Blogger المدونة الرئيسية في
1.
أيُّ المملكتين هي للحيوان - مملكتنا أم مملكة الحيوان؟
ليس هذا سؤالًا خطابياً "بلاغياً" عن حاجة الكلام المفيد. فقد كانت دائماً ومنذ الصبا، ولا تزال، قضية ملتبسة. فالتوحش الذي غزا مجتمعات المسلمين [منذ سنين ما عادت تربطني بها رابطة غير الماضي] جعل من السؤال قضية راهنة دائماً.
2.
إن ما يتصف به الحيوان، وهو غياب الضمير وعدم الشعور بالذنب ، صفة طبيعية لا تشكل له إهانة أو أن تقلل من شأنه،.
وهو أمر لا يمكن أن نطالبه عكس ذلك.
ولكن وبسبب الهوس الإيماني الديني الإسلامي والتطرف العقائدي أصبح غياب الضمير وعدم الشعور بالذنب سمة غالبة، ولكن مستترة، للبناء الداخلي للعقيدة الإسلامية. فحالما "تمس" هذه العقيدة فإن الجميع سوف يشهرون السيوف الصدئة ويأخذون هيئة الاستعداد للانقضاض عليك!
3.
لقد حل محل الضمير الإنساني ضميراً دينياً مشوهاً يستند إلى الفقه؛ وبدلاً من الشعور بالذنب يحل عدم الشعور بالذنب لكل ما تقترفه الحركات المتطرفة الإسلامية من جرائم بشعة.
وإذا ما أدان أحد مهم "جرائم ما" فإن إدانته ستكون ذات طابع عقائدي طائفي محض - جرائم الآخرون فقط هي جرائم، أما جرائمهم فهي الدفاع عن النفس!
4.
غير أنَّ الكارثة هي أن غياب الضمير الإنساني تم تزيينه بآلاف الخرافات والأساطير والأكاذيب والأحداث والشخصيات المصطنعة ولم يعد المسلم قادراً ولن يستطيع تميز الواقع عن الأوهام؛ تمييز الجرائم المحضة عن الأفعال الإنسانية اليومية؛ تمييز هذا العدو عن العدو الآخر وتمييز العدو عن الصديق. بل لم يعد من الممكن حتى تمييز الأعداء عن أعضاء الطائفة نفسها طالما لم يلتزموا كالخرف بعقائد كهنوت الطائفة وخرافاتهم.
5.
هذا ما تسعى موضوعات "كتاب الحيوان الصغير" إلى الكشف عنه بطرق مختلفة : البحث عن ثقافة البشر في عالم الحيوان والبحث عن غرائز الحيوان في ثقافة البشر.
ولأنَّ "الكتاب" الذي بدأ ولم ينته بعدُ بعد، فإنه سوف يكون مفتوحاً أمام مقالات "تأملات" هي قيد الكتابة والإعداد.
◼ كتاب الحيوان الصغير [1]: الإنسان
◼ كتاب الحيوان الصغير [2]: محنة القردة!
◼ كتاب الحيوان الصغير [3]: التجليات الفلسفية للديك الرومي
◼ كتاب الحيوان الصغير [4]: سورة البقرة والبقرة الإنجليزية وحذائي المخلص!
◼ كتاب الحيوان الصغير [5] : التصورات الغريبة للقطة السوداء وانشقاق القمر
◼ كتاب الحيوان الصغير [6]: حكاية تراجيدية عن كلب كوميدي!
◼ كتاب الحيوان الصغير [7]: أكون أو لا أكون – فهل هذا هو السؤال أيها القنفذ؟!
◼ كتاب الحيوان الصغير [8]: معجزة الدجاجة وثقافة الفجاجة!
◼ كتاب الحيوان الصغير [9]: الحرب الدائمة، والقطة والفأرة، والتوازن الإستراتيجي
◼ كتاب الحيوان الصغير [10]: القرد وطاقية الخفاء!
◼ كتاب الحيوان الصغير [11]: حكمة السلحفاة وخرافة الحجر الأسود!
◼ كتاب الحيوان الصغير[12]: المعزة الربانية وأزهار القرنفل والعِلْم اللَّدُونِّيٍّ وأحكام الضراط!