الفرضية الزائفة [1]: الإسلام دين الرحمة والسلام

1.

"مِين ابْنُ الكلب الِّلي يِقُول غَيْر ذلك؟"

إنهُ سؤالٌ وجيهٌ!

"قَدْ" يكون فيه بعض "الخشونة!" لكنَّ نِيَّات السَّائِل حسنة – فكما يقول نَبِيَّه:

" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ"!

فَنِيَّة السَّائل (وإنْ كان عصبياً ومنفعلاً بعض الشيء!) تميل إلى الرحمة والسلام!

أما ما معنى هاتين الكلمتين فهذا أمر غير جدير بالأهمية.. .؟!

2.

"الإسلام دين الرحمة والسلام" جملة خبرية. والجمل الخبرية تحتمل الصدق والكذب.

فكم نسبة الصدق فيها؟

السؤال ليس صعباً – بل هو سؤال بلاغي يحمل الإجابة في ذاته.

لكنَّ مسلماً محترفاً (للمحترفين تدفع مكافآت دائماً) لن يجيب على سؤال من هذا النوع. وعندما تقول له إن نسبة الكذب هي 100% بدليل الوجه الآخر للصورة.

فستراه يشهر مَا بحوزته من أسلحة باردة أو نارية (ولهذا كن بعيداً عن المسلمين مسافة كافية!) صارخاً بوجهك:

"مِين ابْنُ الكلب الِّلي يِقُول ذلك؟!"

(آمل إلا يفهمني القارئ بصورة خاطئة. أنا لا أعني بـ"الوجه الآخر للصورة" الوجه الآخر للصورة المنشورة في بداية هذا الموضوع، بل الواقع الحقيقي للإسلام: ما فعلته الدولة الإسلامية فقي العراق وسوريا وما فعله “العلويون" في سوريا والشيعة في العراق وإيران ...)

3.

طبعاً لا ضرورة لذكر "ابن الكلب" لأنَّ ابن الكلب، من الناحية الفقهية، هو من المحتمل أن يكون كلباً!

فالرجل (وعلينا أن نقول ما له وما عليه) يعترف بأنَّ الهِجْرَة كانت لأسباب مختلفة. ولكن هذا لا يغير من اللوحة شيئاً.

فماذا عن الإيمان؟

هل هو لوجه الله "تعالى" ولا شيء آخر؟!

4.

ثمة ثلاثة أنواع من الإيمان:

الأول، خوفاً من آلاف التهديدات التي يقف شعر الرأس من هولها التي تبدأ بــ:

فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى!

وتنتهي بـ:

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ!

والخوفُ منشأه الجهل لا محالة.

كالخوف من الظلام؛

والخوف من الأماكن المرتفعة؛

والخوف من المجهول.

والخوف من الحقيقة.

وغيرها الكثير . . .

5.

والثاني، هو الطمع بعالم أفضل لا وجود له إلا هنا على الأرض. وهنا يكتسب الجهل صورته النموذجية:

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ!

المعادلة في غاية البساطة:

إيمان مقابل تذكرة إلى الآخرة!

6.

وثمة نوع ثالث وهو القسم الأعظم من الناس وهم يتوزعون ما بين " قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كذلك يَفْعَلُونَ" و "الحشر من الناس عيد"!

إذن هم بين المطرقة والسندان بانتظار الفرج (اقرأ كلمة فرج كما شئت!). فتراهم يتقلبون ما بين إدراك قيمة الحياة الدنيا هنا على الأرض والشكِّ في أن يوجد عالم هناك ما وراء السحب.

وعندما ظهر أنَّ لا شيء وراء السحب وقد اختبر الكثير من الناس هذه الحقيقة وليس رواد الفضاء فقط (الجزء الأكبر من رحلات الطائرات المدنية يتم التحليق على مسافات عالية فوق السحب) تناسوا "الله" وخرافاته وقرروا العيش والنضال هنا وليكن ما يكون!

أما القسم المتبقي من هذه المجموعة فإنها باقية في مكانها وكأنها تمتثل للمثل الداغستاني:

إذا كنت لا تعرف إلى أين ستذهب، فابق في مكانك!

وليكن بقاء ميموناً!

7.

وماذا عن فرضية دين الرحمة والسلام؟


للمقال بقية . . .