Blogger المدونة الرئيسية في
[IT]
1.
تعتاش الفكرة الكامنة في "الآية 169" من "سورة آل عمران" والتي تقول: "لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " بصورة مباشرة على فتات التراث اليشوعي وبصورة غير مباشرة على تراث الانبعاث والقيامة في الكثير من الثقافات.
فيشوع [ولا يهمني هنا إن كان ابناً لهذا أمْ ذاك وأقل ما يهمني فيما إذا صلب أمْ شُبِّه لهذا أم ذاك!] كان مثال الشهيد الذي صار حياً [وهنا لا يهمني أيضاً إنْ كان حياً عند أبيه أم عند البشر!].
وقد طورت الشيعة مفهوم "الشهادة" من خلال قصة الحسين بن علي حتى حولته ليس إلى عقيدة فحسب، بل وإلى معايشة يومية حشراللاهوت الشيعي فيها الفقراء والمعدمين والسذج [وهم غالبية الشيعية]. أما عقيدة المهدي المنتظر فهي محاكاة تامة لعقيدة المنتظر في تراث الكثير من الشعوب [أنظر على سبيل المثال خرافة: "المهدي المنتظر" ]
2.
ولهذا فإنَّ "الموت" في سبيل "الله" [الأب] يتحول إلى "حياة" جديدة "يُرزق" فيها الميت كل ما لذ وطاب في مكان ما وفي زمن ما!
وهو بالعربي الفصيح يعني: "الخلود!" و"الجنات!" التي تجري من تحته النهار و"حور العين!" و"الغلمان!" وإلى آخره من الوعود المرضية/الشيزوفرينية والأسطورية.
وهكذا تحول الخلود في "دار الآخرة" إلى هدف منشود للمسلمين المغيبين وبديلاً عن "دار الدنيا"/ دار الفناء!
3.
أفلام الرعب:
هذه الفكرة الكابوسية [أن ينتحر المرء في سبيل خرافة] تقول لنا الشيء الكثير ليس عن "الوعي" الذي أضحى عند الكثير من المسلمين في عملية تبخر مستمرة، بل وعن التصور الإسلامي [ولنقل اختصاراً وتكثيفاً: التصور المحمدي] المتعلق بصورة "الله" [اياً كان هذا المحمد وأياً كان هذا الإله].
إنني، والحق يقال، عاجز عن إيقاف فكرة أفلام الرعب والفزع عن الحضور في ذاكرتي- وبشكل خاص، ولا أعرف لماذا، فيلم "IT" الشهير عن رواية ستيفن كينج الشهيرة وبنفس الاسم. إذ لا يوجد عالَم مناسب لمثل هذه الأفكار غير عالَم سينما الرعب.
إذ كيف يمكن أن يفسر العاقل – والعاقل حقاً "مشهد" المسلم الذي يفجِّر نفسه وسط المترو المكتظ بالناس الأبرياء وقد قرر أن يقتل نفسه والآخرين على حد سواء "في سبيل الله" حتى يضمن لنفسه مقعداً في المقدمة في الصالة الوهمية لـ"دار الآخرة" بغير "عالم الرعب" الذي تقدمه السينما؟!
4.
أفلام الرعب وهَمٌ يمكن الخروج منه:
مهما كانت مشاعر الرعب والفزع التي يصنعها فيلم " IT "؛
ومهما كان عمق وكفاءة البناء الدرامي للأحداث وشدة التوتر التي تقود المشاهد في بعض الأحيان إلى التقوقع على نفسه في مقعده مفزوعاً؛
ومهما كانت المهارة الفنية للمخرج والمصور والموسيقي والمونتير [أو: الممنتج] فإننا في نهاية المطاف وبعد أن تظهر كلمة [END] وتضاء أنوار الصالة ويخرج المشاهد من السينما فتلفحه برودة الشتاء في الشوارع شبه الفارغة يستيقظ من هذا الوَهْم ويعود إلى "دار الدنيا" متنفساً الصعداء!
5.
الغفلة الأبدية!
ولكن ثمة فرق فظيع وكابوسي هو أنَّ المسلم الذي يفجَّر نفسه في المترو المكتظ بالناس الأبرياء لن يستيقظ من "أوهامه" – بل ولن يدرك غفلته وخيبته - مطلقاً!
فهو [أقصد المسلم المغيب الخائب] لن يذهب إلى أي مكان آخر غير الأرض.
إنه سيبقى هنا إلى الأبد؛
وكل ما سيحدث معه هو أنه سوف يتحول بعد ساعات، قَلَّتْ أو كَثُرتْ، إلى غذاء مفضل لديدان الأرض – وهذا كل شيءّ.
فالقصة تنتهي بموته البائس وليس ثمة بقية!
6.
إنه لن يذهب إلى أي مكان؛
إنه باق هنا؛
فليس ثمة شيء بعد أنْ يتوقف المخ عن العمل [بالنسبة له قد توقف منذ فترة بعيدة من غير شك].
وكل ما فعله واستطاع إنجازه هو أنه قام بتفجير أحلام حياة ناس أبرياء إلى أشلاء متناثرة كما حصل مع أجسادهم.
لم يحصد ولن يحصد من عمله العقيم في "سبيل الله" غير الخراب لنفسه وللآخرين.
إنه المبشر بالخراب!
إنه داعية الفزع!
7.
التصور المحمدي:
هذا ما يتعلق بالمهوسين الذين صدَّقوا بَجَدِّ وقناعات راسخة ما كُتب من قبل موتى/مؤلفين مجهولين قد أكلتهم ديدان الأرض منذ قرون.
فماذا عن التصور المحمدي [محمد هو الاسم المختصر لجميع المؤلفين: أنظر المقدمة العامة] عن خرافة "الله"؟
إنه يقول الشيء الكثير.
والشيء الكثير هذا، مع ذلك، يمكن تلخيصه بالقليل:
إن "الله" المحمدي هو كيان عاجز حتى عن غسل يديه [هل يغسل يديه؟!]؛
فقد كلَّف المؤمنين به [وهم في غالبيتهم حشود من السذج] بأن يقوموا نيابة عنه بكل شيء. فهو من غير حول ولا قوة ولهذا فهو عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه – أما الدفاع عنهم وعن بيته فهذا موضوع للنكتة [فقد قام الخوارج بسرقة قطعة النيزك الأسود ولم يعد منه إلا جزءاَ ضئيلاً جداً مقابل المال كما قام الحجاج بردم هذا "البيت"بالمنجنيق ودكه. أما الحرائق التي شبت فيه بتعمد وغير تعمد فحدث ولا حرج!].
فإيُّ "خالق" مثير للشفقة هذا؟
وأي "خالق" يدمر "خلقه" في سبيل الدفاع عن نفسه؟
فهل هو كيان رثٌّ إلى هذه الدرجة؟!
8.
إنَّ مؤلف هذا الكتاب "القريان" تجرِّمه جميع القوانين الجنائية الدولية والمحلية على حد سواء. وكلمة "جميع" تنطبق على "جميع" القوانين الجنائية لـ"جميع" الدول العربية والإسلامية أيضاً.
إنها تهمة التحريض على الانتحار والقتل في آن واحد!
ففي " لا تحسبن الذين قتلوا .... إلخ" دعوة صريحة للقتل والتحريض ؛
إنها دعوة لا تختلف عن دعوات المنظمات الدينية السرية التي توفر شروط الانتحار لأعضائها وترغمهم عليه للإسراع بمقابلة ربهم "الذي لن يقابلونه" قبل أن يحل يوم "هرمجدون Harmagedōn "!
وهذه أيضاً من الأفعال الجرمية التي تخضع للمسؤولية القانونية والعقوبات الجنائية.
[كما حدث في أمريكا واليابان]
9.
فهل صورة "الله" التي رسمها مؤلف[أو مؤلفو] القريان هي في الحقيقة صورتهم الشخصية؟!
وهل تحريض الناس على القتل والانتحار التي يبشر به هذا الكسول المتبطر الذي لا يحرك ساكناً والعاجز عن الدفاع حتى عن نفسه هو في حقيقة الأمر رغائب مؤلفي القريان وأحلامهم؟
10.
سواء كان الأمر هذا أم ذاك فنحن أمام مجموعة من الكائنات الحية التي لا هم لها ولا عمل غير دفع الناس إلى ارتكاب الجرائم لقاء وعود بحياة خالدة بعد الموت!
وهكذا ضحوا بالحياة الثمينة على الأرض من أجل كلام كاذب وأحلام رخيصة.
والخبر التعس الذي يجب أن يعرفه هذا النوع من المسلمين قبل فوات الأوان هو أن:
لا حياة أخرى غير هذه الحياة!