صحيح مسلم ( 261 ه )
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري ( 206 ه – 261 ه ).
إسم الكتاب : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.
بدأ مسلم رحمه الله تعالي كتابه بمقدمة ، وينبغي التنبه إلي أن رجال المقدمة بعضهم ليس علي شرط الصحيح بل أقل رتبة ، ولهذا ينبغي الإشارة إلي هذا إذا أحلنا علي صحيح مسلم فينبغي أن نبين هل هذا الحديث أو هذا الراوي احتج به مسلم في الصحيح أم ممن أخرج لهم في مقدمة الصحيح لا غير ؟ ، وفي كتاب تهذيب الكمال يرمز لرجال المقدمة أثناء الترجمة لهم ب ( م ق ) بينما رجال الصحيح يرمز لهم ب ( م ).
قسم مسلم مقدمة كتابه إلي عدة أبواب:
1- باب في وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين.
2- باب التحذير من الكذب علي النبي صلي الله عليه وسلم.
3- باب النهي عن الحديث بكل ما سمع.
4- باب في الضعفاء والكذابين ومن يرغب عن حديثهم.
5- باب في أن الإسناد من الدين.
6- باب في الكشف عن معايب رواة الحديث.
7- باب في ما تصح به رواية الرواة بعضهم عن بعض والتنبيه علي من غلط في ذلك.
المعلقات في صحيح مسلم:
المعلقات في صحيح مسلم أربعة عشرة معلقاً كما قال ابن حجر العسقلاني ( 852 ه ) وصلهم ابن حجر في تغليق التعليق ، لكن لابد من معرفة أن وصل ابن حجر لمعلقات البخاري أو معلقات مسلم غالباً لا يكون علي شرط الصحيح.
مثال التعليق والتغليق:
قال مسلم بعد رواية حديث في صحيحه : رواه الأشجعي عن سفيان الثوري.
فيأتي ابن حجر في تغليق التعليق ويقول : رواه مسلم عن فلان عن فلان عن الأشجعي عن سفيان.
أبواب كتاب الصحيح لمسلم:
أشهر من بوب علي صحيح مسلم هو النووي أثناء شرحه للصحيح ، وقال أن الباعث علي التبويب أنه يري تبويبات السابقين رديئة وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم بعضها جيد وبعضها ليس بجيد إما لقصور في عبارة الترجمة أو لركاكة اللفظ أو غير ذلك.
لكن الملاحظ أن تبويبات النووي قد تأثرت تأثراً شديداً بشافعيته وأشعريته ، فغير بتراجمه مراد مسلم من الأحاديث.
مثال:
باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، ح، وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، قَبْلَ أَنْ يَنَامَ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، وَوَكِيعٌ، وَغُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ جُنُبًا، فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ح، وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: فِي حَدِيثِهِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، - وَاللَّفْظُ لَهُمَا - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ»
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ يَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، لِيَتَوَضَّأْ ثُمَّ لِيَنَمْ، حَتَّى يَغْتَسِلَ إِذَا شَاءَ»
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ»
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِي الْجَنَابَةِ؟ أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ أَمْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: " كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ فَنَامَ، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً "
وَحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ح، وَحَدَّثَنِيهِ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ جَمِيعًا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ
باب من أتى أهله ثأراد أن يعود
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ح، وَحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ، فَلْيَتَوَضَّأْ» زَادَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: بَيْنَهُمَا وُضُوءًا، وَقَالَ: ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُعَاوِدَ
هذه هي الأحاديث التي احتج بها مسلم في الباب رحمه الله تعالي ، هل رأيت فيها ذكراً لكلمة استحباب ؟
هل رأيت فيها أن النبي صلي الله عليه وسلم فعله مرة وتركه مرة ؟
إذن من أين أتي النويي بهذه الترجمة ؟
أتي بها من مذهبه الشافعي بأحاديث لا يعتمدها جهابذة الحديث كمسلم والبخاري وغيرهما.
وينبغي الإشارة إلي أن هذا الفعل قد تكرر مرات لا حصر لها علي مدار أبواب صحيح مسلم فليحذر طالب الحديث الشريف.
الشروح علي صحيح مسلم:
1 – شرح النووي المسمي بالمنهاج بشرح صحيح مسلم بن الحجاج.
2- المفهم علي صحيح مسلم لأبي العباس القرطبي.
3- فتح الملهم بشرح صحيح مسلم لشوبير أحمد النعماني.
4- حاشية محمد عابد السندي علي صحيح مسلم.
هل توجد أحاديث ضعيفة في صحيح مسلم ؟
صحيح مسلم شأنه شأن صحيح البخاري ، وما قيل في صحيح البخاري ينطبق تماماً علي صحيح مسلم.