Blogger المدونة الرئيسية في
1.
الجميع يعرف [وأقصد بالجميع كل من عاش مع المسلمين واستمع إلى تخريفهم راضياً أم مجبراً على الاستماع] بأنَّ المسلمين ومنذ القرون الأولى قتل بعضهم البعض الآخر؛ وعذَّب بعضهم البعض؛ وهدد بالموت والخراب وقطع الأرزاق بعضهم البعض الآخر، والسبب واحد لا غير:
هل يتكلم الله؟
هل كلام الله قديم أزلي أم مخلوق محدث؟
2.
فإذ رفض المعتزلة، ومن سار على طريقهم بالعلن أو بالسر حتى يومنا هذا، أن يكون الله "متكلماً" وأن يكون كتاب محمد هو "كلام الله" الأزلي والقديم - فإنهم يعتقدون بأنَّ"الله" هذا لا يتكلم وإن تكلم فإنه يستحيل إلى كيان محدد كجميع الكيانات ولهذا قالوا بفكرة "خلق القرآن".
3.
فأقام أهل الحديث، وسلف سلفيي اليوم حتى يوم الدين بقيادة ابن حنبل، الدنيا ولم تقعد حتى يومهم هذا على الزنادقة والكفرة والملحدين وكل ما طاب من الألقاب على المعتزلة "المسلمين".
فقد شرعوا بالصراخ وقد انظم إليهم الأشاعرة ولا يزالون يصرخون بأن ما قاله "الله" عن نفسه في كتاب محمد "القريان" هو الأصل والحق والحقيقة المطلقة ولا نقاش فيها ولا تأويل!
فالله كما وصف نفسه بنفسه ولا تفكير ولا تعليق على ما قال!
4.
وهكذا ومنذ ذلك اليوم الرهيب [لا أعرف أي يوم كان] أخذت الأحاديث والقصص والأساطير عن "كلام الله" و"تكليمه لخاتم النبيين" تتراكم وتتكاثر كما تتكاثر الأرانب في حقول التربية.
وهذا ما أدى بهم إلى "اختراع" صنف متميز فريد من نوعه من الحديث: الحديث القدسي [طبعاً لن اتطرق هنا إلى خلاف واختلاف الكهنوت السني والشيعي حول تعريف "الحديث القدسي"]
5.
وثمة سمات متميزة في هذه "الأحاديث القدسية!" مقارنة بالأحاديث "اللاقدسية!" الهريرية وبن العباسية والعائشية ومن أهمها:
من الناحية التقنية "والدرامية" الغالبة على ما يسمى "الأحاديث القدسية" هو أنَّ محمداً ينقل لأصحابه ما جرى بينه وبين الله من أحاديث سمر وتبادل وجهات نظر!
والسمة الثانية هي أن خرافات "الأحاديث القدسية" تسعى إلى نشر وتجذير نوع خاص من العقائد الإيمانية المتميزة التي لم تتطرق إليها أحاديث شيخ المضيرة و"حبر الأمة" المزيف.
أما السمة الثالثة فهي تقريب هذه "الأحاديث" من نصوص كتاب محمد. أقول تقريب لأنهم لا يجرؤون على اعتبارها بمنزلة الآيات والسور لكنهم جعلوا منها أدلة على آراء وتصورات وتبريرات طائفية وألعاب مذهبية ذات صبغة "مقدسة". فهي مع ذلك "كلام الله" ينقله محمد [أما الشهود فلا ضرورة لهم].
وهذه السلسلة من المقالات هي عما "قاله" الله شخصياً لـ"خاتم الأنبياء" شخصياً أيضاً والذي حل محل الله شيئاً فشيئاً [فشتم الله الاستنابة - أما شتم محمد فالقتل].
⚠️ للتذكير:
كما تخبرنا خرافة "الإسراء والمعراج" وهي عقيدة راسخة عند السنة والشيعة على حد سواء، بأنَّ "رب العالمين" قد رفض [ولنقل تجاهل] الكلام مع محمد. وقد كان بينهما ملك "وسيط" يكلمه من وراء حجاب نيابة عنه.
ولا أعرف كيف فاتهم هذا الأمر.
وخلافاً للقاء التاريخي لمحمد الذي كان على "قاب قوسين أو أدنى من ربه" ولا شيء آخر، فإنَّ الأحاديث "القدسية" تظهر محمداً كخليل لـ"رب العالمين" يتحدثان ويتسامران ويتجاذبان أطراف الحديث ويتبادلان وجهات النظر وجهاً لوجه كأصدقاء من أيام الدراسة!