Blogger المدونة الرئيسية في
1.
"الله"ـكم في كل مكان، وفي كل زمان تستعيذون به من الشيطان الذي يطاردكم، كما ربكم، في كل زمان ومكان. أيهمَا هو "الجبَّار" الله أم الشيطان؟
2.
لا أحد منكم قد فكر، أو سوف يفكر، في هذا الموضوع.
إنكم ككرة الثلج الملقاة من أعلى الجبل: ستتدحرج من غير قانون يشفع لها غير قانون الجاذبية، حتى تصطدم بصخرة ما في مكان ما من سفح الجبل وتستحيل إلى نتف ونثار!
هذا هو الهوس الذي تبددون فيه أعماركم؛ مرضى من غير علاج، تطوفون الشوارع والساحات مهللين باسمه ومكبرين، وهذا أفضل ما يتوفر فيكم. أما أولئك الذين يكون الهوس فيهم على أشده فإنهم يهللون ويكبرون باسمه ثم يفجرون أجساد الأبرياء بالمتفجرات!
3.
لا أسعى إلى التشهير بكم، بالرغْم أنكم تستحقون ذلك. أسعى (والكلمة الواقعية: آملُ) أن تعالجوا أنفسكم!
4.
مرض "الله":
أنتم مرضى: والمرض اسمه "الله".
والله خليط من الهلوسات والخيالات استحالت إلى نوع من "الحقائق". هي كأكاذيب الراعي الذي أراد أن يخيف الصبيان فأشار إلى ظلال بعيدة وأدعى بأنها ظلال قُطَّاع طرق ولصوص متوحشين. وحين هرب الصبيان خائفين ومرعوبين من صورة اللصوص البشعين، دفع هروبهم الراعي إلى مراجعة نفسه وأن يأخذ ما قاله مأخذ الجد.
وهكذا قرر أن يفعل ما فعله الصبيان وولى هارباً خوفاً من قطاع الطرق الذين " اختلقهم" بنفسه!
لقد تحولت رؤية الظلال إلى متلازمة!
إنها حالة مرضية حيث تتحول الأوهام والخيالات التي يصنعها البشر بأنفسهم إلى "حقيقة" أول ما ينخدع بها هُمْ أنفسهم: صانعو الخرافات.
5.
لقد مات الراعي منذ أكثر من 14 قرناً. لكن الصبيان لا يزالون خائفين . . يرتجفون من الرعب والهلع!
هذا ما أثْبَته التاريخ والعقل والتجربة البشرية:
إن ما ترونه لا يتعدى ظلال أشياء تبدو على صورة شيء ما، أطلقتم عليه اسم "الله". فآمنتم به (أقصد بالظلال) كما آمن الراعي وولى هاربًا كما هرب الصبيان.
لا يوجد على امتداد تاريخ الظلال (فتاريخكم هو محض ظلال) ولا دليل واحد (أكرر: ولا دليل واحد) بأن ما رآه الصبيان وما ترونه أنتم هو شيء آخر غير الظلال.
[أنظر: البحث عن "البحث عن الله"]
6.
وبالرغم من أن كل هذا مناف للعقل، فأنا لا اعترض على هوسكم بالظلال (فالديموقراطية علمتني بأن للآخرين الحق في أن يعبدوا ما يشاؤون من الآلهة حتى لو كان الباذنجان)، ولكن على شرط واحد بسيط لا يمكن المساومة فيه:
لا تحشروا الآخرين بقضيتكم وبربكم وبكتابكم وبتاريخكم!
افرضوا على أنفسكم ما شئتم من القواعد والالتزامات والقيود والمحرمات، ولكن لا تفرضوها على الآخرين فهم لا يصدقون ما تصدقون ولا يؤمنون بما تؤمنون.
أهذا شيء يخرج عن إطار العدل والعقل والقانون؟!
7.
اذهبوا إلى هناك، حيث أشار الراعي، منذ أكثر من 14 قرناً، إلى مكان الظلال، وسترون حتماً بأنها ظلال أشجار لا غير – لا قطاع طرق ولا لصوص - وفي حالتكم: لا رب في الأعالي ولا جحيم في أعماق الأرض [الحق أن في أعماق الأرض حممًا بركانية]. فلماذا تقطعون الجبال والصحاري لزيارة بيت الأوهام وتسبحون بحمد ظلالكم، ولكنكم ترفضون قطع مسافة قصيرة جدًا لتكتشفوا بأن لا شيء هناك غير الظلال!
8.
لا أدري إن كان لهوسكم بالظلال علاج.
لكنني أعرف معرفة اليقين الحقيقة الساطعة: إذا انهارت الدولة التي تتحصنون بها، ستنهار مملكتكم، تماماً كما تهار أبراج الرمل.
إن وجودكم رهين بوجود دول القمع التي تتعكزون عليها. وانهيار هذه الدول أمر لابد منه: فهذا قانون الحياة.
لكنني آمل من كل قلبي أن أكون شاهدًا على هذا الانهيار، وأن أرى كيف تتصرفون عندما لا تجدون سوى الظلال والأوهام والأكاذيب!
سترون في وضح النهار بأن تاريخ حياتكم هو لا شيء آخر غير الهوس بأوهام بدوية سخيفة تتعارض مع ابسط حقائق الكون.
فهل سأكون شاهداً على هذا المصير؟