التربية الاجتماعية وتطبيقاتها التربوية

بسم الله الرحمن الرحيم

التربية الاجتماعية وتطبيقاتها التربوية

مما لا شك فيه أن الفرد جزء من المجتمع لذا فإن صلاح الفرد من صلاح المجتمع لذلك عني المنهج التربوي في القرآن الكريم والسنة النبوية بالتربية الاجتماعية ، ويقصد بالاجتماعية المجتمع ولبيان ذلك سنذكر عدد من التعريفات :

التعريفات اللغوية :

يقول ابن منظور : جمع : جمع الشيء عن تفرقة يجمعه جمعاً وجمعه وأجمعه فاجتمع ، تجمع واستجمع والمجموع . والجمع : اسم لجماعة الناس . (1)

وفي مختار الصحاح : (جمع ) جمع الشيء المتفرق فاجتمع وبابه قطع وتجمع القوم اجتمعوا من هنا وهنا والجمع أيضاً اسم لجماعة الناس ويجمع على جموع والموضع مجمع بفتح الميم الثانية وكسرها والجمع أيضاً الدقل وجمع أيضا المزدلفة لاجتماع الناس بها .(2)

وأما القاموس المحيط : الجمع كالمنع : تأليف المتفرق ، والمجموع : ما جمع من هاهنا وهاهنا وإن لم يجعل كالشي الواحد ، والجميع ضد المتفرق ، والجيش ، والحي المجتمع . (3)

ويقول الجرجاني : الاجتماع : تقارب أجسام بعضها من بعض . (4)

التعريف الاصطلاحي :

يقول الراغب الأصفهاني: جمع : الجمع ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض ، يقال جمعته فاجتمع .ويقال للمجموع جمع وجميع وجماعة . (5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)(لسان العرب – ابن منظور – دار المعارف – ط1-بدون سنة نشر-( ص. 678 )

(2)(مختار الصحاح – محمد بن بكر الرازي – المطبعة الكلية – ط 1 – 1329هـ -(ص.299)

(3)(القاموس المحيط – مجدالدين الفيروزآبادي – إشراف محمد نعيم العرقسوسي– الرسالة – بيروت – 1426هـ - ط 8 – ص.710)

(4)(معجم التعريفات – علي محمد الجرجاني –تحقيق محمد صديق المنشاوي – دار الفضيلة – القاهرة – بدون تاريخ – ص . 11 )

(5)(المفردات في غريب القرآن – أبي القاسم الحسين الأصفهاني – تحقيق محمد سيد كيلاني – دار المعرفة – لبنان – بدون تاريخ ص . 96-97)

كما يعرف الزنتاني النمو الاجتماعي : أنه مجموعة التغيرات التي تطرأ على الفرد في اتصاله بالبيئة الاجتماعية ، وتكسبه العادات والعرف والقيم والاتجاهات السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه ، ومع أنه يستطيع أن يكون اتجاهات ويتخذ مواقف خاصة به إلا أنه لا يستطيع إشباعها إلا في إطار التراث الاجتماعي والثقافي لمجتمعه . (1)

ويمكن القول أن المجتمع " هو البيئة المحيطة بالإنسان ولقد تكونت من مجموعة من الأسر، والأسر تتكون من مجموعة من الأفراد ، ولهذا المجتمع قواعد مكونة من عقائده وعاداته وتقاليده وثقافته وتراثه " .

التعريف الإجرائي للتربية الاجتماعية :

لقد مر معنا سابقاً أن التربية هي " تنشئة الإنسان وإصلاحه شيئاً فشيئاً بالتدرج في تشكيل الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها الروحية والعقلية والوجدانية والخلقية والاجتماعية والجسمية " .

التربية الاجتماعية هي " تنشئة الإنسان وإصلاحه شيئاً فشيئاً بالتدرج في تشكيل علاقته وتفاعله مع المجتمع الذي يحيط به " .

أهمية التربية الاجتماعية :

1- تحقيق الأمن الاجتماعي .

وذلك بإزالة الجرائم والشرور والعلاقات العدوانية بين الأفراد والجماعات .

2- تحقيق الترابط الاجتماعي .

وذلك بمعرفة حقوق الفرد وحقوق الأسرة وحقوق المجتمع .

3- تحقيق التنمية الاقتصادية .

وذلك عن طريق التربية المهنية والإبداعية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)(أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية – عبدالحميد الصيد الزنتاني –الدار العربية للكتاب – ليبيا -1993م – ط 2 – ص : 766 )

أهداف التربية الاجتماعية :

1- غرس روح الجماعة في نفوس الأبناء .

2- تنشئة الأبناء على محبة الجيران .

3- تعويد الأبناء على العلاقات الاجتماعية .

الهدف الأول / غرس روح الجماعة في نفوس الأبناء .

اسم البرنامج : الصلاة في مسجد الحي .

الأسلوب : أسلوب القدوة الصالحة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة ( الفئة العمرية من 9 سنوات إلى 15 سنة ) .

أهمية البرنامج : تربية الأبناء على أهمية الصلاة مع الجماعة والتركيز على السلام على الجيران والسؤال عنهم .

يقوم الأب باصطحاب الأبناء إلى المسجد وبعد الانتهاء من الصلاة يقوم بالسلام على الجيران والسؤال عن أحوالهم ، ومساعدة المحتاج منهم سواء مساعدة مادية أو سعي في قضاء حوائجهم .

الهدف الثاني / تنشئة الأبناء على محبة الجيران .

اسم البرنامج : زيارة الجيران .

الأسلوب : أسلوب القدوة الصالحة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة ( الفئة العمرية من 9 سنوات إلى 15 سنة ) .

أهمية البرنامج : تربية الأبناء على أهمية التواصل مع الجيران .

وذلك بعقد زيارات أسبوعية بعد صلاة المغرب مثلاً يقوم مجموعة من الآباء في الحي في يوم من أيام الأسبوع بزيارة أحد الجيران مصطحبين معهم أبناءهم .

الهدف الثالث / تعويد الأبناء على العلاقات الاجتماعية .

اسم البرنامج : زيارة الأقرباء .

الأسلوب : أسلوب القدوة الصالحة .

جهة التنفيذ : الأسرة .

الفئة المستهدفة ( الفئة العمرية من 9 سنوات إلى 15 سنة ) .

أهمية البرنامج : تربية الأبناء على أهمية صلة الأرحام .

يقوم الأب بالتنسيق مع أبنائه بوضع جدول أسبوعي لزيارة أقربائهم ويتم اصطحاب الأبناء في تلك الزيارات مع بيان أهمية صلة الرحم .

من خلال التطبيقات السابقة يتم تنشئة الإنسان على محبة روح الجماعة والحرص على زيارة الجيران والأقرباء شيئاً فشيئاً حتى يستطيع الانخراط في المجتمع بصورة عامة .