Blogger المدونة الرئيسية في
1.
لا أعرف (ولا أعرفُ إنْ كان أحد آخر يعرف) سبب ولع الكثير من المسلمين بتحويل كلَّ "حَبَّة" من الأمور التي ترتبط بمحمد إلى "كُبَّة" (ومن العرب من يقول: "قُبَّة" والمعنى واحد)؟!
إنه نوع من الهوس المَرَضِي الذي يستحوذ على هؤلاء المسلمين (خصوصاً أنصاف المتعلمين في الكثير من المنتديات)، ساعين إلى تكبير قيمة "الأشياء المحمدية" [كل شيء يخص محمداً حتى ضراطه] إلى عشرات المرات من غير أي معنى وحكمة وسبب معقول.
أقول من غير حكمة: لأنَّ هذه السخافات اللاهوتية العبثية غالباً ما تجلب الشكوك لأنصارهم والنقد والامتعاض والتهكم والسخرية من قبل الآخرين – المسلمين منهم واللادينين والملحدين والإبراهيميين وغيرهم. وهي لا تعجب أحداً غير أنصاف المتعلمين والأميين (سواء "حملوا" شهادات أم لا).
والجهل هو الوسط الملائم لهذا النوع من الهراء الإيماني والخرافات الضحلة.
2.
ليس ثمة شيء بشري في هذا البشر "محمد"!
كل خطوة فيها حكمة؛ وكل التفاتة من رأسه فيها معنى وعبرة للبشرية؛ وكل كلمة إلا وهي منتقاة من الجواهر والألماز والفيروز والزمرد وهي معجزة تصلح لكي تعلقها البشرية في أعناقها في كل زمان ومكان؛
بل كل نشاط يقوم به هذا "المحمد" فيه مغزى ودروس للمؤمنين سواء كان قبل "النبوة!" أو بعدها!
حتى ضراطه هو خارج ضراط البشر، له قيمة تاريخية ومعجزة ربانية لم يصل مخلوق في الكون إلى ما وصل هو إليهما - وقد كف أن يكون ضراطه ضراط!
فكما يقول أحد المخرفين من أصحاب محمد وهم كثيرون - وفي حالتنا الراهنى أقصد "أنس بن مالك":
" ما شممت عنبراً قطُّ ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من رِيحِ رسول الله"! [صحيح مسلم، ص 1099، 2007]
إنه محمد وليس أي كائن آخر.
وهو في مكان آخر يقول عن محمد بأنه:
" أزهرَ اللونِ كأنَّ عرقَه اللؤلؤُ؛ إذا مَشَى تكفأ، ولا مَسِستُ ديباجةً ولا حريراً ألينَ من كفِّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شمَمتُ مِسكةً ولا عنبرةً أطيبَ من رائحةِ رسولِ اللهِ" ![نفس المصدر السابق]
3.
لقد كان، ولا يزال، الكثير من الصبيان المعدمين في القرى وعلى مشارف الصحاري العربية يرعون الأغنام والأبل لتحصيل عيشهم.
وليس في الأمر نقص ولا مهانة أو تقصير [رغم أنه لم يصبح أحد منهم نبياً!]
أي أن محمداً قد كان صبياً كأي صبي معدم ولم يكن حينئذ مثيراً لاهتمام "الملائكة!". فقد كانت – أقصد الملائكة تمر عليه وتعبره مثلما كانت تعبر الجميع، وإلا ما تركته يرعى الأغنام.
فـ"الملائكة" هذه كلمة مزيفة ولا تعني غير رغائب محمد وأوهامه وخلاصة لهلاوسه وهذيانه.
4.
غير أنَّ هذه الفكرة البشرية البسيطة: الفقراء يعملون في رعي الأغنام أو في أي عمل آخر يعتاشون منه وإن مثل هذا النوع من الأعمال خالٍ من أية "إرادة علوية" ولا يعني غير نشاط أرضي طبيعي، هو أمر لا يستقيم مع عقيدة الخرافات التي لا تقوم لها قائمة بدون منظومة من المبالغات والسخافات.
فما هو "قصور" هذه الفكرة البشرية البسيطة بالنسبة للمسلمين؟
[هذا الخروف قد تعلم قيادة الخراف – فهل سيكون نبياً للخرفان؟]
5.
المسلمون لا يحبون الأفكار البشرية البسيطة التي يقبلها العقل السوي وإن عليهم أن يروا إرادة علوية في ما يقوم به محمد حتى لو كان الأمر يتعلق بضراطه!
لم يكن محمدٌ “كأيِّ فتى من الفتيان"، ولم يكن يرعى الأغنام لأنه فتى فقير يعتاش من عمله، بل لأن الأنبياء، قبل أن يكونوا أنبياء، لابد لهم أن يرعوا الأغنام!
إن رعي الأغنام بالنسبة لمحمد فقط - وهو فقط، هي خطوة نحو النبوة وفيها عظة وحكمة وبرهان على النبوة!
6.
غير أن للأفكار "البسيطة" والوقائع "الأرضية" التي يقبلها العقل السوي تعني شيئاً في غاية الخطورة بالنسبة للعصاب الديني وهو:
أن محمد التاريخي عار تماماً وما يرتديه من ملابس هي ليست ملابسه ووجهه ليس وجهه:
فمحمد التاريخي هذا قد ضاع ومات منذ فترة التدوين وحلَّت محله شخصية أدبية قد "بزَّت" حتى أكثر شخصيات "ألف ليلة وليلة" أسطوريةً.
7.
ولكن "لنذهب مع العيار إلى باب الدار" ما علاقة رعي الأغنام بالنبوة؟!
عن أبي هُرَيْرَة (يا له من مصدر موثوق!) أن محمداً قد قال:
"ما بَعَثَ اللهُ نبياً إلا رَعَى الغَنَمَ"، فقالَ أصحابُهُ: وأنتَ؟، قال: "نعم، كُنتُ أرعَاها على قَرَارِيطَ لأهلِ مكةَ"[صحيح البخاري، ص: 539، دمشق 2002]
في هذا الهراء الهُرَيْرِيِّ يقول لنا أبو هُرَيْرَة الكسيف (لا أعرف كمية الثريد الذي التهمها مقابل هذا الهراء) ما يلي:
إنَّ رعي الأغنام هو مرحلة من مراحل النبوة – بل هي مرحلة المراحل لا يتم تسمية نبي من غير أن يكون راعياً،
لماذا؟
" قال العلماء: الحكمة من ذلك أن يتمرن الإنسان على رعاية الخلق وتوجيههم إلى ما فيه الصلاح؛ لأن الراعي للغنم تارة يوجهها للمرعى وتارة يبقيها واقفة وتارة يردها إلى المراح، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- سيرعى الأمة ويوجهها إلى الخير عن علم وهدى وبصيرة كالراعي الذي عنده علم بالمراعي الحسنة، وعنده نصح وتوجيه للغنم إلى ما فيه خيرها، وما فيه غذاؤها وسقاؤها"! [موسوعة الأحاديث النبوية]
8.
إذن، رعي البهائم – وفي الحالة الراهنة الخرفان، التي لا تعرف غير إشباع حاجاتها الغريزية ولا تعرف "التكليف!" ومعدومة العقل والتفكير- هو في الحقيقة وبالنسبة لمحمد – ولمحمد فقط دورة دراسية " course" عُليا للتمرين على قيادة المسلمين!
إنها أكاديمية العلوم الربانية.
هذا هو التفسير الوحيد المنسجم مع الوقائع:
إذن، كان يتعلم كيفية قيادة الجماهير!
وما قام به (استناداً إلى السيرة الأدبية) لا يختلف عن رعي الأغنام والماعز.
فقيادة الجماهير ورعي الأغنام من طبيعة واحدة!
9.
والشيء الثاني الذي يخبرنا به صاحب الهراء الهُرَيْرِيِّ هو أن محمداً – ومحمداً فقط – كان يرعى الغنم "على قراريط".
والقيراط (والجمع قراريط) هو جزء من الدينار أو الدرهم الذهبي. أي أن محمد فقط يستلم أجرته "الربانية" بالعملة الصعبة!
[وما علاقتنا نحن بمحمد؟]
ولأنَّ هذا الكلام سخيف ويعرف الجميع سخفه فقد شرع فقهاء الأوهام يقومون بألعاب بهلوانية للتغطية على هذا السخف:
"واختلف في قوله: (على قراريط) فقيل: إن قراريط موضع بمكة كان يرعى فيه، وهذا قول إبراهيم الحربي رحمه الله، والسبب في هذا: أن القراريط لا تطلق على الفضة، واستعظموا أن تكون من الذهب والدنانير، فقالوا: الغالب أن قوله (على قراريط) أي: موضع بمكة، وقد ضعف هذا القول الإمام ابن حجر رحمه الله، إلا أن الأرجح والأقوى وأنه على قراريط من دنانير، ولكن لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين ذلك"[شرح زاد المستنقع]
فكما هو واضح ثمة مَنْ "استعظم"- أي رفض منطقياً أن يعمل محمد فقط من بين رعاة البشرية بالعملة الصعبة (بالذهب!).
ورغم سخف التأويل بأن "قراريط" موضع في مكة (هو سخيف لأنه لم يقل "في قراريط" بل "على قراريط" إلا إذا كانت "قراريط" جبلاً) فإنها على أية حال محاولة لتخفيف وطأة الكذب والادعاء الفارغ الذي لا معنى له.
10.
فَرُوَيْعٍي الغنم هذا لم يكن مجرد راع، بل كان يمارس مهمة تدريبية سرية مُوحاة من "العلي القدير!" لكي يقوم بقيادة أمَّة بكاملها بعد أن يتدرب على قطيع من الغنم!
حسناً – وليكن:
ولكن لماذا لم يعلمه "العلي القدير!" القراءة والكتابة (إن كان لا يعرف القراء والكتابة كما يدعي المسلمين)؟
أليس هو في فترة تدريبية على القيادة؟
وهل يعني أنَّ القادة ليسوا في حاجة إلى القراءة والكتابة؟
إنكم تثيرون القرف ...