الفرضية الزائفة [2]:الإسلام دين الرحمة والسلام/ Bacchanalia
Blogger المدونة الرئيسية في
الفرضية الزائفة [2]:الإسلام دين الرحمة والسلام/ Bacchanalia
المرأة الغامدية:
[جَاءَ مَاعِزُ بنُ مَالِكٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ: وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إلَيْهِ، قالَ: فَرَجَعَ غيرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إلَيْهِ، قالَ: فَرَجَعَ غيرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مِثْلَ ذلكَ حتَّى إذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ، قالَ له رَسولُ اللهِ: فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ فَقالَ: مِنَ الزِّنَى، فَسَأَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَبِهِ جُنُونٌ؟ فَأُخْبِرَ أنَّهُ ليسَ بمَجْنُونٍ، فَقالَ: أَشَرِبَ خَمْرًا؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ، فَلَمْ يَجِدْ منه رِيحَ خَمْرٍ، قالَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَزَنَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ، فأمَرَ به فَرُجِمَ، فَكانَ النَّاسُ فيه فِرْقَتَيْنِ، قَائِلٌ يقولُ: لقَدْ هَلَكَ، لقَدْ أَحَاطَتْ به خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يقولُ: ما تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِن تَوْبَةِ مَاعِزٍ، أنَّهُ جَاءَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ في يَدِهِ، ثُمَّ قالَ: اقْتُلْنِي بالحِجَارَةِ، قالَ: فَلَبِثُوا بذلكَ يَومَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَقالَ: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بنِ مَالِكٍ، قالَ: فَقالوا: غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بنِ مَالِكٍ، قالَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ تَابَ تَوْبَةً لو قُسِمَتْ بيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ.
قالَ: ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِن غَامِدٍ مِنَ الأزْدِ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ: وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إلَيْهِ فَقالَتْ: أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كما رَدَّدْتَ مَاعِزَ بنَ مَالِكٍ، قالَ: وَما ذَاكِ؟ قالَتْ: إنَّهَا حُبْلَى مِنَ الزِّنَى، فَقالَ: آنْتِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، فَقالَ لَهَا: حتَّى تَضَعِي ما في بَطْنِكِ، قالَ: فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ حتَّى وَضَعَتْ، قالَ: فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: قدْ وَضَعَتِ الغَامِدِيَّةُ، فَقالَ: إذًا لا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا ليسَ له مَن يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ: إلَيَّ رَضَاعُهُ يا نَبِيَّ اللهِ، قالَ: فَرَجَمَهَ].
[صحيح مسلم، كتاب الحدود، دار طيبة 2006، ص 810]
1.
لم تحزنني حكاية في حياتي مثلما أحزنتني “حكاية المرأة الغامدية". بل أن حزني على هذه الحكاية لم يزل يحز في ذاكرتي. فهو مثال عن مظالم النساء في مملكة الطغيان الإسلامية.
لا تعنيني، هنا، مصداقيتها التاريخية. فنحن نحزن ونتعاطف حتى مع حكايات الأدب المعاصر والأفلام السينمائية واللوحات التشكيلية والأعمال الموسيقية الكلاسيكية.
ففي هذه الحكاية يمكننا تلمس الذل والمهانة التي عانت منها المرأة الغامدية (والتي لم يسمُّوها حتى باسم) لأنها كما افترضت الحكاية قد اقترفت فعلاً "شائناً" يقترفه جميع شهود الحكاية من غير استثناء!
غير أن هذه الحكاية تكشف في ذات الوقت عن شيء مقلق لثقافة المسلمين المحمدية حتى من تلك القرون وهو الغياب الشامل للرحمة الذي شَرَعَ فيه ومن ثم شَرَّعَه محمد شخصياً كما تصفه لنا كتب " الحديث" الإسلامية المقدسة وليس "كتب الأعداء".
2.
كما هو واضح من الحكاية فإن محمداً والذي يُقال في ذات الحكاية قد غفر (فهو المدير التنفيذي لرب العالمين!) لماعز بن مالك "خطيئته"، أبى أن يغفر خطيئة المرأة الغامدية وحكم برجمها حتى الموت!
وحتى لو أخذنا بنظر الاعتبار الصياغتين المختلفتين (أحدها تنتهي بـ happy end بالنسبة لماعز بن مالك كانت الغامدية محرومة منها) ونطالع الصياغة ذات الطابع التراجيدي فأن "محمدهم" قد منح كل الإمكانيات ووفر كل السبل لكي يتراجع ماعز بن مالك عن اعترافه وهذا ما لم يفعله مع المرأة الغامدية!
3.
وثمة شيء أكثر بشاعة في حكاية الغامدية:
إن محمداً هذا ولو كان قد أصدر حكمه البشع منذ الظهور الأول للمرأة (بين يديه الرحيمتين!) لقلنا إنها العجلة والتسرع. فما هو إلا "بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ" يخطأ ويصيب، لكنه أمر برجمها في شروط لا يمكن ألا غفران "خطيئتها" وحتى لو كان القاضي من أعتى الطغاة:
أولاً، وكما تقول الحكاية المحمدية بأن المرأة جاءت بنفسها واعترفت بـ"خطيئتها" المفترضة. وهذا ما يكشف عن قيم المرأة الصادقة وتقواها – بل يكشف عن شخصية قوية ومعايير أخلاقية لم يكن يمتلكها حتى محمد.
ثانياً، ليس ثمة شاهد على ما ادعت المرأة به؛ ولم يتحقق "صاحبنا الرحيم" من صحة قواها العقلية (كما فعله مع ماعز) ولم يتحقق من فعلها كما حاول مع ماعز بن مالك (الرجل) أيضاً، ساعياً إلى إنقاذه من ورطته. والطامة الكبرى وطالما قرر أنها "زانية" من غير أدلة، فإنه لم يكلف نفسه "عناء" حتى السؤال عن الزاني حتى تتحقق شروط آيته " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"!
فإذا ما تيقن من "زناها" فهذا دليل على أن ثمة زان آخر!
ثالثاً، إذ صحت هذه الحكاية فإن "قلبه العطوف!" النبوي لم يرتجف لأمانتها وهي تعود بنفسها لكي تتم معاقبتها بعد أن وضعت طفلها. بل لم يرتجف قلبه على مأساتها وعذاباتها وآلامها وهي تحمل طفلها وقد ظل مصراً على قتلها رغم أن اعترافها بـ"خطيئتها" هي بمثابة عقوبة لامرأة مثلها.
رابعاً، لم يول محمد هذا أهميةً ليس فقط لاعترافها وصدقها بل يول أهمية كونها حاملاً في المرأة الأولى أُماً لطفل رضيع في المرة الثانية.
لقد ضرب في عرض الحائط كل القيم الإنسانية وقيم التسامح ولم يهدأ له بال إلا حين قتلها!
4.
وأخيراً (وليس آخراً) ما الذي حققه محمد في قتل المرأة المسكينة؟
وأية دروس روحية (وهو الحكيم ومدينة العلم!) قدمها لأنصاره غير جلافة القلب وغياب الضمير والتوحش؟
لقد حاولت أن استعيد كل ما في ذاكرتي من حكايات التاريخ والأدب والسينما والمسرح ووقائع الحياة فإنني لم أجد شخصية مأساوية مثل المرأة الغامدية. لكنني لم أجد أيضاً ظالماً مغلق القلب وممسوح الضمير مثل شخصية محمد كما يصفها الأدب الإسلامي.
وكل هذا لا يشكل إلا غيضاً من فيض!
4.
كما تقول السيرة الأدبية الإسلامية أن عثمان (أقصد بن عثمان) طالب بشاهدين على صحة كل آية من كتاب محمد في أسطورة جمع كتاب محمد.
فلماذا طالب محمد بأربعة شهود على أثبات الزنى؟
أيهما أكثر أهمية لمؤلف الكتاب: أن يتدخل في شؤون حياة الآخرين وغرف نومهم أم مصداقية كتابه (وهذا أمر سنعرج عليه فيما بعد)
الجواب الذي يدعمه كتاب محمد والسيرة الأدبية الإسلامية على حد سواء:
هو أن الجميع كانوا يزنون:
فقد كانت "مدينةُ" محمدٍ مدينةً لاحتفالات الجنس Bacchanalia السرية. ولهذا فإن إثبات الزنى بصورة سهلة يمكن أن يؤدي إلى معاقبة نصف المدينة (ونصف هذا النصف لا يجرأ أحد على معاقبته) وهذا ما جعل "شرط الشهود الأربعة" يصعب توفره لإثبات الشهادة على زنى المدينة نساء ورجالاً!
بل أن محمداً كان مضطراً إلى التساهل حتى في قرآنه، مفسحاً المجال بالإرادة الإلهية لكي تتحول احتفالات الجنس Bacchanalia إلى سياسة رسمية.
[Bacchanalia بأمر من كتاب محمد]