وقف سيدنا عثمان رضي الله عنه

... قصة فندق سيدنا عثمان ﻻ تصح ...

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد

فقد سئلت كثيرا عن صحة قصة قد انتشر تداولها في بعض وسائل الاتصال؛ تسمى "قصة فندق سيدنا عثمان"، فأجبت بما يأتي:

هذه القصة لم أعثر على من ذكرها بهذا النحو، ولا أظنها تصح، وﻻ أعلم من أين يأتي هؤﻻء القصاص بمثل هذه القصص والحكايات التي ﻻ خطام لها وﻻ زمام؟

وأصل شراء بئر رومة صحيح دون هذا التفصيل في القصة المذكورة فلا أصل له، وقد اختلف في تعيين مالك البئر قبل شراء عثمان -رضي الله عنه- لها ففي بعض الروايات أنها كانت لرجل من مزينة، وقيل: من غفار، وفي رواية: يدعى"رومة الغفاري".

قال أبو عبد الله بن منده:"رومة الغفاري صاحب بئر رومة، وروى حديثه، وساق السند إلى بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون، وساق الحديث المتقدم، ثم قال المجد: كذا قال رومة الغفاري، ثم قال: عين يقال لها رومة".

وقال أبو بكر الحازمي : هذه البئر تنسب إلى رومة الغفاري، ولم يسمها عينا، والجمع بين هذا وبين قوله في الحديث المتقدم: «نعم الحفير حفيرة المزني» يعني رومة أن الذي احتفرها كان من مزينة ثم ملكها رومة الغفاري، وذكر ابن عبد البر: أنها كانت ركية ليهودي يبيع ماءها من المسلمين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:« من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها شرب في الجنة؟»، فأتى عثمان اليهوديّ فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى عثمان نصفها باثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين، فقال له عثمان: إن شئت جعلت لنصيبي قربين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم، فقال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى اليهودي ذلك قال:

أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم ".

[ ينظر:"المغانم المطابة" (2/640)، و"وفاء الوفا"(3/138) ].

وأخرج البخاري رقم(2778) : "عن أبي عبد الرحمن، أن عثمان -رضي الله عنه- حين حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حفر رومة فله الجنة» ؟ فحفرتها ". الحديث .

وعلّق البخاري قبل ذلك (3/ 109) بصيغة الجزم قائلاً: "وقال عثمان: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من يشتري بئر رومة، فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين» فاشتراها عثمان رضي الله عنه".

قال الحافظ في "فتح الباري"(5/ 407-408):" قوله: ( من حفر رومة؟ ): قال ابن بطال: هذا وهم من بعض رواته ، والمعروف أن عثمان اشتراها لا أنه حفرها. قلت: هو المشهور في الروايات ........ لكن لا يتعين الوهم ........ وإن كانت أولاً عينًا فلا مانع أن يحفر فيها عثمان بئرًا ولعلّ العين كانت تجري إلى بئرٍ فوسعها وطواها فنُسِبَ حفرُها إليه " إهـ مختصرًا ، والله الموفق.

كتبه/ د. خالد بن قاسم الردادي

عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية

بالمدينة النبوية.

توضيح أخر:

ارسل لي زميل هذه الرسالة وحسب كلامه أنها من الموظف نفسه

" تأكدت من موظف مدقق بمحكمة المدينة أن الوقف المسمى (وقف سيدنا عثمان رضي الله عنه) إنما هو وقف قديم للجزائريين، والناظر / الشيخ إبراهيم اﻷخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي وإمام للحرم سابقا وتمت التسمية تيمنا بالصحابي الجليل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ولا علاقة لمزرعة بئر عثمان بالمدينة في هذا الوقف ".

لذلك جرى التنويه والله أعلم،،،