Blogger المدونة الرئيسية في
[يا إلــــــــــــــــهي! ما هذا السخف الذي تكتبه؟!]
مقدمات:
[1] ليس القرد بشراً ولن يكون!
[2] كل المساعي باطلة إن سارت القردة عكس قوانين التطور. فمهما حاولت التملص من هذا "القَدَر" فإنها لن تكون أقل قِرَدِيَّةً.
[3] فإن كانت تعتقد بأنها مؤمنة فإن عليها أن تقبل أنها "ممسوخة!" من بشر أضلهم ربهم؛ وإلا فإنها نتيجة طبيعة للتطور وعليها أن تقبل مكانها في الغابة برحابة صدر!
1.
هذا الموضوع لا يتحدث عن "محنة" ما بالضبط، بل عن "القردة".
فسواء كان للقردة "محنة" أم لا، فإن الأمر ليس موضوعي (لكن هذا لا يعني بأنني لا أتعاطف مع مِحَن القردة وآلامها الروحية).
بل وليس موضوعي الآن إنْ كان للقردة أخلاق (فهذا أمر سأناقشه في مكان آخر) أمْ لا – رغم أن للقردة أخلاقاً لا غبار عليها – مثلما يدعي المسلمون بأنَّ لهم أخلاقاً.
إنَّ موضوعي ومن غير لف أو دوران يتعلق بالقردة بحد ذاتها باعتبارها "قردة" بغض النظر عن "محنتها". ولا تشكل "محنتها" بالنسبة لي ألَّا مدخلاً للحديث عنها – أيْ: عن القرد والقردية!
أُوضِّحُ وللمرة الأخيرة:
أولاً، أنا أحُبُّ القردة (ربما في فِعْلِ "أحُبُّ" شيء من المبالغة!)؛
ثانياً، ورغم أنني سأتحدث عن "محنة" القردة (أو: مِحَنِهِا) لكنني أسعى بالدرجة الرئيسية إلى أن تتضح لي معالم القرد الثابتة وصورته المحددة سواء كان سعيداً أم تعيساً.
والطريق إلى ذلك يمرُّ إما عبر لحظاته السعيدة، وإما عبر الحديث عن محنته.
آمل أنْ يكون الأمر قد اتضح!
2.
"محنة" القرد يا قارئي أنَّه لا يعرف ذاته.
ومن لا يعرف ذاته فإنه لا يعرف تاريخه – بل ولن يصل إلى حريته.
إنه لا يعرف أيَّ شيء ذي أهمية عن أصله وفصله غير أنَّه يُحب المَوْزَ إلى حد الاستعداد للتضحية بنفسه والآخرين وأمِّهِ المسكينة وقطة الجيران!
فالبشر قالوا – لكنه لم يسمعْ ولم يتابع ولو استمع لانتفع – إنَّ مِنَ الحُبِّ ما قَتَل!
بكلمات أخرى:
إنَّ المَوْزَ سوف يقتله – آجلاً أمْ عاجلاً!
ليس في الحبِّ أيُّ "نوع" مَنَ الخلاص مِنْ قَدَر "النَّوع" و"الفصيلة" أو "الجنس"!
فهل سيتحول القرد بتأثير التطور الحثيث إلى كائن آخر؟
أشك في ذلك!
3.
إنَّ معرفة الذات هي الطريق إلى الحرية.
فحتى لو كان المرء (والقرد امرؤ تقريباً بحكم الأصول المشتركة لا الانحدار المباشر حتى لو ثار عليَّ المسلمون فهم لا يعرفون الثورة إلا ضد من يقول لهم الحقيقة) وهذا ما يجعل القرود سجينة جهلها العميق بذاتها وبـ"قرديتها" في آن واحد وكونها فصيلة من الحيوان كادت أن تتكلم – أو كما يقول أحدهم: قاب قوسين أو أدنى – لكنها لم تتكلم. ولهذا فإنَّ عقلها ظل حبيس فكرتها عن الموز!
الموز حبها العظيم وقاتلها في آن واحد!
شئنا أم أبينا فإن القردة أقرب "الناس!" إلينا - نحن الناس!
وإنَّ هذا القُرْب يتجلى واضحاً في بعض الفئات من الناس التي تخلت عن العقل طوعياً فأساءت إلى اللغة. فالعقل واللغة صنوان لا يمكن فكهما والفصل ما بينهما.
غير أنها – أقصد القردة، تعتقد بأننا أسوء نوع منها ولا شيء آخر – لا لسبب إلا لأننا لا نعيش على الموز!
فالقردة لا تجهل بأنه ثمة ناس فقط، بل وتجهل بأنها قردة!
صحيح نحن سيئون بما يكفي لكي تجزع منا الطبيعة. إلا أننا نمتلك "إمكانية" التطور الأخلاقي.
وفي نهاية التحصيل فإنها – وأعني القردة، لا تنظر إلينا نظرة إيجابية. فنحن بالنسبة لها متطفلون نحشر أنوفنا فيما لا يعنينا.
فما الجدوى – تقول القردة – من تعليم القرد كيف يفكر ويفهم ما يُقول له البشر؟
حتى يتحول إلى إنسان؟!
هذا سخف. لا حاجة إلى نوع بشري جديد.
4.
هل "تفكر" القردة؟
إنَّ فعل "يُفَكِّر"، كما نَصِفُ بواسطته عمليات التفكير البشري لا يصح إلا بوجود "لغة" تنظم هذه العمليات – تقوم بسردها. وعندما نتحدث عن "اللغة" فإنَّ الأمر لا يتعلق بالكلام والكتابة فقط، بل وبالإدراك اللغوي – الإدراك اللغوي الداخلي.
والتفكير يرتبط بقابلية التجريد والتعميم في آن واحد.
إذن: هي لا "تفكر" – أقصد القردة!
وإنَّ ما نصفه في بعض الأحيان بأنه "تفكير" هو في حقيقة الأمر نوع من مظاهر "التفكير الشرطي" له طابع وظيفي بحت ومحدود.
5.
إنَّ "ذَنْبها على جنبها!".
فطالما رفضت تعلم اللغة – كما ينبغي فإنها رفضت التفكير كما ينبغي (وربما العكس - من يدري؟!).
فهل علينا أنْ نتحمل مسؤوليات اختياراتها؟
6.
لم يكن أمام القرد غير طفرة صغيرة – أو نَطَّة من نَطَّاتِ الأرأن (لغة في الأرانب) حتى يصبح إنساناً. لكنه وبدلاً من أنْ يطفر طفرته الثورية المستحيلة ظل يتغنج على غصن سميك طويل من شجرة زان معمرة وكأنه عارضة أزياء في إحدى عروض Versace أو Gucci!
لكنه لم يقم بهذه الطفرة (أو الخطوة – لا يهم فالأمر سواء).
ومع ذلك فإنَّ هذه ليست محنته الحقيقية المشار إليها!
7.
رَفْضُ الحرية:
إنَّ محنته – ولا نزال نتحدث عن صاحبنا القرد- هي أنه لا يريد أن يدرك محنته هذه!
بل أنَّه قد تمادى بقِرَدِيَّته الفجة وظل يتقافز من شجرة إلى أخرى فرحاً ومستبشراً وكأنَّ الغابة غابته والأرض ملكه والزمان واقف على رأسه والمكان له وحده لا أحد شريك له فيه.
هذه حماقة.
لقد رَفَضَ الحرية عندما رفض إدراك ذاته.
ولهذا السبب سيظل مُعَلَّقاً على الشجرة يترنح جيئاً وذهاباً وهو يصرخ صرخته الشهيرة:
- هُو.. هُو .. هُو !!!
8.
هل فَهِمَ أحَدٌ شيئاً؟
- هل أنت تمزح؟!
[الحقُّ أنني لَمْ أفهم شيئاً! هل مِنَ الممكن أنْ تُعيد الكلام مرةً أخرى؟]