Blogger المدونة الرئيسية في
1.
لا يرد بخلدي بأي حال من الأحوال أنْ أفاجأ أنصار ومشجعي "الله" وجمعيات هواة البرهنة على "وجوده" و"الرفق به" و"العناية باسمه" وغيرها الكثير من الجمعيات اللامعقولة. فهم جاهزون للشقلبة واللف والدوران – وأخيراً وليس آخراً الكذب والشتائم.
لكنني، ولا أكتم عليكم، أريد أنْ أفاجأ "الله" نفسه حتى أختبر سرعة بديهيته واستعداده لقبول المزاح:
- كيف تثبت بأنك "موجود"؟
[في نقطة ما في تلافيف دماغ الإنسان يجلس الله على عرشه]
2.
ولكن ليس ثمة شيء جديد.
فمنذ أكثر من 14 قرناً وصاحبنا (وأقصد: "الله") وهو يكاد لم "ينبسْ ببنت شفة" – وهذا يعني بالعربي الفصيح لم يَتَفَوَّهْ أو يلفظْ كلمة وهو المشهور "تاريخياً" وفي جميع أنحاء المعمورة (أقصدُ الأرضَ) بصاحب كلام معجز ومنطق حديدي لا أحد قادر على منازلته وله الكثير من الكتب "المقدسة"!
فجأة وذات نهار مشمس صاحٍ لا غبار على صحوه صَمَتَ صاحبنا وترك جحافل المؤمنين به يضربون أخماس في أسداس، حائرين كيف "تعطلت لغة الكلام" عند القادر بقدرة لا أحد يعرف فيما إذا كانت للقادر نفسه دور فيها أم لأحد آخر؟!
وعندما يأسوا من رحمته شرعوا يجيبون بالنيابة وأصالة عنه [أي عن العلي القدير غير القادر على الكلام المفيد) فكانت أجوبة مثيرة للضحك بالنسبة للآخرين – أما بالنسبة لهم فهي عظيمة ومُسَكِّتَة لا يجاريها بقوتها أحد.
3.
وها هي الشمس قد كسفت والجبال أظلمت والأشجار تجمدت وكأنها تنتظر حادثاً جللاً.
كنا وجهاً لوجه وما كان كسوف الشمس يثير اهتمامي.
أما جحافل المؤمنين فقد سقطوا في لجة الخوف والرعب وأخذوا يودعون بعضهم البعض وشرعوا يبسملون ويحوقلون وهم يراقبون الكسوف وكأن القيامة قد قامت والنهاية قد اقتربت!
ولأول مرة في هذا التاريخ المُشْتَبَه فيه – ودائما ثمة "أول مرة"، قرر مَنْ يطرح عليه السؤال الذي تهرب منه أكثر من 14 قرناً [هذا التاريخ مخصص للمسلمين فقط]:
- كيف تثبت بأنك "موجود" يا فندم؟!
4.
ولكن [ويا لها من لكن!] ظهر أن هذا الـ"الله" أخرس!
وعندما أقول "أخرس" فإنني لا أعني مطلقاً الخرس البشري. فالأخير خرس نسبي وهو عدم القدرة على لغة "الكلام" الذي اعتدنا عليه. لكن الإنسان الأخرس قادر على التعبير والتواصل مع الآخرين بـ"لغة كلام" مختلفة جداً لا تقل غناً عن لغة الكلام الاعتيادي المتعارف عليه تطورت مع التطور التقني والعلمي للبشرية.
والصم والبكم اليوم قادرون على الدراسة والعمل والكتابة وممارسة جميع شؤون الحياة الطبيعية.
أما "صاحبنا" [أقصد صاحبهم] فهو أخرس كالصخر الجلمود، بل وقد وجدت له في انترنت الملأ الأعلى [انترنت الطوائف الإسلامية الجديدة الشبكبة] صورة موثقة وموثقة من قبل المسلمين الشبكيين أنفسهم بالذات وها هي:
5.
إذن هو "صخرة" ولا شيء آخر غير "الصخرة" – صخرة صماء صلدة صلبة لا تفقه حتى وجودها تقف وحدها عالياً في عقول السذج؛ عاجزة عن الكلام، تتعالى (لها العلو والاستعلاء) في أوهام البشر كصنم مدهش من صنع الطبيعة البشرية.
هذا هو "الله" ولهذا لا يمكن أن يعرف الكلام!
بل هو لا يعرف أي نوع من الكلام؛
لأن الضخرة لا تتكلم!
6.
ولكن من هذا الذي "يتكلم" طوال هذه القرون؟
ولمن هذا "الكلام المعجز"؟
وكيف قرر البشر بأن الصخور تتكلم؟
هذا هو اللغز المقدس!
ملاحظة أخيرة:
الألغاز المقدسة هي موضوع لفكرة "المقدس". و"المقدس" يحل أينما يغيب العقل والمعارف الواقعية؛
إنه مجموعة معقدة من التصورات الوهمية التي تمنح بعض الكائنات، وبعض الأفكلر والتصورات، قيماً مزيفة لا تستحقها.
ولهذا فإن "الألغاز المقدسة" ليس شيئاً آخر غيرأوهام أوهام مقدسة.