عبدالله الوسمي

واصلت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بفرع المدينة المنورة سلسلة أمسياتها الفنية يوم الاثنين الماضي الموافق 23 / 10 / 1441هـ ضمن برامج فرع الجمعية للفعاليات المقامة عن بُعد بعنوان (ساعة فن).

أومَضَ الضيف أمسيتنا بعذوبة أسلوبه، وجمال لوحاته، وتعدد رحلاته.

فنان نشَأ في دار يهوى الفن، والده -رحمه الله- وإخوته اعتنوا بالرَّسم خير اعتناء، فتجلى أثر الأسرة، والبيئة في تأسيس ذائقته الجمالية، من خلال صولاته وجولاته بين أرجاء الوطن الغالي، مما أثرى ذائِقته البصرية، تَلَقَّفه معلمه بالمرحلة الابتدائية، الذي اكتشف مكامن موهبته وأخذ يصقلها شيئًا فشيئًا، فتكاملت العوامل الداخلية لجيناته الوراثية، مع البيئة المدرسية، والبيئة الخارجية.

نجم الأمسية الفنان الأستاذ عبدالله الوسمي -بكالوريوس دراسات إسلامية- عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت).

شارك وساهم خلال مراحله الدراسية في العديد من المسابقات، والمشاركات، والجداريات على مستوى مدارس إدارة تعليم المدينة، وإدارات المناطق الأخرى، فكان لها عظيم الأثر في تشكيل بُنَيَّته الفنية، وجراءته للمضي قدمًا نحو عالم الإبداع.

وفي عام 2011م كانت نقطة التحول، عندما طُلبَ منه الخوض في عالم تدريب مهارات الرسم والفنون، أعدَّ عُدَّته بالبحث والتجريب في المدارس الفنية المتنوعة، وأصبح عارفًا بالقدر الذي يُعيّنه في توجيّه متدربيّه الوجهة الصحيحة، ويتشارك معهم ميّولهم الفنية، ويساعدهم في تحديد المسار الفني الذي يلائم قدراتهم وميولهم.

عالميًا أوضَحَ قائلًا: "تأثرت بالفنان بابلو بيكاسو، وجاكسون بولوك، وغيرهم"، ومحليًا أبدى إعجابه بفناني وفنانات الوطن، ولعله تأثر بأعمالهم، وأصبحت في المخزون الفني لديه، على حد تعبيره.

وأبانَ أنه يتنقل بين المدارس: الواقعية، التعبيرية، التأثيرية، لكنه يميل إلى المدرسة التجريدية.

وعلى صعيد المشاركات الفنية، قد شارك في مهرجان الجنادرية، ومن المعارض: ألوان حجازية، الليوان (الأول، والثاني)، تغريدة لون، جادة قباء، تيزار ينبع، وغيرها من المشاركات.

كما وَصَفَ أهمية: ورش العمل، المشاركات المباشرة، مقابلة الجمهور، الرَّسم الحيّ، التي من شأنها أن تُثري ثقة الفنان بقدراته من جانب، والتعايش مع مشاعر من حوله من جانب آخر.

وأشار إلى مدى الوعي الفني المرتفع، وذائقة المجتمع التي استشعرها من خلال رغباتهم في الحصول على الجداريات الفنية في أماكن متباينة.

ويُوصِي الجمعيات الفنية بالاهتمام بالمواهب الشَّابة، والترحيب بهم، وتقبل أعمالهم، ولا بأس من النقد الهادف الذي يُبنى على الاحترام المتبادل، وأن تُتاح لهم المشاركات في الدورات وورش العمل والمعارض.

ويتَطلَّع إلى إتاحة الفرصة للشَّباب في المشاركة بتجميل وتزيين بعضًا من المرافق العامة، وإظهار الموروث الثقافي.

من جانبه يرى أن الفن رسالة بين ثناياها يتعلم الفنان: التأمل، الصبر، الإنجاز، الفرح، المساعدة، المواساة، الصفاء الداخلي، وليس بكثرة الأعمال، أو الشهرة، ويجب على الفنان أن يصل إلى الرُّقي الداخلي ليظهر ذلك في تعامله مع لوحاته ومن حوله.

وفي الختام تقدم بوافر الشكر والتقدير للجمعية، والحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف، مدير الفرع، الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري، مسؤول لجنة الفعاليات، الفنان إبراهيم الجابري، مسؤول اللجنة الإعلامية، الفنان سلطان حلمي.

http://www.almadenh.com/show_news.php?id=30458