بهجة قليصي

امتدادًا لسلسلة إبداعات الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بفرع المدينة المنورة أقيمت يوم الخميس الماضي الموافق 2 / 12 / 1441هـ أمسية (ساعة فن) عن بُعد.

الإنسان جسد وروح، مزيج من المشاعر والأحاسيس، إدراك وانفعالات، تتجلى من خلال السلوكيات، بالأفعال أو الأقوال.

الفنان يشعر، يدرك، يتأثر، ينفعل، فالشاعر يُعبر عن ذلك بأبياته الشعرية، والكاتب بقلمه، والمصور الفوتوغرافي قد يستثيره موقف ومنظر يترجم من خلال صورة بزاوية فنية معينة، والفنان التشكيلي يبث مشاعره وانفعالاته بأعمال تشكيلية متنوعة ليُّرضي شغفه ويحقق طموحه من خلال رؤيته وتطلعاته.

أبهجت الحضور الفنانة بهجة قليصي بفكرها النيّر وأسلوبها المتميّز، حلقت في سماء فنها وغردت بجمال أعمالها، فنانة حاصلة على بكالوريوس علم النفس، ودبلوم الإرشاد الطلابي، مزجت العلم والمعرفة بالأحاسيس والمشاعر، تأثرت مشاعرها فترجمتها بأعمال فنية متعددة نالت ذائقة المتلقين.

نشأت في بيئة شغوفة بالفنون، والدها -رحمه الله- السيد حمزة قليصي كان عاشق للخط العربي، والحفر على الخشب، ووالدتها -حفظها الله- تُصمم الأزياء وتُحيكها، وتطرزها كلوحة فنية، ولديها خبرة في إعادة التدوير، تلك العوامل كان لها عظيم الأثر في تشكيل اللَّبِنة الفنية الأساسية لبهجة قليصي، فحظيت بالدعم والتشجيع، وتميّزت بين زميلاتها في الرسم وإعداد المجسمات بالخامات المختلفة، وإعادة التدوير.

التحقت بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بمدينة جدة، وحضرت العديد من الدورات والورش الفنية؛ لتصقل مواهبها، وتزيد من مخزونها الفني، وشاركت بالعديد من المعارض الجماعية داخل المركز.

أشارت أنها تتنقل بين المدرسة الواقعية والتأثيرية، شغوفة بتأثيرات سكين الرسم؛ لما تُضفيه من جمال.

لديها خبرة في أعمال الديكوباج فنوّعت الأسطح المستخدمة بين زجاج وقماش، وخشب وحديد.

وعلى صعيد الانجازات والمشاركات الفنية، شاركت في: المعرض السنوي في مدرسة الطفولة، إسلاميات في المركز السعودي للفنون التشكيلية، معرض ألوان البيت التشكيلي، معرض قطوف رمضانية، اليوم الوطني بالمركز السعودي بمدينة جدة، ومهرجان الجنادرية، ومشاركة في المعرض الثاني لفناني المدينة المنورة في القرية التراثية، والمعرض المصاحب لحفل جائزة الأداء الحكومي المتميّز، معرض بصريات، الاحتفال باليوم الوطني 88 بمستشفى التأهيل الطبي، وغيرها من المشاركات.

ونوهت إلى حصولها على الاعتماد التدريبي عام 2018م فقامت بالعديد من الدورات التدريبية: دورة جدارية بنادي إشراقة المستقبل، تأهيل الطالبات لأولمبياد الرسم بالمتوسطة 46، ورشة الماندالا بمركز تنمية الإبداع للتدريب، وغيرها من الدورات التدريبة.

وأردفت أن المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة قام باختيار لوحتها الفنية 2005م كإعلان عن الدورات التدريبية المقامة بالمركز.

وأوضحت الدور المناط بالجمعيات الفنية للاهتمام بالمواهب الشابة من خلال تشجيع المبتدئين وتوجيههم، ودفعهم للإنتاج الفني والاستفادة من طاقاتهم بحرية وإبداع، واستغلال أوقات الفراغ والإجازات الرسمية، وإيجاد شراكة بينها وبين المراكز والنوادي التي من شأنها أن تساهم في الحراك الفني، كما أن دعم وإبراز الثقافة الدينية والوطنية والمجتمعية الفنية، والمعارض المحلية والدولية من أبرز ما يحتاجه الفنانين والفنون بالمملكة العربية السعودية لتعزيز دور الفن كرافد ثقافي مهم.

وردًا على استفسار أحد الحضور حول تجربة الفنانة بهجة، في قدرة الفن التشكيلي على معالجة بعض السلوكيات السلبية، أوردت أن الرسم والفن له أثر علاجي نفسي على الإنسان، ومن خلال دراستها وما قدمته للفتيات بمختلف الأعمار، استطاعت أن تُخرج ما لديهن من خلجات وانفعالات نفسية، وتعديل لسلوكياتهن من خلال الفن.

وفي ختام الأمسية البهيجة، أعربت عن سعادتها بمشاركتها اللقاء، ثم تقدمت بالشكر والتقدير للجمعية، والحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف مدير الفرع، الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري مسؤول لجنة الفعاليات، الفنان إبراهيم الجابري مسؤول اللجنة الإعلامية، الفنان سلطان حلمي.

http://www.almadenh.com/show_news.php?id=30913

تعليق: 0