Blogger المدونة الرئيسية في
افتتاحية:
أنَّ "للتَّرَوِّلِ" و"للمُتَرَوِّلين" صورة عربية:
فـ"التَّرَوِّلُ" لغةً هو سيلان لعاب البعير وبوله المتقطع!
ولهذا فإنَّ "التَّرَوِّلَ" جزءٌ من العقيدة الإسلامية ومرتبطة بالعلاقة الروحية "العميقة" التي تربط المسلمين بالبعير. فـ"المصطفى" وآخر المرسلين الذي اصطفى نفسَهُ بنفسِهِ فقرروا أن يصطفوه حدد القدرات الربانية لبول البعير – حتى ولو كان متقطعاً – وحوَّل "التَّرَوِّل" بالتالي إلى عقيدة دينية وغلق باب الاجتهاد.
وبالتجربة فإن جميع الترولات trolls في شبكات التواصل الاجتماعي الناطقين باللغة العربية (وهي عربية ركيكة) ويستندون إلى عقيدة القص واللصق المقدسة هم مسلمون [إلَّا ما ندر] سواء كانوا علنيين وعلى رؤوس الأشهاد أمْ مستترين بصورة مرقعة إلى حد الظهور العلني الفاقع.
1.
فإذا ما تركنا جانباً المعنى الأصلي لـ"troll” باعتباره واحداً من الشخصيات الأسطورية الطريفة في فولكلور الشعوب الإسكندنافية، فإن معناه الاصطلاحي على شبكة الانترنت يشمل "المتصيدين" في الماء العكر و"الملفقين" للأخبار ودس الأكاذيب فيما يشبه "الأخبار الصادقة" وحرف الأنظار عن الأفكار المطروحة والمواضيع المهمة.
إنهم مفتعلو الحروب حيث لا وجود لها وتكذيب حقيقة الحروب القائمة فعلاً - وآخر مثال على ذلك هي الحرب التي شنها بوتين على دولة مستقلة حرة وقام بتدميرها مادياً وتشريد شعبها إلى عشرات الدول الأخرى. فأخذوا يلفقون ويكذبون بأن لا حرب ولا هم يحزنون. أما ما يتعلق بضحايا القصف والتخريب والتدمير بالصواريخ جو- أرض أم أرض – أرض فهي بالنسبة لهم أمور مبالغ فيها!!!
2.
وإذا ما يطغي على "ترولات" المنتديات العربية السذاجة وفقر المعلومات و"ضيق الحال" الثقافي وتخلف المستوى الدراسي (فهناك حتى من لا يفهم ماذا ينشر وهو يعترف بذلك) فإنها (أقصد الـ trolls ) ذات طبيعة حاقدة رثة لا تميز ما بين الخير والشر، بل هي عاجزة حتى عن التمييز ما بين الحروب الحقيقية المدمرة للوجود الإنساني وحروب مشجعي فرق كرة القدم!
وهذا ما تكشف عنه تْرولات الدعاية الروسية في مواقع التواصل الاجتماعي العربية - الناطقة بالعربية الركيكة والمفككة.
3.
فهؤلاء (أو: هذه) الترولات تسيل لعابها (تَتَرَوَّلُ) وتتبول على مرأى الجميع وتتصاعد منها رائحة "مصالح" تافهة من غير حتى أن يدركوا (أو: تدرك) طبيعة أهداف السياسة الروسية – أو سياسة بوتين والمخاطر المترتبة على الأمن العالمي - والأمن العربي لا يزال وسيبقى جزءاً من الأمن العالمي.
فإذا كانت القشة تقصم ظهر البعير (نتيجة لقانون تحول التراكمات الكمية إلى تغيرات نوعية) فإن السذاجة تقصم ظهر البعران والترولات على حد سواء من غير الحاجة إلى أي نوع من التراكمات.
ففي أفضل الأحوال فإن الشيء الوحيد الذي يقود جيش السذاجة هذا هو موقف مهلل فكرياً من نوع: عدو عدوي صديقي!
4.
السذاجة الغامرة التي لا تُحْسَدُ عليها الترولات المتصيدة في الماء العكر، والتي يسيل لعابها ليل نهار وكراهيتها لمفاهيم مثل الحرية والديموقراطية والحقوق المدنية، هي التي تجرجرها إلى مستنقع التصورات الغبية عن العالم وقيمة الحياة البشرية.
5.
وترولات الحرب هذه هي نفس الترولات التي ملأت بالأمس مواقع التواصل الاجتماعي بخرافة "عدم وجود!" جائحة كوفيد – 19 ومن ثم غياب الجدوى من التلقيح ضد الفيروس!
فهي تردد بصورة ببغائية حزمة من الأفكار المُضَلِّلة للرأي العام (وقد كانت روسيا واحدة من مصادرها الأساسية أما المصادر الأخرى فهي أطراف مختلفة من اليمين المتطرف) متسترة على انتماءات سياسية مشبوهة ومواقف معادية للدول الديمقراطية بصورة عامة.
إنَّه جبن أخلاقي مستديم طالما يتخفون خلف الأخبار الكاذبة الضحلة وتضليل القارئ بأخبار النفايات الروسية البوتينية (أو مزابل صحافة الأحياء الشعبية). فالشجاعة تفترض أن يكون لهم القدرة على التعبير عن آرائهم بصراحة والكشف عن انتماءاتهم الدينية والفكرية بصورة علنية لا أن يتحلوا إلى ظلال باهتة لا قيمة لها.
أما التخفي خلف صورة الترول المضحكة وتلفيق الأخبار وتزييف الأحداث فإنه على أقل تقدير أمر مثير للرثاء.
ملاحظة:
هناك من قرر أن يكون ضد روسيا ذاكراً كلمة "الحرب". ولكن من يعرف "مناهض الحرب" هذا (وأنا أعرفه تماماً) فإنه سيكتشف بأن سبب كراهيته لروسيا ليس الحرب الغاشمة بل اعتقاده "العميق" ولحد الآن (عام 2022) بأن "روسيا دولة شيوعية"!
6.
ولهذا فإن الترولات العربية (وهي إسلامية العقيدة) كما أشرت تحيلنا إلى الطب الإسلامي الذي أثبت "العلم المعاصر" صحته!!!!!
وهم كما يبدو وقبل أنْ "يترولوا to become trolls" قد تَرَوَّلَ كل واحد منهم وهو يتأمل بول البعير المقدس (على مَنْ تَعُود كلمة "المقدس"؟ الأمر سواء) المتقطع محاولاً أنْ يشفي غليله (وأمراضه) بقدر ما يستطيع من الوقت حتى يتفرغ لنقل أخبار كاذبة عن الحرب ويتشفى بخراب حياة ملايين الناس وهروب حوالي مليونان و320 ألف (حتى تاريخ أمس)" ومن بينهم أكثر من ميلون طفل.
بالشفاء العاجل!
الخاتمة: فتوى إسلامية
"من لا يعترف بحديث العلاج ببول الأبل فهو ملحد زنديق ويجب أن يعامل معاملة المرتد!" . هذا ما يقوله شيوخ العته - والكل يعرف أن عقاب المرتد هو القتل!