حسن السلامي

تواصل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بفرع المدينة المنورة سلسلة أمسياتها الفنية، حيث أقامت يوم السبت الماضي الموافق 28/10/1441هـ (ساعة فن) ضمن برامج فرع الجمعية للفعاليات المقامة عن بُعد.

من بلاد الرافدين، مرورًا بنهري دجلة والفرات التي تتدفق منها قطرات الفن والحضارات (العراق)، تشكلت أرضها بحضارات عدة، وتأثرت بفنون مختلفة: السومرية، الأكدية، الآشورية، الحضرية، الهلنستية، وغيرها حتى جاءت الحضارة الإسلامية فبرز فن المنمنمات، والترقين الزخرفي، والخط الكوفي، والزجاج المعشق، والنحت، والجرافيك، والسيراميك.

فتنوعت الفنون وظهرت الحركة التشكيلية في بدايات القرن العشرين وتدرجت شيئًا فشيئًا حتى ظهرت المعاهد والكليات الفنية، فأمسية اليوم مع أحد خريجي معهد الفنون الجميلة بمدينة الموصل، الفنان الأستاذ حسن السلامي عضو جمعية التشكيليين العراقيين، وغيرها من العضويات الفنية.

نثر مداد فنه، فأبحر بالحضور إلى شواطئ الفنون التي لا ساحل لها، فنان بدأت موهبته في مرحلة الدراسة الابتدائية، وكان لمعلمه الأثر الكبير في ذلك، وأخذ يتدرج في المراحل الدراسية وينمي موهبته الفنية، ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة، وانتهل من كبار الفنانين أمثال: حازمي جاد -الذي تأثر به كثيرًا- نجيب يونس، منهل الدباغ، ناطق عزيز.

وأضاف أنه فنان واقعي؛ فالفن الواقعي موجه ومفهوم لكل الناس، وانطباعي أحيانًا، يستخدم الألوان الزيتية، ويستمتع بالألوان المائية؛ لجمالها وشفافيتها، وشارك في معارض محلية، وحصل على بعض الجوائز.

وأوضح قائلًا: "الفن التشكيلي في العراق، فن مميّز؛ بوجود فنانين كبار ولهم إمكانيات كبيرة جدًا أمثال: فائق حسن، حازمي جاد، نجيب يونس، مزاحم الناصري، وغيرهم.

وأردف: العراق مرَّ بظروف عصيبة، ولا شك أنها أثرت سلبًا على الفنان العراقي، لكن رغم ذلك استمر الفنان مجتهد وطموح يعمل بجد، يُحب الحياة والإبداع، وما يمتلكه من حِسّ عالٍ، ثم الإصرار، وبالمجهودات الذاتية، استطاع أن يترك بصمة كبيرة في الساحة الفنية عربيًا وعالميًا.

وأورد أن الفنان التشكيلي له أثر كبير في التاريخ الإنساني، وهو صاحب رسالة سامية: سلام، ومحبة تجمع بين الشعوب، تؤثر وتتأثر فيها.

ومن جانبه ينصح الفنان المبتدئ أن يجتهد كثيرًا، ويؤمن بموهبته، فهو صاحب رسالة إنسانية، وبأن يكون متابعًا لأعمال الفنانين؛ ليكتسب الخبرات التي تنعكس إيجابًا على مستواه الفني مستقبلًا.

وعلى صعيد الخبرة الفنية، استشهدَ بالفنان العالمي -بابلو بيكاسو- في سن الثانية عشر من عمره كان يرسم الواقعية باحتراف عالٍ، ثم بعد الخبرة التي اكتسبها بالمدرسة الواقعية اتجه إلى التجريد؛ لأنه لا يمكن للفنان أن يكون ناجحًا في التجريد دون إمكانية قوية في العمل الواقعي وخبرة عالية بالألوان، وإنشاء وتكوين اللوحة.

وفي الختام تقدم بوافر الشكر والتقدير للجمعية، والحضور، والقائمين على تلك الأمسية الفنية: الفنان منصور الشريف مدير الفرع، الفنان عادل حسينون، الفنان فهد الجابري مسؤول لجنة الفعاليات، الفنان إبراهيم الجابري مسؤول اللجنة الإعلامية، الفنان سلطان حلمي.

http://www.almadenh.com/show_news.php?id=30537