Blogger المدونة الرئيسية في
[1]
لم تُطورْ عقيدة دينية مشاعر الكراهية والاحتقار والرفض إزاء الحيوانات مثلما حدث في العقائد الدينية الإسلامية [السنية والشيعية].
لقد اخترع الكهنوت الإسلامي أسباباً ومبررات خرافية، لا قيمة منطقية لها ولا معنى عقلاني يسندها، تضع الكثير من الحيوانات في وضع الشبهات ووصفها بأسخف الأوصاف وإلصاق أتفه التهم بها وتجريمها من حيث المبدأ والنوع والخلقة!
إنها ثقافة غريبة ومشبوهة من "عنصرية الأنواع" [كراهية الأنواع الأخرى من الكائنات الحية] التي لم تكتف بكراهية الآخر المختلف وإنما كراهية باطنية ميتافيزيقية موجهة ضد حيوانات قرروا أنها "شريرة"، "نجسة"، تمارس "الخطيئة"، محملة بـ"الذنوب" قبل حتى أن تُخلق وتظهر على وجه الأرض.
[2]
فهم إذ لم يكتفوا باعتبار الكثير من الحيوانات مسوخاً مثل[الفيل والدب والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والدعموص والعقرب والعنكبوت والأرنب وغيرها] لرجال ونساء أخطأوا بحق رب العلمين المدلل ورفضوا تعاليمه وأوامره، فقد ربطوا بصورة غريبة عجيبة ومتهافتة ما بين خرافة الشيطان والحمار مثلاً، أو ما بين الديك والملائكة.
بلْ هُمْ لم يكتفوا بذلك قطُّ.
لقد اخترعوا أحكاماً مجنونة للحط من قدر هذا الحيوان أو ذاك من غير أيِّ نوع من المسوغات العقلانية أو الطبيعية.
إنهم باختصار احتقروا ما لا يعرفونه وحطوا من قدر حيوانات وميزوا بينها وفضلوا بعضها على البعض الآخر لتبريرات واهية لا تستند إلا لأقوال سخيفة من قبل أنبيائهم أو مخرفيهم القدامى والمعاصرين [زمنياً وليس حضارياً].
[3]
والحمار واحد من ضحايا العقيدة الإسلامية التي تستند إلى كراهية غيبية وفي أغلب الغالب من الأحيان تصورات غبية للناس والحيوانات والأشياء.
فالقوم الذين يعتقد أفراده بأنَّ "الله" قد خلق القطة [أو السنور والسنورة] من عطسة الأسد حتى تقضي على الفويسقة [الفأرة] وأن الخنزير من مؤخرة الفيل لا يمكن الثقة في صحة عقولهم ومصداقية تصوراتهم عن الحيوانات.
وبالتالي فإن "قضية مطيع الغائب" هي من حيث الجوهر قضية السخف العقائدي للكهنوت الإسلامي الذي حوَّل العالم [الناس والحيوانات والمدن] إلى معسكرين: معسكر المسلمين [دار الإسلام] ومعسكر الأعداء [دار الحرب].
ففرقوا ما بين الحيوانات واصطنعوا لها معسكرين:
معسكر الإيمان والنظافة والتقوى والمبشرين بالجنة وقد تزعمته [القطة والبعير والحصان]؛
ومعسكر الكفر والدنس والشيطان وقد تزعمه [الكلب "وخصوصاً الأسود!" والقرد والخنزير].
بل جعلوا للرجال معسكراً وللنساء[31] معسكراً آخر!
مثلما فرقوا ما بين البشر وفضلوا أنفسهم على الآخرين، فإنهم قد فضلوا حيوانات على أخرى لا لسبب إلا لأنَّ محمداً قد أدلى بخرافات وتصورات ساذجة وسطحية وخالية من العقل والحكمة عبَّر فيها عن تفضيله لهذا الحيوان وكراهيته للآخر.
[4]
غير أنَّ لمطيع الغائب وجهة نظر أخرى:
هل حقاً أنَّ صوته أنكر الأصوات؟
وهل كان أذان المؤذنين أكثر قبولاً للآذان من صوته؟
هو يعرف معرفة حقة بأن الإجابة على هذه الاعتراضات هي قضية إيمانية محضة ولا علاقة لها بالوقائع. فهناك الملايين من الناس ممن لا يطيق صوت الأذان. بل أنَّ قباحة أصوات الكثير من المؤذنين هي قبيحة حتى بالنسبة لمسلمين. ولا فرق ما بين صوتهم وصوت مطيع الغائب إلا لأنه لا يمكن أن يكون مؤذناً من الناحية الفقهية. ولو كان نبيهم قد قال بأنَّ صوت الحمير أعذب الأصوات [وهذا أمر كان ممكناً بسبب اعتباطية آراءه] لرأينا المسلمين الآن يمجدون الحمار والحمير!
[5]
لقد اغتالت العقيدة الإسلامية كل شيء تواتر الكذب بصدده. وليس مطيع الغائب إلا مثالاً نموذجياً لضحية الكذب المتواتر.
إنه ضحية لنصوص لا أحد يعرف مصدرها وقائلها.
فَهُم مثلاً منحوا "يعفور"[32] مكانة مقدسة وتاريخاً مأساوياً ومعرفة باللغات لأنَّ ثمة "حدوتة" تقول إنه حمار محمد!
لكنهم نسوا كالمصاب بالآلزهايمر صوته المنكر الذي لا يجلب نهيقه غير الشياطين ولم يكن قائل هذه الكلام غير راكب "يعفور" بالذات [خاتم الأنبياء!] وهو مصدر الخرافات نفسها!
فمحمد الذي يعتقد أنَّ الحمار لا ينهق إلا لأنه قد رأى شيطاناً كان، كما يبدو، يتلذذ بوجود الشياطين حوله وإلا ما ركب حماراً!
[6]
إلا أنَّ نفاق المسلمين لا يتوقف عند هذا الحد.
فإذ يفتخر المسلمون بخرافة أن محمداً أول من "طار في الهواء" و"صعد في الفضاء" حتى وصل "السماء الدنيا" فقد كان عليهم أيضاً الافتخار بـ"الطائر" الذي قَلَّ [حَمَلَ] محمداً والذي لم يكن غير بغل سموه "البراق" وهو "دون البغل وفوق الحمار" كما يمخرقون أيْ:
حمار!
فهذه "الدابة" المولاتو[33] [الخلاسية] طارت أم حطت، نهقت أم صهلت، فإنها تحمل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين - وباختصار الـ DNA الذي يحمل كامل الخصائص الوراثية لـ"يعفور"!
ويعفوريا قارئي [سواء كلَّم محمداً بالفصيح العربي المبين أمْ لا] فهو حمار وابن حمار إلى يوم الدين!
ملاحظة سريعة ليست علمية جداً:
"البراق" نصف حمار [دون البغل وفوق الحمار] ؛ ولهذا فهو نصف بغل؛ ولأن البغل نصف حمار فهذا يعني أن "البراق" حمار بن حمار!
براق واحد = [ ½ حمار + ½ بغل [البغل = ½ حمار]
والنتيجة نفسها:
حمار ابن حمار!
[7]
هذه هي القصة وما فيها:
إنها الوجه الآخر لعالم المسلمين [العلنيين والمستترين]؛ عالم خرافي وكئيب لا يمكن رؤيته إلَّا الخروج منه ومراقبته بتجرد ووعي نقدي من غير مساومة مع منطق العقل والضمير.
إنه عالم مشبوه.
[النهاية]
[31] الكل يعرف بأن لا وجود للنساء في الجنة!
[32] "يعفور" هو حمار محمد الشخصي. وقد كان اسمه "يزيدُ بنُ شهابٍ" [أقصد اسم الحمار]! واستناداً إلى تاريخ ابن كثير "العلمي والموثوق به!" في "البداية والنهاية" وابن الأثير في «أسد الغابة» وغيرهما، فإن اللهُ أخرج من نسلِ جد يعفور ستينَ حمارًا، لم يركب أحداً منها من غير الأنبياء!
ولم يبق من نسل جد "يعفور" غيره، ولا من الأنبياءِ غيرُ محمد. وحسب ابن كثير [أيضاً] فإن يعفور كان يتوقع أن يركبه محمد. وهو كان قبل ذلك لرجلٍ من اليهودِ. وكان محمد يركبه في حاجته، فإذا نزل عنه بعث به إلى بابِ الرجلِ، فيأتي البابَ فيقرعُهُ برأسهِ، فإذا خرج إليه صاحبُ الدارِ، أومأ إليه أن أجب رسولَ اللهِ. ولما قبض محمد، جاء إلى بئرٍ كانت لأحدهم، فتردى فيها، فصارت قبرهُ، جزعًا منه على موت "رسولِ اللهِ"!!!
هل فهمت أيها القارئ وأدركت معجزات الحمار؟!
[33] وهذا هو المصدر اللاتيني لكلمة بغل mule كنوع هجين من الحصان والحمار في عدد من اللغات الهندو أوربية.