التربية الجسمية وتطبيقاتها التربوية

بسم الله الرحمن الرحيم

التربية الجسمية وتطبيقاتها التربوية

اهتم المنهج التربوي في القرآن الكريم والسنة النبوية بالجانب الجسمي اهتماماً كبيراً ، حيث إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وسواه بيده تعالى ، وهذا تشريف وتكريم عظيم وذلك لقوله تعالى : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } (1)

يقول القرطبي : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي : سويتُ خَلقَه وصورته . { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي } النفخُ : إجراءُ الريحِ في الشيء . والروح : جسم لطيف ، أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم . وحقيقته إضافة خلقٍ إلى خالق ، فالروح خلقٌ من خلقِه أضافه إلى نفسه تشريفاً وتكريماً ، كقوله أرضي ، وسمائي ، وبيتي ، وناقة الله ، وشهر الله . ومثله { وَرُوحٌ مِنْهُ } وقوله { فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } أي : خِرُّوا له ساجدين . وهو سجودُ تحيةٍ وتكريمٍ لا سجودُ عبادة . ولله أن يُفضل من يريد .(2)

كما قال تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } (3)

يقول القرطبي : أي خلقكم في أحسن صورة ، وقال الجوهري : والصور – بكسر الصاد – لغة في الصور ، جمع صورة .(4)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الحجر ( آية : 29 ) .

(2) (الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – تحقيق عبدالله عبدالمحسن التركي – مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى – 1427هـ - الجزء الثاني عشر - ص: 208 )

(3) سورة غافر ( آية : 64 ) .

(4) (الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – تحقيق عبدالله عبدالمحسن التركي – مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى – 1427هـ - الجزء الثامن عشر - ص: 377 )

قال تعالى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }(1)

يقول القرطبي : يعني آدم عليه السلام ، خلقه بيده كرامةً له . قاله مقاتل . الثاني : جميع الخلائق . وأن التصوير التخطيط والتشكيل . فإن قيل : كيف أحسن صورهم ؟ قيل له : جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه صورةً ، بديل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور . ومِن حُسن صورته أنه خُلِق منتصباً غير مُنكَبّ .(2)

كما قال عزوجل : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } (3)

يقول السعدي : أي: تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرًا أو باطنًا شيئًا. (4)

عن أبي هريرة t : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) . (5)

ويقول النووي في كتاب المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج :

قوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير )

والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداما على العدو في الجهاد ، وأسرع خروجا إليه ، وذهابا في طلبه ، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والصبر على الأذى في كل ذلك ، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى ، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات ، وأنشط طلبا لها ، ومحافظة عليها ، ونحو ذلك .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة التغابن ( آية : 3 ) .

(2) (الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – تحقيق عبدالله عبدالمحسن التركي – مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى – 1427هـ - الجزء الحادي والعشرون - ص: 9 )

(3) سورة التين ( آية : 4 ) .

(4) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي- تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق - مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى 1420هـ - ص :597) .

(5) ( صحيح مسلم- مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري - موقع الإسلام – باب في الأمر بالقوة وترك العجز – الجزء الثالث عشر – ص : 142 – حديث رقم : 4816) .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( وفي كل خير )

فمعناه في كل من القوي والضعيف خير لاشتراكهما في الإيمان ، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز )

أما ( احرص ) فبكسر الراء ، ( وتعجز ) بكسر الجيم ، وحكي فتحهما جميعا ، ومعناه احرص على طاعة الله تعالى ، والرغبة فيما عنده ، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك ، ولا تعجز ، ولا تكسل عن طلب الطاعة ، ولا عن طلب الإعانة .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان )

قال القاضي عياض : قال بعض العلماء : هذا النهي إنما هو لمن قاله معتقدا ذلك حتما ، وأنه لو فعل ذلك لم تصبه قطعا ، فأما من رد ذلك إلى مشيئة الله تعالى بأنه لن يصيبه إلا ما شاء الله ، فليس من هذا ، واستدل بقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الغار : ( لو أن أحدهم رفع رأسه لرآنا ) . قال القاضي : وهذا لا حجة فيه ؛ لأنه إنما أخبر عن مستقبل ، وليس فيه دعوى لرد قدر بعد وقوعه . قال : وكذا جميع ما ذكره البخاري في باب ( ما يجوز من اللو ) كحديث ( لولا حدثان عهد قومك بالكفر لأتممت البيت على قواعد إبراهيم ولو كنت راجما بغير بينة لرجمت هذه ولولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك ) وشبه ذلك ، فكله مستقبل لا اعتراض فيه على قدر ، فلا كراهة فيه ؛ لأنه إنما أخبر عن اعتقاده فيما كان يفعل لولا المانع ، وعما هو في قدرته ، فأما ما ذهب فليس في قدرته . قال القاضي : فالذي عندي في معنى الحديث أن النهي على ظاهره وعمومه ؛ لكنه نهي تنزيه ، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن لو تفتح عمل الشيطان ) أي يلقي في القلب معارضة القدر ، ويوسوس به الشيطان . هذا كلام القاضي : قلت : وقد جاء من استعمال ( لو ) في الماضي قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ) . وغير ذلك . فالظاهر أن النهي إنما هو عن إطلاق ذلك فيما لا فائدة فيه ، فيكون نهي تنزيه لا تحريم . فأما من قاله تأسفا على ما فات من طاعة الله تعالى ، أو ما هو متعذر عليه من ذلك ، ونحو هذا ، فلا بأس به ، وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث . والله أعلم . (1)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج- أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي - موقع الإسلام )

ولقد قال تعالى { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (1)

يقول الطبري : يقول تعالى ذكره: فسدّد وجهك نحو الوجه الذي وجهك إليه ربك يا محمد لطاعته، وهي الدين،(حَنِيفًا) يقول: مستقيما لدينه وطاعته(فِطرةَ اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا) يقول: صنعة الله التي خلق الناس عليها ونصبت "فطرة" على المصدر من معنى قوله:(فَأقِم وَجْهَكَ للدّينِ حَنِيفًا) وذلك أن معنى ذلك: فطر الله الناس على ذلك فطرة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:(فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْها) قال: الإسلام مُذ خلقهم الله من آدم جميعا، يقرّون بذلك، وقرأ:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) قال: فهذا قول الله:( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ) بعد.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد(فِطْرَةَ اللهِ) قال: الإسلام.­(2)

وذكر ابن قيم الجوزية في كتابه تحفة المودود : ( وفي " الصحيحين " : من حديث أبي هريرةt قال : قال رسول الله r : " الفطرة خمس : الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط " .

فجعل الختان رأس خصال الفطرة ، وإنما كانت هذه من الخصال من الفطرة ، لأن الفطرة ، هي الحنيفية ملة إبراهيم ، وهذه الخصال أمر بها إبراهيم ، وهي من الكلمات التي ابتلاه ربه بهن . كما ذكر عبدالرزاق : عن معمر عن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : " ابتلاه بالطهارة ، خمس في الرأس ، وخمس في الجسد . خمس في الرأس : قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الراس . وفي الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الروم ( آية : 30 ) .

(2) ( جامع البيان في تأويل القرآن- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري - المحقق : أحمد محمد شاكر- مؤسسة الرسالة-الطبعة الأولى ،الجزء : 20 - 1420 هـ – ص:97)

والفطرة فطرتان : فطرة تتعلق بالقلب ، وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه ، وفطرة عملية : وهي هذه الخصال ، فالأولى : تزكي الروح وتطهر القلب ، والثانية تطهر البدن ، وكل منهما تمد الأخرى وتقويها ، وكان رأس فطرة البدن : الختان ) . (1)

وهنا يتجسد لنا مدى اهتمام منهج القرآن الكريم والسنة النبوية بالتربية الجسمية وكيف عالجت النصوص السابقة هذا الاهتمام ، حيث بدأت بالتشريف في خلق الإنسان ثم تكوينه في أحسن صورة ، وكيف اعتنت السنة النبوية بتطهير الجسم كما ورد سابقاً .

وسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد على تكريم جسم الإنسان ، وتؤكد حقوقه وحظه من العناية والرعاية ، وضرورة المحافظة عليه ، يضاف إلى ذلك أن جسم الإنسان يُعد واحداً من أهم وأبرز الجوانب التي يهتم بها منهج القرآن الكريم والسنة النبوية لكونه يمثل الوعاء الذي يحتوي جميع الأجهزة الحيوية ، فهو بذلك ميدان التفاعل المستمر بين الجوانب الأساسية للنفس البشرية وهي : الجسم ، والعقل ، والروح .

ونجد الرعاية والحصانة والحماية والمحافظة على الجسم وتحريم إتلافه أو تعريضه للخطر بأي صورة كانت ، فعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) . (2)

وقال النووي في شرح الحديث : (3)

فيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( تحفة المودود بإحكام المولود – ابن قيم الجوزية – تحقيق بشير محمد عيون – دار البيان – بيروت – 1429هـ - ص : 132 ) .

(2) ( صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري - باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه – موقع الإسلام - الجزء الأول – حديث رقم : 158– ص : 282 ) .

(3) ( المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج- أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي - موقع الإسلام – الجزء الأول – ص : 221 ) .

وفي الحديث الآخر : ( من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال ، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة ، وليس على رجل نذر في شيء لا يملكه ) .

وفي رواية : ( من حلف بملة سوى الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ) .

وفي الحديث الآخر : ( ليس على رجل نذر فيما لا يملك ، ولعن المؤمن كقتله ، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ، ومن ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله تعالى إلا قلة ، ومن حلف على يمين صبر فاجرة ) وفي الباب الأحاديث الباقية ، وستمر على ألفاظها ومعانيها إن شاء الله تعالى .

أما الأسماء وما يتعلق بعلم الإسناد ففيه أشياء كثيرة تقدمت من الكنى والدقائق

كقوله : حدثنا خالد يعني ابن الحارث

فقد قدمنا بيان فائدة قوله هو ابن الحارث ، وكقوله : عن الأعمش عن أبي صالح ، والأعمش مدلس والمدلس إذا قال : ( عن ) لا يحتج به إلا إذا ثبت السماع من جهة أخرى . وقدمنا أن ما كان في الصحيحين عن المدلس بعن فمحمول على أنه ثبت السماع من جهة أخرى ، وقد جاء هنا مبينا في الطريق الآخر من رواية شعبة .

وقوله في أول الباب : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج إلخ

إسناده كله كوفيون إلا أبا هريرة فإنه مدني . واسم الأشج عبد الله بن سعيد بن حصين . توفي سنة سبع وخمسين ومائتين قبل مسلم بأربع سنين . وقوله : كلهم بهذا الإسناد مثله وفي رواية شعبة عن سليمان قال : سمعت ذكوان يعني بقوله هذا الإسناد أن هؤلاء الجماعة المذكورين وهم : جرير وعبثر ، وشعبة ، رووه عن الأعمش كما رواه وكيع في الطريق الأولى ، إلا أن شعبة زاد هنا فائدة حسنة فقال عن سليمان وهو الأعمش قال : سمعت ذكوان وهو أبو صالح فصرح بالسماع . وفي الروايات الباقية يقول : ( عن ) ، والأعمش مدلس لا يحتج بعنعنته إلا إذا صح سماعه الذي عنعنه من جهة أخرى ، فبين مسلم أن ذلك قد صح من رواية شعبة . والله تعالى أعلم .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا )

فقيل فيه أقوال أحدها : أنه محمول على من فعل ذلك مستحلا مع علمه بالتحريم فهذا كافر ، وهذه عقوبته والثاني أن المراد بالخلود طول المدة والإقامة المتطاولة لا حقيقة الدوام كما يقال : خلد الله ملك السلطان . والثالث : أن هذا جزاؤه ولكن تكرم سبحانه وتعالى فأخبر أنه لا يخلد في النار من مات مسلما .

قال القاضي عياض رحمه الله في

قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه )

فيه دليل على أن القصاص من القاتل يكون بما قتل به محددا كان أو غيره اقتداء بعقاب الله تعالى لقاتل نفسه . والاستدلال بهذا لهذا ضعيف .

وأما لغات الباب وشبهها فقوله صلى الله عليه وسلم :( فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه ) هو بالجيم وهمز آخره ، ويجوز تسهيله بقلب الهمزة ألفا ومعناه يطعن .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( يتردى )

ينزل .

وأما ( جهنم )

فهو اسم لنار الآخرة عافانا الله منها ومن كل بلاء . قال يونس وأكثر النحويين : هي عجمية لا تنصرف للعجمة والتعريف . وقال آخرون : هي عربية لم تصرف للتأنيث والعلمية ، وسميت بذلك لبعد قعرها . قال رؤبة : يقال : بئر جهنام : أي بعيدة القعر ، وقيل : هي مشتقة من الجهومة وهي الغلظ ؛ يقال : جهم الوجه أي غليظه ، فسميت جهنم لغلظ أمرها . والله أعلم .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من شرب سما فهو يتحساه )

هو بضم السين وفتحها وكسرها ، ثلاث لغات الفتح أفصحهن الثالثة في المطالع وجمعه سمام ومعنى ( يتحساه ) يشربه في تمهل ويتجرعه .

ويقول ابن قيم الجوزية في كتابه مفتاح دار السعادة : ( فارجع الآن إلى نفسك وكرر النظر فيك فهو يكفيك وتأمل أعضائك وتقدير كل عضو منها للأرب والمنفعة المهيأ لها ، فاليدان للعلاج والبطش والأخذ والإعطاء والمحاربة والدفع . والِرجلان لحمل البدن والسعي والركوب وانتصاف القامة . والعينان للاهتداء والجمال والزينة والمَلاحة ورؤية ما في السموات والأرض وآياتهما وعجائبهما . والفم للغذاء والكلام والجمال وغير ذلك . والأنف للنفس وإخراج فضلات الدماغ وزينة للوجه . واللسان للبيان والترجمة عنك . والأُذُنان صاحبتا الأخبار تؤديانها إليك . واللسان يبلغ عنك . والمعدة خزانة يستقر فيها الغذاء فتُنضِجه و تطبخه وتُصلحه إصلاحاً آخر وطبخاً آخر غير الإصلاح والطبخ الذي توليته من خارج ،...ثم رتّب منها مجاري وطرقاً يسوق بها الغذاء إلى كل عضو وعظم وعصب ولحم وشعر وظفر ، وجعل المنازل والأبواب لإدخال ما ينفعك وإخراج ما يضرك ، وجعل الأوعية المختلفة خزائن تحفظ مادة حياتك ، ...فانظر إلى بعض ما خصك به وفضلك به على البهائم المهملة إذ خلقك على هيئة تنتصب قائماً وتستوي جالساً وتستقبل الأشياء ببدنك وتقبل عليها بجملتك فيمكنك العمل والصلاح والتدبير ولو كنت كذوات الأربع المكبوبة على وجهها لم يظهر لك فضيلة تمييز واختصاص ولم يتهيأ منك ما تهيأ من هذه النسبة . ( مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ابن قيم الجوزية – دار الكتب العلمية – بيروت – 1419 هـ - الجزء الأول – ص : 270- 273 ) .

ولقد ورد ذكر لفظ الجسم في القرآن الكريم مرتين :

الأول : قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } (1)

ويقول ابن كثير : أي: اختاره لكم من بينكم والله أعلم به منكم. يقول: لست أنا الذي عينته من تلقاء نفسي بل الله أمرني به لما طلبتم مني ذلك { وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } أي: وهو مع هذا أعلم منكم، وأنبل وأشكل منكم وأشد قوة وصبرًا في الحرب ومعرفة بها أي: أتم علمًا وقامة منكم. (2)

الثاني قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } (3)

ويقول الطبري : يقول جلّ ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: وإذا رأيت هؤلاء المنافقين يا محمد تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورها .(4)

ولقد ورد لفظ الجسد في القرآن الكريم في أربع مواضع :

{ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ } (5)

ويقول ابن كثير: يخبر تعالى عن ضلال من ضل من بني إسرائيل في عبادتهم العجل، الذي اتخذه لهم السامري من حلي القبط، الذي كانوا استعاروه منهم، فشكل لهم منه عجلا ثم ألقى فيه القبضة من التراب التي أخذها من أثر فرس جبريل، عليه السلام، فصار عجلا جسدا له خوار، و"الخوار" صوت البقر.(6)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة البقرة ( آية : 247 ) .

(2) ( تفسير القرآن العظيم - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي - المحقق : سامي بن محمد سلامة - دار طيبة للنشر والتوزيع - الطبعة الثانية 1420هـ موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – الجزء 1 –ص 666 )

(3) سورة المنافقون ( آية : 4 ) .

(4) ( جامع البيان في تأويل القرآن- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري - المحقق : أحمد محمد شاكر- مؤسسة الرسالة-الطبعة الأولى ،الجزء :23 - 1420 هـ – ص:395)

(5) ( سورة الأعراف ( آية : 148 ) .

(6) ( مرجع سابق : الجزء الثالث – ص : 475 )

الثاني قوله تعالى : { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ } (1)

ويقول السعدي : وهذا من بلادتهم، وسخافة عقولهم، حيث رأوا هذا الغريب الذي صار له خوار، بعد أن كان جمادا، فظنوه إله الأرض والسماوات. (2)

الثالث قوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ } (3)

ويقول الطبري : يقول تعالى ذكره: وما جعلنا الرسل الذين أرسلناهم من قبلك يا محمد إلى الأمم الماضية قبل أمتك،( جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ) يقول: لم نجعلهم ملائكة لا يأكلون الطعام، ولكن جعلناهم أجسادا مثلك يأكلون الطعام.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ) يقول: ما جعلناهم جسدا إلا ليأكلوا الطعام.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ) يقول: لم أجعلهم جسدا ليس فيهم أرواح لا يأكلون الطعام، ولكن جعلناهم جسدا فيها أرواح يأكلون الطعام.

قال أبو جعفر: وقال:( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا ) فوحَّد الجسد وجعله موحدا، وهو من صفة الجماعة، وإنما جاز ذلك لأن الجسد بمعنى المصدر، كما يقال في الكلام: وما جعلناهم خَلْقا لا يأكلون. (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة طه ( آية : 88 ) .

(2) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي- تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق - مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى 1420هـ - ص :511) .

(3) سورة الأنبياء ( آية : 8 ) .

(4) ( جامع البيان في تأويل القرآن- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري - المحقق : أحمد محمد شاكر- مؤسسة الرسالة-الطبعة الأولى ،الجزء :18 - 1420 هـ – ص:414) .

الرابع قوله تعالى : { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ } (1)

ويقول القرطبي : قوله تعالى:" وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ" قيل: فتن سليمان بعد ما ملك عشرين سنة، وملك بعد الفتنة عشرين سنة، ذكره الزمخشري. و" فَتَنَّا" أي ابتلينا وعاقبنا. وسبب ذلك ما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: اختصم إلى سليمان عليه السلام فريقان أحدهما من أهل جرادة امرأة سليمان، وكان يحبها فهوى أن يقع القضاء لهم، ثم قضى بينهما بالحق، فأصابه الذي أصابه عقوبة لذلك الهوى. وقال سعيد بن المسيب: إن سليمان عليه السلام احتجب عن الناس ثلاثة أيام لا يقضي بين أحد، ولا ينصف مظلوما من ظالم، فأوحى الله تعالى إليه:" إنى لم أستخلفك لتحتجب عن عبادي ولكن لتقضي بينهم وتنصف مظلومهم". (2)

ثم جاء لفظ البدن مرة واحدة في القرآن الكريم :

{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } (3)

قال السعدي : قال المفسرون: إن بني إسرائيل لما في قلوبهم من الرعب العظيم، من فرعون، كأنهم لم يصدقوا بإغراقه، وشكوا في ذلك، فأمر الله البحر أن يلقيه على نجوة مرتفعة ببدنه، ليكون لهم عبرة وآية.

{ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } فلذلك تمر عليهم وتتكرر فلا ينتفعون بها، لعدم إقبالهم عليها.

وأما من له عقل وقلب حاضر، فإنه يرى من آيات الله ما هو أكبر دليل على صحة ما أخبرت به الرسل. (4)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( سورة ص ( آية : 34 ) .

(2) (الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – تحقيق عبدالله عبدالمحسن التركي – مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى – 1427هـ - الجزء الخامس عشر - ص: 198 ) .

(3) ( سورة يونس ( آية : 92 ) .

(4) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي- تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق - مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى 1420هـ - ص :372) .

الجسم لغة :

يقول ابن منظور : الجسمُ : جماعة البدن أو الأعضاء من الناس والإبل والدواب وغيرهم من الأنواع العظيمة الخلق . والجمع أجسام وجُسُوم . والجسمانُ : جماعة الجسم . والجُسمانُ : جسم الرجل . ويفال : إنه لنحيف الجسمان ، وجسمان الرجل وجثمانه واحد . ورجُلٌ جسماني إذا كان ضخم الجثة . (1)

وفي القاموس المحيط : الجسمُ : جماعة البدن ، أو الأعضاء ، ومن الناس وسائر الأنواع العظيمة الخلق ، كالجسمان ، وجمعها أجسام وجسوم ، وككَررُمَ : عَظُمَ ، فهو جسيم وجسام ، كغراب ، وهي بهاء .. والجسيم البدين وما ارتفع من الأرض وعلاه الماء .(2)

وفي مختار الصحاح : جسم : الجسم الجسد والجثمان الشخص وقال جماعة جسم الإنسان أيضاً يقال له الجسمان مثل ذئب وذؤبان وقد جسم الشيء أي عظم فهو جسيم وجسام بالضم وبابه ظرف والجسام بالكسر جمع جسيم وتجسم من الجسم .(3)

اصطلاحا :

يقول الجرجاني : الجسم : جوهر قابل للأبعاد الثلاثة ، وقيل الجسم هو المركب المؤلف من الجوهر .(4)

ويقول الشهري : " يقصد به ذلك الكيان المادي الذي يقابل الروح في الإنسان ، والمؤلف من مجموعة الأعضاء الحية التي تشغل حيزاً " .(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) (لسان العرب – ابن منظور – دار المعارف – ط1-بدون سنة نشر-( ص: 624 ) .

(2)(القاموس المحيط – مجدالدين الفيروزآبادي – إشراف محمد نعيم العرقسوسي– الرسالة – بيروت – 1426هـ - ط 8 – ص : 1088) .

(3) (مختار الصحاح – محمد بن بكر الرازي – المطبعة الكلية – ط 1 – 1329هـ -(ص: 466) .

(4)(معجم التعريفات – علي محمد الجرجاني –تحقيق محمد صديق المنشاوي – دار الفضيلة – القاهرة – بدون تاريخ – ص : 68 ) .

(5) ( مقومات التربية الجسمية في الإسلام – صالح علي الشهري– رسالة دكتوراه – جامعة أم القرى – مكة المكرمة - 1420 هـ - ص : 29 )

ويتضح مما سبق أن الجسم هو : ما يظهر للعيان وبداخله روح من كان ، إنسان أو حيوان ، وأنه كيان يحتاج إلى رعاية وبنيان .

ولقد أورد الشهري عدد من تعريفات التربية الجسمية : (1)

- أبو سمرة : " هي تلك العملية التي يقوم الفرد خلالها بنشاط جسماني منظم ، بهدف تنمية قدرات الجسم المختلفة ، وزيادة كفاءته الحركية ، وما يرتبط بذلك من اكتساب مهارات حركية معينة ، وإتباع عادات صحية سليمة ، وذلك للتكيف مع متطلبات الحياة في مجتمعه " .

- أبو العينين : " هي ذلك النشاط الذي تقوم به التربية في سبيل تنمية الجسم تنمية سليمة في إطار تكوين الشخصية المتكاملة ، والمتوازنة والعابدة لله " .

- الحازمي : " هي عملية حفظ وتنمية الجانب البدني ، ليقوم بدوره الذي خُلق من أجله " .

- ثم قال الشهري " أنها أحد أنواع التربية التي تهتم ببناء وتنمية الجانب الجسمي ، وكيفية تفاعله الإيجابي مع غيره من الجوانب الأخرى للشخصية الإنسانية ، لأداء وظائفه في الحياة ، وتحقيق التكيف اللازم مع ما يحيط بها من كائنات ، ومكونات أخرى وفق منهج الله سبحانه .

وأما عن التربية فلقد عرفناها بأنها " تنشئة الإنسان وإصلاحه شيئاً فشيئاً بالتدرج في تشكيل الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها الروحية والعقلية والوجدانية والخلقية والاجتماعية والجسمية " .

ويمكن القول بأن التربية الجسمية هي " تنشئة الإنسان وإصلاحه شيئاً فشيئاً بالتدرج في تشكيل بنيته الجسمية ورعايتها والمحافظة عليها لتتكامل مع الجوانب الروحية والعقلية والوجدانية والخلقية والاجتماعية لتتكون شخصيته السوية " .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ( مقومات التربية الجسمية في الإسلام – صالح علي الشهري– رسالة دكتوراه – جامعة أم القرى – مكة المكرمة - 1420 هـ - ص : 29 )

أهمية التربية الجسمية :

تنطلق أهمية التربية الجسمية من كونها لازمة وضرورية للإنسان المسلم حتى يتمكن من أداء رسالته العظيمة التي خلق لها والمتمثلة في عبادة الله تعالى والامتثال لأوامره والقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها على النحو الذي يريده الله تعالى ، وهذا لن يتحقق للإنسان إلا بجسم صحيح وتربية سليمة تجعل هذا الجسم قادراً على أداء رسالته والقيام بواجباته خير قيام حيث أن الرقي الجسمي يستهدف تنمية الجسد وقوة الأعضاء لكي يصبح الفرد قادراً على أداء الوظيفة التي خلقه الله من أجلها في هذا الكون .

ويتكون الكائن البشري من جوانب ثلاثة في تركيبه وخلقته: الروح، والعقل، والجسم، ولكل جانب منها أهمية بالنسبة للذات الإنسانية، وهذه الجوانب لا ينفك بعضها عن بعض؛ بل تعمل كلها جنباً إلى جنب في جميع نشاطات الإنسان، فإنه ((ليس للجسد استقلال ذاتي عن الجوانب النفسية والعقلية والروحية، وإنما هو مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً))، … وتأتي أهمية الجسد من أنه يكتسب فاعليته ودوره باتصاله وتلاحمه مع أجزاء الشخصية الإنسانية الأخرى، والعبادات كشعائر دينية تعتمد على الجسد)) فهذه الصلاة –على سبيل المثال– يشترك في أدائها العقل والروح والجسد؛ كل جوانب الإنسان، من أخل بشيء منها فسدت صلاته، أو ضاعت فائدتها المرجوة؛ فمن لم يقم بجسده في الصلاة، ويطهره بالوضوء، ويؤدِّ تلك الحركات من سجود وركوع وجلوس، أداءً صحيحاً: بطلت صلاته. فرغم أن ظاهرة الصلاة روحي عقلي، إلا أن للجسد دوره ومكانته فيها لا تقبل الصلاة إلا به - إن لم يكن هناك عذر - وكذلك العبادات الأخرى يشترك في أدائها الجسم .ولما كانت أهمية الجسم على هذا النحو، فإن اهتمام الأب برعاية ولده، من الناحية الجسمية، وإعداده لمستقبل الحياة صحيحاً قوياً، يعد خير معين لقيام الولد بواجباته الدينية وعبادة ربه، فالأب ملزم "أن يتفقد الصبي في كلامه وقعوده بين الناس وحركته ونومه وقيامه ومطعمه ومشربه، ويلزم في جميع ذلك ما ألزمه العقلاء أنفسهم حتى صارت أفعالهم طبيعة من طبائعهم"، فهو ملزم فيما يخص جسم الولد بالتزام منهج الإسلام في التربية الجسمية.

والأب يراعي في جانب التربية الجسمية كل ما يؤثر في كيان الولد البدني، فما يضره من أكل، أو شرب، أو نوم، أو لعب، أو غير ذلك حماه منه، وحفظه منه، وألزمه السنة في كل ذلك، أما ما يُفيده ويقيم بدنه وصحته: وجَّهه إليه، وقرَّبه منه.

أهداف التربية الجسمية :

1- تعويد الأبناء على الرياضة الجماعية .

2- تعويد الأبناء على تناول الأطعمة الصحية .

3- تربية الأبناء على المحافظة على أجسامهم .

الهدف : تعويد الأبناء على الرياضة الجماعية .

اسم البرنامج : المشي رياضتي .

الأسلوب : الصُحبة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة : ( الفئة العمرية من 7 إلى 19 سنة )

أهمية البرنامج : تعويد الأبناء على الرياضة الجماعية وذلك باصطحابهم إلى الأماكن المخصصة للمشي ، وكونها جماعية حتى لا يمل الأبناء من رياضة المشي بمفردهم ، ولما لرياضة المشي من فوائد عظيمة حيث أنها تنشط الدورة الدموية وتقوي عضلات البطن والأرجل وتربي الأبناء على الصبر والالتزام .

وصف البرنامج : يقوم الأب بتحديد جدول زمني يومي ، يصطحب فيه أحد الأبناء المتفوقين دراسياً أو الملتزمين أدبياً من الأبناء غير الملتحقين بالمدرسة ، ومن الممكن أن يكون بعد صلاة المغرب ، ويحدد مكان وزمن معين لممارسة رياضة المشي .

مؤشرات نجاح البرنامج : تنافس الأبناء للمشاركة اليومية ، ومن المؤشرات الإيجابية عدم تعب الأبناء من هذه الرياضة ، ومن الممكن تحفيز الأبناء بحوافز إيجابية مثل التسوق وشراء بعض الحاجيات مثلاً .

وبذلك يتضح لنا تفاعل الأبناء لممارسة رياضة المشي وتعويدهم عليها والتزامهم وتعويدهم على الصبر .

الهدف : تعويد الأبناء على تناول الأطعمة الصحية .

اسم البرنامج : في وجبتي صحتي .

الأسلوب : النصيحة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة : ( الفئة العمرية من 7 إلى 19 سنة )

أهمية البرنامج : تعويد الأبناء على تناول الوجبات الصحية المفيدة للجسم عوضاً عن الوجبات السريعة والغير مفيدة للجسم .

وصف البرنامج : يقوم الوالدين بنصح الأبناء بأهمية تناول الوجبات الصحية المفيدة للجسم ويكون هناك برنامج يومي منوع لتحفيز الأبناء على تناول الطعام والمشروب الصحي المفيد للجسم فيكون هناك جدول مقسم على أيام الأسبوع ويسجل فيه أسماء الأبناء ويوضع بالجدول أسماء الوجبات وأنواع المشروبات التي سيتناولها الأبناء بشكل يومي وتوضع علامة أمام كل من أتم تناول الوجبات والمشروبات المخصصة لذلك اليوم ويتم جمعها بشكل أسبوعي ثم يأخذ من حصل على أعلى العلامات جائزة تحفيزية نقدية أو عينية .

مؤشرات نجاح البرنامج : تنافس الأبناء للمشاركة اليومية ، ومن المؤشرات الإيجابية حرص الأبناء على حصولهم على أعلى العلامات ، زيادة قوة المناعة لدى الأبناء ، عدم تناولهم للوجبات السريعة ، توفير المال الذي كان يصرف في الوجبات السريعة ، مساعدة الأبناء والدتهم في إعداد الوجبات التي يحبونها .

وبذلك يتضح لنا أهمية البرنامج من خلال التغيير الإيجابي الحاصل للأبناء بعد تطبيقهم للبرنامج ومدى تحسن أجسام الأبناء بتناول الوجبات الغذائية الصحية .

الهدف : تربية الأبناء على المحافظة على أجسامهم .

اسم البرنامج : في وجبتي صحتي .

الأسلوب : النصيحة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة : ( الفئة العمرية من 7 إلى 19 سنة )

أهمية البرنامج : تعويد الأبناء على المحافظة على أجسامهم وبنائها .

وصف البرنامج :يقوم الوالدين بنصح الأبناء بالمحافظة على أجسامهم وذلك من خلال عدم السهر والنوم المبكر وتناول الوجبات الغذائية الصحية ، ومن خلال ممارسة أنواع الرياضة المختلفة مثل السباحة والمشي وتمارين اللياقة وغيرها ، وأداء الصلوات الخمس والصيام ، والتحذير من الأفعال التي تضر بالجسم مثل السهر ، وتناول الوجبات السريعة أو تناول وجبات كثيرة الدسم قبل النوم ، وحمل الأوزان الثقيلة التي تؤثر على سلامة الجسم وبالنسبة للأبناء من 13 سنة إلى 19 سنة يكون هناك تركيز على بعض العادات المحرمة و العادات الضارة مثل العادة السرية ، أو التعرف على الجنس الأخر من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة وما يترتب عليه عقوبة في الدنيا وخزي في الآخرة ، وتحذير الأبناء من التدخين مع بيان أضراره ، وكذلك تحذير الأبناء من مصاحبة الأشرار اللذين من الممكن أن يتعلمون منهم التدخين أو شرب المسكرات أو المخدرات والعياذ بالله

مؤشرات نجاح البرنامج : التزام الأبناء بأداء الصلوات الخمس وأداء النوافل والصيام وقراءة القرآن الكريم وتناول الوجبات الصحية وعدم ميلهم للوجبات السريعة وممارستهم للرياضة ، عدم جلوس الأبناء في عزله عن الأسرة بمعنى أن الابن الذي يفضل الجلوس على الحاسب الآلي مثلاً أو الجوال في غرفته بعيداً عن الأسرة قد يكون هناك ما يشغله في الشبكة العنكبوتية ومن المحتمل أن تنشأ علاقات مع الجنس الآخر وتؤدي بدورها إلى مالا يحمد عقباه .

وبذلك يتضح لنا أهمية البرنامج في تعزيز العادات الصحية السليمة التي من شأنها المحافظة على الأجسام وترك كل ما يهدمها .

التربية الجنسية

الإسلام يتعامل مع الإنسان ككل متكامل تتفاعل فيه الأجهزة المتعددة، سواء الدورية أو النفسية أو الغدية أو الهضمية أو التناسلية... الخ.. وجعل لكل جانب من جوانب الإنسان حضوراً وقدراً وتوجيهاً وأحكاماً .

والإسلام لا يلغي الحديث عن جانب النمو الجنسي ، بل يبين متى يبلغ الإنسان وأمارات ذلك لدى كل من الرجل والمرأة، ففي الرجل.. الاحتلام، وإنبات شعر العانة، وفي الأنثى كذلك مع حدوث الحيض .. وجعل الإسلام لذلك أحكاماً وآداباً تضبط مسار هذا الأمر وتحفظه.

ونجد أن الإسلام يضبط التعامل مع هذا الجانب لدى الإنسان من ناحيتين:

أولاً – الأحكام: خاصة مسائل الطهارة وضرورة تعليمها للصغار في بداية حياتهم.

ثانياً – الآداب: ولا سيما في الأسرة، خاصة في الأماكن التي هي فطنة تحريك غرائزهم.. أو وقوع أعينهم على أمور تشغلهم وهم بعد غير مهيأين لها، ومثال ذلك أحكام الخلاء، من التستر والذكر والاستنجاء والاستحمام، كذلك أحكام الدخول والاستئذان، خاصة بعد البلوغ.

الإسلام لا يلغي الشهوة، بل يضبطها ويوجهها.. ولذا يلاحظ أن الإسلام أمر بالزواج باكراً حين البلوغ وحث عليه.. إلا أن طرقنا التربوية ، والتعليمية بل والبيئة هي التي تؤخر الزواج وتكوين الأسرة .

يلاحظ أيضاً أن الإسلام يشدد على مسألة حفظ حرمات الأشخاص وأعراضهم من رجال أو نساء،وجعلها من الكليات الخمس ، ويبيّن خطورة ذلك على المجتمع وأثره، ورتب على ذلك عقوبات شديدة حتى يحفظ الإنسان هذه الطاقة ويصرفها المصرف الحلال، وهي واضحة ميسّرة، ولذا على جميع المربين والأسر والمؤسسات الرسمية الاهتمام بتلبية هذه الرغبة باكراً وتسهيل أسبابها.. الحذر من تعريض النشء إلى مواطن إلهاب المشاعر وتأجيج الشهوة.. بالإعلام ووسائل التقنية المختلفة .

الجنس لغة :

يقول ابن منظور : الجنس : الضرب من كل شيء وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النحو والعروض والأشياء جملة . والجنس أعم من النوع ومنه المجانسة والتجنيس ويقال: هذا يجانس هذا أي يُشاكلُه ، وفلان يجانس البهائم ولا يجانس الناس إذا لم يكن له تمييز ولا عقل ، والإبل جنس من البهائم العُجم ، فإذا واليت سِناًّ من أسنان الإبل على حده فقد صنفتها تصنيفاً كأنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً وكذلك الجَذَعُ والثني والرّبع . والحيوان أجناس : فالناس جنس ، والإبل جنس ، والبقر جنس ،وكان الأصمعي يدفع قول العامة هذا مجانس لهذا إذا كان من شكله . ص 700

وفي القاموس المحيط : الجنس : بالكسر أعم من النوع ، وهو كل ضرب من الشيء ، فالإبل جنس من البهائم جمعه : أجناس وجُنوس ، وقول الجوهري عن ابن دريد أن الأصمعي كان يقول : الجنس : المجانسة ، من لغات العامة غَلَطٌ ، لأن الأصمعي واضع كتاب الأجناس وهو أول من جاء بهذا اللقب .ص 537

وفي مختار الصحاح : الجنس: الضرب من الشيء وهو أعم من النوع ومنه المجانسة والتجنيس وعن الأصمعي أن قول العامة هذا مجانس لهذا ص231

يقول الجرجاني : الجنس : اسم دال على كثيرين مختلفين بأنواع . ص 70

الجنس : كُلى مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك ، فالكُلّي جنس ، وقوله : " مختلفين بالحقيقة " يُخرج النوع والخاصة والفصل القريب، وقوله : " في جواب ما هو " يخرج الفصل البعيد والعرض العام ، وهو قريب إن كان الجواب عن الماهية وعن بعض ما يشاركها في ذلك الجنس ، وهو الجواب عنها وعن كل ما يشاركها فيه كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان ، وبعيد إن كان الجواب عنها وعن بعض ما يشاركها فيه غير الجواب عنها وعن البعض الآخر " كالجسم النامي بالنسبة إلى الإنسان "

معنى التربية الجنسية :

يعرف الدكتور عبدالعزيز القوصي التربية الجنسية : هي التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة والاتجاهات اللازمة والسليمة إزاء المسائل الجنسية بقدر ما يسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي في إطار الدين والأخلاق مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل ، مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة الجنسية .

متى تبدأ التربية الجنسية:

قد يظن البعض أن التربية الجنسية لا وجود لها ويرى آخرون التربية الجنسية تبدأ مع البلوغ.

يقول رضا موسى يفضل أن تبدأ التربية الجنسية منذ العام الأول من العمر من خلال تنظيم أعضاء الطفل فيجب أن تكون بحذر ورعاية الطفل يلتزم بها الأم أو مربية ذات خلق ودين .

ومن هذا المنطلق نحذر من الاعتماد على من المربيات الأجنبيات لما قد يمارسه البعض منهن من العبث أو استخدام الأعضاء الجنسية لإحداث النشوة لدى الطفل وتتأثر عملية التربية الجنسية خلال عملية التنشئة الاجتماعية وخاصة قبل البلوغ، ويخضع النمو الجنسي كغيره من نواحي النمو الأخرى لقواعد وأصول النمو. فإذا وجد الطفل البيئة الصالحة التي تعامله منذ ولادته معاملة صحيحة فإنه ينمو صحيحاً.

أما إذا شب الطفل في أسرة لا تسمح بالنمو الجنسي السليم فإن المشكلات الجنسية تبدأ في الظهور وتتراكم حتى تعبر عن نفسها في مرحلة المراهقة وتظهر الانحرافات الجنسية.

من يقوم بالتربية الجنسية ؟

إن عملية التربية الجنسية عملية مستمرة مسئول عنها كل من الوالدين والمدرسة ورجال الدين وأخصائي الإرشاد والتوجيه .

كيف تتعامل مع الطفل قبل البلوغ مباشرة من الناحية الجنسية؟

يحدد الدكتور عبدالعزيز الأحمد كيفية التعامل مع الطفل قبل مرحلة البلوغ في أربع نقاط أساسية وهي:

أولاً: يكون التعامل طبيعياً وتبعد الحساسية المفرطة في الكلام حول بعض هذه الأمور.

ثانياً: يلاحظ في أحكام التوجيه في الإسلام الأمر بتعليم الصبيان ومَن هم قبل البلوغ الأحكام، خاصة العملية وتدريبهم عليها، سواء الصلاة والوضوء لها، ونواقض الوضوء وأحكام الطهارة.. وكذلك الصوم.. الخ.. طبعاً الطهارة والوضوء يترتب عليه بيان نواقضه.. وسائل رفع الحدث والاستئذان .. وكل هذه أمور حقيقة لا توجد بهذا الوضوح إلا في الإسلام، إضافة إلى أن بيان موجبات الاغتسال وطريقة الاغتسال من الحدث الأكبر، الذي هو "الجنابة"، وكيف يكون الإنسان مجنباً أو حائضاً ويعلم في الذكور عند سن 13 سنة أو 14 سنة أما في الإناث فقبل ذلك ، وهذا من وجهة نظري أمر طيب حتى ولو لم يبلغ الصبي.. كل هذه الأمور، سواء من الأمر الشرعي بتعليم الصبيان أو الطريقة التعليمية في مناهج الفقه والحديث.. تهيئهم وتمنحهم التعامل السليم مع هذا المتغير "الفسيولوجي" في حياتهم.

ثالثاً: من المناسب جداً عدم التهرب من أسئلة الصبي، خاصة إذا كان ذكياً أو صبياً لا تقنعه الإجابات العادية.. ومن الحصافة للمربي والوالدين عامة الإجابة بطريقة واضحة صادقة تتناسب عمره العقلي والزمني مع استخدام بعض الأمثلة المشابهة في الحيوانات والطيور، خاصة إذا كان صغيراً دون العاشرة.

رابعاً: ليس من التربية السليمة زجر الصبي أو الصبية إذا سأل حول الأمور الجنسية، أو نهره أو زجره إذا لمس أعضائه التناسلية، لأن ذلك "أصلا" حياء عرضاً.. والبُعد عن تكرار كلمة "عيب" أو كلمة "هذا عيبك"، فهذا يوحي إليهم بأن هذا شيء مقزز وعيب ومشين.. الخ.. واستبداله بكلمات ألطف وأهدأ "فرج"، "قُبُل"، و"دُبُر"، "ذكر".. إلخ.

كيف ننمي في المراهق قدرته على الضبط والتحكم في الرغبة الجنسية ؟

1- يجب أن يدرب المراهق على احترام الرأي العام المتعلق بالمسائل الجنسية وتمثل الآداب الجنسية وتقديرها وفقا ً لما جاء في الحديث النبوي الشريف ، عندما جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : أتأذن لي بالزنا ؟ فهاج القوم وماجوا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : دعوه .. أقبل يا ابن أخي فأجلسه بجواره ثم قال له : أترضاه لأمك ؟ فقال : لا يا رسول الله ، قال : فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم ( وكرر عليه عدداً من الأقرباء.. ) ثم مسح على صدره ودعا له ..

2- على المراهق أن يتذكر دائما ً أن له محارم يجب أن يراعي الله فيهم .

3- لا بد للمراهق من معرفة النتائج الدينية والخلقية والقانونية والاجتماعية والطبية للممارسة.

4- أن يشعر المراهق بالمسئولية الشخصية والاجتماعية والطبية للممارسة الجنسية .

5- حث المراهق على تقليد الأشخاص الأخيار الطيبين قولاً وسلوكاً .

6- تنمية وسائل الإشباع الروحي والديني لدى المراهق .

7- ممارسة الألعاب الرياضية لتنمية الجسم مثل السباحة وركوب الخيل والصيد ، وليصرف الاهتمام بالطاقة الجنسية .

8- تنمية العفة والطهارة لدى الفرد (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) النور : 33 .

9- اكتشاف رأي المراهق واستطلاع مواقفه في القضايا ، والمناسبات المختلفة وذلك باستشارته في الأحداث ، وعند المشكلات ، وبإلقاء الأسئلة والاستشارات وبطرح الأفكار.

دور الوالدين في التربية الجنسية :

يقول الدكتور سليمان الجمعة يجب على الوالدين الإلمام بالثقافة الجنسية حتى لا يخطأ أحدهم في إعطاء إجابات غير كافية للأبناء عن دور الجنس في الحياة العامة ويتمثل ذلك في :

1- علاج المشكلات الجنسية بحكمة والموعظة الحسنة واللين وليس العنف ،

2- وكذلك ما ورد عن الفاروق عمر عندما سمع امرأ تتمنى لقاء زوجها فلم ينهى عن ذلك بل أرسل إلى زوجها وهو في الجهاد وذهب إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر وسألها كم تستطيع المرأة فراق زوجها، قالت شهر اثنين ثلاث وفي الرابع يفيض صبرها .. فأمر أمير المؤمنين عمر بأن لا يغيب الرجل عن زوجته إلا ثلاث أشهر حتى لو كان في الجهاد.

3- أعطي ابنك الثقة في التعبير عن ذاته وتحمل المسئولية .

4- لا تطلب من المراهق قمة المثالية فو بشر يمكن أن يخطئ في بعض الأمور فحاول أن تعالجها بهدوء.

5- يجب على الوالدين أن يتقوا الله في كل شيء يصلح لهم ذويهم .

"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ"النساء:9

6- يجب الصدق مع الطفل في الإجابة عن تساؤلاته الجنسية بطريقة علمية حتى لا يأخذ هذه المعلومات من مصادر لا نثق فيها وتكون خاطئة .

7- يجب أن نشرح للطفل أن هناك أشياء "خاصة به" وحدة لا يمكن لأي أحد أن يشاركه فيها (الأعضاء التناسلية) ومن هنا نستطيع أن نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي ، لأنه يدرك أن هذه الأشياء لا يحق لأحد أن يلمسها غيره (ومن هنا نحذر من مداعبة الطفل في تلك المناطق الحساسة) .

وتطرح ليلي الأحدب أسلوبا للحوار من الطفل حول الأمور المتعلقة بالجانب الجنسي تصلح كمثال أو نموذج)

يبدأ الطفل في تلك الأسئلة في سن 6 سنوات

الطفل: من أين أتيت ؟

الأم: من مكان أسفل البطن خلقه الله عز وجل لخروج الأطفال .

الطفل: في أي وقت يخرج الطفل؟

الأم: لا، عندما يلتقي الزوج مع زوجته في الفراش ، يظل الطفل في بطن أمه 9 شهور، وهناك يرعاه الله عز وجل .

الطفل: سن 8 سنوات هل يخرج الطفل عن طريق شق بطن الأم ؟

الأم: ليس في كل الحالات، ولكن يمكن ذلك وفي الحالات العادية يخرج من مكان أسفل البطن جعله الله سبحانه وتعالى مخصص لذلك وهي فتحة قريبة من فتحة البول تتسع عند الولادة ثم تعود إلى طبيعتها بأمر من الله عز وجل .

الطفل: في سن ما قبل البلوغ : (ما معنى الحلم أو البلوغ) ؟

الأم: هي أن يبلغ الطفل مبلغ الرجال ، فيرى الشاب حلما ً بأنه يقبل فتاة فيجب عليه الغسل قبل الصلاة ، وهذا ما يمكن أن يحدث لك بعد عام أو اثنين .

تحذير للوالدين :

- يجب أن نغرس في الأبناء التربية الجنسية الصحيحة وأنها ليست مجرد لذة حيث أنها متعة جسدية وخلقية كريمة تتم بين الأزواج وقد أحلها الله حتى تدوم الحياة ويحدث التكاثر بشكل إنساني وليس بشكل بهيمي .

- وقد يبدأ الطفل بممارسة العادة السرية منذ الصغر والطفل لا يفعلها بغاية الوصول إلى النشوة كما في المراهقة ، ولكن لأنها قد تحقق له شيئا ً من اللذة التي لا يعرف سببها.

كيف نتصرف مع الطفل في هذه الحالة ؟:

لا يعني ذلك بداية انحراف للطفل أو انحطاط أخلاقي، بل هذا مجرد إنذار بأن الطفل يحتاج أشياء منها: المزيد من العطف والرعاية النفسية والعاطفية بل والجسمية من قبل الوالدين.

ومن هنا نقول: أن الوالدين يقع عليهما العبء الأكبر في تربية الأولاد من الناحية الجنسية وفقاً للمعايير الدينية ونحذر من ترك الشغالات والخدم والسائقين

دون متابعة ومراقبة.

• نماذج من تساؤلات المراهقين والمراهقات وإجابتها العلمية :

- ما هي الدورة الشهرية وكيف تحدث ؟

البويضة تخرج من المبيض وتنزل إلى الرحم في انتظار أن يتم تلقيحها فإذا لم يحدث تلقيح فإنها تذبل وتموت ويطردها الرحم مع بعض الدم ، وتسمى بالدورة الشهرية لأنها تحدث كل شهر قمري بشكل دوري

- ما هو الشذوذ الجنسي ؟

خلق الله عز وجل الرجل وخلق المرأة ليتزوجا وينجبا الأطفال وجعل لذلك مسارا محددا في قوله تعالى "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " آية 222 : البقرة .

ولكن هناك أناس تنحرف رغباتهم الجنسية عن مسارها الصحيح وهذا مايسمى بالشذوذ الجنسي .

- كيف يعرف الولد وصوله إلى سن البلوغ ؟

قبل سن البلوغ مباشرة تحدث طفرة في النمو الجسمي للمراهق وتظهر علامات لدى الفتى منها ظهور (الشارب) (وعلى العارضين والذقن واللحية) إضافة إلى خشونة الصوت كما تظهر لدى الفتاة منها طفرة في النمو ونعومة في الصوت وبروز الثديين والأرداف وتصل الفتيات إلى سن البلوغ قبل الذكور بعام أو أكثر ثم يحدث في مرحلة البلوغ القذف عند الرجل (الاحتلام) ، ويحدث عند الفتاة نزول دم الحيض أو مايسمى بالدورة الشهرية .

- هل هناك أمراض جنسية تصيب الجهاز التناسلي؟

نعم هناك أمراض جنسية فتاكة بالإنسان والبشرية جميعا ً بسبب اللقاء الجنسي غير الشرعي (الزنا واللواط) ، وهذا ما يطلق عليه الغرب بالأمراض السرية لأنها صاحبها يخشى الإعلان عنها مما يساعد على انتشارها ومن أخطر هذه الأمراض مرة الإيدز0

التربية الجنسية في المنهج الإسلامي :

كيفية علاج الإسلام للمقدمات التي توقع الفرد في الانحرافات الجنسية .

يقول الدكتور عبدالعزيز الأحمد إن أعظم وأفضل وسائل التربية في كل مجالات الحياة تتجسد داخل الدين الإسلامي الحنيف . لننظر إلى علاج الإسلام للانحرافات الجنسية وما يسبقها من إغراءات .

التفريق في المضاجع :

نجد أن توجيهات الدين الإسلامي تبدأ منذ المراحل الأولى من عمر الإنسان في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (..... وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أبو داود في سننه ،

- غض البصر :

ومع تقدم العمر بالنسبة للطفل يأمر المولى بتحريم التبرج في قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب : 33 .

ويحرم المولى النظر إلى غير المحارم في قوله تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور : 30 .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لا تتبع النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية) رواه الترمذي .

الاستئذان :

ويؤمر الأطفال بالاستئذان على الوالدين في أوقات قد يضعان أو يخففان من ثيابهما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور : 58 :

- تحريم المصافحة بين الجنسين :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أني لا أصافح النساء) رواه مالك .

وقد نهى الله جل وعلى الاقتراب من الزنا في قوله: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) الإسراء : 32 وحذر من إتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع في القرآن.

فالإسلام يحرم مقدمات إثارة الشهوة والتهيج الجنسي حتى لا يقع الفرد فريسة للأهواء والضعف أمام الشهوة وما ينتج عنها من معاصي تغضب الله رب العزة في علاه .

مجالات إشباع الجانب الجنسي :

يقول الدكتور إبراهيم النقيثان إن الإسلام لم يغفل الجانب الجنسي لدى الإنسان فقد تحدث عنه القرآن بأسلوب مهذب جميل ، قال تعالى : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ) البقرة 223 ، وقال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة 222 ، وقال سبحانه : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) البقرة 187 ، وقال جل شأنه : (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء) النساء 43 ، والمائدة 6 ، وقال سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور 58 ، وقال جل ذكره : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى) القيامة 37 ، وقال سبحانه : (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) الأعراف 189 ، وقال جل جلاله (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) البقرة 187 ، وقال أيضا ً : (َمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) البقرة 197 .

وفي السنة إشارات نحو الفعل الجنسي بطريقة مهذبة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (وفي بضع أحدكم صدقة) رواه مسلم ، وقال أيضا : (إذا أتى أحدكم أهله فليستتر) رواه ابن ماجه والطبراني ، وقال : (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله ...) رواه البخاري ومسلم ، وقال : (إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها) رواه ..... ، وقال عليه السلام : (ولك في جماعك زوجتك أجر) رواه أحمد والنسائي وغيرهما ، والأحاديث في هذا كثيرة جدا ، وإنما أردت الإشارة فقط .

من هذه الأدلة والتوجيهات ، ننطلق في تأصيل التربية للمسلم والمسلمة في جانب هام من حياتهما ، وهو التثقيف الجنسي المنضبط ، إن إغفال هذا الجانب يترتب عليه كثير من المحاذير الشرعية والنفسية والاجتماعية .

نصائح عامة في التربية الجنسية :

يذكر الدكتور عبد العزيز الأحمد بعض النصائح التي ينبغي على المربين الأخذ بها و منها:

1- يجب عزل الأطفال في المراحل الأولى من العمر عن بعضهم وعدم نوم الطفل مع والديه بعد عامه الأول .

2- العناية بنظافة أعضاء الطفل دون المبالغة في التنظيف ويجب أن يقوم بذلك الأم أو مربية ذات دين .

3- إعطاء الطفل الحنان اللازم وعدم ظهور المشاكل الأسرية أمام الطفل .

4- الإجابة عن تساؤلات الطفل بطريقة علمية ومناسبة لعمر السائل .

5- إعطاء الطفل مزيدًا من الحرية للتعبير عن نفسه حتى نستطيع أن نكتشف مشاكله وعالمه الخاص .

6- عدم استخدام أساليب العنف أو العقاب عندما يلعب الطفل في أعضاءه التناسلية .

7- ينبغي أن يتفهم الأهل القضايا الجنسية قبل شرحها لأبنائهم .

8- الأب يقوم بتوجيه الأولاد والأم بتوجيه البنات جنسيا ً .

9- ينبغي تجنب الإثارة أثناء التعليم واختيار الألفاظ المهذبة خاصة تلك التي وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، مثل وصف الإسلام للجماع بالمباشرة واللمس والقرب .

10- ينبغي أن يربى كل جنس على الاعتزاز بجنسه وعدم التشبه بالجنس الآخر .

11- الاهتمام بطاقات الشباب الجسمية وتفريغ الشحنة الجسدية في أشياء مفيدة .

12- تسهيل أمر الزواج المبكر أمام الجنسين .

13- تدريب الطفل قبل البلوغ على صوم الأيام المسنونة مثل (عرفة ، عاشوراء ...) .

14- تعليم الطفل المبادئ الإسلامية الراقية مثل (العفة ، الطهارة ، الحفاظ على العرض ، الحياء ، الغيرة على المحارم....) .

15- تعويد الطفل على الاستئذان قبل الدخول على والديه في أوقات النوم والراحة.

16- تجنيب الأولاد والبنات المثيرات للشهوة من الأفلام والقنوات الإباحية أو مواقع على الشبكة العنكبوتية أو مجلات وجرائد وكتب .

17- طرق هذه المواضيع الحساسة من قبل العلماء وشرحها بشكل علمي سليم حتى لا يأخذها الأطفال والمراهقين من مصادر أخرى غير شريفة أو غير دقيق

* كما يوصي الدكتور إبراهيم النقيثان بالاتي :-

1- فمن المحاذير الشرعية أن يجهل الشاب أو الشابة أمورا ً تتعلق بالطهارة من الجنابة والحيض فيما يتعلق بالعبادات واللبث في المسجد ونحو ذلك ، فكم من شاب يجهل حكم الاحتلام وما يترتب على ذلك من أمور ، سواء بوجوب الغسل عند قراءة القرآن ونحوه ، ومثله ذلك للفتاة في وجود الفشل بعد انقطاع الحيض مع ترك الصلاة والصوم وقضاء الصوم بعد الطهر ، وكذلك الاغتسال من الجنابة والامتناع من قراءة القرآن ومس المصحف ونحو ذلك.

2- والمحاذي الصحية في معرفة أمراض الجهاز التناسلي والعناية به ، والبعد عن العبث في الأعضاء الجنسية ، وخطورة انتقال الأمراض ، وخطورة فض غشاء البكارة بالنسبة للفتيات .

3- والمحاذير النفسية المتمثلة بما يتلقاه الفتى أو الفتاة من معلومات مغلوطة من مصادر غير موثوقة، كالأصدقاء ونحو ذلك ، إضافة إلى الانحرافات الجنسية العديدة والتي يكون منشؤها نفسيا في الغالب .

4- والمحاذير الاجتماعية مما يتعلق بمخاطر الاختلاط ، والعلاقات بين المراهقين والمراهقات أو حتى الكبار ممن عرف عنهم الأخلاق السيئة ، فكم من جريمة خلقية ورائها صديق فاسد ، أو صديقة فاسدة ، مع انعدام التوصية والتربية من قبل الوالدين.

إذا كيف نتعامل مع المراهقين في هذا الجانب ؟ :

لا شك أن من يقوم بالتوجيه والتعليم يختلف باختلاف الجنس .

فبالنسبة للذكور: يبدأ الأب أو من يقوم مقامه ، ببناء علاقة مودة وثقة بينه وبين المراهق فيذكر له أنه على وشك دخول مرحلة الرجولة ، إذ سيصبح رجلا كالرجال ، فقد بدت علامات ذلك ، من خلال التغيرات التي تطرأ عليه ، مثل ظهور شعر الشارب ، وظهور شعر الإبط والعانة ، وكذلك تغير الصوت من صوت طفولى إلى صوت أقرب لصوت الرجال ، كذلك هذا التغير في النمو الجسمي السريع ، فها أنت أصبحت تشعر بأن ملابسك بدت تصبح ضيقة عليك وقصيرة ، وأن حذاءك أصبح غير مناسب لك ..، أنت بدأت تخطو سريعا نحو اكتمال الجسم ... لتصبح رجلا كأبيك.

ويبدأ يشرح له أسباب هذه التغيرات من جانب فسيولوجي ، ولو يستعين بقراءة مراجع متخصصة حول هذا الجانب ...

ثم بعد ذلك يشرح التغيرات الجسمية والوجدانية المتعلقة باكتمال النمو ، ويذكر له مسألة الاحتلام كيف يحدث ... وأسبابها وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية ،، مع الإشارة إلى ما يصاحب هذا الحدث من تغيرات في المشاعر والعواطف نحو الآخرين، خاصة الجنسي الآخر، مع ربط هذا الميل وتلك المشاعر بكونها جبلة جبل الله الناس عليها، لكي يتم الزواج وتعمر الأرض ويكثر النسل ، إلا أن هذا الميل قد ضبطه الشرع بضوابط ، لا يجوز تجاوزها، قال تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء) آل عمران 14، وفق المقابل حذر الله من الانسياق وراء الشهوات دون ضابط من الشرع فقال سبحانه : (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) النساء 27 ، وقال سبحانه : (خَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) مريم 59، وقال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30، وقال سبحانه: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ) الأحزاب 35، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7}) المؤمنون 4-7 ، المعارج 29-31 .

ونحو ذلك من الأمور المنهي عنها مع مداومته لصيانة نفسه من الوقوع في الزنا واللواط والفحش والفسق وممارسة العادة السرية ونحو ذلك مع تبسيط لهذه المعاني ، لكي يعي ذلك ويدرك مخاطره ، ولا بأس بشرح مبسط مصور لتشريح الجهاز التناسلي للذكر مع بيان وظائف كل جزء وكيفية حدوث الاحتلام .

كما ينبغي للأب أن يحذر من أساليب وأماكن الشر والفساد ، الموجودة في بيئة الشاب، ويبث فيه خلق التقوى والصبر ومراقبة الله جل وعلا ، فهو المطلع على الإنسان، فهو السميع البصير سبحانه وتعالى ، كما يبث فيه خلق الحياء وغض البصر، قال تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30.

مع بيان لبعض الأمراض الجنسية، التي تصيب من تعدى حدود الله وأوامره، ويفضل أن يكون ذلك كله بلغة واثقة جريئة وبلهجة أو لغة يفهمها الشاب بعيدا عن الأسلوب الرسي الذي يشعر المراهق بدرس تعليمي إضافي لما يأخذه في المدرسة .

أما بالنسبة للفتاة: فتقوم بهذه المهمة الأم أو من يقوم مقامها ، حيث يسبق هذا الدرس الهام بث الطمأنينة وبناء علاقة حب وثقة ومودة بين المراهقة والأم ، فتشير إلى أنها على أبواب دخول مرحلة الأم الكاملة الناضجة ، والتي لها موقعها المهم في الأسرة والمجتمع ، وأنك ِ قاربت بطلاق مرحلة الطفولة والدخول إلى مرحلة الشباب والنضج واكتمال الأنوثة ، والتهيؤ لأن تصبحي زوجة وأما ً .

ثم تشير إلى التغيرات الحاصلة لديها ، كنمو سريع حيث أصبحت الملابس تضيق عليها وأصبح الحذاء لا يناسب قدمها ...مع الإشارة إلى المظاهر الجسمية من مثل تغير الصوت من صوت طفولي إلى صوت أنثوي ناعم وعميق ...، والإشارة إلى ظهور الشعر في الإبطين والعانة، وتحول الوبر في الساقين والساعدين إلى خشن، كذلك بروز الصدر ونمو الثديين، وتراكم الدهون في الأرداف ..

ثم تدخل إلى أن ذلك مؤذن بحدوث الحيض ، فتشرح لها طبيعته ومدته ودورته وسببه، وما يترتب عليه من أحكام شرعية، منها وجوب الحجاب فقد أصبحت امرأة ناضجة، ومنها ترك الصلاة والصيام أثناء الحيض وقضاء الصيام دون الصلاة، وغير ذلك من الأحكام، ولا بأس بالاسترشاد بكتاب فقهي حول هذا الموضوع ، كذلك أهمية الاغتسال من الجنابة نتيجة الاحتلام لو حديث وما يتعلق به من أحكام .

ثم ينتقل بعد ذلك إلى أهمية المحافظة على النظافة والصحة لهذه الأعضاء وطبيعة ووظيفة أجزاء الجهاز التناسلي للفتاة، مع رسم تشريحي للجهاز الأنثوي، من مبايض ورحم ومهبل وغشاء بكارة.

ثم تبين لها أهمية الصحة والاجتماعية والزوجية لهذه الأجهزة وأهمية المحافظة على غشاء البكارة وكيف ينظر المجتمع لهذا الأمر ، وخطورة العبث في هذا العضو ، ثم تعرض جانبا من الأمراض التي تصيب هذا الجهاز في حال مخالفة شرع الله أو التساهل في أمور النظافة والعناية بتلك الأعضاء ، وخطورة العبث فيها.

ثم تشرح له وظيفة الزواج في حياة الفتاة وفي دورة المجتمع، وكيف يتم الحمل وكيف أن الإنجاب هو من المهام السامية للفتاة، وكيف تصبح أما، وطبيعة العاطفة في المرأة على عكس الرجل ، ووظيفة مثل هذه الجوانب في العطف على الأولاد وتربيتهم والصبر عليهم ، فدافع الأمومة عنصر هام في سبيل حماية الأبناء ورعايتهم .

كما تشرح لها أهمية التحكم بالعاطفة تجاه الجنس الآخر، وطبيعة إشباع الدافع الجنس من خلال ما شرعه الله ، وما وضع له من ضوابط ، وعدم الانسياق وراء العاطفة، والتعقل والصبر في هذا الجانب.

كما تربي فيها خلق الصبر والمثابرة لحين قدوم فارس الأحلام ، ولذا تبين لها مما هو محمود من خلق المرأة من الخفر والدلال والحياء ونحو ذلك.

كما تربي فيها خلق غض البصر وفوائده ، كما قال تعالى : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) النور 31 .

كما تبصرها بأساليب وحيل الأشرار من النساء والشباب والرجال في الإيقاع بالفتيات وسلب أعز ما لديهن بعد دينهن.

تلك أهم النقاط التي لو سار عليها الأبوين لجنبا أولادهم من ذكور وإناث بإذن الله مشكلات شتى لا حصر لها.

وقد لا يكون الأب مؤهلاً أو ليس لديه الاستطاعة في القيام بتلك الخطوات فليعهد بذلك لمن يقوم به كالأخ (العم) أو مربي الشاب أو المعلم أو إمام المسجد إن كانوا مناسبين للقيام بهذا.

كذلك الأم قد لا تكون مؤهلة لذلك، أو لا تستطيع القيام ببعض الخطوات فالتعهد بذلك لغيرها ، إما أختا لها أو عمة للفتاة، أو صديقة حكيمة أو غير ذلك.

http://www.holol.net/files/Trbiah/index.html

أهداف التربية الجنسية :

1- تحذير الطلاب من أضرار العادة السرية . ( المدرسة )

2- تربية الشباب على غض البصر . ( المسجد )

3- تربية الأبناء على عدم الاختلاط بالجنس الأخر . ( الأسرة )

الهدف : تحذير الطلاب من أضرار العادة السرية .

اسم البرنامج : خذ من التل يختل ! ( سبب التسمية لجذب انتباه الطلاب و لرسوخ المثل في أذهانهم مدى حياتهم وربطه بمضمون البرنامج ) .

الأسلوب : النصيحة .

جهة التنفيذ : المدرسة .

الفئة المستهدفة : ( الفئة العمرية من 13 إلى 16 سنة ) ( طلاب المرحلة المتوسطة )

أهمية البرنامج : تكمن أهمية البرنامج في توعية الطلاب من عقوبة فعل العادة السرية والأضرار الصحية الناجمة عن هذا الفعل حيث قال الله تعالى :{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) } (1)المؤمنون ويقول الطبري في تفسير الآيات : يقول تعالى ذكره: والذين هم لفروج أنفسهم وعنى بالفروج في هذا الموضع: فروج الرجال، وذلك أقبالهم.( حافظون ) يحفظونها من أعمالها في شيء من الفروج.( إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ) يقول: إلا من أزواجهم اللاتي أحلهنّ الله للرجال بالنكاح.( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) يعني بذلك: إماءهم. و "ما" التي في قوله:( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) محل خفض، عطفا على الأزواج.( فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) يقول: فإن من لم يحفظ فرجه عن زوجه، وملك يمينه، وحفظه عن غيره من الخلق، فإنه غير مُوَبَّخٍ على ذلك، ولا مذمومٍ، ولا هو بفعله ذلك راكب ذنبا يلام عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.(2)

وجاء في الحديث الشريف : في صحيح البخاري حديث رقم 4678 – (عن عبد الرحمن بن يزيد قال : دخلت مع علقمة والأسود على عبد الله فقال عبد الله كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .(3)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة المؤمنون : آية رقم ( 5 -7 )

(2) ( جامع البيان في تأويل القرآن- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري-تحقيق : أحمد محمد شاكرمؤسسة الرسالة-الطبعة : الأولى ، 1420 هـ -جزء 19-ص 10 مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف)

(3) ( الصحيح المسند - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري- موقع الإسلام- جزء 15 – ص 496 )

وصف البرنامج : يقوم المعلم بتجهيز كيس من الرمل و مجموعة من ملاعق الشاي ، ثم يضع الرمل على هيئة تل ، ويجهز برنامج عرض تقديمي ( power point ) يتضمن آيات وأحاديث وأقوال العلماء التي لها علاقة بهذا الفعل وبيان الحكم الشرعي ، ثم تعرض أقوال الأطباء في هذا المجال . وتكون بداية الشرح بمساعدة أحد الطلاب حيث يطلب منه أن يقوم بأخذ الرمل بواسطة الملعقة ووضعه في إناء ، ولا مانع من أخذ مجموعة من الطلاب ليقوموا بذلك النقل لمدة 10 دقائق وبهذا يكون جذب انتباه الطلاب لما يفعلوه ويأتي دور المعلم بذكر المثل ( خذ من التل يختل ) ثم يربط بين ما قام به الطلاب من أخذ الرمل وبين صحة الإنسان ، ويبن لهم أن الصحة والعافية بمثابة التل وأن العادة السرية تأخذ من صحة الإنسان كما تأخذ الملعقة من التل وأنه مع مرور الزمن يقل حجم التل وأن الشاب عندما يبلغ سن الزواج لا يتبقى له إلا القليل . ثم يعرض لهم المادة العلمية المعدة سابقاً في العرض التقديمي ويعلق على الشرائح ويبين الحكم الشرعي في ذلك والأضرار الناجمة عن العادة السرية . ثم يعطي الطلاب الحل والعلاج لمقاومة هذه العادة ويذكر الحديث الشريف (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ويبين لهم أن الحل في الصيام وفعل العبادات عموماً ويوصيهم بعدم النوم بعد العودة من المدرسة والمذاكرة فترة الظهيرة وعند الانتهاء من المذاكرة يقوموا بالرياضة بأنواعها المختلفة مثل كرة القدم ، السباحة ، تمارين اللياقة . فإن الرياضة عموماً تستنفذ الطاقة فعندما يحين الليل يكون الشخص متعباً فيجد في النوم الملاذ والراحة .

مؤشرات نجاح البرنامج : حماس الشباب للصيام أثناء الدوام ومواظبتهم على أداء الصلاة وتحسن المستوى الدراسي وتحسن الأداء الرياضي ومشاركاتهم الرياضية في المدرسة .

وبهذا البرنامج يعلق في أذهان الطلاب المثل ( خذ من التل يختل ) ويربطونه بالعادة السرية .