ما الفرق ما بين الله والفيل الأبيض الصغير؟

[هذا هو الفيل الصغير: فهل ثمة جَلَال أجَلُّ من جَلَالِهِ؟!]


1.

يدعي المسلمون بأن "لله" صفات لا يتصف بها أي كائن آخر. وهم لا يتورعون عن منحه ما لا عدَّ له ولا حصر من عبارات المديح والتبجيل والإجلال ما لم يبرهنوا على شيء منها يوماً من كل أيام القرون الأربعة عشر المنصرمة رغم أنهم كانوا ولا يزالون يمتلكون ما يكفي من الوسائل والأموال والبشر للقيام بهذه المهمة البسيطة.

2.

غير أنني وعندما أطالع هذه الصفات (أو إحدى صيغها فمنها توجد المئات) لا أجد فيها ولا عبارة واحدة، أو صفة واحدة، لا تنطبق على الفيل الأبيض الصغير* الذي "يستوي" أمامي على المكتب من غير "عرش" أو أنبياء يخلدون ذكره ويرفعون اسمه عاليا بين الأسماء ولم يتبق له غيري لكي يعرف الناس في جميع أصقاع الأرض وجوده الذي لا يخضع لا للشك ولا الجدل.

ولكي لا يبقى كلامي محض كلام هذه هي صفات "الله" التي "يلبسونه" إياه عبيده المطيعون:

من أهم صفات الله سبحانه وتعالى:

-العلم: الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء فهو المطلع على جميع الأسرار في هذا الكون وهو العالم بكل شيء، يعلم ما تخفيه النفس، ويعلم الغيب والشهادة، وهو السميع البصير، والسميع هنا بمعني العالم بما يعمله الناس وسيحاسبهم على أعمالهم.

- القدرة: صفة من صفات الله عز وجل فهو القادر على كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، خلق كل شيء فأبدع وأتقن الخلق، وجعل هذا الكون في نظام متناسق ومتناهي الدقة والإتقان.

- الحياة: من صفات الله سبحانه وتعالي أنّه الحي القيوم، فالله سبحانه وتعالى حياة لا موت فيها، والحياة هي صفة الكمال.

- الإرادة: وتأتي هذه الصفة هنا بمعنى المشيئة، فالله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وهو القادر على ذلك.

- الوحدانية: وتعني أنَّ الله سبحانه وتعالي الواحد الأحد الذي لا شريك له، وهو الواحد في صفاته وأفعاله، وهو الآمر الناهي، وهو المعز المذل.

- الوجود: وهي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى موجود ولكنّهُ ليس كباقي الموجودات، فالله تعالى موجود بلا كيف وبلا مكان، والله سبحانه وتعالى موجود أزلاً وأبداً.

- القدم: من صفات الله عزّ وجلّ، وتعني أنَّ الله قديم، أي أنّه أزلي لا بدايةَ له.

- المخالفة للحوادث: فالله سبحانه وتعالي خلق هذا الكون بأكمله، وهو لا يشبهه بأي صفة من صفاته، فالله سبحانه وتعالى يختلف عن الإنسان، فصفاته وأفعاله تختلف عن صفاتنا وأفعالنا، وكذلك فإن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم بينما نحن بجسم.

- قيامه بنفسه: فالله سبحانهُ وتعالى غني عنا، ولا يحتاج إلى أحد منا، ولا يضره شيء مما فعلنا.

- الكلام: صفة الكلام من صفات الله سبحانه وتعالى، فاللهُ سبحانه متكلمٌ بكلام ليس حرفًا أو صوتاً، فالكلام بالحرف والصوت من صفات المخلوق والله سبحانه ليس كذلك.

[رابط مصدر هذه الخزعبلات]


3.

الحق أن هذا الكلام يدهشني أشد الدهشة لأ لأنه قمة السخف بل لسبب آخر تماماً:

فحين أقارن صفات "الله!" هذه بصفات الفيل الأبيض الصغير الذي "يستوي" على مكتبي من غير "عرش" فإنني لا أجد أيَّ فرق بينهما. وإنْ اعتبارنا وجود الفيل الأبيض الصغير القابل للاختبار، خلافاً لـ"وجود الله" المفترض، له من "الأهمية" ما يمكن سردها والتباهي بها. فللفيل، والحالة هذه، وجود لا يمكن إنكاره أو عبوره بسهولة.

فهو:

موجود؛

واحدٌ؛

لم يلد ولا يولد؛

له الإرادة والمشيئة؛

صامت صمد؛

ويستوي على مكتبي مثلما يكون الاستواء.

4.

ما الذي حصل مع اللغة العربية بيد المسلمين؟

لقد بهدلوها وأساؤوا إليها ولم يكفوا عن لوي عنقها كل لحظة من الليل والنهار.

حمَّلوها ما لا تحتمل وأولوا مفرداتها بجميع أشكال الاعتباط والاستهتار وأخذوا يصفون بها الأوهام فصنعوا من الأوهام حقائق وأفسدوا الحقائق وطردوها من عقول بعضهم البعض.

5.

غير أن استهتارهم باللغة هو استهتار بوجود الفيل الأبيض الصغير الذي يستوي على مكتبي من غير "عرش" وينتظر من أصحاب العقل اليقظ أن يعيدوا إليه الاعتبار . . .