عبدالرحمن التكينة

أمسية (ساعة فن) المقامة عن بُعد، ضمن برامج الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بفرع المدينة المنورة، يوم الاثنين الماضي الموافق 8 / 11 / 1441هـ ، من أرض الخير والجمال، والسهول والجبال، بين أودية وشلالات، وغابات ومحميات، الشمال الشرقي الأفريقي، ملتقى النيلين -الأزرق والأبيض- ومعابد الممالك النوبية، تنوعت الثروات، وتميزت المخرجات، وتشكلت فيها الحضارات، وتباينت الثقافات، بين حاضرة وبادية.

الكِسرة والقُراصة والعَصيدة، أكلات اختلفت في مسمياتها، لكنها اجتمعت وتواشجت القلوب على مائدة واحدة بمحبة وإِخَاء، الجلابيب رمز من الرموز التراثية الأصيلة منها: الأنصارية، الساكوبيس، السكروتا، وغيرها، والسديري الكسلاوي والبجا، وغيرها، والعِمة المُكنترة والتوتل، والطاقية المزركشة، والملّحَفة أوالشال المشغول الذي يوضع على الكتف، والمركوب المصنوع من جلد الأَصَلة أو النمور، زيّ صِرف لرجالها.

والثوب النسائي بين مطرز ومشجر، وسادة وملون، من الموروث الثقافي والشعبي لأهل السودان، حيث اشتهروا بالرعي والزراعة ، واتقنوا الحرف اليدوية، وبرزوا في التعليم والأدب، وتنوعت فنونهم بين الشعر والمسرح، والموسيقى والدراما، وأبدعوا في الفنون التشكيلية بشتى فروعها.

أومضت ليلتنا وتلألأت بتواجد الفنان – عبدالرحمن بابكر أحمد – من مدينة التكينة السودانية، وعُرف اسمه الفني (عبدالرحمن التكينة) خريج كلية الفنون الجميلة، قسم التصميم الصناعي، عمل ببيروت في شركة تصميم، ثم انتقل إلى شركة العثيم السعودية إلى الآن، ويعتبر من أساتذة برامج التصاميم. على صعيد الإنجازات، فقد شارك في العديد من الورش والمعارض، منذ عام 1999م.

نال عدة شهادات من الجمعية العالمية للألوان المائية: أمريكا اللاتينية 2016م، الهند، والأردن 2017م، الإمارات العربية المتحدة، والعراق 2018م، البيرو 2019م. كما حصل على شهادة منظمة فابريانو الإيطالية 2019م، وله ستة أعمال تم اختيارها في كتاب الفنون العالمي (Art Freaks Global) ونفذ رسم شخصيات كتاب جائزة الملك فيصل العالمية في الذكرى الأربعين 2018م.

ورداً على أحد الاستفسارات حول موقع الفن التشكيلي العربي عالمياً؟ أجاب قائلاً: "الفن التشكيلي العربي له مكانته العالمية منذ القدم؛ لارتباطه بالحضارات التي سادت المناطق العربية، فالحضارة الإسلامية التي تميّزت بمفردات غنية عكست عادات وتقاليد وتراث الإنسان العربي القديم، وكذلك طرازها المعماري الفريد الذي امتاز بالزخارف والخطوط العربية المتنوعة، كما تناول مفردات الصحراء من الإبل والبيوت وغيرها، والفنان العربي ترجم الأشعار القديمة إلى أعمال تشكيلية توشحتها الحداثة ثوباً لها".

كما أشار إلى دور وزارة الثقافة السودانية في تقديم الدعم الكبير للفنان التشكيلي السوداني، والعربي، والعالمي، بفتح مجالات أوسع لخريجي كلية الفنون الجميلة، لينطلقوا إلى شتى البلدان لينهلوا ويطوروا من مقدرتهم العلمية تجاه الفن التشكيلي، مثل: إبراهيم الصلحي، وتاج السر، وغيرهما.

وأردف قائلاً: الجمعيات الفنية السودانية اتاحت الفرصة لعدد كبير من الفنانين التشكيليين بعرض أعمالهم، وقدمتهم للمتذوقين داخل وخارج السودان؛ مما أثرى الحركة التشكيلية بعدد كبير من الأعمال الإبداعية، مما أوجد روح التنافس بين الفنانين.

كما يضيف، بأن الحركة التشكيلية في الدول العربية نشيطة جداً؛ لتنوع الثقافات واختلاف المناطق، لذا نجدها تتميز بقوة التكوين للمفردة التشكيلية والاختلاف أثرى مواضيعها بشكل استثنائي.

وأفصح عن مشاريعه القادمة حول إقامة معارض فنية، وورش عمل، تثري المحتوى العربي داخل المملكة العربية السعودية، وأن الجرافيك أصبح من العلوم المهمة التي تهتم بها كليات الفنون والتصاميم حول العالم؛ لدوره المهم لعكس الناحية الجمالية، وتوصيل المفاهيم الإعلانية، ورسالات المجتمعات المدنية والشركات، كما أن الجرافيك له دور كبير في عالم التسويق، ووسائل التواصل الاجتماعي، والكتب والمجلات، وغيرها.

كما أبدى عن سعادته لما تشهده المملكة من حراك ثقافي وفني غير مسبوق؛ بدعم من القيادة الرشيدة، وتقدم بجزيل الشكر لولي العهد الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لإتاحة كل ما يمكن في ( رؤية 2030 ) لتطور الفنون في السعودية وجعلها في مصاف العالمية.

ختاماً تقدم الفنان بشكر الجمعية، وجميع الحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف مدير الفرع، الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري مسؤول لجنة الفعاليات، الفنان إبراهيم الجابري مسؤول اللجنة الإعلامية الفنان سلطان حلمي.

https://almadenh.com/show_news.php?id=30687