ملخص المذكرات

نشأة التوجيه والإرشاد

التوجيه والإرشاد قديم قدم الحياة نفسها. تَعْرِض للإنسان خلال مراحل نموه صعوبات ومتاعب متنوعة تحول دون توجيه طاقاته وإمكاناته الوجهة المطلوبة. ولتجاوز هذه الصعوبات يلجأ الإنسان أحياناً إلى الاستئناس بآراء من هم أكثر نضجاً وخبرة. وتأتي مشورتهم وتنبني عليها نصيحتهم والتي أحياناً تفتقر إلى الدقة والموضوعية؛ وهي إحدى سبل الإرشاد المتاحة...

المراحل التي مرت بها عملية التوجيه والإرشاد:

1/ مرحلة التركيز على التوجيه المهني:

ظهرت هذه المرحلة أوائل القرن العشرين على يد (فرانك بارسونز 1908). ألف بارسونز كتاب (اختيار المهنة), وقد ضمنه ثلاث خطوات لاختيار المهنة: ( دراسة (إمكانات, قدرات, استعدادات, ميول) الفرد. دراسة (المهن) وما تحتاجه من متطلبات واستعدادات. الموائمة بين الإمكانات والمهن المتاحة (الفرد المناسب في المكان المناسب).أسباب ظهور التوجيه المهني: التقدم التكنولوجي. ظهور مهن وتخصصات معقدة.

ركائز التوجيه المهني: (تحليل المهن. معرفة ما تحتاجه هذه المهن من قدرات. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب) . بعد ذلك ظهرت حركة (القياس النفسي) ومعناها: تحليل قدرات الفرد واستعداداته. وصحب ذلك (التحليل الوظيفي للمهن) ومعناه: معرفة ما تحتاجه كل مهنة من إمكانات وقدرات. وأصبح [التوجيه والإرشاد]: جمع المعلومات عن (الفرد) و(المهنة) باستخدام أساليب جمع المعلومات المعروفة. اعتماد التوجيه المهني على القياس النفسي بلغ حداً كبيراً, وهذا أدى إلى الاهتمام بتوجيه الطلاب لاختيار التخصص ونوع التعليم وفقاً لمقتضيات سوق العمل.

2/مرحلة التركيز على التوجيه المدرسي:

امتدت الأنشطة في هذه المرحلة لتشمل المجالات التربوية إضافة إلى المجال المهني.ظهرت هذه المرحلة نتيجة إدراك (الفجوة بين ما يتم تلقيه في المدرسة من معارف وبين متطلبات النجاح في الحياة العلمية). والحل كان (بربط التربية والتعليم بالحياة). أدى ذلك إلى نشوء مدارس مهنية متخصصة لمواجهة سوق العمل. مثال: في الجامعات السويدية (أُنشئت أقسام وطُبقت برامج تلبي احتياجات سوق العمل).وتبين بذلك أن التكيف مع المهنة لا يتوقف على قدرات الفرد وإنما على عوامل شخصية نفسية واجتماعية. ونتج عنه تطور مفهوم التوجيه المهني ليشمل جوانب حياة الطالب كلها: النفسية, الاجتماعية, التربوية. كان كيلي (1914) أول من وصف التوجيه بأنه نشاط تربوي يهدف إلى مساعدة التلاميذ على اختيار المقررات الدراسية وعلى التكيف مع المشكلات المدرسية.

3/مرحلة علم النفس الإرشادي:

حدث تطور مطلع ثلاثينات هذا القرن مفاده أن التوجيه ليس عملية مطابقة بين قدرات الفرد مع متطلبات المهنة, وأن المرشد يتعامل مع أفراد لهم خصائص متباينة.

العوامل التي أثَّرت في تطور مفهوم التوجيه والإرشاد:

حركة الصحة النفسية. المدارس العلاجية المختلفة. دراسات علم النفس والمدارس النفسية والعلاجية.

حاول سوبر (1955) تحديد معلم الميدان الجديد في مقاله (الانتقال من التوجيه المهني إلى علم النفس الإرشادي). وشهدت بداية الخمسينات ميلاد علم جديد هو (الإرشاد النفسي). في عام (1951) ظهر مصطلح (علم النفس الإرشادي) و(المرشد النفسي) في مؤتمر متخصص. وفي عام (1954) صدرت مجلة الإرشاد النفسي, ثم دخل موضوع الإرشاد النفسي صمن مقررات علم النفس التربوي في الجامعات. تأثر (علم النفس الإرشادي) في تحديد مساره وأهدافه باتجاهين رئيسيين هما:

1.مرحلة التركيز على التوافق والصحة النفسية:

هذا الاتجاه يعني تدخل الإرشاد عند اختلال التوافق مع الصحة النفسية, كما أوجد تدخلاً بين الإرشاد وعلم النفس الإكلينيكي. وتأثرت هذه المرحلة بـ : ظهور حركة الصحة النفسية, والتي بدأت تركز على توافق الفرد وصحته النفسية. ومدارس العلاج النفسي, والتي تهتم بتعديل سلوك الأفراد لتحقيق توافق أفضل داخل المدرسة وخارجها. وتطور مفهوم الإرشاد ليشمل كافة الخدمات التي تساعد الفرد على تحقيق التوافق والصحة النفسية.

2.مرحلة التركيز على النمو النفسي "المرحلة البنائية التطويرية":

كان هدف الإرشاد في الاتجاه الأول التركيز على تعديل السلوك وتحقيق التوافق. ولكن سرعان ما دخل طور جديد وبرز الاتجاه الآخر في الخمسينيات من هذا القرن وسمي بالتطور البنائي أو الإنشائي. وعليه فإن وظيفة الإرشاد هي تسهيل نمو الفرد خلال مراحل نموه وذلك بمساعدته على بلوغ وتحقيق مطالب النمو في كل مرحلة. وعلى ضوء ذلك ظهرت عدة نظريات في الإرشاد النفسي.أدى ذلك إلى تشعب موضوعات الإرشاد وأهدافه حتى شهد علم النفس التربوي الإرشادي في الستينات أزمة تحديد الهوية أي (أزمة تحديد الأهداف والأدوات والأساليب).

مصطلحات التوجيه والإرشاد:

مفاهيم خاطئة عن التوجيه والإرشاد النفسي:

أهداف التوجيه والإرشاد في المملكة

1/ توجيه الطالب وإرشاده إسلامياً من جميع النواحي النفسية والأخلاقية والاجتماعية والتربوية والمهنية، ليصبح عضواً صالحاً في بناء المجتمع، وليعيش حياة مطمئنة راضية.

2/ مساعدة الطلاب على الاستفادة القصوى من برامج التربية والتعليم المتاحة لهم، وإرشادهم إلى أفضل الطرق للدراسة والمذاكرة، واستثمار أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالفائدة.

3/ العمل على اكتشاف مواهب وقدرات وميول الطلاب، والعمل على توجيه وترشيد تلك المواهب فيما يعود على الطالب بشكل خاص، وعلى المجتمع بشكل عام ومن ذلك:(العناية بالمتأخرين دراسياً، والعمل على إزالة ما يمكن إزالته من أسباب هذا التأخر، ووضع برامج خاصة دائمة ومؤقتة وفق حاجاتهم.- والاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم، وإتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة والبرامج الخاصة.

4/ إيلاف الطلاب الجو المدرسي في كل مرحلة، وإرشاده للمرحلة التالية، والعمل على مساعدته على اختيار نوع الدراسة أو المهنة التي تتناسب مع مواهبه وقدراته وميوله واحتياجات المجتمع.

5/ توثيق الروابط بين البيت والمدرسة، لكي يصبح كل منهما امتداداً للآخر.

6/ المساهمة في إجراء البحوث والدراسات حول المشكلات التعليمية المختلفة.

7/ الاستفادة من برامج النشاط المدرسي بجميع أنواعه، باعتباره ميداناً لتوجيه الطلاب وإرشادهم.

برامج التوجيه والإرشاد التي نفذتها وزارة المعارف:

أولاً: الخدمات الوقائية: ( برنامج استقبال الطلاب الجدد. برنامج التوعية بمضار التدخين. نماذج متابعة الطالب. دليل الطالب التعليمي والمهني. السجل الشامل للطالب).

ثانياً: الخدمات الإنمائية: برنامج إعداد المدرس المرشد:(برنامج دراسة الماجستير في التوجيه والإرشاد.برنامج الدورات التدريبية. دورات تدريبية قصيرة. برنامج رعاية المتفوقين).

ثالثاً: الخدمات العلاجية: 1-برنامج علاج مشكلة التأخر الدراسي:(مجاميع التقوية. دراسة الحالات الفردية). 2- برنامج الإرشاد النفسي. 3- برنامج علاج التدخين.

تأصيل التوجيه والإرشاد

للإرشاد فلسفة ومبادئ نابعة من ثقافة المجتمع.وهدف الإرشاد في النهاية هو: (تشكيل السلوكيات المرغوبة التي ينعم الفرد في ظلها بالأمان،وتعديل وتوجيه السلوك المضطرب ليتلاءم مع مقتضيات الثقافة لتحقيق التوافق).فالتنظير والممارسة في مجال الإرشاد تحكمه أطر مجتمعية قد تختلف من بلد لآخر، مما يستوجب توطينه وتأصيله. طبقت الدول العرية التوجيه والإرشاد في المدارس والجامعات ومراكز الرعاية على ضوء النموذج الأمريكي بوصفه النموذج الأمثل، وأنه يحتوي على عناصر مشتركة تصلح للتطبيق على البشرية كلها.هل النموذج الأمريكي هو الأمثل؟ طبعاً لا، لأن المجتمع الإسلامي بقيمه ومُثُله يختلف عن المجتمع الرأسمالي، ومفاهيم تعديل السلوك وتغييره تختلف بينهما.لماذا إذن الاقتداء به واعتباره النموذج الأمثل؟!لعل ذلك يعود إلى العوامل التالية:(أن أدبيات الإرشاد، ومعظم المراجع الرئيسية هي أمريكية.أن أساليب وطرق الإرشاد وتعديل السلوك المستخدمة نابعة من دراسات أمريكية، ويحكمها أُطُر أمريكية.أن معظم المنظرين في مجال التوجيه والإرشاد صناعة أمريكية، أو تأثروا بالتوجيه الأمريكي.أن الممارسين للإرشاد تتلمذوا في المدارس الأمريكية، ومارسوا المهنة في ظل التوجيهات الأمريكية.ضعف الاجتهادات في البيئة المحلية، فلا يجد المرشد إلا فكراً أمريكياً وأساليب وحلول ونظريات أمريكية.

حقيقة: (الإرشاد التربوي والنفسي نما وتطور في أمريكا، وهو السبيل المتاح أمامنا) فما هو البديل إذن؟؟

البديل هو التأصيل أو التوطين: (وهو تلك الجهود العلمية المنظمة التي تستهدف تطويع فلسفة وأهداف ومبادئ الإرشاد ونظرياته وأساليبه، بحيث تنسجم مع الأُطُر الثقافية المجتمعية، وفق القيم والمفاهيم الاجتماعية وبالتالي تكون قادرة على تحقيق التوافق الذاتي والاجتماعي داخل السياق الثقافي المجتمعي).

والتأصيل لا يعني إغلاق الباب دون خبرات الآخرين والاستفادة من تجاربهم ولا يتنافى مع التعلم من الآخرين.وهذا لا يمنع من الأخذ بالأساليب الفنية وطرق الممارسة التعليمية، ما دامت تخدم قيمنا وتحافظ على هويتنا.فلا بد للعاملين في مجال الإرشاد لتحديد فلسفة الإرشاد التي تسعة إلى إليها في ظل المجتمع الإسلامي وغاياته.لا بد من البحث في القرآن الكريم والسنة النبوية واجتهادات المفكرين المسلمين لاكتشاف سنن الله في النفس البشرية وفي طبيعة الحياة الإنسانية في سوائها وانحرافها.

فلا بد من:

اتخاذ منطلقات أساسية في عمليات التوجيه والإرشاد تشخيصاً وإرشاداً وعلاجاً. ولا بد من تحديد الوسائل المناسبة لتحقيق أهداف الإرشاد.وعمل الدراسات والبحوث في مجال التنظير والممارسة لتطوير العملية الإرشادية.وتوفير الكوادر البشرية المدربة.وتوفير التنظيمات التي يمارس الإرشاد من خلالها. وأن يتبنى ذلك جامعات وأقسام وتخصصات في الإرشاد يقوم عليها مؤهلون قادرون على التطوير والإبداع، ومراكز بحوث تواكب الحديث في هذا المجال. لقد ظهرت محاولات جادة لتأصيل الدراسات النفسية والتربوية، ومن هذه المحاولات: ندوة: (الإسلام وعلم النفس) عقدت في الرياض 1978م.ندوة: (التأصيل الإسلامي في العلوم الاجتماعية) بجامعة الإمام محمد بن سعود 1986م.

اللقاء الذي نظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن مع قسم علم النفس بجامعة الخرطوم 1987م.

ندوة (علم النفس الإسلامي) التي نظمها المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة 1989م.

ندوة (التأصيل الإسلامي للخدمة الاجتماعي) التي نظمها المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة 1990م.

أهداف التوجيه والإرشاد

نتحدث هنا عن أهداف التوجيه والإرشاد في مجال التربية والتعليم المدرسي والجامعي. ومن أهم هذه الأهداف: مساعدة الطالب على التعرف على خصائص نفسه, وفهم قدراته وميوله واتجاهاته, وذلك باستخدام الطرق المتاحة من اختبارات ومقابلات وملاحظة وأن يقبلها بشيء من الموضوعية. مساعدة الطالب على اختيار التخصص المناسب على ضوء قدراته وميوله، أي مساعدته في التخطيط لمستقبله التعليمي والمهني. مساعدة الطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية, حتى يتحقق لهم التوافق مع أنفسهم ومع الآخرين. العمل على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم, وتوفير الإمكانات والفرص المتاحة لتنمية مواهبهم في إطار البرامج العامة والخاصة. الاهتمام بحالات التأخر الدراسي, والعمل على دراسة أسباب هذا التأخر، وتقديم العون الوقائي والعلاجي لهذه الحالات.تقديم المعلومات المتكاملة للطالب، وتشمل:(المعلومات التربوية. المعلومات المهنية. المعلومات الشخصية).تقديم الخدمات الإرشادية الوقائية والإنمائية التي تحقق الفاعلية والكفاية الإنتاجية في مجال التحصيل المدرسي، ومن ذلك: (تقديم برامج إرشادية توضح أفضل طرق المذاكرة.تقديم برامج إرشادية توضح أفضل الطرق لاستغلال أوقات الفراغ. تقديم برامج إرشادية توضح كيفية مواجهة الإحباطات والمشكلات والضغوط النفسية. تقديم برامج إرشادية توضح أهمية التعليم كطريق أساسي للتقدم والارتقاء.تقديم برامج إرشادية للطلبة المغتربين الذين يدرسون خارج بلادهم للتكيف مع الحياة الجديدة).

أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:

أولاً: تحقيق الذات: إن الهدف الرئيسي للتوجيه والإرشاد هو العمل مع الفرد لتحقيق الذات، والعمل مع الفرد يقصد به العمل معه حسب حالته سواء كان عادياً أو متفوقاً أو ضعيف العقل أو متخلفاً دراسياً أو جانحاً.

ثانياً: تحقيق التوافق: أي: تناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته، وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد ومقابلة متطلبات البيئة، ويتطلب تحقيق هذا الهدف تنمية طاقات المسترشد, واكتسابه مهارات التعامل مع المواقف, وخاصة المواقف الضاغطة, والنهوض بعملية اتخاذ القرارات.

ثالثاً: تحقيق الصحة النفسية: الهدف العام الشامل للتوجيه والإرشاد النفسي هو تحقيق الصحة النفسية وسعادة وهناء الفرد، ملاحظة: إن الصحة النفسية والتوافق النفسي ليسا مترادفين، فالفرد قد يكون متوافقاً مع بعض الظروف وفي بعض المواقف، ولكنه قد لا يكون صحيحاً نفسياً لأنه قد يساير البيئة خارجياً ولكنه يرفضها داخلياً.

رابعاً: تحسين العملية التربوية: ولتحسين العملية التربوية يوجه الاهتمام إلى ما يلي: ( إثارة الدافعية وتشجيع الرغبة في التحصيل واستخدام الثواب والتعزيز.عمل حساب الفروق الفردية وأهمية التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم.إعطاء كم مناسب من المعلومات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية.تعليم التلاميذ مهارات المذاكرة والتحصيل السليم بأفضل طريقة ممكنة حتى يحققوا أكبر درجة ممكنة من النجاح).

مجالات التوجيه والإرشاد

أولاً: التوجيه والإرشاد الديني والأخلاقي: أهداف التوجيه والإرشاد الديني والأخلاقي: إكساب الطالب القيم الإيجابية.التأكيد على القدوة الحسنة.العمل بمكارم الأخلاق.تكوين الشعور بالمحبة للفضائل الأخلاقية الحميدة.البعد عن الرذائل والشرور.

أساليب المرشد الطلابي في القيام بمهام الإرشاد الديني والأخلاقي:

مشاركة جماعة التوعية الإسلامية في تعزيز الأخلاق الإسلامية الحميدة. تنظيم الندوات والمحاضرات. استخدام الإذاعة المدرسية وصحف الحائط. تنظيم الرحلات والمعسكرات للأماكن المقدسة والمعالم الإسلامية. تطويع مواد التربية الإسلامية لتعزيز وغرس المفاهيم الإسلامية. إعداد النشرات التي تحث على التمسك بالأخلاق الحسنة. تكريم الطلاب المثاليين ذوي السلوك الحسن. متابعة الطلاب أثناء أداء صلاة الظهر والمشاركة في إلقاء كلمات بعدها.

الإرشاد التربوي

المدرسة: هي المؤسسة الرسمية التي تقوم بعملية التربية، ونقل الثقافة المتطورة، وتوفير الظهور المناسبة للنمو (جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً).مسئولة عن النمو النفسي السوي والتنشئة الاجتماعية السليمة وتدعيم الصحة النفسية لدى الدارسين.مسئولة عن تقديم الرعاية النفسية لهم والانتقال بهم من الاعتماد على الغير إلى الاستقلال والاعتماد على النفس والتوافق النفسي.هي أهم المؤسسات المسئولة عن الإرشاد التربوي للطلاب. التربية نفسها تتضمن عملية توجيه وإرشاد، لدرجة أن الكثيرين يربطون في الإرشاد التربوي بين عملية التعلم التي تحدث في الفصل وعملية التعلم التي تحدث في مكتب الإرشاد، على أساس التشابه في الأهداف والعملية.ويرون أن على المعلم أن يمارس عملية الإرشاد، وأن على المرشد أن يمارس عملية التدريس، وأن يلم كل من المعلم والمرشد بعملية التعلم وطبيعة المتعلم والموقف التعليمي.ولكن على الرغم من هذا فلا يمكن القول (إن الإرشاد تربية وإن التربية إرشاد) كما يقول البعض، لأن لكل من التربية والإرشاد طرقه ووسائله الخاصة.وعلى العموم فإن أقرب مجالات الإرشاد النفسي إلى عمل المعلم هو الإرشاد التربوي لدرجة أن البعض يرون أن كل معلم لا بد أن يكون معلماً - مرشداً. وفي الواقع نجد أن الإرشاد التربوي يحتل أكبر اهتمام في برنامج الإرشاد النفسي في المدارس.

تعريف الإرشاد التربوي:هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه، واختيار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في اكتشاف الإمكانات التربوية فيما بعد المستوى التعليمي الحاضر، ومساعدته في النجاح في برنامجه التربوي، والمساعدة في تشخيص وعلاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة.

أهداف ووظائف الارشاد التربوي:الهدف الرئيسي الخاص للإرشاد التربوي (هو تحقيق النجاح تربوياً).

معرفة التلاميذ وفهم سلوكهم ومساعدتهم في الاختيار السليم لنوع الدراسة ومناهجها.

تحقيق الاستمرار في الدراسة وتحقيق النجاح فيها، وحل ما قد يعترض ذلك من مشكلات.

تطلع المستقبلي والتخطيط للمستقبل التربوي للطلاب، في ضوء دراسة الماضي والحاضر التربوي ورسم الخطة للمستقبل التربوي.

الإرشاد المهني

يعتبر الإرشاد المهني أحد أقدم مجالات الإرشاد، بفضل جهود (فرانك بارسونز).

يهدف الإرشاد المهني إلى:

مساعدة الفرد على اختيار مهنة معينة، وفقاً لقدراته وميوله وطموحه، وإعداده لهذه المهنة والاستمرار فيها.

تحقيق الكفاية الإنتاجية، والرضا الوظيفي، والتوافق النفسي والاجتماعي.

مواجهات المشكلات التي تعترض الفرد في عمله، وفي علاقاته مع زملائه، وفي تطلعاته لتحقيق الرضا المهني مما يزيد من فاعلية الفرد في عمله.

إعداد الفرد لمهنته وذلك بتزويده بالمعلومات النظرية والخبرة العملية.

إكساب الفرد المهارات الخاصة لمتابعة التقدم العلمي والتكنولوجي المتعلق بهذه المهنة.

تعريف الإرشاد المهني:عملية مساعدة تتضمن مجموع الخدمات التي تقدم للفرد لمساعدته في اختيار المهنة التي تتلاءم مع قدراته وأهدافه وميوله، وفي إعداده لها والتوافق معها ومواجهة المشكلات التي تعترضه في سبيل تحقيق ذلك، بغية تحقيق الرضا المهني والتوافق النفسي والاجتماعي، والكفاية الإنتاجية.

الخدمات الإرشادية التي يقدمها الإرشاد المهني:

خدمات تتعلق بتقديم المعلومات المهنية، بتبصير الأفراد بالمهن الموجودة ومتطلباتها.

خدمات تتعلق بتعريف الأفراد بأنفسهم وبقدراتهم وأهدافهم في الحياة باستخدام الوسائل المتاحة.

خدمات الاستشارة المهنية، بالمواءمة بين قدرات وطموح الفرد وبين متطلبات المهن.

خدمات التدريب المهني والمهارة المهنية، بإعداد الفرد للمهنة نظرياً وعملياً.

خدمات التوافق المهني، بالمسعدة في حل مشكلات العمل والعلاقة مع الآخرين والتكيف مع المهنة.

التوجيه والإرشاد في الفكر الإسلامي

إن الإسلام منهج شامل للحياة يحقق للناس السعادة والطمأنينة والرضا ويرشدهم إلى الطريق الأمثل لتحقيق الذات والارتقاء بالنفس إلى مدارج الكمال الإنساني،والإرشاد من أفضل الأعمال عند الله لأنه يحقق نفعاً للناس وقضاء حاجاتهم وحلاً لمشكلاتهم،حيث قال تعالى:{إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً}(الفتح:8)،فقد أرسله الله لإرشاد الناس إلى طريق الهدى والاستقامة وصدهم عن الغي والضلال.وعند الحديث عن مجال التوجيه والإرشاد يجب النظر إلى جهود العلماء المسلمين أمثال الغزالي،ابن القيم،ابن سينا،ابن رشد،ابن خلدون،وغيرهم وعدم الاكتفاء والنظر فقط إلى جهود اليونانين والرومان وعلماء الغرب.

مسلمات الإرشاد:

1- إن الإنسان في طبيعته خير ولكنه يقبل على الشر لأن فيه عنصر الضعف البشري.

2- إن أساس الاضطراب يكمن في الابتعاد عن العقيدة الإسلامية.

3- قابلية السلوك للتعديل والتشكيل.

4- اختلاف الإرشاد باختلاف الحالة.

5- مبدأ تكامل وتفاعل الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية في العلاج.

6- مبدأ استمرار الإرشاد في جميع مراحل النمو.

7- مبدأ شمولية الإرشاد لجميع جوانب شخصية الفرد.

طرق الإرشاد:

1- الطرق الاقتدائية:القدوة والأسوة الحسنة في النبي عليه الصلاة والسلام،وقصة الغراب.

2- الطرق الوعظية:أسلوب النصح والموعظة والترغيب والترهيب.

3- الطرق العقلية الانفعالية:مخاطبة العقل ومشاعر الفرد.

4- الطريقة القصصية:قصص الأنبياء وحوارهم مع أقوامهم.

الإرشاد وتحديات المستقبل:

نحن نعيش في عصر النهضة والتطور العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات، والوضع الحديث جعل الإنسان أمام العديد من التحديات ومنها: ضرورة مواكبة الإنسان لهذا التطور، ضرورة وضع أساليب حديثة للتفكير، وضع صياغة نماذج حديثة للعلاقات مع الآخرين، بناء أهداف تتماشى مع الوضع الحديث. وتزداد أهمية الإرشاد إذا أدركنا أن التنمية الشاملة في أي مجتمع تتوقف بالدرجة الأولى على سواعد وعقول المبدعين القادرين على قيادة وتنفيذ الخطط التنموية ، وإن التوجيه والإرشاد يلعب دوراً كبيراً في الكشف عن هؤلاء المبدعين ورعايتهم وتنمية إمكاناتهم بما يسهم في مواجهة التحديات وتجاوز العقبات.

النموذج الإسلامي للإرشاد النفسي:

منطلقات النموذج الإسلامي:

1/ نظرة الإسلام إلى طبيعة الإنسان أنه يولد خيراً وأنه يُقبل على الشر في طبيعته.

2/ الإنسان أفضل الكائنات الحية خلقه الله في أحسن صورة فهو مكرم جعله الله خليفته في الأرض وهو قادر على التفكير والتدبر والتعلم والتبصر والفهم لذاته وللآخرين.

3/ الإنسان مخلوق واع مسئول قادر على التمييز بين الخير والشر والهدى والضلال.

4/ إن الإنسان يحمل معه عنصر الضعف البشري ، وهذا يعني أن الإنسان قد يتعرض للهوى والخطيئة.

5/ الدوافع في الإسلام تتمثل في غاية رئيسية هي عبادة الله وحده وخلافته في الأرضوعمارتها.

6/ هناك ثلاث حالات للنفس ،(النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة). والمطمئنة هي الصورة المثالية حيث يتمتع صاحبها بالصحة النفسية.

7/ الصراع في الفكر الإسلامي أمر حتمي يحتمه ميل الفرد إلى قبول الشر وعنصر الضعف في شخصيته فهناك صراع بين الخير والشر.

السلوك المضطرب:

الإسلام يهتم بالجوانب العقلية والروحية في تفسير الاضطراب ويرى أن أسباب الاضطراب:

1/ الابتعاد عن تعاليم العقيدة وتبني أفكار مناهضة لها(فساد الخواطر والأفكار على ضوء معيار الشرع).

2/ عدم ممارسة العبادات بصدق وإخلاص.

3/ ضعف الضمير وضعف التربية الصالحة.

4/ الصراع بين النفس الأمارة بالسوء وبين النفس اللوامة، فينتج اضطراب في النفس المطمئنة.

5/ إشباع الحاجات بطريقة غير مقبولة فيؤدي إلى فساد العلاقات الاجتماعية.

6/ المغالاة في الانفعالات وعدم ضبط النفس عند الشدائد.

7/ فشل الفرد في تحقيق غاية الوجود وهي عبادة الله، وعجزه عن تحمل المسئولية.

عملية الإرشاد والعلاج:

إن هدف الإرشاد على المستوى الوقائي والإنمائي والعلاجي هو العودة إلى طريق الحق وهوعبادة الله حق عبادته والالتزام بتعاليمه وإدراك الإنسان لحقيقة وجوده والعمل على تحقيق ذلك، وتنمية القدرة على تحمل مسئولياته في هذه الحياة وبناء القيم والاتجاهات الإيجابية. والعلاج الإرشادي في الإسلام يتم على النحو التالي:

1/ إقامة علاقة قوية طيبة قوامها التقبل والتقدير والثقة بين المرشد والمسترشد.

2/ مساعدة المرشد على الاستبصار بمشكلاته وفحص خواطره وأفكاره وبيان سبب شقائه ومتاعبه.

3/ إعلان التوبة ، والندم وعدم العودة إلى ذلك.

4/ إعادة تعليم المسترشد التعاليم الدينية الصحيحة وبيان غايات وجوده ومساعدته في تبني أفكار وقيم واتجاهات تتفق مع قيم الشرع وتخدم حقيقة وجوده.

المسئولية الإرشادية

مسئولية التوجيه والإرشاد اجتماعية منظمة متداخلة،والتداخل يقصد به صعوبة وضع حدود فاصلة جامدة بين مسئوليات فريق الإرشاد،ومتكاملة لأنها تضم فريق عمل متخصص،وفي المدرسة تكون المسئولية على عاتق المرشد الطلابي؛ويطلق عليه (المرشد النفسي المدرسي،المرشد التربوي،المرشد التربوي المدرسي).

شروط المرشد الفعال: (هناك محددات لمقومات النجاح للمرشد)

1- الخصائص الشخصية للمرشد.

2- الخصائص المهارية للمرشد.

3- الإعداد العلمي النظري للمرشد.

4- الإعداد العلمي الميداني للمرشد.

المهام الإرشادية للمدرس: (المعلم)

1- تهيئة مناخ نفسي واجتماعي يساعد الطلاب على اشباع حاجاتهم (الأمان،الانتماء،التقدير).

2- تعريف الطلاب بخدمات الإرشاد وتشجيعهم على الاستفادة منها.

3- تزويد الطلاب بالمعلومات التربوية والمهنية التي تساعدهم في اختبار دراساتهم أو مهمتهم.

4- يساعد الطلاب على فهم أنفسهم وإمكاناتهم ويمدهم بالخبرات التي تزيد من توافقهم وفعاليتهم.

5- الكشف عن الحالات التي تعاني من مشكلات تربوية أو نفسية،ثم يحيلهم إلى المرشد الطلابي.

6- يلعب المدرس دوراً إرشادياً وقائياً بطريقة غير مباشرة،من خلال القدوة الحسنة.

المدير: هو رأس الهرم الإداري،وحلقة الوصل بين المدرسة وأولياء الأمور،ويتوقف نجاح المدير في مهمته الإرشادية في النقاط التالية:

1- اقتناع المدير أن التوجيه والإرشاد يقدم خدمات مفيدة للطلاب على مستوى تحصيلهم وتوافقهم.

2- اقتناع المدير بأن الإرشاد مهنة تخصصية للمساعدة يقوم عليها متخصصون فيتيح لهم الفرصة.

3- تمتع المدير بمجموعة من السمات التي تعينه على قيادة المدرسة وتفعيل نشاطاتها.

الأخصائي النفسي: أكثر فريق الإرشاد التصاقاً بالمرشد النفسي ويطلق عليه أخصائي القياس النفسي أو أخصائي نفسي إكلينيكي،وفي المحصلة النهائية هو يحتاج إلى إعداد علمي عملي.

يحتاج في إعداده إلى ( دراسة الاضطراب السلوكي،علم النفس المرضي،العلاج السلوكي،القياس النفسي،اكتساب مهارة إجراء المقابلات الشخصية،الاختبارات النفسية،وأن يكون مرن حسن التصرف يتحمل المسئولية ملتزم بالضوابط السلوكية المهنية الأخلاقية ).

الأخصائي الاجتماعي: خريج قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية،فعندما يتخصص في العمل التربوي يطلق عليه أخصائي اجتماعي تربوي؛ولو تخصص في المجال العلاجي يطلق عليه أخصائي اجتماعي طبي.(المشكلة النفسية أو التربوية هي نتاج تفاعل عوامل اجتماعية وشخصية،العلاج يشمل العلاج الشخصي والعلاج الاجتماعي،وممكن الاستفادة من مؤسسات البيئة الخارجية في العلاج).

وسائل التوجيه والإرشاد

الطالب الذي يحتاج إلى إرشاد في توجيهه إلى الدراسة المناسبة يحتاج إلى دراسة دقيقة لتحديد قدراته ونواحي شخصيته حتى يستطيع المرشد مساعدته،أما الطالب الذي يعاني من اضطراب نفسي لا بد من معرفة دقيقة لظروفه وبيئته والضغوط والاحباطات التي يواجهها. ولذلك يجب مراعاة العناصر التالية:

1- مناطق الدراسة: البيانات الأولية – المشكلة التي يعاني منها المسترشد – مصدر التحويل – البيانات الأسرية – التاريخ التطوري للمسترشد – التاريخ التعليمي – القدرات العقلية والتحصيل المدرسي – الخصائص الجسمية والنفسية والاجتماعية – مواقف طارئة واحباطات ساعدت على ظهور المشكلة.

2- مصادر الدراسة: الفرد نفسه – الأسرة – الأصدقاء – المدرسون – أخصائيون كالطبيب أو الأخصائي الاجتماعي .

3- وسائل الدراسة: كيف تجمع المعلومات وما هي الأدوات الأكثر دقة لجمعها.(الملاحظة،المقابلة الشخصية،دراسة الحالة).

الملاحظة: تعتبر أداة رئيسية في دراسة السلوك الإنساني في المواقف التي يتعذر فيها استخدام أدوات أخرى،والملاحظة هي مشاهدة الباحث على الطبيعة لجوانب سلوكية معينة أو مواقف معينة في المدرسة أو الملعب أو مع الجماعة،وتسجيل ما يلاحظه بدقة ثم تحليل هذه الملاحظات والربط بينها في محاولة تفسيرية لما تم ملاحظته. ومن مزايا الملاحظة:

1- تتيح الفرصة لملاحظة السلوك التلقائي الفعلي في المواقف الطبيعية بدلاً من القياس في المواقف المصطنعة كما في الاختبارات.

2- لا تتأثر برغبة الشخص في التحدث أو عدم التحدث.

3- تقضي على عدم قدرة الشخص عن التعبير عن اتجاهاته وأفكاره.

4- تساعد في دراسة الأطفال الصغار.

5- يتم تسجيل السلوك مباشرة بحيث يمكن الرجوع له وقت الحاجة العلاجية.

أنواع الملاحظة: (تتعدد حسب المحك الذي تم على أساسه التصنيف)

الملاحظة العرضية:مشاهدة بعض الجوانب السلوكية بصورة غير مقصودة ودون تحديد مسبق لها ولا يستخدم فيها التسجيل،ونتائجها غير دقيقة لكنها مصدر إثارة للفكر أحياناً.

الملاحظة علمية:مشاهدة بعض الجوانب السلوكية تبعاً لخطة موضوعة،ولها أهداف محددة،يقوم بإجرائها شخص مدرب يستخدم وسائل تسجيل مناسبة.

الملاحظة في الإرشاد والعلاج النفسي:

1- تستخدم في تقويم فعالية خطط الإرشاد أو العلاج.

2- تستخدم في تشخيص بعض الاضطرابات النفسية.

3- تستخدم في جمع المعلومات أو التحقق من صحتها.

4- ملاحظة التعبيرات الانفعالية التي تعتري الوجه أثناء المقابلة الإرشادية.

5- التعرف على الأشخاص والأحداث التي كان لها تأثير على حالة المسترشد.(الصمت أحياناً)

يجب مراعاة الاعتبارات التالية:

1- تحديد أهداف الملاحظة المراد تحقيقها.

2- تحديد الجوانب السلوكية المراد ملاحظتها إجرائياً.

3- تحديد أزمنة وأمكنة الملاحظة.

4- يفضل ملاحظة الاستجابة السلوكية الطبيعية.(ملاحظة الطالب في الفصل،الملعب)

5- يفضل ملاحظة الاستجابة السلوكية قليلة الحدوث في موقف مفتعل.(الطفل مع حيوان مخيف)

6- الانتباه للتغيرات الانفعالية والمظاهر السلوكية وتسجيلها بدقة وموضوعية.

7- في حالة تشعب موضوع الملاحظة يمكن اشراك أكثر من ملاحظ.

8- الحفاظ على السرية وعدم الخوض في موضوعها مع الأسرة والأصدقاء.

9- تحرر الملاحظة من الذاتية والأفكار السابقة عن موضوع الملاحظة.

المقابلة الشخصية:"هي علاقة إنسانية بين طرفين تتم فيها محادثة وفق أسلوب علمي في ظل ظروف ملائمة،وخلال فترة زمنية من أجل تحقيق أهداف محددة".

أهداف المقابلة:الحصول على معلومات تتعلق باتجاه وآراء وقيم فرد أو مجموعة من الأفراد،أو لمعرفة أسباب مشكلة ما وتلك هي الأهداف الدراسية حيث يتم التركيز فيها على جمع البيانات والحقائق.

أنواع المقابلة:

1- المقابلة التشخيصية.2-المقابلة الإرشادية والعلاجية.3-المقابلة المهنية"مقابلة التوظيف". 4- المقابلة المسحية.

مراحل المقابلات الشخصية والعلاجية:

مرحلة الافتتاح. مرحلة البناء. مرجلة الإقفال.

دراسة الحالة: أكثر الوسائل شيوعاً واستخداماً.

وهي ليست أداة أو طريقة لجمع المعلومات بقدر ما هي منهج من خلاله تنظم وتلخص فيه المعلومات.

ويجب أن يشمل معلومات شاملة عن الفرد باستخدام الاختبارات والمقابلة والملاحظة والفحص الطبي.

الفرق بين دراسة الحالة ومؤتمر الحالة وتاريخ الحالة:

يقصد بتاريخ الحالة دراسة تتبعية لحياة المسترشد منذ ولادته وحتى الوقت الحاضر.(التاريخ الطبي والاجتماعي والأسري والمواقف والخبرات والتاريخ التربوي والصراعات التي تمر بالفرد).وهي دراسة مستعرضة وطولية في الوقت ذاته.

ويقصد بتاريخ الحالة أنها جزء من دراسة الحالة تهتم بالماضي،وتمثل قطاعاً طولياً لحياة المسترشد.

أما مؤتمر الحالة فهو أسلوب يستخدم عندما تكون هناك حالات مستعصية اختلف الأخصائيون في تشخيصها أو حالات متعددة الأعراض المرضية وتحتاج إلى عدد من التخصصات،عندئذ يقوم المرشد بالتخطيط لعقد مؤتمر حالة لعلاج الحالة.

أهمية دراسة الحالة:

1- تعطي فكرة كاملة عن المسترشد.

2- تمكن الفرد من فهم ذاته وزيادة استبصاره بمشكلاته ومتاعبه.

3- تعتبر وسيلة أساسية في تشخيص الاضطراب وفي اتخاذ الخطوات العلاجية.

4- تستخدم في أغراض البحث العلمي وأغراض التدريب الاكلينيكي للمرشد المبتدء.

مهارات دراسة الحالة:

1- مهارة تنظيم المعلومات وتسجيلها.(القدرة على تحديد المعلومات الهامة ثم جمعها من مصادر مخالفة،وتسجيلها مع التفرقة بين المعلومات التي وضحها المسترشد واستنتاجات المرشد).

2- مهارة تحليل المعلومات وتفسيرها.تشمل ثلاث مهارات:(وصف المعلومات-الاستدلال-التنبؤ).

نموذج دراسة الحالة:

تشمل كافة المعلومات التي تلقي الضوء على هذه الحالة من جميع جوانبها الشخصية، وهناك نماذج متنوعة تتفق في خطوطها العريضة ولكن بعضها لدراسة حالات ذهنية وعصابية للراشدين وبعضها للأطفال ( نماذج الأطباء النفسيين يغلب عليها الاهتمام بالجوانب العصبية والفسيولوجية،ونماذج المعالج النفسي تهتم بالجوانب النفسية والاجتماعية ). ( للفائدة انظر النماذج ص 65 ).

الإرشاد وتحديات المستقبل

نحن نعيش في عصر النهضة والتطور العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات، والوضع الحديث جعل الإنسان أمام العديد من التحديات ومنها: ضرورة مواكبة الإنسان لهذا التطور، ضرورة وضع أساليب حديثة للتفكير، وضع صياغة نماذج حديثة للعلاقات مع الآخرين، بناء أهداف تتماشى مع الوضع الحديث. وتزداد أهمية الإرشاد إذا أدركنا أن التنمية الشاملة في أي مجتمع تتوقف بالدرجة الأولى على سواعد وعقول المبدعين القادرين على قيادة وتنفيذ الخطط التنموية ، وإن التوجيه والإرشاد يلعب دوراً كبيراً في الكشف عن هؤلاء المبدعين ورعايتهم وتنمية إمكاناتهم بما يسهم في مواجهة التحديات وتجاوز العقبات.

النموذج الإسلامي للإرشاد النفسي

منطلقات النموذج الإسلامي:

1/ نظرة الإسلام إلى طبيعة الإنسان أنه يولد خيراً وأنه يُقبل على الشر في طبيعته.

2/ الإنسان أفضل الكائنات الحية خلقه الله في أحسن صورة فهو مكرم جعله الله خليفته في الأرض وهو قادر على التفكير والتدبر والتعلم والتبصر والفهم لذاته وللآخرين.

3/ الإنسان مخلوق واع مسئول قادر على التمييز بين الخير والشر والهدى والضلال.

4/ إن الإنسان يحمل معه عنصر الضعف البشري ، وهذا يعني أن الإنسان قد يتعرض للهوى والخطيئة.

5/ الدوافع في الإسلام تتمثل في غاية رئيسية هي عبادة الله وحده وخلافته في الأرضوعمارتها.

6/ هناك ثلاث حالات للنفس ،(النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة). والمطمئنة هي الصورة المثالية حيث يتمتع صاحبها بالصحة النفسية.

7/ الصراع في الفكر الإسلامي أمر حتمي يحتمه ميل الفرد إلى قبول الشر وعنصر الضعف في شخصيته فهناك صراع بين الخير والشر.

السلوك المضطرب:

الإسلام يهتم بالجوانب العقلية والروحية في تفسير الاضطراب ويرى أن أسباب الاضطراب:

1/ الابتعاد عن تعاليم العقيدة وتبني أفكار مناهضة لها(فساد الخواطر والأفكار على ضوء معيار الشرع).

2/ عدم ممارسة العبادات بصدق وإخلاص.

3/ ضعف الضمير وضعف التربية الصالحة.

4/ الصراع بين النفس الأمارة بالسوء وبين النفس اللوامة، فينتج اضطراب في النفس المطمئنة.

5/ إشباع الحاجات بطريقة غير مقبولة فيؤدي إلى فساد العلاقات الاجتماعية.

6/ المغالاة في الانفعالات وعدم ضبط النفس عند الشدائد.

7/ فشل الفرد في تحقيق غاية الوجود وهي عبادة الله، وعجزه عن تحمل المسئولية.

عملية الإرشاد والعلاج:

إن هدف الإرشاد على المستوى الوقائي والإنمائي والعلاجي هو العودة إلى طريق الحق وهوعبادة الله حق عبادته والالتزام بتعاليمه وإدراك الإنسان لحقيقة وجوده والعمل على تحقيق ذلك، وتنمية القدرة على تحمل مسئولياته في هذه الحياة وبناء القيم والاتجاهات الإيجابية. والعلاج الإرشادي في الإسلام يتم على النحو التالي:

1/ إقامة علاقة قوية طيبة قوامها التقبل والتقدير والثقة بين المرشد والمسترشد.

2/ مساعدة المرشد على الاستبصار بمشكلاته وفحص خواطره وأفكاره وبيان سبب شقائه ومتاعبه.

3/ إعلان التوبة ، والندم وعدم العودة إلى ذلك.

4/ إعادة تعليم المسترشد التعاليم الدينية الصحيحة وبيان غايات وجوده ومساعدته في تبني أفكار وقيم واتجاهات تتفق مع قيم الشرع وتخدم حقيقة وجوده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالتوفيق،،،

ــــــــــــــــــــــــــــــ تم بحمد الله وتوفيقه،،،