هند التوم

انطلقت يوم الخميس الماضي الموافق 19 / 10 / 1441هـ باكورة الأمسيات الفنية التي تنظمها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية جسفت حرصاً منها على مواصلة إبداع فناني وفنانات المدينة المنورة، من خلال هذه الأمسيات والملتقيات الفنية، ضمن برامج فرع الجمعية للفعاليات المقامة عن بُعد - ساعة فن - فالإبداع ليس له حدود زمانية، ولا مكانية.

وتهدف هذه الأمسيات إلى نشر الثقافة الفنية، وتشجيع الفنان على العطاء اللامحدود.

وكانت ضيفة الأمسية الفنانة الأستاذة هند مصطفى التوم - معلمة سابقاً – التي أثرت اللقاء بحوارها وفكرها الفني النيّر، والتي بدأ مشوارها الفني منذ نعومة أظفارها، حيث كانت أعمالها محط إعجاب من حولها؛ مما دفعها للمضي قدماً في خوض غمار الفن التشكيلي شيئاً فشيئاً، فصقلت موهبتها لتزيد من غزارة إنتاجها الفني.

وفي عام 2009م كانت الانطلاقة القوية لظهور تلك الإبداعات الفنية على الملأ من خلال المشاركات في العديد من المعارض الفنية محلياً، ودولياً.

من المعارض المحلية: الجنادرية، وسوق عكاظ، وملتقى أبها الفني، وغيرها من المعارض داخل أرجاء الوطن الحبيب.

كما حصدت العديد من الجوائز، ولها عدد من الأعمال التي تم اقتناؤها.

ودولياً أقام معرضها الشخصي الدائم في الملحقية السعودية بنيوزلندا في مدينة أوكلاند، كما لم تبخل بتقديم خبرتها الفنية حيث أقامت دورة في أساسيات الرسم بمدينة هاملتون النيوزلندية.

ومن جانبها أوضحت أنه ينبغي على الفنان التنوع والتنقل بين المدارس الفنية ولا يتقيد بمدرسة واحدة؛ لما فيه من التطوير للفنان، وزيادة خبراته الفنية، وإرضاء شغفه، وحسه الفني.

وأكدت على أهمية الأدوار المناطة بالجمعيات الفنية للمواهب الشابة من خلال تقديم الدورات التثقيفية، وورش العمل، والملتقيات، والندوات، وكل ما من شأنه أن يرسخ الأسس القوية لتلك المواهب.

وعلى الصعيد المحلي نحن بحاجة إلى إنشاء أكاديميات حكومية تختص بالفن التشكيلي؛ لتعزيز دور الفن كرافد ثقافي مهم، وواجهة حضارية للدولة.

كما خصت بِالذِّكْرِ فرع المدينة المنورة بأن تكون لديه خطط ومنهجية للنهوض بالحركة الفنية التشكيلية بطيبة الطيبة.

وأوصت فرع الجمعية بضرورة إقامة معرض أنا المدينة - بعد النجاح الكبير الذي حققه المعرض- بشكل سنوي متنقل بين أرجاء الوطن.

وأعربت عن أسفها تجاه قلة إنتاج بعض الفنانين، لأسباب تتباين من فنان لآخر، لكنها تعزو ذلك إلى افتقار البيئة المناسبة للعرض من جانب، واتجاه بعض الفنانين إلى عرض أعمالهم عبر منصاتهم الإلكترونية الخاصة من جانب آخر.

وجاء في سياق حديثها بأن يطمح الفنان للتميّز والإبداع من خلال كثرة الاطلاع، والتثقيف، والبحث، والممارسة بجد واجتهاد، والحرص على التواجد الفني بكثرة المشاركات المتنوعة: المعارض، الملتقيات، الأمسيات..

وباعتبار الفن رسالة وواجهة ثقافية مهمة للبلاد؛ استشعرت واجبها الوطني من خلال المشاركة للنهوض بالحركة التشكيلية للقمة.

وأبدت رأيها حول المشاركة الجماعية في الأعمال الفنية، بأنها من أساليب تبادل الخبرات الفنية، إلا أنها تميل إلى الخصوصية والعزلة؛ فهناك حوار هادئ بينها وبين لوحاتها وألوانها لا يحتمل الصخب.

ورداً على الاستفسارات من بعض الحضور حول الفنان صاحب الإنتاج الغزير لكن أعماله لم تر النور، أجابت بضرورة كسر ذلك الحاجز، والمبادرة بإقامة معرضه الشخصي دون تردد، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي ليتسنى له تسويق معرضه الفني، وأكدت على ضرورة ممارسة الفن والإنتاج الفني لأي فنان اجتاحه الكسل، فمشاغل الحياة لا تنتهي.

وفي الختام تقدمت بوافر الشكر والتقدير للجمعية، والحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف مدير الفرع، الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري مسؤول لجنة الفعاليات، الفنان إبراهيم الجابري مسؤول اللجنة الإعلامية.

http://www.almadenh.com/show_news.php?id=30424