Blogger المدونة الرئيسية في
[رمي الجمرات: الخرافة المتجددة]
مقدمة:
منذ أنْ صنع محمد رباً [وهي صناعة يدوية بدوية في غاية الخشونة والتناقض] واختار له اسماً هوائياً "الله" احتار الناس به (وفي حالتنا هم المسلمون) وسعوا بكل ما امتلكوا من "قوة ورباط الخيل" إلى إشغال البشرية به. وهم لم يكتفوا بهذه "الصناعة" اليدوية إذ صنعوا له بدورهم "أشياء" لا عد لها ولا حصر وشرعوا يدونونها في آلاف الكتب. وفي زحمة التدوين هذا أخذوا ينسون ما كتبوه في وقت ما ليسردوا "شيئاً" متناقضاً تماماً عنه أو يرفضون ما قالوه آنذاك وأحلوا محله "شيئاً" آخر من غير أن يحذفوا ذلك "الشيء".
ولهذا فإن "أشياء" الله متناقضة متضاربة غريبة عجيبة تبدأ ولا تنتهي . . .
وهذه السلسلة هي عن "أشياء الله" الغريبة العجيبة .
1.
أصبت في "لحظة" مَا من صباي بدَاءٍ (ولا أزال أعاني منه حتى الآن) هو طرح الأسئلة والشَّكُّوك.
ومن بين أولى مجاميع الأسئلة هذه كانَ السؤال المتعلق بـ"بيت الله". وقد "نَطَّ" هذا السؤال في رأسي كـ"أرنب تطارده الثعالب" عندما كان أبي وأمي يتهيآن لزيارة "بيت الله"!
فهل "لله" هذا بيت يسكن فيه ويعود إليه من السفر؟!
لم يجبني أحدٌ من الجالسين في الصالة الكبيرة ومن بينهم الكثير من المودعين لأبي وأمي إلى "بيت الله الحرام"، واكتفوا برميي بنظرات غريبة عجيبة وكأنني قدْ دِسْتُ بقَدَمَيَّ آنية الشَّاي وهشمتها تماماً وحرمتهم من متعة التلذذ بالشَّاي!
ولا أتذكر جيداً الآن فيما إذا كنت قد لذت بالصمت أم بالفرار من نظرات الجمع الغفير المودعين لأبي وأمي إلى بيت الله الحرام" . . ؟
2.
وكما يبدو (وما يبدو قد لا يكون كما يبدو) أنَّ هذا هو أهون الأسئلة.
فعندما عاد أبي وأمي من زيارة "بيت الله الحرام!" قَدَّموا لي بصحن من فضة "!" سؤالاً جديداً لا يقلُّ مفارقة عن الأول:
لقد حدثونا بفخر واعتزاز كيف رجموا الشيطان بالحصى والأحجار.
ها هما – وأقصد أبي وأمي السبب الحقيقي لأسئلتي التي لا تعجبهم مثلما لا تعجب أي نوع من الحاضرين قبل وبعد الذهاب لزيارة "بيت الله الحرام!".
- وهل يعيش الشيطان في "بيت الله الحرام!"؟
سألت ببراءة مشكوك بأمرها كثيراً.
في هذه المرة وأستطيع الجزم بأن الحاضرين لم يتكرم أحدٌ منهم بالإجابة فقط، بل وقد خانوا أمانتهم بالدفاع عن تقاليدهم ولم يتكرموا برميي بنظرات غريبة عجيبة. غير أنَّ أختي الكبيرة وبحركة رشيقة من رأسها أشارت إليَّ بأن وجودي غير مرغوب به الآن إطلاقاً وعليَّ تغيير عنوان "إقامتي" حتى أتجنب ما لا يحمد عقباه!
هذه المرة أتذكر جيداً ماذا فعلت:
انسحبت من مملكة "المستقبلين" بصمت وصعدت إلى غرفتي وكعادتي وعندما تنتهي أسئلتي إلى الإحباط كنت أطل برأسي من النافذة لكي استنشق هواء نقياً خالياً من دخان السجائر ومن ذكر بيت الله والشيطان.
3.
والآن يأتي "بيت القصيد":
لماذا يسكن الشيطان والرحمن في منطقة واحدة؟!
4.
لا يظنُّ أحدٌ [وإنْ ظَنَّ مِثْلُ هذا "الأحد" فإنّه أحمق] بأنني لم استجوبْ كتب المسلمين ومدوناتهم. لكنني لم أعثرْ إلا على سعي متهافت للتخلص من ورطة هذا "الطقس" ودلالته وأهدافه المغلقة.
فأجوبة المسلمين، وإنْ قفزوا وتشقلبوا بعشرات الصيغ المكررة، هي اثنان:
ذكر "الله" والاقتداء بإبراهيم في حربة على الشيطان!
أما فكرة إهانة الشيطان والتعبير عن مخالفتهم له فهي ساذجة حقاً.
5.
إنَّ فكرة "ذِكْر الله" مضحكة ومثيرة للبؤس.
ألمْ يذهب المسلمون إلى المملكة العربية السعودية بهدف "ذكر الله"؟
وألمْ يقوموا بعشرات الطقوس واللف والدوران حول هذا الصنم وذاك البنيان من أجل "ذكر الله"؟
فما حاجتهم إلى "شيطان" يسكن بجوار "الرحمن" ورميه بالحجارة والحصى لكي يعبروا عن "ذكر الله"؟
6.
ما حاجة المسلمين لكي يسكن الشيطان في البيت الرحمن؟
بل لمن هو البيت: للشيطان أم للرحمن؟
إنها أسئلة شيطانية لا ريب فيها ...
[بيت الشيطان]