هنادي سنان

تواصل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بفرع المدينة المنورة سلسة برامجها لنقل الفنون والخبرات، حيث أقيمت يوم الاثنين الماضي الموافق 29 / 11 / 1441هـ أمسية (ساعة فن) عن بُعد.

الفن والجمال حولنا يطوقنا من جميع الاتجاهات، سواء كنا نراه في لوحة فنية، أو منظر خلاب، أو غير ذلك من الأشياء، أو ما يراه الناس فينا، فما يرتديه الإنسان يُعبر عن ثقافته ويعكس أيضاً جزء من شخصيته، كذلك هي الألوان كما تُظهر لنا جمال الأشياء، قد تُعبر عن حالة نفسية يعيشها الإنسان.

ومما لا شك فيه أن فن وإتقان صناعة الأشياء تُبرز لنا جمالها، ومن يوفق في الاختيار يكون أكثر إبداعاً، الإنسان العادي عندما يمسك قطعة من معدن أو حجر أصم، يراه شيء عابراً، أما الفنان يرى فيه الجمال، فيصممه ويعيد صياغته بطريقة إبداعية فيُّنتج منه الحُلِيَّ والمجوهرات.

أومضت أمسيتنا بالفنانة – هنادي سنان - التي لمعَ جمال فنها وإبداعها كما يبرق لمعان الياقوت والمرجان، وأبهرت الحضور بروائع تصاميمها وجمال أعمالها، فتاة أحبت الفنون منذ عِقدها الأول، وحظيت بكريم الرعاية الفنية من أسرتها ومعلمتها، فأثمر ذلك بالعديد من المشاركات والتكليفات، فأصبحت المسؤولة عن أقرانها في المشاركات والفعاليات الفنية بالمدرسة، وحصدت العديد من الدروع وشهادات الشكر، هكذا كانت نشأتها الفنية، حتى التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز – قسم علوم الأسرة – وأخذت تصقل مواهبها أكاديمياً، وبعد أن نالت درجة البكالوريوس لترضي شيء من شغفها الفني حصلت على دبلوم تصميم وصناعة المجوهرات والأحجار الكريمة، ونالت الاعتماد التدريبي ( IITC ) كما التحقت بأكاديمية علم الطاقة والتشافي الذاتي، وطوّعت الكثير من أعمالها الفنية للعلاج بالرسم وبرمجة اللاوعي لمحيطها الأسري، وكانت من أفضل تجاربها مع والدتها حفظها الله.

خلال مسيرتها الفنية تأثرت وتعلمت الكثير من الفنانة مريم مشيخ، ويعتبر الفنان فؤاد مغربل عرابها الفني، واستفادت الكثير من الفنانين والفنانات من خلال الملتقيات والورش والمعارض الفنية، كما أثنت على التوجيهات الإيجابية التي تلقتها من الفنان فهد الجابري، والفنان عادل حسينون.

وعلى صعيد المشاركات، فقد أوردت أنها شاركت في العديد من المعارض: الاحتفال باليوم الوطني الذي نظمته مجموعة جاور، نقطة تحول، سمبوزيوم نواة فن بلا حدود، وغيرها من المشاركات، وحصدت على الدروع والشهادات ومنها: مجموعة جاور، الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بالمدينة المنورة، الابتدائية الثامنة والخمسون، وغيرها.

وأردفت أنها تميل إلى المدرسة الواقعية، ولديها شغف في (البورترية) وتهتم بأدق التفاصيل؛ بحكم تصميم المجوهرات. ومن أجمل تجاربها وأعمالها كانت لوحة (بورترية) لولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله، وتعتبرها من ضمن مقتنياتها ومجوهراتها الثمينة.

ومن جانبها أوضحت أن العمل الجماعي – مع مجموعة فنانين – يبث روح التعاون والألفة والعطاء اللامحدود وتنتج أعمال بشكل مختلف بتنوع وتناغم، والعمل الفردي يُحدث تناغم بين الفنان وروحه، وأنها تحتاج إلى الطريقتين في أعمالها، كما نوهت إلى ضرورة الإنتاج الفني للفنان؛ ليتسنى له المشاركة في المعارض، والعمل الجميل يفرض نفسه دائماً. والفن رسالة حُب وجمال وسلام، وواجب الفنان أن يصيغ الرسالة بأجمل أشكالها، ومن حق الجميع الاستمتاع بهذا الجمال.

وأوصت الفنانين بالاستفادة من خبرات الآخرين عن طريق القبول المطلق لكل الخبرات والاطلاع والتعلم المستمر من خلال الورش والأعمال الجماعية.

كما بيّنت أن ولوجها عالم المجوهرات بدأ بدورة تدريبية مع المصممة (نجلاء عبدالقادر) في المدينة المنورة، ثم حصلت على الدبلوم في الرياض، وعملت بمعامل المدينة المنورة وأنتجت العديد من التصاميم والقطع. وأول قطعة مجوهرات نفذتها كانت إهداء لوالدتها حفظها الله؛ لأنها أكبر داعم لها في حياتها.

وأبانت أن التدريب الناجح هو ما يقدمه المدرب بشكل قريب وواضح، بكاريزما وحضور وتأثير معتمداً على لغة الجسد. وبالرغم من تنفيذها للدورات التدريبية المعتمدة في التشكيلي الفني، إلا أنها قدمت عدد محدود من دورات تصميم المجوهرات على مستوى محيطها العائلي وصديقاتها.

وأعربت عن أهمية التعامل مع الفن كمادة علمية أساسية بدراسة أكاديمية؛ لتعزيز دور الفن كرافد ثقافي مهم للفنون بالمملكة العربية السعودية، وعلى الجمعيات الفنية أن تقدم الورش والدورات الفنية المختلفة، ومشاركة الفنانين في وضع الخطط والبرامج للجمعيات الفنية، وزيادة صالات العرض والتي من شأنها أن تتيح الفرص لمشاركة الفنانين، وتحفيز الفنانين للمشاركات.

وبنهاية اللقاء الماتع، تقدمت بالشكر والتقدير للجمعية، والحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف، مدير الفرع، الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري، مسؤول لجنة الفعاليات، الفنان إبراهيم الجابري، مسؤول اللجنة الإعلامية، الفنان سلطان حلمي.

http://www.almadenh.com/show_news.php?id=30865