العقيدة الواسطية

بسم الله الرحمن الرحيم

المحاضرة الأولى من العقيدة الواسطية

في البداية تحدث شيخنا الفاضل عن المفردات المطلوبه في هذا الكتاب,وهي كالتالي:

1- اعتقاد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات :

والمطلوب في ذلك :

* بيان معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

*الاستدلال عليها : نصوص من الكتاب , ونصوص من السنة

والصفات المطلوبة من الكتاب والسنة :

1- صفة العلم

2- صفة السمع

3- صفة المشيئة والإرادة

4- صفة الوجة واليدين والعينين

5- صفة الرجل والقدم

6- صفة الكرة والمقت والكيد والمكر

7- صفة الاستواء والعلو والمعية

8- صفة النزول

9- صفة الكلام

2-الإيمان باليوم الآخر :

3-الإيمان بالقدر :

4- مسائل الإيمان :

5-مسائل الأحكام :

6-الصحابة وأهل البيت:

7-الإيمان وخلافة وما يتبع من كرامات الأولياء:

سبب التسمية بأهل السنة والجماعة :

جاءت من أسباب وجود الفرق , وبذلك لابد أن يكون لأهل السنة منهج يميزهم عن غيرهم وفي هذه التسمية لم ينتسبوا لأحد وإنما إلى الشريعة والسنة , وهذا دليل على المنهج الوسط , وكانوا في البداية يتسمون أهل الحديث وأهل السنة وأهل الأثر وتسموا بذلك بعد فتنة المعتزلة وخلق القرآن التي وقعت في عهد الإمام أحمد رحمة الله , وجاءت هذه التسمية بناءا على حديث الرسول صلى الله علية وسلم :"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " فهذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم أن نلتزم بهذة السنة وتشمل الوصية القرآن والسنة لأن السنة تعني الطريقة , وأما (الجماعة ) مأخوذة من الاجتماع على الحق وقد وردت كثيرا في النصوص الشرعية منها (عليكم بالجماعة ) , (إن يدالله مع الجماعة ) , ويقول ابن عمر :( الجماعة الحق لوكنت لوحدك), وأهل السنة والجماعة لا ينتسبون إلى طائفة أو وطن أو تراب أو شخص وإنما ينتسبون إلى المنهج , لذلك كانت أقوالهم واحدة وتقريراتهم واحدة , لذلك تجد أن المشارقة وافقوا المغاربة في هذا الاعتقاد وهذا يدل على صحة منهجهم , وخلاف بقية الطوائف , وقد ذكر شيخنا الفاضل بأن أول الطوائف الخوارج ولم يبقوا طائفة واحدة بل تشعبوا , وإنما يدل أن منهجهم غير صحيح , فهم يركزون على العقل والناس يختلفون في عقولهم لذلك تشعبت فرقهم

فأصول الطوائف التي تفرقت وتشعبت :

لخوارج ..... .المرجئة * الجهمية....المعتزلة ......الأشاعرة

ولا يثبتون إلا صفة الكلام والرؤية .

أهمية مذهب أهل السنة والجماعة :

ومعرفة منهج أهل السنة والجماعة من الضرورة لمن سلك دروب العلم وحتى لعامة الناس حتى يوجد عند الجميع الثبات والتوازن في كل القضايا , وتشمل قضية المعتقدات و العبادات والحياة الأسرية واليومية وكذلك التوازن في معاملة الناس ومع المخالفين , أي أن مذهب أهل السنة والجماعة قائم على العدل لا يعتدون على أحد لا باللسان ولا بالسنان .

خصائص أهل السنة والجماعة :

1-أخذوا بالوصية كليهما (الكتاب والسنة ) ولم يفرقو بين الإعتقادات والعبادات , بينما هناك فرق قالوا الفروع لانأخذ ها من الكتاب والسنة ويستدلون على أن الحديث يروى عن شخص واحد فرد فلا نأخذ به .

2- الأسماء والصفات لاتستدل بأمر غير صريح : الإستدلال عند أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة بينما غيرهم نحوا الكتاب والسنة واخذوا بالعقل لذلك تجد المذاهب العقلانية ليس لهم علاقة بالكتاب والسنة وقال الرسول صلى الله علية وسلم : "لا ألفينكم أحدكم على اريكية

السلف :

الصحابة والتابعين ومن صار على نهجهم وأطلقها وسبب ظهور هذا المصطلح عندما يطلق أهل السنة يدخل فية الأشاعرة فلذلك يميز عن معتقدنا عن الأشاعرة بالسلفية وإن تسمى به غيرهم لايعني أن فيه نقص أو خلل.

الفرقة الناجية والطائفة المنصورة :

سبب تسمية أهل السنة والجماعة بالفرقة الناجية والطائفة المنصورة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار" فكونها الفرقة الناجية لأنهم نجوا في الدنيا من أهل الزيغ والضلال وفي الآخر نجوا من النار , وسميت بالطائفة المنصورة لأن الله تكفل بنصر هذا الدين لا بالأشخاص , والذي يتمسك بالدين يشرف بالدين لا الدين يشرف به ومن هنا جاءت منصورة , وأما كونها ناجية فهذا ظاهر وأما منصورة فقد يقول قائل بأن الأشاعرة من أكثر المسلمين فكيف ذلك ؟ لأن المذاهب الأربعة كلها ماعدا الحنابلة لم يخالفوا ائئمتهم , وبقية المذاهب خالفوا ائئمتهم حتى في الفروع وهذا ما يفسر قول بعضهم أشعري المذهب ومعتزلي المعتقد.

الأشعري مر بثلاث مراحل :

1-معتزلي 2- أشعري 3- مذهب أهل السنة والجماعة

تقديس العقل :

كثير من الناس يقدسون العقل أكثر من إيمانهم بالشرع , فعندما يأتي حكم من الأحكام قد يعرضة على عقلة ويقع ذلك عند أهل الشهوات والشبهات " كلابل لايؤمنون حتى يعرضوا " ولي أعناق النصوص لكي توافق العقل منافي للشرع , ومن يعمل ذلك لم يؤمن حقا بالكتاب وليس من منهج أهل السنة والجماعة , وإنما من مذهب المعتزلة ولو اختلفوا في المسمى أو أهل التحرير , وتبنى تقديس العقل هم المعتزلة والأشاعرة (أفراخ المعتزلة ) , ومن هذا كان لزاما لكل من ينتمي للعلم الشرعي يكون عنده تصور عن هذه المذاهب , ويقول أحدهم :

عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقية .. . .ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فية

ولابد للإنسان أصول وثوابت لايحيد عنها.ويجب معرفة أهل السنة والجماعة وأصولهم وأسسهم وأن منهجهم من الكتاب والسنة وليس من عقولهم أو جيوبهم

الجهمية :

ينتسبون إلى الجعد بن درهم وأول من عطل الأسماء والصفات وقتله خالد القسري يوم عيد الأضحى بالكوفة , وقال بأن الله لم يكلم موسى , وقال لو استطيع أن أحك من القرآن (الرحمن على العرش استوى ) لحككتها , وقالوا له صف لنا ربك فقال : نعم اصف لكم ربي, فكلما آراه هو ربي , وهذا الهواء الذي نستنشقه , وهذا الكون الذي نحسه وقال : بأن الله حل في مخلوقاته وهو مبدأ الحلول والإتحاد , فلا يثبتون لله صفة وإنما بوجود مطلق وهمي لاحقيقية له , فبنى التعطيل حتى تعطيل الوجود ولايميز بين كفر فرعون وإيمان جبريل ,لذا انبرى أهل السنة للرد علية , وانتشر مذهبه وتفرع منه عدة مذاهب .

المعتزلة :

وهم الذين ابطلو الصفات واثبتوا معاني مجردة لا معنى لها , تعود على اسم واحد ويقول : سميع , بصير كلها تدل على اسم مثل : الأسد , الليث , الغضنفر فكلها اسماء للأسد , فيقولون اسماء الله مترادفه كلها تدل على الله , وكذلك عطلوا صفات الأفعال (المجئ,....)اعتقاد بأن هذه الأفعال تتجدد وهذه من صفات المخلوق واثبتوا البقية .

الأشاعرة :

وافقوا المعتزلة في تعطيل الصفات واثبتوا الأسماء لكنهم لايشتقون من الأسماء الصفات .

سبب تأليف رسالة العقيدة الواسطية :

سؤال ورد على الشيخ من بلدة واسط من الشام يسأل عن منهج أهل السنة والجماعة , والشيخ بنى كتابه على أركان الإيمان واشار إلى الرسل في آخر الأمر لأنه لم يكن اختلاف في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل , والإيمان بالله يتضمن ثلاث : بربويته وألوهيته وأسمائه وصفاتة

منهج أهل السنة والجماعة :

الأصل عند أهل السنة والجماعة الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصف به رسوله محمد صلى الله علية وسلم وتميزو به عن غيرهم فأخذوا بما جاء به بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف , والأصل الثاني يلتزمون بما جاء بها ظاهرا وباطنا.

فمثلا في قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى):

نثبت الاستواء ونقول استوى على العرش ولم نتكلم عن كنهه وحقيقته ,ونؤمن بهذه اللفظة بما نعرف ونقول استواء يليق بجلالته أي أن اسماء الله توقيفية على ما جاء في الكتاب والسنة ليس فيها اجتهاد ولا يحق لنا أن نتجاوز ذلك , لأن الله سبحانة وتعالى أعلم بنفسه من غيره.

التحريف :

التصريف ومعنى آخر الميل وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر إلى الذهن إلى معنى آخر والميل في صفات الله وأسمائة عن الحق , والتحريف نوعان :

1- تحريف في اللفظ و المعنى مثل تحريف (استوى ) إلى استولى

2- تحريف في المعنى لايلزم تحريف في اللفظ أما التحريف في اللفظ يلزم التحريف في المعنى , فقد حرفوا قولة تعالى (قولوا حطه ) فقالوا حنطه وهذا تحريف في المعنى واللفظ , وكذلك في قوله تعالى (إن الله أشد فرحا ...)يقولون المراد بالفرح الرحمه وهذا تحريف في المعنى دون اللفظ.

التعطيل:

"وبئر معطله وقصر مشيد" وهو الترك والإخلاء فنقول : " جيل عاطل ليس فيه حلي"و المعطله هو وصف يدخل فيه جميع من عطل أسماء الله وصفاته من الفرق , وهناك تعطيل جزئي وهناك تعطيل كلي , لذلك إذا جاءت صفة العلو التي هي أظهر الصفات فيقولون الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا جنوب وينتج عن ذلك عدم اثبات وجود الله لذلك قيل : المعطل يعبد معدم , والمشبه يعبد صنم

التكييف:

*هو وصف الكيفية (الطول, العرض ,..)فأهل السنة يثبتون الكيفية وينفون العلم بالكيفية مثل قول مالك (إستواء معلوم)أي معلوم المعنى لا يحتاج إلى تفصيل فالاستواء معلوم والكيف مجهول ولم ينفيها , فالإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.فنثبت لله صفات تخصه وتناسبه , فالاسم اتفق في اليد لكن المعنى اختلف فإذا قلت للجمل يد وللنملة يد , اتفقت في اليد واختلفت في المعنى

*تخيل كيفية معينة لله لايجوز فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.

التمثيل:

لماذا لم يقل المؤلف تشبية ؟

لأنة لم يرد في الكتاب والسنة كلمة التشبية في صفات الله لذلك تقيد المؤلف بما ورد في القرآن الكريم " ليس كمثلة شيئا ..."الآية , والتمثيل أعم من التشبية فالمماثلة تكون تماما ,فكل ممثل مشبه فالتمثيل يعني التشبية وزيادة

مذهب أهل السنة والجماعة يؤمنون بهذه الصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف

قواعد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته :

1-(النفي يكون مجمل والإثبات مفصل)

قال تعالى : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "

1- اشتملت الآية على أمرين :

أ)نفي التمثيل على العموم

ب) اثبات السمع والبصر خاص

بخلاف المعطله :فيقولون سميع بلاسمع وبصير بلا بصر فالنفي عندهم مفصل والإثبات مجمل

2- (عندما ننفي نفي تفصيل لابد أن هناك اثبات كمال) وبعبارة أخرى (النفي يتضمن الكمال المطلق )

فعندما نقول فلان ليس بأحول أو أعشى فهو مدح وهو نفي تفصيل وإثبات كمال فكذلك في صفات الله فعندما ننفي نفيا لابد أن يكون هناك اثبات كمال والدليل في قولة تعالى :"لا تأخذه سنة ولا نوم وهو الحي القيوم", ويفهم من هذا أن النفي لابد أن يتضمن كمالا وإلا فلا يصح أن ينفي كما ورد في قول الشاعر:

قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل

فهذا نفي تضمن نقص , ومن يقول عن الله لا سميع ولا بصير فهذا يذم فالنفي لابد أن يتضمن كمالا.

3-(النفي دائما مجمل ولكن يأتي في حالات مفصل لغرض معين)

مثل في قولة تعالى :"لم يلد ولم يولد..."فجاء النفي مفصل لأنهم وصفوا الله بهذه النقيصة -تعالى الله عما يقولون –فجاء النفي مفصل لهذا الغرض.

وفي قولة تعالى (لا تأخذه سنة ولا نوم وهو الحي القيوم) وهنا نفي مفصل فنفى الله سبحانه وتعالى أن يلحقة سنة ولا نوم وينفي عنه هذه الصفة التي قد يتصور أن يوصف بها الله .

........................................................

هذا ما دونته من محاضرة شيخنا الفاضل , ونعتذر منكم

في النقاط التي لم اتمكن من تدوينها , فأتموا ما فاتكم, وبالله التوفيق.