خالد المقبالي

واصلت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بفرع المدينة المنورة سلسلة أمسياتها الفنية، حيث أقامت يوم الاثنين الماضي الموافق 1 / 11 / 1441هـ (ساعة فن) ضمن برامج فرع الجمعية للفعاليات المقامة عن بُعد.

من صحار ومسقط، إلى رأس مدركة وصلالة، كانت لنا إطلالة، من سلطنة الحضارة، والتاريخ والأصالة، تنوعت فيها الفنون عبر الأزمان، بين صناعة السفن بأشرعتها الطويلة، وصناعة الخناجر المنقوشة، والأزياء الشعبية بخصوصيتها المعروفة، وبين زراعة النخيل، وتربية الإبل والخيول الأصيلة، إلى فنون الشِّعر والرقصات الشعبية الموروثة.

كما اشتهرت سلطنة عُمان بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ، كذلك تلألأت أمسيتنا الفنية بالأستاذ الفنان – خالد المقبالي - الذي نثر لنا جمال فنه بأسلوبه البديع، فأبحر بنا إلى شواطئ الفن العُماني، وشاهدنا روائع أعماله.

أشار إلى بداياته الفنية، فمنذ نعومة أظفاره أحبَ الفن، ومع مرور الوقت التحق بجامعة السلطان قابوس (فنون تشكيلية) ثم عمل معلماً للمرحلة الثانوية، فكان المعلم والمدرب لهم.

عضو المنظمة العالمية للألوان المائية (IWS) وعدد من الجمعيات الفنية، قدم العديد من الدورات والورش الفنية في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة، وله مشاركات في مجالات: المسرح، التصوير الضوئي والجوي، النقد الفني، تقييم الأعمال. كما كانت له مبادرات في إحياء التراث الشعبي، والأماكن التراثية، من خلال الرسم المباشر، التي نظمتها بعض المؤسسات الحكومية بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

وأبانَ دور الفنان التشكيلي في تناول مواضيع المجتمع الذي يعيش فيه، سواء من الناحية التاريخية والتراث الشعبي، أو المعاصرة، فالفن مرآة المجتمع، ويجب على الفنان أن يترجم تلك المواضيع والقضايا المختلفة في أعماله الفنية.

وأشادَ بالأدوار المهمة التي تقدمها وزارة التراث والثقافة، والمديرة العامة للفنون التشكيلية، وجمعية الفنون التشكيلية، ومرسم الشَّباب بسلطنة عُمان، فهي الحاضن الأول للفنان العُماني، وتقدم له الاهتمام والرعاية المعنوية والمادية، كما تُقيم مسابقات الأعمال الفنية الصغيرة بشكل دائم، وتوفر مكان لإقامة المعارض الشخصية للفنان.

ومن خلال عرض أعماله تبين مدى اهتمام الفنان العُماني بالموروث الثقافي، حيث إنه تم عرض لوحة فنية بعنوان: (انتظار اللّمَد): "وهو العمود الخشبي الذي كان يستخدم قديماً كساعة شمسية تساعد في توزيع حصص سقي المزروعات من ماء الفلج، عن طريق حركة الظل ومروره بالحجارة الموزعة بإتقان لقياس وقت الأثر الواحد للسقي (الأثر الواحد=المسافة التي يقطعها الظل بين الحجرتين"، وغيرها من الأعمال التي تروي قصص التراث العُماني.

وعلى الصعيد المحلي ذكرَ أبرز الفنانين وهم: أنور سونيا، سالم السلامي، فهد المعمري، حسين الحجري، وغيرهم الكثير.

ومن جانبه أوضح مدى سعادته بالاشتراك مع مجموعة من الفنانين في ورش فنية لإعادة التدوير، كما قدم عدد من الورش الفنية في هذا المجال، ومن وجهة نظره يرى أنها من الأعمال الراقية جداً وأضاف: "إعادة التدوير تحول الرخيص إلى نفيس، كما يقال".

وأردفَ: "قدمت العديد من الورش التدريبة في مجالات فنية مختلفة، للجهات الحكومية، والخاصة".

أما عن ميوله الفنية، أفصحَ بأن المدرسة السريالية هي من أقرب المدارس الفنية له؛ كونها لا تعتمد على الواقعية، ولا تكون هناك قيود، فينطلق ويرسم ما يريد، مستخدماً الألوان المائية بإضافة الأحبار، والملونات الصناعية، وملح الطعام أحياناً، بأساليب وطرق متنوعة، وفي أحايين أخرى يوظف التقنية الحديثة باستخدام الطائرة ذات التحكم عن بُعد للتصوير؛ ليثير فكره الفني تجاه أعماله.

كما صرَّح بأن له العديد من المشاركات الفنية، لكنه يسأل الله تعالى أن يُقيم معرضه الشخصي قبل نهاية 2021م؛ وذلك لانشغاله بالدورات التدريبية من جهة، وانقطاعه لسنوات عن الفن التشكيلي من جهة أخرى.

وفي الختام تقدم بوافر الشكر والتقدير للجمعية، والحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف، مدير الفرع. الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري، مسؤول لجنة الفعاليات. الفنان إبراهيم الجابري، مسؤول اللجنة الإعلامية. الفنان سلطان حلمي.

http://www.almadenh.com/show_art.php?id=2713