Blogger المدونة الرئيسية في
[من مستلزمات الصلاة الإسماعيلية: حبل من مسد وقطعة طين من النجف وروحانية باطنية مزيفة]
مقدمة:
"الطوقُ" هو كل ما يحيط بالعنق؛ وكَسَرَ الطوقَ: تحرر وتمرد.
طوَّقُ الكلبَ: ألبسه الطوقَ – الحبلَ.
طوَّق المكان: أحاطَ به (كما يحيط الحبل بالعنق).
1.
دفع السعي المرضي للإسماعيليين إلى "إيجاد" تاريخ واصطناع لاهوت خاص بهم يستند إلى كتاب محمد يميزهم عن الآخرين (حتى عن الفرق الشيعية الأخرى) إلى هرطقة لغوية وتدمير شامل لمعاني اللغة العربية سواء تلك التي تتضمنها القواميس أمْ المعاني المصطلح عليها من قبل الكتاب العرب – في الماضي والحاضر.
وقد أدت هذه الهرطقة اللغوية إلى نوع من التحشيش اللغوي ومنطق تأويلي مُفْتَعَل لكتاب محمد استناداً إلى تصورات مسبقة انقلابية متطرفة في تأويلها المنفلت من أي قوانين أو قواعد للمفردات اللغوية والتحرر الوقح من المعاني القاموسية لهذه المفردات.
2.
وقد سمو كل هذه الهرطقة اللغوية: تفسيراً باطنياً!
وفي هذه التسمية نوع من التورية:
فكأنهم يقرأون اللغة من خلال بطونهم لا من خلال أدمغتهم!
إما إذا كانوا يعنون بالتفسير الباطني: الوصول إلى المعاني الخفية والأفكار المستورة في النص استناداً إلى تصورهم لقريان محمد، فإنهم عملياً يختلقون بصراحة فظة معاني وقصصاً وتصورات لا علاقة لها بالنص لا من قريب ولا من بعيد وهي قادرة على أن تصعق كل من يعرف اللغة العربية.
إنهم يمنحون لغو محمد نوعاً جديداً من اللغو ويضفون عليه مصداقية مطلقة.
إنهم، والحق يقال، كالحشاشين يرون ما تخطر على تصوراتهم ويسمعون أصواتاً لا وجود لها ويرون شخوصاً لا يدعم وجودها الواقع (كنبيهم المصطفى).
3.
يقول محمد في قريانه شاتماً عمه أبا لهب:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5).
هذه ببساطة شتائم واضحة لا لبس فيها – وهذا ما تقوله اللغة العربية وجميع "المفسرين" اللاباطنيين.
ولكن الباطنيين يرون بواطن أخرى لا يراها مخلوق عادي ولد من بطن أمه، مستبطنين بذلك معاني عميقة في باطن "الوحي"!
فمن يعتقد بـ"أنه يعرف" بـ"أنه قد قرأ وفهم" سورة المسد "الشتائمية" فإن عليه إعادة النظر فيما قرأ وفهم:
فالسورة التي يَشْتُمُ فيها محمد عمَّهُ، ولا يوفر شتائمه حتى على زوجة عمه "حمالة الحطب" تتحول في التأويل "الباطني" إلى شيء آخر تماماً وكأن صاحبنا "المفسر الباطني" قد قرأ النص من الخلف إلى الأمام.
4.
ولكي تتضح الصورة فلنقتبس ما يتعلق بتفسير سورة " المسد" للداعية الإسماعيلي من القرن العاشر جعفر بن منصور اليمن [سرائر وأسرار النطقاء، بيروت 1984 ]:
فإذا ما وضعنا جانباً الكلام التحشيشي الباطني والطلاسم والنثر الفج المُقَعَّر [من التقعير] الذي يلف به الكاتب ويدور والذي لا معنى له حيث يبدو وكأنه كائن من الفضاء يتمرن على استخدام اللغة العربية فإننا نقرأ الـ"اللآلئ" التالية التي تشكل صلب الموضوع – تأويل سورة المسد:
- تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ:
"وقد ذكرنا أن يديه في ظاهر الأمر داعياه صخر بن حرب وأبي بن خلف، ويديه في الباطن عبد اللات والإعرابي، وأن انباتنهم انقطاعهم"![ص: 93]
- وتب مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ:
"يعني انقطاع أبي لهب عن طاعة صاحب المنزلة وولي الأمر، وادعائه المرتبة، وعنى بماله تمويه وزخرفة، وما كان يظهره ..."![نفس الصفحة]
- سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ:
"إشارة إلى حدوده الذين أقامهم، وإلى المستجيبين له مضاهاة لحدود الله، وتكذيبا يآيات الله ... إلخ"!
ثم يقول:
"والمراد بقوله " سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ"، أي الدعوة التي هي النار واللهب، هو انبساطها وأصلاه إياها، إنه كان اقام له دعاة يدعون إليها ذات لهب ....إلخ"![ص:95]
- وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ:
"يعني بامرأته قرينه ومعاضده على الخلاف والجحود وشكله ومزاوجه، وهو أبو جهل بن هشام بن عتبه، والحطب الذي تعب بحمله هو ما كان يحطب به من المحال ويأتي الكذب والبهتان رمزه، فإنه عن أتباع النبي وعن ولاء وصية علي ... إلخ"!
5.
بعد كل هذا السخف اللغوي نصل إلى تأويل "الآية!" الأخيرة:
[فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ].
وبالرغم من أنَّ لا علاقة لتأويل هذه الآية بكل اللغو السابق وينفصل انفصالاً انقلابياً عن الأفكار "الباطنية" التي "استبطنها" الكاتب منذ قليل فإنه والحق يقال التأويل الوحيد الذي يستجيب "ببعض الشيء – قريب من النانو!" إلى معاني اللغة العربية لكي يصل – وهذا ما لا يمكن إلا أن يكون - إلى فكرة سخيفة ومتخلفة ورجعية لم يصل إليها أيُّ ظلاميٍّ في تاريخ الإسلام الحقيقي:
يقول الشيخ المُخَرِّف:
"فالجيد في اللغة العنق الحامل للرأس، وهو موضع متقلد الأمانة وتطويق العهد [...].
وقال رسول الله (ص): لا يجوز للمرأة أن تُصَلِّي إلا وفي عنقها طوق أو قلادة، ولو من يسير"![ص:96]
والآن يصل السخف الباطني إلى منتهاه:
"والطوق هو العهد، والمرأة هي الحجة، أي لا يجوز للحجة أن يطلق داعياً لإقامة الدعوة عليه عهد الله [...] والحبل هو ما أبرمه واتقنه من المسائل الصعبة التي لا مخرج لها إلا من وجه التأويل الحق الذي قامت به الحجج عن الأئمة، شبهت بالحبل المبروم الذي لا يقدر على قطعه ولا على حله، والمسد هو حبل الليف المبروم الشديد البرم" [نفس الصفحة السابقة]
.... .... .... .... .... .... .... إلخ من الهراء.
6.
هنا نحن بحضرة ثقافة ظلامية لغوية ودلالية:
فالمرأة – كما يقول الكاتبِ نقلاً عن نَبِيَّهِ والعهدة عليه - كذب أم صدق – لا يمكنها أن تُصَلِّي إلا إذا كان طوقٌ يُطَوِّقُ عنقها كالكلب!
فالداعية الإسماعيلي لا يكفيه كل القيود وبراثن العبودية قبل الصلاة فإنه يشترط أن تكتسب هذه العبودية أبعاداً بصرية بتطويق المرأة لعنقها بطوق من مسد. وهو بذلك ينافي – على الأقل – شروط الصلاة بالنسبة لجميع الملل والفرق والطوائف والشُّلل والأحزاب والجماعات المعلنة والمستترة والتجمعات والمذاهب الإسلامية قاطبة من مناطق شروق الشمس حتى غروبها!
7.
وإذا ما خالف هذا الداعية المعتوه جميع الطوائف الإسلامية – وهو أمر لا يعنيني ولا يساوي بالنسبة لي شيئاً ذا قيمة – فإنه من حيث المبدأ يؤسس لثقافة دينية متطرفة وقميئة لعبودية المرأة.
إنه – واستمراراً لنَبِيَّه- عاجز عن رؤية المرأة من غير طوق يلتف حول عنقها وكأن كلب. فكأن المحرمات والقيود المعلنة وغير المعلنة التي تلتف كالأفعى "أناكوندا Anaconda " حول أعناق نصف المجتمع: النساء، والقوانين المجحفة السارية في المجتمعات الإسلامية لا تكفي الداعية السلفي الشيعي الذي لا تزال كتبه تطبع وتقرأ من قبل الإسماعيليين بتبجيل.
إنهم يعيشون في "تاريخهم" الذي هو خارج التاريخ – أقصد تاريخ العالم. فهم من غير تاريخ ولا يشكل "تاريخهم" غير منظومة من الخرافات والأساطير والأكاذيب المفضوحة. لكنهم غارقون في الإيمان الأعمى والثقافة المنحطة والأمية المقيتة وعاجزون حتى عن إدراك الحقيقة البسيطة:
أنهم يعيشون جسدياً [على الأقل] في بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، لكنهم عقلياً يعيشون في زمان غابر لا تاريخ له
كما يبدو أن للهرطقة اللغوية الإسماعيلية[المسماة تفسير باطني] بقية