واقع التعليم في الجمهورية العربية اليمنية ( الجزء الأول )

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

أحمد الحق تبارك وتعالى وأصلي وأسلم على خير خلق الله وأحب خلق الله إلى الله،محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد

مما لا شك فيه أن نهوض الأمم والشعوب لن يكون إلا بالعلم والمعرفة،وتسعى الدول المتقدمة إلى تعزيز تقدمها بأحدث الأساليب والطرق التي تعينها على تحقيق تقدمها في مصاف الدول المتقدمة،بينما تحاول الدول التي تعيش في معزل عن هذا التقدم أن تسعى للأخذ بالأساليب الحديثة التي من شأنها أن تزيحها من موقعها المتأخر في مصاف الدول لترقى إلى المستويات الأعلى بين الدول.

ومن الأساليب المعينة في ذلك،أسلوب التربية المقارنة،والذي يهدف إلى الوقوف على واقع نظام التعليم والتعرف على أبرز مشكلاته،وربطها بالعوامل التي أدت إلى ظهور تلك المشاكل.

ومن أبرز العوامل التي من شأنها أن تؤثر على نظام التعليم أو تتأثر بنظام التعليم،هي عوامل اقتصادية،سياسية،دينية،اجتماعية،جغرافية،تاريخية،عوامل تتعلق بالسكان.

فبذلك تتكون الصورة بشكل واضح عن واقع نظام التعليم وأبرز مشكلاته والعوامل التي أدت إلى حدوثها،ثم توضع الحلول المناسبة التي من شأنها أن تحسن النظام التعليمي،وبالتالي تكون هناك جودة في المخرجات.

ونحن في العالم الإسلامي نحتاج أن نوظف كل الإمكانات المادية والبشرية المتاحة لنتميز بنظام تعليمي قوي ورسين يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة.

وهذا البحث سيتناول نظام التعليم في جمهورية اليمن،والتعرف على أبرز مشكلاته وربطها بعواملها،ثم توضع الحلول التي من شأنها- بإذن الله وتوفيقه – أن تحسن النظام التعليمي.

عناصر النظام التعليمي

الفلسفة التربوية:

هي الرؤية الفكرية والتطويرية الشاملة التي تستند إليها الأهداف العامة التي توجه النظام التعليمي والنشاط التربوي في اليمن،والتي تنبثق من المصادر التالية: (1)

1- الإسلام عقيدة وشريعة.

2- دستور الجمهورية اليمينة.

3- أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر.

4- التراث العربي والإسلامي.

5- رصيد الحركة الوطنية اليمنية وتجربتها.

6- خصائص المتعلم.

7- حاجة المجتمع.

المبادئ والأسس العامة للفلسفة التربوية:

1- الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية.

2- الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع.

3- الشعب اليمني جزء من الأمة العربية والعالم الإسلامي.

4- التعليم حق للمواطنين جميعاً تكفله الدولة.

5- تكفل الدولة حرية البحث العلمي والإنجازات الثقافية والأدبية.

6- تكفل الدولة تكافؤ الفرص لجميع المواطنين في جميع المجالات الحياتية.

الأسس العامة للتعليم:

حدد قانون التعليم العام الصادر عام 1992م الأسس والمبادئ العامة للتعليم التالية:

1- الإيمان بالله ووحدانيته في خلق الكون وتسخيره للإنسان وفق سنن إلهية دقيقة وثابتة.

2- الإيمان بالإسلام عقيدة وشريعة ونظاماً شاملاً،ينظم شئون الحياة ويكرم الإنسان ويحترم عقله،ودوره ويتوافق مع فطرته،ويدعو إلى العلم والخلق والإبداع،والقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة يمثلان المنبع الروحي والمرجع التشريعي الأول،وهما المصدران الأساسيان للنظرية التربوية بكل عناصرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)-علي هود باعباد،التعليم في الجمهورية اليمنية:ماضيه-حاضره-مستقبله.

3- الإيمان والالتزام بالمثل العليا العربية والإسلامية والإنسانية القائمة على مكارم الأخلاق،واحترام حقوق الإنسان وحريته وكرامته.

4- اعتبار مصادر المعرقة والمتعددة والعلوم وحدة واحدة في منطلقاتها وغاياتها.

5- اليمن وحدة لا تتجزأ،وهي دولة عربية نظامها جمهوري ديمقراطي وحب الوطن والاعتزاز به والاستعداد لخدمته وحمايته والدفاع عن العقيدة والوطن واجب إيماني،ولليمن تراثها الحضاري الذي يؤهلها لبناء حضارة حديثة تسهم في تقدم الحضارة البشرية.

6- الاعتزاز بالانتماء للأمة العربية تاريخاً ولغة وثقافة وقيماً أخلاقية عليا،والاستفادة من تراثها وإبراز دورها الحضاري وسماتها وخصائصها الإسلامية والإنسانية.

7- اللغة العربية عماد الثقافة العربية والإسلامية والهوية القومية،وهي أهم أسس الوحدة العربية،تتميز بقدرتها المتجددة مع تطور الحياة وبسعتها ودقتها في التعبير عن الأفكار والمشاعر والمعارف.

8- الانتماء إلى الأمة الإسلامية واجب شرعي يربط بين جميع المسلمين عقيدة وتاريخاً وثقافة ومصلحة.

9- الانفتاح الواعي على الثقافات والحضارات العالمية جزء من السياسة التعليمية يجسد التطلعات النبيلة للشعب اليمني بما يحقق الحرية والعدالة والمساواة والسلام والتواصل والتعارف والتفاهم بين الشعوب.

10- التربية الشاملة والمتكاملة والمتوازنة للإنسان اليمني هي أهم مقومات التنمية الشاملة للمجتمع والدولة ،وتنمية روح الدفاع عن العقيدة والوطن والأمة العربية والإسلامية، وبناء القوة بجميع أشكالها أساس له الأولوية في تكوين شخصية المتعلم، بما يحقق الحصانة للفرد والمجتمع والدولة، والأرض من الاستلاب بكل أشكاله.

11- التعليم مهنة ورسالة والمعلم حجر الزاوية في إصلاح وتطوير التعليم ، ويعمل النظام التربوي والتعليمي على تأكيد الرابطة العضوية بين النظرية والتطبيق، ويعد التعليم والتثقيف الذاتي أداة التعليم المستمر ، وتكنولوجيا المعلومات مدخلاً أساسياً لتحقيق الأهداف التربوية والعلمية.

12- عدّ التعرف على حاجات المتعلمين وإشباعهم واكتشاف ميولهم وقدراتهم ورعايتها وتوجيهها عاملاً أساسياً في تحسين عملية التعليم والتعلم.

13- البحث العلمي والدراسات العليا مصادر متطورة للتقدم العلمي والمعرفي وحل مشاكل المجتمع ورفع مستوى التعليم ، الأمر الذي يستلزم العناية المستمرة بالحث العلمي وتطويره.

14- النظام التربوي والتعليمي نظام متكامل ومتوازن يلبي حاجات المجتمع وخطط التنمية البشرية وإثراء المعلومات والقدرات الذهنية والنفسية للدارسين، بما يمكنهم من مواجهة الحياة بوعي واستنارة ، الأمر الذي يتطلب التخطيط العلمي المستمر في جميع المراحل التعليمية ، وتنويع المؤسسات التعليمية المتخصصة القادرة على مواكبة التطور المستمر بما يتفق و متطلبات العصر ثقافياً وتكنولوجياً وبما ينسجم مع الذاتية الثقافية للمجتمع.

المبادئ العامة للتعليم:

1- مجانية التعليم.

2- العدالة الاجتماعية.

3- التعلم الذاتي والمستمر.

4- تكافؤ الفرص.

5- إلزامية التعليم.

السياسة التعليمية:

حددت المادة ( 14 ) من القانون العام للتربية والتعليم على أن السياسة التعليمية في الجمهورية اليمنية ترتكز على :

1- المعايير العملية في التخطيط وفي وضع المناهج والتقويم والمتابعة والربط في التعليم قبل التخصصي بين المعارف النظرية والمهارات الفنية.

2- تحقيق التوازن في النظام التعليمي.

3- العدل في توزيع الخدمات والإمكانيات التعليمية بين المحافظات والمناطق.

4- اللامركزية في الإدارة التعليمية.

الأهداف العامة للتعليم: (1)

حدد القانون العام للتربية والتعليم أهداف التعليم في الجمهورية اليمنية بأنه يهدف إلى تحقيق تربية شاملة متجددة تسهم في تنمية الجوانب الروحية والخلقية والذهنية والجسمية لتكوين المواطن السوي المتكامل الشخصية وإكسابه القدرة على :

1- الإسهام في خلق المجتمع المتعلم المنتج ، وفي صنع التقدم الثقافي والتطور الاجتماعي والاقتصادي الشامل للإنسان والوطن.

2- تعميق مشاعر التقديس والإجلال والاحتفاء بالقرآن الكريم، وتعزيز أهمية الشعائر الإسلامية وتعظيمها والالتزام بأدائها وتأكيد مبدأ مسئولية الإنسان الفردية والمباشرة عن نفسه وأفعاله وضرورة احترامه لحقوق الآخرين.

3- تأصيل وتشجيع مجالات البحوث والدراسات العلمية وتطوير مؤسساتها.

4- أن يكون المعلم قدوة حسنة وأن يتم تعميق اتجاهات التفكير العلمي المنهجي لديه.

5- تأكيد قناعة المتعلمين وترسيخها بضرورة مواجهة أشكال التحديات والتآمر على اليمن والأمة العربية والإسلامية وضرورة محاربة الاستعمار بكافة أشكاله والتصدي للتآمر الصهيوني وتحرير فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة على عدّ ذلك القضية الجوهرية للأمة العربية والإسلامية.

السلم التعليمي:

ويقصد به مراحل التعليم وأنواعها في النظام التعليمي ، والتي ينتقل منها الطالب من سنة إلى أخرى حتى يتوقف عند المرحلة المحددة في ذلك السلم.

وقد رتب قانون التعليم الموحد رقم ( 45 ) لسنة 1992م السلم التعليمي في الجمهورية اليمنية بما يلي :

1- ما قبل التعليم الأساسي.

2- التعليم الأساسي الموحد.

3- التعليم التقني بعد المرحلة الأساسية.

4- التعليم الثانوي العام.

5- التعليم والتدريب المهني.

كما يشمل النظام التعليمي العالي ما يلي :

1- المستوى التقني.

2- معاهد المعلمين.

3- المستوى الجامعي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)-علي هود باعباد،(( المصدر السابق )).

الإدارة التعليمية:

إدارة التعليم في الجمهورية اليمنية مركزية ، وتتأثر بالإدارة العامة للدولة والحكومة وتنفيذ إدارة التعليم العام عن طريق أربع جهات هي :

1- وزارة التربية والتعليم على المستوى المركزي.

2- إدارة التربية والتعليم في المحافظات على المستوى المحلي.

3- مراكز التعليم في بعض المناطق والمديرات على مستوى المناطق.

4- غدارة المدارس على مستوى المدارس.

التعليم الفني والمهني فتديره :

وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.

التعليم العالي تديره الجهات التالية :

1- المجلس الأعلى للجامعات.

2- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

3- إدارة الجامعات.