلف الذي وصل إلى حد العبادة والعقيدة وتمجيد ما قالوا من السخف والثرثرة بمنعهم من التراجع - حتى لو كان لخطوة واحدة بسيطة. لأن أي نوع من التراجع سوف ينسف أسطورة "التواتر" نسفاً هائلاً ويطيح بالتاريخ الأدبي للإسلام إلى الأبد.
ولهذا فإن منطق السخف والهزل [وهو منطق يقبله الملايين من السذج] أفضل بكثير، وهذا صحيح تماماً، من سقوط أسطورة "التواتر". فبدون "التواتر" لا وجود لـ99% من أساطير الإسلام وخرافاته. وهذا يعني لا وجود لـ99% من عقائد الإسلام وطقوسه وأوامره!
وهذا أمر سوف يكلف الإسلام انهياره السريع بدلاً من الانهيار البطيء الذي يحدث الآن عملياً.