Blogger المدونة الرئيسية في
مقدمة:
قد يتساءل القارئ غير المطلع على تاريخ الطوائف الشيعية الحقيقي لماذا لم يكن أمام الإسماعيلي (الذي لا يشهد قراء المنتدى له شيئاً ذا قيمة غير عمليات copy&pace التي أطلقنا عليها تدليعاً: النَّقْشَ) إلَّا الشتائم والكلام السخيف في رده على موضوعي: [محمد [4]: لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رُوَيْعِي الغنم!] الذي يتحدث عن نبيه وأصحابه وهم يتلذذون بالتمثيل بجثث القتلى في غزوة قطاع الطرق "أُحد"؟
الإجابة بسيطة للغاية:
إن موضوع قطع الرؤوس والتمثيل بالقتلى والتحريق التي دشنها محمد – أقصد محمدهم تحولت إلى تقاليد إسلامية حذا الإسماعيليون حَذْوَها حَذْو النعل بالنعل.
ولهذا فإن حديثي عن هذا الموضوع قد أثارت وتراً حساساً عند من يدعي بأنه إسماعيلي وقد قاده عجزه الفكري والثقافي المريع إلى الشتائم ولا شيء آخر.
إن هدف هذا الموضوع هو أن يقف القارئ على أمر التراث الإسماعيلي/الفاطمي البشع الذي ارتبط بحركتهم الإرهابية وثقافة الاستبداد حالما امتلكوا زمام السلطة – أو شرعوا بالاستحواذ عليها في شمال إفريقيا.
فتاريخ الدولة الفاطمية (الإسماعيلية) التي يعتز به هذا الإسماعيلي هو تاريخ العنف الهمجي ضد جميع المخالفين والمناوئين للعقيدة والسلطة والأفكار الطائفية الفاطمية – بل وضد أي نوع من الاعتراض أو أي شكل من أشكال المعارضة أو الاختلاف اللاهوتي.
وقد استخدم الاسماعيليون ومنذ بداية حركتهم أبشع أساليب القتل والتعذيب وتحريق الجثث والتمثيل بالضحايا.
هنا أقدم للقارئ بعض "الصفحات" المظلمة" من كتاب تاريخ العنف الطائفي الإسماعيلي وهو بحث بعنوان "ظاهرة العنف في السياسية الفاطمية" للكاتب محمد حسين محمود من جامعة "عيش شمس" الذي يسعى، كما يقول كاتبه، "إلى الكشف عن ظاهرة العنف التي ميزت سياسية الفاطميين في بلاد المغرب، استناداً إلى تشريع العنف وتسويغه سياسياً وأخلاقياً ودينياً واستباحة دماء المخالفين وسبي حريمهم ونهب ممتلكاتهم من خلال إدراجهم في عداد الكافرين".
ولم أقدم هذا البحث اعتباطاً. فتوجد الكثير من الكتب التي تتحدث عن جرائم الدول الفاطمية. إلا أنَّ ما يميز هذا البحث هو استناد المؤلف وفي كل جملة يكتبها (وهذا ما سوف يلاحظه القارئ) إلى مصادر عديدة ومختلفة - ومن بينها عدد لا يستهان به من المصادر الإسماعيلية.
[ملاحظة: يمكن الإطلاع على كتاب: " الفساد في الدولة الفاطمية: سياسياً وإدارياً واجتماعياً واقتصادياً". وهو يستحق الاطلاع أيضاً]
مقتطفات "مفتاحية" من فصول البحث "ظاهرة العنف في السياسية الفاطمية":
1.
"جعلت السلطة [الفاطمية] من جسد المعاقب مجالا مفتوحاً لتنفيذ الأحكام، وعرضة سهلة لكل اعتداء، وهدفاً للتحقير والتدمير، فيما يعرف بـ"التوظيف السياسي للجسد". فإمعاناً في بث الرعب وترسيخ الخوف، وتأكيداً لحضور السلطة الدائم، كانت عملية قطع الروس وتعليقها على أبواب المدن وفي الساحات العامة هي التقنية الأكثر سيادةً خلال العصر الوسيط، وقد لجأ الفاطميون بدورهم إلى هذه الوسيلة، خصوصاً مع الثوار والمتمردين" [ثم ترد الكثير من الأمثلة].
2.
" [...] وبعدما أن اقتحم المنصور الفاطمي حصن "ماواس" قرب تهودة عام 363ه/948 م و"أمر بجز الرؤوس فزادت على ثلاثمائة، وبعث بها إلى المنصورية وإلى المهدية. وبعد قضائه على ثورة أبي يزيد النكاري أمعن المنصور في التشهير بروس المشاركين في الثورة، فقد أمر بعد انتصاره بجمع عدد كبير من أتباع يزيد و"بقطع الرؤوس فقطع منها ما يعجز الوصف ويخرج عن الحد والنعت، وطوفت الرؤوس بالقيروان، كما "طيف بالقيروان برأس بن الفضل أبي اليزيد. وهكذا اضفى الفاطميون على تلك التقنية طابعاً احتفالياً للإمعان في ترسيخ السلطة وقوتها، وبث الرعب عند كل من تسول له نفسه التمرد والعصيان ودون أدنى مراعات لشروط الصحة العامة، إذا ما أخذنا في الاعتبار بقاء الرؤوس معلقة لعدة أيام وربما في أجواء شديدة الحرارة، مما يتسبب معه انتشار الروائح الكريهة".
3.
لم تقتصر العقوبات الموجهة للجسد على عقوبة قطع الرأس – وما تحمله من دلالة القضاء على العقل المدبر للفتنة والمتحكم فيها – وإنما امتدت لتشمل أعضاء أخرى كبتر الأذرع والسيقان وقطع الألسن والآذان.
4.
لجأ الفاطميون إلى الخنق كوسيلة لإزهاق أرواح الجناة، فقد اكتشف أبو عبيد الله الشيعي بعد إسقاطه لدولة الأغالبة عام 296 ه/909 م مؤامرة يقودها إبراهيم بن بربر المعروف بالقوس للوثوب عليه "فقتل خنقاً"، وحين وُجهت إلى رجل من أهل القيروان تهمة إثارة الشغب وتحريض السكان على الثورة ضد المهدي "حكمه عبيد الله .. وحبسه ثم خُنق حتى مات.
5.
"كان من أبشع صور الإعدام المذكورة في المصادر القتل عن طريق الركض بالأرجل بشرية كانت أم حيوانية، فقد وصف المالكي طريقة قتل التاجر الأندلسي الفقيه أبو جعفر بن خيرون والي القيروان بتحريض من القاضي المروذي عام 300 ه/913 م، حيث أُتي به إلى مجلس والي القيروان بن أبي خنزير "ثم بطح على ظهره وطلع السودان فوق السرير فقفزوا عليه بأرجلهم حتى مات. وألقوه في حفير" ومن عجيب القدر أن يكون جزاء المروذي من جنس عمله، حيث أنه تعرض لنكبة على يد المهدي، الذي فوض لابن أبي خنزير أمر التخلص منه "فألبسه ملبساً ورماه في إسطبل الدواب تمشي عليه فركضن في بطنه حتى قتلته".
[المقصود بـ"القتل عن طريق الركض" هو بالدوس على الضحية أو مرور الحيوانات عليه – المسعودي].
6.
تتوفر بالمصادر جملة من القرائن على اعتماد السلطة الفاطمية أسلوب الصلب في حق بعض الخصوم والمغضوب عليهم، فحسب رواية ابن عذارى قُتل الفقيهان ابن البرذون وابن هذيل عام 297 ه/910 م "وطيف بهم في سماط القيروان، مجرورين مكشوفين ثم صلبا" ...".
7.
وإذا ما حملت تلك المعطيات في طياتها وبشكل ضمني نوعاً من التعدي للمحاذير الشرعية وعدم التورع عن التمثيل بالجثث، فإن إشارات أخرى تكشف عن تجاوزات أبشع في حقوق الموتى دون أدنى مراعاة لحرمتهم. فقد سارع واحد من قرابة الشيخ أبي الفضل الممسي إلى إخفاء جثته بعد قتله في معركة ضد الفاطميين، وبعد قضاء المنصور على ثورة أبي يزيد توجه إلى تاهرت وأمر "بنبش عظام مصالة وفضل بن حبوس وأحرقها بالنار" ....
8.
" [...] وحين أجهز الموت على أبي يزيد النكاري دون أن يشفي منه المنصور [الفاطمي] غليله، تفنن الأخير في إطهاره كأنه حي، وأخضع جثته لهذا النوع من الإذلال حيث "أمرَ بسلخه وحشو جلده قطناً وخيطت وصاله حتى تمت جثته وصار كأنه نائم وقدد لحمه وملح" حتى ظهرت صورته كأنها ناطقة وأدخله في قفص صنع خصيصاً، وأُلبس قميصاً، وقلنسوة بيضاء، وأركب جملاً وأردف خلفه .. قردان قد عُلِّما، فكانا يصفعانه ويعبثان بلحيته. فطوف بالقيروان وصبرة ثلاثة أيام متوالية وعليه الطرطور وهو على جمل كالراكب".
9.
هذه بعض النماذج من البحث الذي يمتد على 106 صفحات تتحدث عن مظهر العنف والتعذيب والتمثيل والتحريق التي قام بها الإسماعيليون/الفاطميون ضد المعارضين: المسلمين.
وعندما سيقارن القارئ ما ورد في هذا البحث ومحتوى موضوعي المسلسل القادم [خرافة "وإنه لعلى خلق عظيم] عما مارسه محمد ضد المعارضين والأعداء والمخالفين فإنه سوف يجد أن جميع ممارسات الإسماعيليين هي محاكات 100% لما قام به محمد وأصحابه من جرائم أخلاقية في غزواته وفي حربه غير المعلنة ضد المعارضين والمختلفين معه.
إنه لتاريخ رث من السلف إلى الخلف ولم ينته حتى الآن خلف الخلف لسلف السلف!