Blogger المدونة الرئيسية في
[هذه أحدى الصور الشخصية لرب العالمين بإطار مذهب أنيق ومن غير رتوش]
1.
أريد أنْ أنظر إلى الوجه الآخر من العملة (إن كان لها وجهاً آخر):
إصرار المسلمين على "وجود الله" رغم أنَّ هذا "الوجود" لا يتعدى قناعاتهم الإيمانية.
فبعد أنْ ثبت غيابه بسبب عدم حضوره على الأقل [لأن "حضوره" لا يتعدى إصرار المسلمين على وجوده والاعتقاد به] فإن السؤال المتعلق بـ"طبيعته" يكتسب أهمية خاصة.
وبمعنى آخر:
ماذا يرى المسلم، بل وماذا يتصور أنه يرى، عندما يتحدث عن "الله"؟
فإذا كان يرى "شيئاً" ما "متجسداً" بطريقة أو بأخرى فإنَّه يكون قد خرق عقيدة 14 قرناً من الزعيق اللاهوتي باعتباره "ليس كمثله شيء"!
أما إنه لا يرى "شيئاً" وهذا هو الاحتمال الواقعي والمعقول [رغم أن لا شيء معقول في الأيمان] فلماذا يعتقد بوجوده بكل هذا الهوس؟!
2.
طبعاً هناك في جعبة اللاهوت الإسلامي، وأنصاف المتعلمين خصوصاً، ألاعيب لاهوتية صغيرة أخرى للهروب – فملاعيبهم لا تنضب:
رفض فكرة "التجسيد". وهذا مطب آخر.
ماذا تعني "القوة" غير المتجسدة أو تلك التي لا يمكن أن تتجسد؟
"طاقة" غير مرئية – كما يحلو لبعض المؤمنين المتسترين بلباس العلم [الحق أنها معارف علمية بائسة]؟!
حسناً:
أولاً:
أنَّ للطاقة أشكال وجود مختلفة. غير أنَّ وجود الطاقة في أشكال مختلفة لا يلغي إمكانية البرهنة على وجود أي شكل من أشكال هذا الوجود؛
ثانياً:
هل "للطاقة" مواصفات أخلاقية؟
بل هل "للطاقة" عقل وحكمة؟
لا.
ثالثاً:
الطاقة لا تخضع إلا للقوانين الفيزيائية من خارجها وهي لا تدرك لا حقيقة وجودها ولا تدرك حتى أن يكون لها غايات في وجودها: فهي ليست قوة عاقلة ولا يمكن أن تكون.
فهل هذا هو ربكم؟
3.
لقد رفض القسم الأعظم من كهنوت المسلمين (ولا يزالون يرفضون) أن تكون "الكلمات" و"الأوصاف" التي وصف محمد بها ربه [في كتابه – أقصد كتاب محمد] مجازاً مثلما رفضوا تأويلها كما سعت المعتزلة إلى ذلك [يا ليتهم أخذوا بكلام المعتزلة ولوفروا على أنفسهم وعلينا الكثير من المتاعب) وقرروا، على لسان ابن تيمية، أن يوصف "اللّه" بما وصف به نفسه، وبما "وصفه" به محمد، من غير "تحريف" ولا "تعطيل"، ولا "تكييف" ولا "تمثيل"؛ أو كما يفسر واحد من قبله كمالك بن أنس (أو أياً كان القائل) جملة "الرحمن على العرش استوى":
"الاستواء معلوم والْكَيْف مجهولٌ، والسؤال عنه بِدْعَة"!
وهذا منطق مضحك لا يليق إلا بسذج:
فحين يقبل المرء "حقيقة" ما فإنَّ من العباطة والسفاهة [حتى لو كانتا مقدستين فهما عباطة وسفاهة] أن يقول بأن هذه "الحقيقة" مع وقف التنفيذ وهي خارج أي شكل من أشكال الفهم والإدراك.
هذا انحراف عقلي صريح – ويتحول إلى انحراف أخلاقي صريح عندما يتحول السؤال إلى "بدعة" – وكل بدعة ضلال. فيستحيل السؤال إلى ضلال مبين، وهذا مصير العقل أيضاً عندهم.
4.
خرافة"ليس كمثله شيء"!
لنقبل، نزولاً عند رغائب المسلمين، بأنَّ "الكاف في "مثله" زائدة حتى يكون للجملة معنى.
من حيث المبدأ إنَّ كل كائن ومن أي نوع كان وفي كلِّ زمان ومكان ينطبق عليه الوصف: "ليس كمثله شيء" بحذافيره.
فامتلاك "كائن" ما وجهاً ويدين ورجلين ومؤخرة يجلس بها على "عرش" أو على مقعد في إحدى المقاهي الشعبية وهو يستمع إلى العجوز وهي تتلوى من الحب لا يشبه أيَّ كائن آخر له وجه ويدان ورجلان ومؤخرة [أما طبع الأصابع والدنا DNA فهي من السمات التي لا تتكرر]!
لذا فإنّ وصف الخرافة المسماة "الله" بأنه "ليس كمثله شيء" لا يقول شيئاً مطلقاً ولن ينزهه من فكرة التجسيد المضحكة قيد شعرة، وإنما يجعله كائناً مختلفاً – وليس في الاختلاف تنزيه أو تميز.
فهل يفهمون هذه المشكلة؟
5.
إذن تصورات محمد عن "الله" هي تصورات بشرية:
فالبشر في جميع العصور ومنذ ظهور أول معالم "الأرباب" تصوروا "أي: صنعوا" أربابهم على صورتهم الشخصية البشرية. ولا تناقض في ذلك. فـ"الأرباب" وبغض النظر عن أسمائها هي صناعة بشرية وليس بمقدورها إلا أن تحمل معالم البشر.
ولا يمكن أنْ يخرج رب محمد "الله" من القاعدة.
وحين يصرُّ المسلمون على إخراجه من القاعدة فإنَّ ما يتبقى لهم منه هو القيمة التالية:
صِفْر!
وهذه هي الصورة التذكارية الثانية للصفر:
[صورة نادرة لرب العالمين بإطار مزيج من الذهب والفضة]