التربية الأخلاقية وتطبيقاتها التربوية

بسم الله الرحمن الرحيم

التربية الأخلاقية وتطبيقاتها التربوية

لقد حظيت الأخلاق في الإسلام بعناية فائقة ، تضمنتها آيات القرآن الكريم ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة حيث وضعت لها الضوابط التي بها تسمو الأخلاق في أفراد المجتمع الإسلامي حتى يتميز أفراد المجتمع الإسلامي عن المجتمعات الأخرى بالأخلاق الفاضلة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولا شك أن التربية الأخلاقية تعد من الجوانب المهمة للتربية في القرآن الكريم والسنة النبوية . وقال تعالى { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (1) ويقول القرطبي :

فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ قال ابن عباس ومجاهد على خلق، على دين عظيم من الأديان، ليس دين أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه. وفي صحيح مسلم عن عائشة: أن خلقه كان القرآن. وقال علي رضي الله عنه وعطية: هو أدب القرآن. وقيل: هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم. وقال قتادة: هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه مما نهى الله عنه. وقيل: أي إنك على طبع كريم. الماوردي: وهو الظاهر. وحقيقة الخلق في اللغة: هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب يسمى خلقا، لأنه يصير كالخلقة فيه. وأما ما طبع عليه من الأدب فهو الخيم (بالكسر): السجية والطبيعة، لا واحد له من لفظه. وخيم: اسم جبل. فيكون الخلق الطبع المتكلف. والخيم الطبع الغريزي. وقد أوضح الأعشى ذلك في شعره فقال:

وإذا ذو الفضول ضن على المولي وعادت لخيمها الأخلاق

أي رجعت الأخلاق إلى طبائعها. قلت: ما ذكرته عن عائشة في صحيح مسلم أصح الأقوال. وسئلت أيضا عن خلقه عليه السلام، فقرأت قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1» [المؤمنون: 1] إلى عشر آيات، وقالت: ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلي الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته إلا قال لبيك، ولذلك قال الله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ. ولم يذكر خلق محمود إلا وكان للنبي صلي الله عليه وسلم منه الحظ الأوفر. وقال الجنيد: سمي خلقه عظيما لأنه لم تكن له همة سوى الله تعالى. وقيل سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه، يدل عليه قوله عليه السلام: (إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق). وقيل: لأنه أمتثل تأديب الله تعالى إياه بقوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ «2» [الأعراف: 199].(2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة القلم : آية ( 3 ) .

(2) ( الجامع لأحكام القرآن - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي - تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش - دار الكتب المصرية – القاهرة - ط : 2 - 1384هـ - الجزء : 18 – ص : 227-228 )

وقد روي عنه عليه أنه قال: (أدبني ربي تأديبا حسنا إذ قال: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ [الأعراف: 199] فلما قبلت ذلك منه قال: إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ. الثانية- روى الترمذي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). قال حديث حسن صحيح. وعن أبي الدرداء أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (ما شي أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذي). قال: حديث حسن صحيح. وعنه قال: سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول: (ما من شي يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصلاة والصوم). قال: حديث غريب من هذا الوجه. وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق). وسيل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (الفم والفرج) قال: هذا حديث صحيح غريب. وعن عبد الله ابن المبارك أنه وصف حسن الخلق فقال: هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى. وعن جابر: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا- قال- وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون (. قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون «1» والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال:) المتكبرون (. قال: وفي الباب عن أبي هريرة وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه «2».

فيتضح لنا مما سبق كيف وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالخلق العظيم فحري بنا أن نتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونتأمل خلقه الكريم ونربي أنفسنا وذوينا على هذه الأخلاق الفاضلة .(1)

ويقول ابن قيم الجوزية في مفتاح دار السعادة :

تأمل هذا الخلق الذي خص به الإنسان دون جميع الحيوان وهو خلق الحياء الذي هو من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدراً وأكثرها نفعاً بل هو خاصة الإنسانية فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة كما أنه ليس معه من الخير شيء ولولا هذا الخلق لم يقر الضيف ولم يوف بالوعد ولم يؤد أمانة ولم يقض لأحد حاجة و لا تحرى الرجل الجميل فآثره والقبيح فتجنبه ولا ستر له عورة ولا امتنع من فاحشة وكثير من الناس لولا الحياء الذي فيه لم يؤد شيئاً من الأمور المفترضة عليه ولم يرع لمخلوق حقاً ولم يصل له رحماً ولا بر له والداً فإن الباعث على هذه الأفعال إما ديني وهو رجاء عاقبتها الحميدة وإما دنيوي علوي وهو حياء فاعلها من الخلق قد تبين أنه لولا الحياء إما من الخلائق لم يفعلها صاحبها . (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( المرجع السابق- الجامع لأحكام القرآن )

(2) ( مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ابن قيم الجوزية – دار الكتب العلمية – لبنان – 1419 هـ - ص : 288 )

الأخلاق في اللغة :

يقول ابن منظور : الخلق بضم اللام وسكونها : وهو الدين والطبع والسجية وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولهما أوصاف حسنة وقبيحة والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة . (1)

يقول الجرجاني : الخُلُق : عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلاً وشرعاً بسهولة سميت الهيئة خلقا حسناً وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً وإنما قلنا إنه هيئة راسخة لأن من يصدر منه بذل المال على الندور بحالة عارضة لا يقال خلقه السخاء ما لم يثبت ذلك في نفسه وكذلك من تكلف السكوت عند الغضب بجهد أو روية لا يقال خلقه الحلم ، وليس الخلق عبارة عن الفعل فرب شخص خلقه السخاء ولا يبذل إما لفقد المال وهو يبذل لباعث أو رياء . (2)

الأخلاق اصطلاحا :

يقول الراغب الأصفهاني : الخَلقُ والخُلقُ في الأصل واحد كالشّرب والشُرب والصّرم والصرم لكن خص الخلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر وخص بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة ( وإنك لعلى خلق عظيم ) والخلاق ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه ( وماله في الآخرة من خلاق ) . (3)

ويقول عبدالرحمن حبنكة أن الخلق صفة مستقرة في النفس – فطرية أو مكتسبة – ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة . (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) (لسان العرب – ابن منظور – دار المعارف – ط1- بدون سنة نشر- ( ص : 1245)

(2) (معجم التعريفات – علي محمد الجرجاني –تحقيق محمد صديق المنشاوي – دار الفضيلة – القاهرة – بدون تاريخ – ص : 89 )

(3) (المفردات في غريب القرآن – أبي القاسم الحسين الأصفهاني – تحقيق محمد سيد كيلاني – دار المعرفة – لبنان – بدون تاريخ ص : 158)

(4) ( الأخلاق الإسلامية وأسسها – عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني – دار القلم – دمشق – الطبعة الخامسة – 1420 هـ - ص : 10 )

كما يقول حبنكة أن الأخلاق تنقسم إلى نوعين :

الخلق المحمود : صفة ثابتة في النفس فطرية أو مكتسبة تدفع إلى سلوك إرادي محمود عند العقلاء كالأخذ بالحق أو الخير أو الجمال وإن خالف الهوى وترك الباطل والشر والقبح وإن وافق الهوى أو الشهوة . ويمكن تمييز الأخلاق الحميدة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي أو اجتماعي تلتقي النفوس البشرية على استحسانه مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها ومفاهيمها ويلحق به ما كان أثراً من آثاره أو فرعاً من فروعه .

والخلق المذموم : صفة ثابتة في النفس فطرية أو مكتسبة تدفع إلى سلوك إرادي مذموم عند العقلاء كالأخذ بالباطل أو الشر أو القبح وترك الحق أو الخير أو الجمال إتباعا للهوى أو الشهوة . ويمكن تمييز الأخلاق الذميمة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي واجتماعي تلتقي النفوس البشرية على استقباحه واستنكاره مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها ومفاهيمها ويلحق به ما كان أثراً من آثاره أو فرعاً من فروعه . (1)

ويقول مقداد يالجن : يمكن أن نعبر عن التربية الأخلاقية في نظر الإسلام بأنها تنشئة الطفل على المبادئ الأخلاقية وتكوينه بها تكوينا كاملاً من جميع النواحي وذلك بتكوين استعداد أخلاقي للالتزام به في كل مكان وإشباع روحه بروح الأخلاق وذلك بتكوين عاطفة وبصيرة أخلاقية حتى يصبح مفاتيح للخير ومغاليق للشرور أينما كان وحينما وجد باندفاع ذاتي إلى هذا وذاك عن إيمان واقتناع وعن عاطفة وبصيرة . (2)

ويتضح مما سبق أن الأخلاق هي ما يتصف به الإنسان من قول وفعل ويكون ظاهراً فمنه المحمود ومنه المذموم .

ولقد مر معنا سابقاً أن التربية هي : " تنشئة الإنسان وإصلاحه شيئاً فشيئاً بالتدرج في تشكيل الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها الروحية والعقلية والوجدانية والخلقية والاجتماعية والجسمية " .

وبذلك تكون التربية الأخلاقية : تنشئة الإنسان وإصلاحه شيئاً فشيئاً بالتدرج في تشكيل المبادئ الأخلاقية وتكوينها من جميع النواحي لتتكامل مع جميع جوانب شخصيته .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( الأخلاق الإسلامية وأسسها – عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني – دار القلم – دمشق – الطبعة الخامسة – 1420 هـ - ص : 16 )

(2) ( دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة الإنسانية - مقداد يالجن– دار الشروق – الطبعة الأولى – 1403 هـ - ص : 26 )

أهمية التربية الأخلاقية :

تكمن أهمية التربية الأخلاقية في كونها تلازم الفرد مدى حياته فيعيش بها وينقلها لأبنائه ومن الممكن أن يؤثر بأخلاقه على من حوله فالشخص يؤثر على أصدقائه ويؤثر على زملائه في المدرسة أو في العمل ومن شأنه أن يؤثر على كل من يتعامل معه وبالذات من كان معجب به فعلى سبيل المثال نجد أن في عصرنا هذا يعجب الشباب بلاعبي كرة القدم ويقلدوهم في ملابسهم وحركاتهم فلنا أن نتخيل أن يكون هناك أحد المشاهير في لعبة كرة القدم ذا أخلاق مذمومة ولكنه محبوب عند فئة الشباب كيف سيؤثر سلوكه وأخلاقه في هؤلاء الشباب .

فنجد أن المجتمع من الممكن أن يتأثر بأخلاق محمودة أو مذمومة فمن الواجب أن يكون هناك توجيه مقنن تجاه أفراد المجتمع .

ويقول مقداد يالجن : إن بناء الفرد أخلاقياً ليس ضرورياً للنجاح في حياته الخاصة فحسب بل إنه ضروري أيضاً لبناء المجتمع ولبناء الحضارة الإنسانية الراقية ذلك أن الأفراد بمثابة لبنات والبناء الاجتماعي مكون من هذه اللبنات فإذا أردنا أن نكون مجتمعاً خيراً فلابد من تكوين أفراد أخيار قبل ذلك . ثم إنه لا يمكن أن يسعد فرد في مجتمع مهما كان خيراً في ذاته إذا كان المجتمع فاسداً شقياً ولا يمكن أن يكون تكوين مجتمع سعيد أيضاً إذا كان مكوناً من الأشرار أو من الأخيار والأشرار أو بين الخير والشر فبقدر ما يزداد عدد الأخيار والأشرار يزداد الخير ويقل الشر ومن ثم تزداد رقعة السعادة وتقل رقعة الشقاوة في المجتمع .

أما إذا كان الأفراد فاسدين فسيكون البناء الاجتماعي فاسدا من أساسه ولا يمكن إصلاحه بما هو عليه ومن ثم لا يمكن إقامة مدينة إنسانية أو حضارة إنسانية خيرة بأي حال من الأحوال .

وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من البدء بالفرد وذلك بتكوينه إنساناً صالحاً خيراً لنفسه ولغيره معاً ، وهذا يكون بالتعليم والتربية الخيرة ، بتعليمه ما هو خير وما هو شر وأين تقع حدودهما في ميدان السلوك الإنساني . ثم بتكوين روح الخير في نفسه ونزع روح الشر منها وذلك بتنشئته من الصغر حتى يتأصل الخير في نفسه ويتأصل الكره للرذائل والشرور في قرارة نفسه عن علم وبيئة ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالتربية الأخلاقية السليمة من الصغر .

كما أن أهمية التربية الأخلاقية في بناء الحضارة تظهر في خدمتين جليلتين تقوم بهما هذه التربية إزاء الحضارة : أولى تلك الخدمتين حفظهما من الانهيار وثانيتهما دفع عجلة التقدم نحو غاية خيرة أما فيما يتعلق بحفظ الحضارة فإنه يرجع أساسا إلى أن هذه التربية تزيل روح الشر من النفوس لأن الشر عامل الهدم في كل المجالات والميادين وأهم هذه الشرور الظلم والعدوان والتسلط على الناس ومحاولة استبعادهم لمآرب ذاتية واستغلالهم لتحقيق النفع للمصالح الشخصية .(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة الإنسانية - مقداد يالجن– دار الشروق – الطبعة الأولى – 1403 هـ - ص : 32- 78 )

أهداف التربية الأخلاقية :

1- تربية الأبناء على حسن الأدب .

2- تربية الأبناء على تقدير واحترام كبار السن .

3- تعويد الطلاب على الصدق .

الهدف الأول : تربية الأبناء على حسن الأدب .

اسم البرنامج : أدبي سعادتي .

سبب تسمية البرنامج : حتى يستشعر الابن أن سعادته لا تكون إلا بحسن الأدب .

الأسلوب : النصيحة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة : الفئة العمرية ( من 3 سنوات إلى 17 سنة ) .

أهمية البرنامج : جاء في الحديث الشريف عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويحسن من مرضعه، ويحسن أدبه " وهنا يتبين لنا أهمية تربية الأبناء على حسن الأدب ، وأن الوالد المسئول الأول عن الولد وحسن أدبه .(1)

وصف البرنامج : يقوم الوالدين بعقد جلسات عائلية بعد صلاة المغرب ويقوم بسرد قصة وهمية عن أحد الأشخاص وأن هذا الشخص محبوب من الجميع وأن كل من يتعامل معه يقدره ويحترمه وتقوم الأم بسؤال الأب ، وما هو سبب محبة الناس لهذا الشخص ؟ فيجيب الأب أن كل ذلك بسب حسن أدبه وتعمله مع الجميع . ثم تأتي الأم وتقول لقد تذكرت أن واحدة من صديقاتي قديماً في المدرسة كان الجميع لا يحبها ولا يجالسها ولا يلعب معها ، ثم يسأل الأب ولماذا كل ذلك ؟ فتجيب الأم قائلة : لقد كانت سيئة الأدب . وهنا يقوم الوالدين بنصح الأبناء بحسن الأدب ويناقشا الأبناء ببعض السلوكيات والأقوال التي تدل على حسن الأدب وما يناقضها من سوء الأدب مثل ( الصدق- الكذب ، الاحترام – عدم الاحترام ، سماع كلام الوالدين – عدم سماع كلام الوالدين ، .......) .

مؤشرات نجاح البرنامج : احترام الأبناء لوالديهما ، الصدق ، الكرم ، عطف الكبير على من كان أصغر منه سناً ، أن يأتي أحد الأبناء ويسرد قصة من المدرسة تدل على حسن أو سوء الأدب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( شعب الإيمان – أحمد بن الحسين البيهقي – تحقيق عبدالعالي عبدالحميد حامد – الرشد – الرياض – ط 1 – 1423هـ - جزء : 11 – ص : 137 – رقم 8300 ).

الهدف الثاني : تربية الأبناء على تقدير واحترام كبار السن .

اسم البرنامج : نحترم فنحترم .

سبب تسمية البرنامج : حتى يستشعر الأبناء أنه كما تدين تدان وأن احترامه اليوم لكبار السن سيقابله غداً احترام الناس له عندما يكبر .

الأسلوب : النصيحة .

جهة التنفيذ : المسجد .

الفئة المستهدفة : الفئة العمرية ( من 7 سنوات إلى 21 سنة ) .

أهمية البرنامج : تكمن أهمية البرنامج في كونه يربي الأبناء مكارم الأخلاق وحسن الأدب كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير ) (1) (صحيح البخاري – الجزء 19 – ص : 248 )

وهنا يتبين لنا أن الصغير يسلم على الكبير وهذا من التقدير والاحترام .

وصف البرنامج : يقوم إمام المسجد بعد أداء صلاة العصر بتوجيه المصلين ونصحهم بالاتسام بحسن الأدب ومكارم الأخلاق ومنها يركز على قضية احترام الشخص لمن كان أكبر منه سناً ويخص كبار السن وكيف يقوم الصغير بالسلام على الكبير وتقديمه في الدخول من باب المسجد وعدم الدخول قبله وكذلك تقبيل رأسه تقديراً واحتراماً ومقابلته بالابتسامة والسؤال عنه إذا لم يحضر في المسجد وأنه عند جلوس الشباب في مكان ويمر بهم كبير السن أن يخفضوا من أصواتهم تقديرا له وكذلك من المظاهر المشاهدة في بعض الأحياء السكنية نجد الأبناء يلعبون كرة القدم وذلك لعدم وجود الملاعب في الحي يجب أن يستوقفوا اللعب عند مرور كبير السن ويسلموا عليه ويوصيهم باحترام الكبير في كل مكان ، ثم يذكر إمام المسجد الأبناء أنه يجب أن يتخيل نفسه عندما يكبر هل يريد احترام الناس له أم أنه يفضل عدم احترامه وهذا ينافي الفطرة البشرية لأن كل إنسان يحب أن يكون محبوب ومحترم من الناس .

مؤشرات نجاح البرنامج : عدم ترك الإمام وهو ينصح الناس والقيام بالخروج من المسجد ، وملاحظة تقديم الكبير على الصغير في الدخول إلى المسجد ، تقديم الكبير في الصف ، تقدير الكبير وتقبيل رأسه .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( الصحيح المسند - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري- موقع الإسلام – جزء : 19 – ص : 248 )

الهدف الثالث : تعويد الطلاب على الصدق.

اسم البرنامج : صدقي نجاتي .

سبب تسمية البرنامج : حتى يستشعر الابن أن في صدقه نجاته من المصائب .

الأسلوب : النصيحة .

جهة التنفيذ : المدرسة .

الفئة المستهدفة : الفئة العمرية ( من 7 سنوات إلى 13 سنة ) المرحلة الابتدائية .

أهمية البرنامج : { قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ () } سورة المائدة آية (119 ) ويقول القرطبي : أي صدقهم في الدنيا فأما في الآخرة فلا ينفع فيها الصدق وصدقهم في الدنيا يحتمل أن يكون صدقهم في العمل لله ويحتمل أن يكون تركهم الكذب عليه وعلى رسله، وإنما ينفعهم الصدق في ذلك اليوم وإن كان نافعا في كل الأيام لوقوع الجزاء فيه. وقيل: المراد صدقهم في الآخرة وذلك في الشهادة لأنبيائهم بالبلاغ وفيما شهدوا به على أنفسهم من أعمالهم ويكون وجه النفع فيه أن يكفوا المؤاخذة بتركهم كتم الشهادة فيغفر لهم بإقرارهم لأنبيائهم وعلى أنفسهم والله أعلم. وقرا نافع وابن محيصن" يوم" بالنصب. ورفع الباقون وهي القراءة البينة على الابتداء والخبر .

وصف البرنامج : يقوم المرشد الطلابي أو معلم التربية الإسلامية بالمدرسة أثناء الطابور الصباحي بفقرة إرشادية يوعي فيها الطلاب من الكذب وخطورته ويبين لهم فضل الصدق ومحاسنه ويذكر لهم الآيات القرآنية الدالة على الخير في الصدق ، ويذكر الأحاديث الواردة وبعد ذلك يسرد لهم قصة راعي الغنم الذي كان يرعى الأغنام بعيداً عن القرية ثم صار يصرخ بأعلى صوته ( أنقذوني أنقذوني ... جاء الذئب جاء الذئب .... وعندما جاء أهل القرية صار يضحك ويقول كنت أكذب عليكم ، ثم كرر كذبته ثلاث مرات وفي كل مرة يقول لهم أنه يكذب عليهم وبعدها بفترة وهو في المراعي جاء الذئب فعلاً وصار يصرخ وينادي أيها القوم جاء الذئب أنقذوني وأنقذوا أغنامكم فبسبب كذبته السابقة لم يأته أحد لعلمهم بأنه يكذب كعادته ، ثم جاء إلى القرية و كان قد خسر مجموعة من أغنامهم ، وكانت هذه النتيجة بسبب كذب الراعي على أهل القرية .

مؤشرات نجاح البرنامج : تفشي الصدق بين الطلاب ، في حالة تأخر الطالب عن الحضور المبكر للمدرسة يكون الطالب صريح عن سبب تأخره وكذلك أداء الواجبات والغياب وغيرها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة المائدة آية : (119)

(1) ( الجامع لأحكام القرآن - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي - تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش - دار الكتب المصرية – القاهرة - ط : 2 - 1384هـ - الجزء : 6 – ص : 379 )