Blogger المدونة الرئيسية في
[وما ملكت أيمانكم .. .. ..]
لنا في قصص الأنبياء مواعظُ ودروسٌ ما لم يتعلمه المؤمنون - ولن يتعلمونه ونكتشف من الحقائق ما يجهله المسلمون - ولن يكتشفونه.
فقد تكون تبدو "صغائر" لا معنى لها ومن غي الكلام الذي لا مكان له في كتب الحقيقة. لكنها، وهذا سرُّ قاراءتها: تكشف عن ثقافة الإبراهيميين الغثة القارَّة وسقمها وتقول لنا ما يمتنعون عن التصريح به.
فنحن أمام "ثلاثيٍّ" غرائبيٍّ لا يخجل المسلمون من الاتعاظ به والسير على سراطه:
إبراهيمَ ولوطَ ومحمدٍ!
1.
ثلاثة قررت "الآلهة" الحمقاء أن تتحفنا بهم وتتحفهم بالأسرار والمعجزات - هناك حيث لا حاجة لهم بها أو أن يضعهم في مصيدة الاختبار حيث هم في أمس الحاجة إلى "مُعَيجِزة" صغيرة عاجزين عن اجتراحها
ولهذا سأكون - أنا شخصياً مِنْ بين مَنْ هو قادر على اجتراحها ولا أبالغ في القول ولا أتجنى على "الآلهة" الحمقاء ولا أنبياءهها الصالحين والطالحين على حد سواء!
فـ"القرار" الذي منحت "الآلهة" الحمقاءُ الأنبياءَ على أساسه "المعجزات" كان قراراً، وكما يبدو، مع وقف التنفيذ.
إذ أن سيرتهم لا تكشف لنا عن أية معجزة ولم يكونوا إلَّا شيوخاً حمقى (كآلهتهم)عاجزين عن اتخاذ أي نوع من القرارات العقلانية والأخلاقية. وقد كانت المرأة - دائماً وابداً- ضحية هذا العجز و"الأداة" التي حلُّوا عن طريقها وبواسطتها أزماتهم الحياتية والجنسية.
فهذا الثلاثي" الغرائبي الذي تروي لنا الحكايات سيرتهم الخرافية تحول ابتذال واحتقار المرأة بالنسبة إليه إلى نوع من التعويض عن غياب المعجزات.
وثمة الكثير من الأمثلة النموذجية لحالات الابتذال وهذه ثلاث منها فقط:
2.
الابتذال الأول:
أثارت زينب (زوجة زيد ابن محمد بالتبني كما تقول الحكاية) بمفاتنها مرَّةً السيدَ محمداً وأخرجته من طوره حين دخل إلى بيتها من غير أن يستأذنَ أو حتى أن "يتنحنحَ" على عادة القرويين وهو القائل " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [وفي قراءة لابن عباس: "لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا"].
وبغض النظر عن طبيعة "القراءة" فقد كان عليه الاستئذان قبل أن يدخل عُنوة في بيتٍ مِنْ غير أن يسلِّمَ على أهله!
3.
تقول لنا السيرة الأدبية الإسلامية بأنَّ عُريَ زينب (وقد كانت في بيتها ولا حاجة لكي تتحجب) قد أشعل في محمد ما تبقى من نار الشهوة الجنسية. ولأنها لا تعدو كونها امرأة "ناقصة عقل ودين" فقد قرر أن يفصلها عن زوجها ومن ثم يتنكر لأبوته له وأخيراً يغتصبها.
والاغتصاب في اللغة وفي حكم القضاء هو أن تأخذ شيئاً عنوة وقهراً وظلما. وليس ثمة اغتصاب أكثر اغتصاباً مِنْ أنْ تجبر زوجاً على تطليق زوجته لكي تكون هي في فراشك ولا شيء آخر!
4.
ولكي أفي بوعدي واجترح معجزة كان من الممكن أنْ يتجنب بواسطتها مهاوي الفضيحة فإنني أعيد قوله:
لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا وهذا ما كان يجب أن يقوم به وقد كان من شأنه أنْ يوفر لزينب الوقتَ لكي تلف نفسها بإزار وتخبره بأن زيداً غائبٌ (فيما إذا كان هدفه زيدٌ حقاً وفعلاً ) وانتهى الموضوع!
أما إذا لم يكن هدف محمد غير زينب نفسها فلا معجزة تنقذها من الاغتصاب والابتذال وأن يفرق بينها وبين زوجها.
أما التفصيلات فلا ضرورة لتكرارها فقد سبق وأن تطرقنا إليها في موضوع:
القصة الكاملة للرحمة الإلهية المحمدية [1]: الوجه الآخر لمملكة الظلام
القصة الكاملة للرحمة الإلهية المحمدية [2]: غياب التقوى وانفلات الرغائب الجنسية
5.
الابتذال الثاني:
في موضوعي: "كيف تخلى كبير الأنبياء عن زوجته حرصاً على حياته!" تحدثتُ عن كبير الأنبياء إبراهيم (وكأنه كبير الخبراء!) وكيف ابتذل زوجته سارة وأنكر أنها زوجته متخلياً عنها لكي ينجو بجلده.
وثمة ثلاث قضايا لم أناقشهما في الموضوع المشار إليه وهي:
القضية الأولى:
ما هو "الهدف" أو"العبرة" أو"الموعظة" (إن وجدت) من وراء قصة كبير الأنبياء الذي ادعى بـأنَّ سارة هي أخته؟
بل ما هي ضرورة مثل هذه الحكاية السخيفة؟
إن الشيء الوحيد الذي يتبدى من وراء هذه الحكاية هو ضعة إبراهيم أفندي. فهل هذا جزء من الإيمان الديني؟
القضية الثانية:
لماذا امتنع "الله!" عن اجتراح معجزة صغيرة موفراً على "خليله" الكذب والجبن وينهي القصة ويعيش الزوجان – كبير الأنبياء وزوجته "في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات"؟
إنَّ المعجزات كما عودنا الفكر الخرافي تظهر عند الشدائد والأزمات و"الامتحانات" حتى تبرهن الحكاية (على الفاضي) بأن الله لم ينس أنبياءه.
ولكن ها هي الآلهة قد نسيته وتركته للصدف ولأخلاق "الفرعون الجَبَّار" الذي كان أكثر أخلاقية من إبراهيم أفندي نفسه.
القضية الثالثة:
كما هو واضح من الحكاية فإنَّ "الله!" قد حرم كبير الأنبياء من نعمة التفكير الربانية والحكمة المتعالية. وإن غياب الحكمة تتكرر في مواضع مختلفة كما حصل في سورة هود المحمدية:
"وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ".
فإن صاحبنا، وهو كبير الأنبياء، كان عاجزاً حتى عن التعرف على الملائكة. إن سذاجة هذا الرجل وقصوره الذهني مدعاة للخجل وليس ليس للفخر.
ولكن ماذا نفعل؟
6.
والحق أن حكاية إبراهيم لم تحيرني مثلما حيرني إصرار المسلمين عليها!
فإنَّ أي قارئ محايد سوف يجد من غير جهد ومشقة بأن القصة لا تجلب إلا الفضائح لأصحابها وكان عليهم التخلي عنها (مثلما تخلى كبير الأنبياء عن زوجته بسهولة قياسية!).
فليس ثمة موعظة غير أن تكون المرأة "سلعة" رخيصة بادلها إبراهيم أفندي لكي ينجو بجلده (إن كان له جلد آنذاك). ولا عِبرة فيها غير أن تقول الحكاية للناس:
عند الشدائد وعندما تندلع الحرائق ضَحِّي بزوجتك (أو أمك وأختك) وأنجو بجلدك - إذ يمكنك الحصول على مثلها بسهولة فلك "مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ أو ما ملكت أيمانك" فلا تفكر كثيراً بخسارتها وارمها إلى فم الأسد!
فإذا كانت هذه الأفكار مقبولة عند المسلمين فإن للقصة موعظة وعبر!
7.
والآن يأتي دور المعجزة (أقصد معجزتي) المخصصة لإبراهيم وها هي:
أنْ تتلثم سارة خانم وتلف حول نفسها إزاراً قديماً كما يفعل الآخرون (وهما يعرفان مسبقاً مخاطر جمالها الفتَّاك!) وتمنع عن نفسها الأبصار، وألا تمشي الهوينى (أو الهوينا: لا فرق) من غير أن تتغنج أو تترنح دلعاً وتهز أردافها، كاشفة عن صدرها، جاذبة أنظار الجيوش وعسس المدينة وعيون "الجَبَّار" وجواسيسه والخدم والقادة الكبار وبائعي الخضار وصانعي السيوف والإسكافي والحداد وغيرهم الكثير!
هل هذا كثير؟
بل هل أمر صعب؟
8.
الابتذال الثالث:
كما رأينا إنَّ الحكايتين السابقتين كانتا سيئتين من الناحية الفنية بحسب معاير الأدب القديم والجديد على حد سواء:
فالبناء المفتعل للأحداث وسذاجة الحبكة وتكلف الشخصيات تجعل منهما حكايتين سطحيتين للغاية. غير أنَّ في أقوال أغبى الأغبياء يمكن أن نعثر على أحكام قيمية.
فإذا ما أسست الحكاية الأولى ثقافة للاغتصاب وسوء استخدام السلطة – وهو الفساد باللغة المعاصرة؛ وكشفت الثانية عن الطريقة التي يبتذل بها كبيرُ الأنبياء زوجتَهُ، فإن في الحكاية الثالثة تتوفر فيها كل مكونات أفلام البورنوغرافيا!
بل أن حبكتها تبزُّ أشهر روايات الـ fantasy في مجال الجنس والعربدة Orgy. فهي مزيج من غرائبية مدهشة وانفلات للغرائز الجنسية التي وصلت حداً تعجز فيه حتى الفنون البورنوغرافية الحديثة الوصول إليها وهو محاولة اغتصاب الملائكة بالذات (مع أنها ليست المحاولة الأولى) من قبل قوم لوط "عليه السلام" وعلى الأنبياء والملحدين أجمعين!
9.
كما يقص محمد علينا وعليهم وعلى الناس أجمعين قصة قوم لوط:
"كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ".
وقال لهم لوط شخصياً " أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ".
غير أنهم لم يتعظوا بكلام لوط حبيب المسلمين فقرر "الله" أن يرسل إلى لوط جماعة مسلحة من الملائكة – يقال إنها برئاسة جبريل بهيئة رجال يشعون نوراً وحلاوة لعلهم يفعلون ما عجز لوط عن القيام.
وهذا ما جعل قوم لوط يتدافعون أمام بيته منْ أجل الاستمتاع بالملائكة.
10.
ثم تقول لنا الحكاية بأن الحبيبَ لوطاً قد: "ضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ "!
وهنا وكالعادة يهرع الإبراهيميون لتذنيب زوجة لوط الفاسقة (رغم أن للنبي لوط زوجة واحدة لكنهم قرروا تجريمها!) التي يدعون بأنها أخبرت القوم بقدوم الضيوف "الأبرار" فجَاءَهُ "قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ".
فكيف يمكن التخلص منهم وحماية الضيوف "الأبرار" من شر الخناس الوسواس؟
ولأنَّ لوط إبراهيميُّ الثقافة وابتذال المرأة يجري في دمه وهو جزء من عقيدته فقال للقوم:
"يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ".
وهو يعرف مثلما نعرف نحن قراء القرن الحادي والعشرين بأنَّ مطلبهم هو الملائكة الذين يشعون نوراً وحسناَ فقالوا له:
"لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ * قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "!
هذا ما سعى إليه كبير الأنبياء نفسه: التخلي عن أقرب امرأة تمسه يده (وفي الحالة الراهنة بناته) ويقدمها هدية حتى ينجو بجلده وبجلد الملائكة - أو أي مكان آخر من جسمه!
لقد فشل تجنيب لوط للملائكة ما لا تحمد عقباه. غير أن فشله قد تحول عند المسلمين إلى عبرة وعظة ومنارة للهدى وبشرى يتمسحون بها متى شاؤوا.
أما معجزتي فهي كالتالي:
طالما يعرف "الله!" النتائج وإنَّ إرسال الملائكة لا يعني غير شيء واحد: صب الزيت في النار فألا كان من الحكمة ألا يرسلهم ويحفظ بذلك فروجهم؟
بسيطة - أليس كذلك؟
11.
ها هي الحقائق التي تقصها علينا حكايات المسلمين "ذات الموعظة!" والمحملة بالمنطق الإسلامي وروح الابتذال في علاقتهم بالمرأة:
فهي لا تعني بالنسبة لهم غير إنْ تكونَ موضوعاً لشبق الأنبياء أو وسيلة للتعبير عن جبنهم أو طريقة للتغطية على تخاذلهم.
لا مكان للحب!
بل لا أثر للود والحماية والاحترام.
إنَّ هؤلاء الأنبياء "النموذج الأخلاقي!" الذي يكشف عما لا ينبغي الاحتذاء به!
إنها عقيدة البرابرة من الأزمان الغابرة ولا يزالون ينشرونها بين الناس ويدافعون عنها حتى الموت - وخصوصاً موت الآخرين!
["لوط وبناته" للرسام Jacob de Backer (1591 – 1555) ]