Blogger المدونة الرئيسية في
"كلام الليل يمحيه النهار"
- مثل شعبي
1.
حوَّل محمدٌ "الإرتجالات" و"التناقضات" و"الكلام العجيب والغريب" إلى فن.
فهو لا يكف عن التصريحات المتناقضة إلى حد النكتة ["النكتة" بالمعنى الدارج وليس البلاغي] والمرتجلة والفارغة حتى من المعنى والهدف. إذ لا همَّ له غير جذب انتباه واهتمام السذج [بالأمس واليوم] الذين التفوا حوله وآمنوا بصورة عمياء به [إنْ صح ما يرويه الكهنوت الإسلامي والرواة المأجورون والتقاليد الرسمية].
بل أنَّ تصورات محمد الضبابية والمربكة والمتناقضة لا تقول لنا إلا أنه يمارس فن الإرتجال.
ولهذا فهو يدعي ما لا يؤمن به ويفتعل قضايا لا وجود لها ويصطنع عوالم لا دليل عليها. وغالباً ما تلبي هذه الارتجالات، ولكن بصورة مستترة، مصالحه ونواياه الشخصية.
فقد بدأ نشاطه "النبوي" بالوهم وكان عليه المضي
في إيهام الآخرين حتى النهاية.
ولكي يبقى السراب سراباً فإنه عليه رواية العجائب والغرائب بأي ثمن. غير أنَّ أولى الضحايا هي: الحقيقة.
2.
ولا يوجد مثلٌ ينطبق على كلام محمد [إنْ كان لهما وجود – أقصد الاثنين هو وكلامه] غير المثل الشعبي: "كلام الليل يمحيه النهار".
أما كلام النهار فسوف يمحيه هو بنفسه بعد بُرْهَة من الزمن [البُرْهًة هي الزمن غير المحدد]!
فهنا، كما يدعي محمد، بأنَّ ربه وعلى طريقة "اليانصيب" قد قرر من يذهب إلى الجنة ومن يذهب إلى الجحيم من "غير أن يبالي" بنتائج قرارته الحمقاء [تماماً كما فعل الغستابو النازي مع المعتقلين السياسيين. حيث كانت عملية الإعدامات ذات طابع مزاجي وشخصي تماماً – وأحياناً بما يشبه القُرعة].
3.
فهو وبعد أن أخبر أصحابه السذج بخبر "لا أبالي" وصدقوه كان لمحمد "كلام آخر" تماماً لا يمكن إلا أن يكون مثيراً للضحك على خلفية هذا الكلام ونقلاً عن "ربه" في نفس الوقت وأيضاً صدقوه.
فهو يقول [أنظر موضوع: "محمد [11]: الجنة مغلقة إلى إشعار آخر! ]:
"عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ العَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِير، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، هَؤُلاَءِ أُمَّتي؟ قال: لا، ولكن انْظُرْ إِلَى الأُفُق، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عذابَ، قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قال: كَانُوا لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَن، فَقَالَ: ادْعُ اللَّه أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم. ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ"!!!
4.
فأيهما هو "الكذب" وأيهما هو "الحقيقة" – رغم أن مفهومي الكذب والحقيقة لا معنى لهما في حالة كلام محمد!
هنا نرى السخافات التالية:
أولاً: إنَّ محمداً وكأنه في معرض عالمي [World Expo] للأنبياء يستعرض كل منهم أنصاره الذين قرر "رب العالمين" أن يمنحهم بركاته أو أنْ يصليهم بجحيمه !
ثانياً: إن "رب العالمين" هذا قد قرر مسبقاً واستناداً إلى مبدأ ومعيار "سري" عدد الذين سيذهب إلى الجنة من أنصار كل نبي!
ثالثاَ: لا أحد يعرف لماذا "رب العالمين" هذا قد قرر "سبعين ألفاً" مثلاً لا حساب عليهم ولا عذاب – والمفاجأة هي أن هؤلاء كانوا "أمة محمد"!
لماذا، عجباً، كانت "أمة محمد" أفضل من أمة عيسى أو موسى، أو أمة الفيل الطائر؟!
ما الذي يميز "أمة محمد" عن "شعب الله المختار" مثلاً؟! [كما يبدو أن رب محمد كان يعاني من آلزهايمر في طوره الأخير. فقد نسي أنَّه القائل، والعهدة على محمد: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين" – أي حتى على "أمة محمد"!]
رابعاً: هنا يتضح [ استناداً إلى محمد أيضاً ولا يجب أن ننسى بأن كلامه في الليل يمحيه النهار] بأن محمداً من الأنبياء المدللين عند "رب العالمين". طبعاً لا ضرورة أن يسأل العاقل لماذا فالجواب هو" "الله عايز كده"!
خامساً: وهنا تأتي الحلقة الأخيرة من النكتة:
فنزولاً عند رغبة "عكاشة" بن فلان بن فلتان وافق "رسول العدالة" أن يدعو له لكي يكون واحداً من هؤلاء الـ ""سبعين ألفاً"" الذين ربحوا باليانصيب دخول الجنة، لكنه رفض طلب شخص آخر من المسلمين المساكين بحجة مضحكة رثة متهالكة:
- فقد سبقه عكاشة!
أي أن ثمة مكان واحد فقط "شاغر" في الجنة وكأنها طائرة ركاب Light aircraft لا تحتمل ولا حتى ناجياً واحداً من عذاب جهنم المحدق بأغلب المسلمين!
[الانتظار أمام باب الجنة حتى آخر النهار لعل محمداً يغير رأيه]
5.
وكما قلت فإن كلام محمد في الليل يمحيه النهار وكلامه في النهار يمحيه بعد ساعات.
فهو إذ حدد بأن 70 ألفاُ من أمته لا حساب عليهم ولا عذاب، فقد قرر بعد ساعات [أو قبل ساعات – لا فرق] بأنَّ ثمة "عشرة" و"عشرة" فقط من المبشرين بالجنة!
طبعاً لن أسأل مجدداً لماذا "10" وليس "12" [الرقم الخرافي المقدس عند الشيعة] مثلاً، ولكن:
لماذا هذا الاستثناء؟
ولماذا لا توجد بينهم امرأة؟
ولماذا "أبو بكر" و"عمر" و"عثمان" و"علي بن أبي طالب" و"طلحة بن عبيد الله" و"الزبير بن العوام" و"سعد بن أبي وقاص" و"عبد الرحمن بن عوف" و"سعيد بن زيد" و"أبو عبيدة بن الجراح"؟
ولماذا، يا ترى، خاض هؤلاء المبشرون بالجنة بالذات حروباً دموية سواء ضد الآخرين أو بعضهم ضد البعض الآخر؟!
ولماذا قتل المسلمون بالذات أغلب المبشرين بالجنة شر قتلة وتخلصوا من شرهم؟!
هذا هو الدليل على كلام محمد الاعتباطي والمرتجل لكسب الأنصار الأقوياء[ الفتوات/الشقاوات/ القباضايات]
6.
حسناً لننسى كل هذه الأسئلة [إذ لا معنى أن تسأل المسلمين حول أمور تتعلق بخرافاتهم. فهي بالنسبة لهم حقائق لا ريب فيها. والتشكيك بهذه "الحقائق" كفر وإلحاد وزندقة وكل ما لذ وطاب من قاموسهم المخصص للشتائم].
وماذا عن قوله في كشكوله [أو مصحفه] بلسان حال محمد:
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ!
هنا يسقط كمٌّ هائل من تصريحات محمد وتذهب مع رياح السموم الجنوبية!
فمحمد نفسه لا يعرف مصيره رغم أنه المصطفى حبيب الله. فأي نوع من الحب هذا؟
وإذا كان حبيب الله نفسه لا يعرف مصيره فما مصير ملايين السذج الذين يغرقون بعالم التعاسة اليومية وهم أبعد ما يكون عن حب السماء وعطف الأرض؟!
ومع ذلك سوف ننسى هذا الكلام – ألم نتفق بأن كلام الليل يمحيه النهار؟!
7.
وفي صباح اليوم التالي، أو بعد القيلولة في صيف جحيم الصحراء العربية، باغت محمد أصاحبه بكلام غرائبي وعجائبي متناسياً ما قاله ليلة أمس:
"آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ"!
ألم تقل، أيها الرجل، بأنك لا تعرف مصيرك؟
ولأنَّ هناك الكثير من مستمعيه السذج الذين تعطلت عندهم لغة الكلام والتفكير فاتحين أفواههم حيرة أو عجباً فقد قررَّ صاحبنا أنْ يقضي عليهم الساعة فأخذ يُكثر من البهارات الهندية والفلفل المكسيكي [Jalapeño] الذي يَشِيطُ له المخ قائلاً:
- "أنا سيد الناس"!
[يا للتواضع الدمث!]
- "وأنا أولُّ من يدخل الجنة يوم القيامة"!
[عجييييييييييب!]
ثم واصل:
- "وآتي باب الجنة فآخذ بحلقتها [هل فهم القارئ: للجنة باب في الآخرة!] فيقولون من هذا؟ فأقول: أنا محمد فيفتحون لي، فأدخل ......إلخ من الهراء"!
8.
خلاصة [إن كان لكلام محمد خلاصة]:
وهكذا فإن ما قاله ليلة الأمس بأن "رب العالمين" قد حدد مسبقاً من يسلخ جلده ومن سوف يطوف عليه الغلمان، و" من غير أن يبالي"، فقد ظهر الآن بأنَّ اختيار سكان الجنة يستند إلى "مبادئ" التفضيل بين "الأنبياء" أولاً، وإن لمحمد حصة الأسد ثانياً، وإنَّ لمحمد حق التدخل أو "التوسط" لنفر واحد فقط بألا يقوم" رب العالمين" بسلخ جلده – والنفر الواحد هذا هو: عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَن، أما السبب فبسيط جداً: لا لأنه الأفضل أو الأكثر إيماناً وتقوى من الآخرين بل لأنَّه كان السبَّاق لطلب "التوسط"، ثالثاً!
ثم يقرر محمد بأنه "سيد الناس" و"أول من يدخل الجنة" رابعاً [وهذا يعني أنَّ ربه يعطل أعماله ويؤجل قراراته المتعلقة بالدخول إلى الجنة والنار إلى أن يذهب محمد إلى جواره!]
أما قضية "المبشرين بالجنة" فهي من السخف والتهافت حتى أثبتت "السيرة الأدبية" الإسلامية نفسها سخفها وتهافتها وإنها ليست شيء آخر غير ارتجال محمدي خامساً. فقد رأينا ماذا فعل هؤلاء "المبشرون بالجنة" بعضهم بالبعض الآخر.
9.
هذا هو كلام "الصادق الأمين":
بعضه لا يشبه بعض وهو أقرب إلى الهلوسة من الكلام الطبيعي. قد يكون السبب تعاطي نوع من الأعشاب؛ أو أنَّ يكون، كما يقول "الصوفيون!"، مفتوناً بحب ربه حتى لا يفرق ما بين الوهم والواقع؛ أو ربما بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تحرق الأخضر واليابس ومعها يشيط المخُّ ويدب الخمول فيما تبقى من العقول فيشرع المرء [وحتى آخر الأنبياء] بعملية بربرة هجينة ما بين الكلام "الرباني المقدس" والاستخفاف بعقول أنصاره!
وبغض النظر عن الأسباب فإنَّ الهلوسةَ لا تكف عن أنْ تكون هلوسة.
للموضوع بقية . ..