Blogger المدونة الرئيسية في
بعد أن فَشَلَ المسلمون بالبرهنة على قضايا مهمة تتعلق بمصداقية الإيمان بوهم "الله"؛ وبمصداقية العقيدة الإسلامية كـ"وحي" منزل من السماء؛ وبعد أن عجزوا عن البرهنة على تفرد أخلاقهم، التي لا تختلف عن أخلاق أي جماعة صحراوية متعصبة؛ وبعد أن اثبتوا فشلهم في العيش داخل التاريخ المعاصر وبقاءهم خارجه في قرون التخلف الثلاثة الأولى ...
بعد كل هذا قرروا العودة من جديد إلى سخافة تحدي محمد " فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ"!
غير أن للسخافة هذه وجوه متعددة:
1.
الوجه الأول:
ماذا يعني أن يأتي المرء "بسورة من مثله"؟
- أنْ يأتي "من مثله" علمياً؟
فقد أثبت الفكر العلمي المعاصر فشل ما يسمى "الإعجاز العلمي" للكتب الإبراهيمية – وبشكل خاص لكتاب محمد – بل أن الكثير من المسلمين في الماضي والحاضر رفضوا ويرفضون فكرة "الإعجاز العلمي" بعد أن اتضح لهم بأن الإصرار على مثل هذه القضية هو مصدر للفضائح أكثر ما يكون مدعاة للفخر.
- أنْ يأتي "من مثله" في معرفة التاريخ؟
مثلما تم أثبات سخف "الإعجاز العلمي" فإن علم التاريخ الحقيقي (وليس السيرة الأدبية للإسلام) لم يبرهن على أية واقعة تاريخية حقيقية أشار إليها كتاب محمد. وما هو أكثر سخفاً فإن محمد حوَّل حوادث حقيقية مثل قصة الإسكندر المقدوني إلى أسطورة دينية مضحكة إلى حد يبدو الاسكندر المقدوني وكأنه من الأنبياء!
- أنْ يأتي "من مثله" لغوياً وبلاغياً؟
وهذه سخافة أخرى لا تحترم المنطق، مثلما لا تحترم الوقائع.
فماذا يقصدون بالإعجاز اللغوي؟
أن يكتب المرء نصاً لاهوتياً كنصوص كتاب محمد؟
2.
إنَّ المسلمين، كما يبدو، لا يفقهون معنى الكتابة والقوانين التي تتحكم في بنية النص الشكلية والمكونات الداخلية على حد سواء.
فاللغة في النص ليست مُكَوَّن مستقل – وإذا كان الأمر هكذا فالأمر واضح منذ البداية بأن الموضوع لا معنى له ولا حاجة إلى مناقشته. لأن النص الذي يعتمد على اللغة فقط هو كلام فارغ.
إن البنية اللغوية لكل نص تستند إلى الأفكار الداخلية والخصائص النفسية والفكرية للمؤلف.
وبالتالي فإنه لا يمكن تقليد كاتب (سواء كان كاتباً سيئاً أم جيداً) إلا بتقمص شخصيته كلياً – أي أن تحل محله وهذا أمر مستحيل.
3.
الوجه الثاني:
إن "كتاب محمد" ليس كتاباً لمحمد. فهو كتاب تكون نتيجة لتراكم نصي بدأ قبل التاريخ المفترض لظهور محمد وأستمر لما بعده.
فهو كتاب ديني طقسي تبشيري يحتوي على مواقف وآراء مختلفة تتضارب فيما بينها في الكثير من الأحيان.
وإن فكرة تقليدها لمضحكة تماماً.
4.
الوجه الثالث:
إن فكرة تحدي تقليد كتاب محمد فكرة عبثية. لأنها تفترض أن لكتاب محمد أهمية ما. وعندما تسقط أهمية كتاب محمد للناس الذين رفضوا محمداً وكتابه آنذاك والناس الذين يرفضون هذا الكتاب اليوم فإنه لا جدوى من الاهتمام بموضوع هذا الكتاب.
أما البحث عن تناقضات كتاب محمد ومظاهر الهراء اللغوي والتاريخي والعلمي من قبل الملحدين فإنه لا يعبر عن اهتمام بالكتاب ذاته بل هو محاولة للكشف عن عقم الإيمان بهذا الكتاب وعدم أهميته للناس.
فما معنى أن "نأتي من مثله"؟
5.
الوجه الرابع:
نحن نقرأ شهرياً الكثير من الكتب الفلسفية والفنية والأدبية والسياسية وغيرها فهل هذا يعني أذا كنتُ أرفض مثلاً إحدى الروايات الأدبية بسبب كونها مملة وغير ممتعة ولا تقدم أية أفكار مثيرة لاهتمامي أنَّ عليَّ أن أكتب مثلها؟
إذا كان هذا هو معنى و"آتوا بسورة من مثله" – وللمفارقة هذا هو المعنى، فإن المسلمين وكما يبدو قد فقدوا عقولهم!
وإنَّ مصدر "عقيدة" و"أتوا من مثله" هو الثقافة الاستبدادية الإسلامية التي تسعى إلى إسكات أي نوع من النقد ضد أي جانب من العقيدة الإسلامية.
فطالما تنتقد القرآن فإن عليك أن "تأتي بسورة من مثله"!!!
فماذا لو انتقدنا الدساتير العربية السخيفة؟ فهل علينا أن نكتب "دستوراً من مثله"؟
6.
الوجه الخامس:
لنفترض أنَّ "شخصاً" ما قرر أن يكتب "سورة من مثله" [من مثل "والتين والزيتون"!]. هنا ستظهر أمامنا مشكلة:
أولاً، مَنْ سيكون الحَكَم؟
هل سيقبل المسلمون تحكيم أديب غير مسلم أم يصرون على محكم مسلم؟
أم سيتم التوصل إلى تأسيس لجنة تحكيم؟
كيف سيتم التوصل إلى قرار: بالتصويت أم بالسلاح الموجه إلى لجنة التحكيم؟
وهل سيقبل المسلمون نتائج التصويت؟
وهل سوف ينجو الأشخاص غير المسلمين من العقاب في حالة تصويتهم على أن "الشخص" المشار إليه قد كتب نصاً مساوياً ومعادلاً لكتاب محمد؟
7.
والمشكلة الأكثر إثارة للمفارقة هي التالي:
هل سيسمح الإيمان التسليمي للمسلم قبول حقيقة أنَّ هناك من هو قادر على كتاب "سورة من مثله"؟
كيف علينا أن نقبل مثل هذا الهراء وقد عودنا المسلمون على عدم التنازل حتى عن أخطاء التصحيف في كتاب محمد وقروا بقاءها على حاله؟
8.
إن كتاب نبيكم كتاباً لا يستحق الاهتمام سواء هناك من "يأتي بسورة من مثله" أم لا؛ وإن تحديكم مثيراً للضحك ولا يبرهن على شيء غير أنكم قد أعلنتم إفلاسكم علناً.
باختصار:
إنها ثقافة الطريق المسدود!
ملاحظة أخيرة:
حتى اللحظة الراهنة يجاهد المسلمون عن طريق الكذب والتزوير والشتائم والتلفيق وتشويه سمعة الملحدين لكنهم لم يثبتوا خطأ القضية الفكرية الإلحادية بدليل أن الكثير من المسلمين يتركون الاسلام من غير رجعة.
فمتى ما أثبتوا بأن لا مسلم قد غادر الإسلام فإن قضية الإلحاد تكون قد أُثبت فشلها!
وسوف نتظر بهدوء مثل هذا الاثبات . . .