طرق حديث كفارة المجلس لأبي حمزة المصري:
حديث أبي العالية :
عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ :
)) لَمَّا كَانَ بِآخِرَةٍ ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ ، قَالَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تَقُولُ الآنَ كَلاَمًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا خَلاَ ، قَالَ : هَذَا كَفَّارَةُ مَا يَكُونُ فِي الْمَجَالِسِ.((. حم
(*) وفي رواية : (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.((. ش
أخرجه أحمد 4/425 (20050) قال : حدَّثنا يعلى. و((الدارِمِي)) 2658 قال : حدَّثنا يعلى بن عبيد. و((أبو داود))4859 قال : حدَّثنا محمد بن حاتم الجرجرائي ، وعثمان بن أبي شيبة ، المعنى ، أن عبدة بن سليمان أخبرهم. و((النَّسائي)) في ((عمل اليوم والليلة))426 قال : أخبرنا علي بن خَشْرم ، قال : أخبرنا عيسى. ومصنف ابن أبي شيبة ج6/29325 حدثنا عبدة بن سليمان .مسند أبي يعلى ج13/7426 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان .
ثلاثتهم (عبدة ، ويعلى ، وعيسى بن يونس) عن الحجاج بن دينار ، عن أبي هاشم ، عن رفيع أبي العالية ، فذكره.
وأخرجه أحمد 4/420(20007) قال : حدَّثنا عبد الله بن نمير ، أنبأنا حجاج ، عن أبي هاشم الواسطي ، عن أبي برزة الأسلمي ، فذكره ، ليس فيه :)) أبو العالية((.
* * *
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، قَالَ :
(( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَخَرَةٍ ، إِذَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ ، قَالَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، عَمِلْتُ سُوءًا ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَذِهِ كَلِمَاتٌ أَحْدَثْتَهُنَّ ؟ قَالَ : أَجَلْ ، جَاءَنِي جِِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هُنَّ كَفَّارَاتُ الْمَجْلِسِ.)).
أخرجه النَّسَائِي ، في ((عمل اليوم والليلة)) 427 قال : أخبرنا عُبَيْد اللهِِ بن سَعْد بن إبراهيم بن سَعْد ، قال : حدَّثنا يُونُس بن مُحَمد ، قال : حدَّثنا مُصْعَب بن حَيَّان ، أخو مُقَاتِل بن حَيَّان ، عن مُقَاتِل بن حَيَّان ، عن الرَّبِيع بن أَنَس ، عن أَبِي العالية الرِّيَاحِي ، فذكره.
أخرجه النَّسَائِي ، في ((عمل اليوم والليلة)) 428م قال : أخبرنا أحمد بن سُلَيْمَان ، قال : حدَّثنا عُبَيْد اللهِِ ، عن إِسْرَائِيل. وفي (430) قال : أخبرنا أحمد بن سُلَيْمَان ، قال : حدَّثنا أبو داود ، عن سُفْيان. وابن أبي شيبة في مصنفه ج6/29327 حدثنا جرير.
ثلاثتهم (إِسْرَائِيل ، وسُفْيان الثَّوْرِي ، وجرير) عن مَنْصُور ، عن فُضَيْل بن عَمْرو ، عن زِيَاد بن حُصَيْن ، عن أَبِي العالية ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛
(( كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.)).
((مُرْسَلٌ)).
أخرجه النَّسَائِي ، في ((عمل اليوم والليلة)) 428 قال : أخبرنا مُحَمد بن بَشَّار ، حدَّثنا يَزِيد بن هارون ، حدَّثنا سُفْيان ، عن مَنْصُور ، عن زِيَاد بن حُصَيْن ، عن أَبِي العالية الرِّيَاحِي ، قال :
(( قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا كَلِمَاتٌ سَمِعْنَاكَ تَقُولُهُنَّ ؟ قَالَ : كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ ، عَلَيْهِ السَّلام ، كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.)).
((مُرْسَلٌ)) ، وليس فيه : ((فُضَيْل بن عَمْرو)).
وأخرجه النَّسَائِي ، في ((عمل اليوم والليلة)) 429 قال : أخبرنا أحمد بن سُلَيْمَان ، قال : حدَّثنا يَزِيد ، قال : أخبرنا عاصم ، عن زِيَاد بن حُصَيْن ، عن أَبِي العالية ، قال : كفارة المجلس : سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك.
((مَوْقُوفٌ)).
ــــــــــــــــــــــ
قال الدارقطني في العلل:
[1161] وَسُئِلَ عن حديث أبي العالية ، عن أبي برزة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة المجلس إذا قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك فقال اختلف فيه على أبي العالية فرواه حجاج بن دينار ، عن أبي هاشم الرماني ، عن أبي العالية ، عن أبي برزة .
وخالفه مقاتل بن حيان فرواه عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية عن رافع بن خديج حدث به مصعب بن حيان عن أخيه مقاتل بن حيان .
ورواه زياد بن الحصين ، عن أبي العالية مرسلا .
وكذلك رواه فضيل بن عمرو حدث به منصور بن المعتمر وغيره عن فضيل بن عمرو مرسلا أيضا والمرسل أصح وقال محمد بن مروان العقيلي حدثنا هشام بن حسان عن حفصة ، عن أبي العالية قوله لم يجاوز به
وقال ابن أبي حاتم في العلل : 2060 سألتُ أبي وأبا زُرعة ، عن حديثٍ ، رواه حجاج بن دينار ، عن أبي هاشم ، عن أبي العالية ، عن أبي برزة ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك ورواه يونس بن محمد عن مصعب ابن حيان عن مقاتل بن حيان ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية عن رافع بن خديج ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قلت ورواه منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن حصين ، عن أبي العالية ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسل قال أبي حديث منصور أشبه لان حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار ، عن أبي هاشم وحجاج ليس بالقوي وحديث الربيع بن أنس دونه مصعب بن حيان عن مقاتل بن حيان ، عن الربيع قال أبو زُرعة حديث منصور أشبه لان الثوري رواه وهو أحفظهم
قلت : هذا الحديث مضطرب وقد رجح الدارقطني وأبو زرعة الرازي المرسل لأن طريق أبي برزة فيه الحجاج بن دينار وهو ليس بحجة وطريق رافع بن خديج فيه الربيع بن أنس وهو مجروح ومقاتل بن حيان وفيه خلاف وأيضاً مصعب بن حيان وهو لين والطريق المرسل رواته ثقات .
* * *
حديث الليث بن سعد
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(( مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَكُونُ فِي مَجْلِسٍ ، فَيَقُولُ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ.)).
فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ ، قَالَ : هَكَذَا حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد 3/450(15820) قال : حدَّثنا يُونُس . وشرح معاني الآثار ج4/6452 حدثنا محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان قالا ثنا عبد الله بن صالح
كلاهما (يونس ، وعبد الله بن صالح) قالا : حدَّثنا لَيْث , عن يَزِيد ، يَعْنِي ابن الهاد ، عن إِسْمَاعِيل بن عَبْد اللهِ بن جَعْفَر ، فذكره.
مرسل هكذا
* * *
عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :
(( مَا كَانَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ فِي مَجْلِسٍ الاَّ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ انْتَ ، اسْتَغْفِرُكَ وَاتُوبُ إِلَيْكَ ، فَقُلْتُ : يَارَسُولَ اللهِِ مَا اكْثَرُ مَا تَقُول هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ إِذَا قُمْتَ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لا يَقُولُهُنَّ احَدٌ حِينَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ إِلاَّ غُفِرَلَهُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ.)).
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (398) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شُعيب . وشرح معاني الآثار ج4/6453 حدثنا محمد بن خزيمة وفهد قالا ثنا عبد الله بن صالح . والمستدرك ج1/1827 أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن أبي بكير
ثلاثتهم (شعيب ، وعبد الله بن صالح , ويحيى بن أبي بكير) قالا : أخبرنا اللَّيْث ، عن ابن الهاد ، عن يحيى بن سعيد ، عن زرارة ، فذكره.
وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (399) قال : أخبرنا قُتَيبة بن سعيد . قال : حدثنا اللَّيْث ، عن يحيى ، عن محمد بن عبد الرحمان الانصاري ، عن رجل من اهل الشام ، عَنْ عَائِشَةَ . قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِِ r إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسٍ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لا إِلَهَ إِلا انْتَ . . . وساق الحديث نحوه.
ـــــــــــــــــــــــ
قلت : هذا الحديث والذي قبله رواه الليث بن سعد واختلف عليه فيه
فرواه يونس بن محمد بن مسلم المؤدب عن الليث عن يزيد بن الهاد عن يزيد بن خصيف عن السائب بن يزيد. وكذا رواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث مرة
وخالفه شعيب ويحيى بن أبي بكير فروياه عن الليث ، عن يزيد بن الهاد عن يحيى بن سعيد عن زرارة عن عائشة تابعه عبد الله بن صالح كاتب الليث فيها أيضاً وعبد الله بن صالح كثير الخطأ في حديثه فلا يعتمد عليه . ويونس بن محمد بن مسلم المؤدب ثقة وشعيب بن الليث بن سعد ثقة . والحديث مضطرب لأنه لا يمكن ترجيح رواية على الأخرى .
* * *
حديث آخر لعائشة
عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ؛
(( أَنَّ رَسُولَ اللهِِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِساً ، اوْ صَلَّى ، تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ . فَسَالَتْهُ عَائِشَةُ عَنِ الْكَلِمَاتِ ؟ فَقَالَ : إِنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كَانَ طَابِعاً عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَإِنْ تَكَلَّمَ بِغَيْرِ ذَالِكَ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ اسْتَغْفِرُكَ وَاتُوبُ إِلَيْكَ.)).
أخرجه أحمد 6/77 قال : حدثنا ابو سلمة . و((النَّسائي)) 3/71 ، وفي ((الكبرى)) (1176) ، وفي عمل اليوم والليلة (400) قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني . قال : حدثنا ابو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة . وفي عمل اليوم والليلة (308) قال : أخبرنا محمد بن سَهْل بن عسكر . قال : حدثنا ابن أبي مريم.
كلاهما (ابو سلمة الخزاعي ، وابن أبي مريم) عن خَلاَّد بن سُليمان أبي سُليمان (وفي رواية أحمد بن حَنْبل : خالد بن سُليمان الحضرمي) ، عن خالد بن أبي عمران ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.
قلت : هذا الحديث روي عن أبو سلمة منصور بن منصور بن سلمة الخزاعي واختلف عليه فيه فرواه عنه أحمد بن حنبل فقال عن أبو سلمة عن خالد بن سليمان وهو مجهول وخالف أحمد محمد بن إسحاق الصاغاني فرواه عن أبي سلمة عن خلاد بن سليمان وتابعه محمد بن سهل بن عسكر فرواه عن سعيد بن أبي مريم عن خلاد بن سليمان , ولا يمكن ترجيح رواية على الأخرى والله أعلم .
1 ـخالد بن سليمان
تعجيل المنفعة ج1/257 ا خالد بن سليمان الحضرمي عن خالد بن أبي عمران وعنه أبو سلمة مجهول قلت ذكره بن حبان في الثقات وقال روى عنه بن وهب
2 ـ: خلاد بن سليمان الحضرمى ، أبو سليمان المصرى
الطبقة : 7 : من كبار أتباع التابعين
الوفاة : 178 هـ
روى له : س ( النسائي )
رتبته عند ابن حجر : ثقة عابد
رتبته عند الذهبي : ثقة أمى
قال المزي في تهذيب الكمال :
( س ) : خلاد بن سليمان الحضرمى ، أبو سليمان المصرى . اهـ .
و قال المزى :
قال أبو سلمة الخزاعى : كان من الخائفين .
و قال على بن الحسين بن الجنيد الرازى : كان مصريا ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " إلا أنه ذكره فيمن اسمه خالد ، و وهم فى ذلك .
قال أبو سعيد ابن يونس : مولده بإفريقية ، و توفى سنة ثمان و سبعين و مئة ، و كان من الخائفين ، و كان خياطا ، و كان أميا لا يكتب .
روى له النسائى . اهـ .
* * *
حديث أبو هريرة
عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ ثُمَّ أَتُوبُ إِلَيْكَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ.)).
أخرجه أحمد 2/369(8804) قال : حدثنا هَيْثم . قال : حدثنا إسماعيل بن عَيَّاش . وفي 2/494(10420) قال : حدثنا حجاج . قال : قال ابن جًرَيج : أخبرني موسى بن عُقبة . و((التِّرمِذي)) 3433 قال : حدثنا أبو عُبيدة بن أبي السفَر الكوفي ، أحمد بن عبد الله الهَمْداني . قال : حدثنا حج بن محمد. قال : قال ابن جُرَيج : أخبرني موسى بن عُقبة. و((النَّسائي)) في عمل اليوم والليلة (397) مكرر قال : أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم . قال : أخبرنا حجَّاج . قال : قال ابن جرَيج : أخبرني موسى بن عُقبة . وصحيح ابن حبان ج2/594 أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي قال : حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو فرة عن ابن جريج عن موسى بن عقبة . والمعجم الأوسط ج1/77 - حدثنا أحمد بن زياد الحذاء الرقي قال حدثنا حجاج بن محمد الأعور قال حدثنا بن جريج قال حدثني موسى بن عقبة . وشرح معاني الآثار ج4/6450 - حدثنا أبو بشر الرقي قال ثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن .
كلاهما (إسماعيل ، وموسى) ، عن سُهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، فذكره.
قال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح : قال الحاكم في معرفة علوم الحديث : هذا الحديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة ، وهي ما حدثني أبو نصر : أحمد بن محمد الوراق قال : سمعت أبا حامد بن حمدون القصار يقول : سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه وقال : دعني [حتى] أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث في علله ، حدثك محمد بن سلام ، ثنا مخلد بن يزيد الحراني ، أنا ابن جريج ، عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في (( كفارة المجلس )) فما علته ؟ قال محمد بن إسماعيل : (( هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول ، ثنا به موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ،ـ ثنا سهيل ، عن عون بن عبد الله قوله )) . قال محمد بن إسماعيل : هذا أولى ، فإنه لا يذكر لموسى سماع من سهيل ، انتهى .
قال ابن حجر في (( كتاب الإرشاد )) للحافظ أبي يعلى الخليل قال : (( أنا أبو محمد المخلدي في كتابه أنا أبو حامد الأعمش هو أحمد بن حمدون الحافظ قال : كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري بنيسابور فجاء مسلم بن الحجاج فسأله عن حديث عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر في قصة العنبر )) .
قال : فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى ابن عقبة عن سهيل ، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في (( كفارة المجلس )) .
فقال مسلم : في الدنيا أحسن من هذا ؟ تعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثاً غير هذا ؟
فقال محمد بن إسماعيل : لا . إنه معلول .
فقال مسلم : لا إله إلا أنت وارتعد أخبرني به فقال : استر ما ستر الله فألح عليه وقبل رأسه وكاد أن يبكي فقال : اكتب إن كان ولا بد حدثنا موسى ثنا وهب ثنا موسى بن عقبة عن عون عن عبد الله . فقال له مسلم لا يبغضك إلا حاسد وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك . (قلت : تكتب هذه بماء الذهب فرحم الله الإمام البخاري وجزاه خير الجزاء على ما تركه من علم)
وقال ابن حجر : ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج المبدأ بذكره في (( كتاب الدعوات )) من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر ، عن حجاج قال : هذا حديث حسن [صحيح] غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه )) . انتهى .
وهو متعقب أيضاً وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدارقطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب الذكر لجعفر الفرباني قال : ثنا هشام بن عمار . ثنا إسماعيل بن عياش . ثنا سهيل . ورويناه في (( الدعاء )) للطبراني من طريق ابن وهب قال : حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل . فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير هذا الوجه الذي أخرجه الترمذي فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية ، لنه الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال .
أما الأولى : فالواقدي متروك الحديث .
وأما الثانية : فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين . ولو صرح بالتحديث .
وأما الثالثة : فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنياً ، لكنه ضعيف أيضاً وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل ، فقال : فيما حكاه ابنه عنه في (( العلل )) : (( لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من طريق أبي هريرة رضي الله عنه .
قال : وأما رواية إسماعيل بن عياش ، فما أدري ما هي ؟ إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة )) .
فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به ، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره ، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه ، ولكت أورد ابن أبي حاتم على إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها ، ثم اعتذر عنه بقوله : كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري
وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي ، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة ، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة والله الموفق .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في (( كتاب العلل )) وحكى عن أحمد بن حنبل أنه قال : حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة وهم قال : والصحيح قول وهيب عن سهيل عن عون بن عقبة بن عبد الله قال أحمد : وأخشى أن يكون ابن جريج دلسه على موسى بن عقبة أخذه عن بعض الضعفاء عنه . قال الدارقطني : والقول قول أحمد .
وقال ابن أبي حاتم في (( كتاب العلل )) :
(( سألت أبي وأبا زرعة عن حديث ابن جريج (يعني هذا) فقالا : (( هذا خطأ رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوفاً وهذا أصح . قلت لأبي : فالوهم ممن هو .
قال : يحتمل أن يكون من ابن جريج ( ويحتمل أن يكون من سهيل قال : وأخشى أن يكون ابن جريج دلسه ) عن موسى بن عقبة أخذه من بعض الضعفاء )) .
وقال في موضع آخر : (( لم يذكر فيه ابن جريج الخبر فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى )) .
[ إتفاق جماعة من الأئمة على وجود الوهم في هذه الرواية : ]
قلت : فاتفق هؤلاء الأئمة على أن هذه الروية وهم ، لكن لم يجزم أحد منهم بوجه الوهم فيه ، بل اتفقوا على تجويز أن يكون ابن جريج دلسه ، وزاد أبو حاتم تجويز أن يكون الوهم فيه من سهيل . فأما الخشية الأولى ، فقد أمناها لوجودنا هذا الحديث من طرق عدة عن ابن جريج قد صرح فيها بالسماع من موسى .
[ الطرق التي صرح فيها ابن جريج بالتحديث : ]
منها : ما تقدم عن البخاري في مساق البيهقي ، عن الحاكم .
ومنها : ما رويناه في (( معجم أبي الحسين بن جميع )) قال : (( ثنا جعفر بن محمد الهمداني . ثنا
هلال بن العلاء ثنا حجاج بن محمد ثنا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة )) .
وكذا رويناه في (( أمالي الضبي )) من طريق الزعفراني : ثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني موسى . وكذا أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زيادات البر والصلاة قال : أنا حجاج بن محمد به . وكذا رواه الطبراني ، عن أحمد بن زياد الرقي ، عن حجاج به أخرجه أبو نعيم في علوم الحديث عنه
وقال الطحاوي : ثنا أبو بشر الرقي : ثنا حجاج بن محمد كذلك لكن المحفوظ عن حجاج ليس فيه الخبر كذا هو في رواية الجم الغفير عنه نعم رويناه في (( فوائد سمويه )) قال :
(( ثنا سليمان بن داود وهو الهاشمي ثنا أبو صفوان : عبد الله بن سعيد ابن عبد الملك . ثنا ابن جريج حدثني موسى بن عقبة ... )) فذكره . وكذا رويناه في (( فوائد الدسكري )) من طريق أسد بن موسى ، عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج أخبرني موسى . ورويناه في (( المعجم الأوسط )) من طريق سفيان ، عن ابن جريج أخبرني موسى )) . فزال ما خشيناه من تدليس ابن جريج بهذه الروايات المتظافرة عنه بتصريحه بالسماع من موسى . وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه . وذلك أن سهيلاً كان قد أصابته علة نسي من أجلها بعض حديثه ولأجل هذا قال فيه أبو حاتم : (( يكتب حديثه ولا يحتج به )) . نقلته بتصرف وسوف يأتي إن شاء الله في ذيل البحث " انتهى كلام ابن حجر رحمه الله
هذا الحديث ضعيف تفرد به سهيل بن أبي صالح وهو ليس بحجة
* * *
عن صالح مولى التوأمة قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم : أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله و يصلوا على نبيه صلى الله عليه و سلم إلا كانت عليهم من الله ترة إن شاء الله عذبهم و إن شاء غفر لهم
المستدرك ج1/1826 أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى و أبو مسلم قالا : ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا عمارة بن غزية عن صالح مولى التوأمة قال : سمعت أبا هريرة . فذكره .
3 ـصالح بن نَبْهان ، المَدَنيُّ ، مولى التَّوْأَمَة ، صَدُوقٌ اختلط ، قال ابن عَدِي : لا بأس برواية القدماء عنه ، كابن أبي ذئب ، وابن جُرَيْج ، من الرابعة ، مات سنة خمس ، أو ست وعشرين ، وقد أخطأ من زعم أن البُخَاريّ أخرج له. (د ت ق).
ليس بثقة ، ولا كرامة.
* * *
عن سَعِيدَ بْنَ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىَّ حَدَّثَهُ ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ كَلِمَاتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ بِهِنَّ أَحَدٌ فِي مَجْلِسِهِ ، عندَ قِيَامِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِلاَّ كُفِّرَ بِهِنَّ ، عنهُ وَلاَ يَقُولُهُنَّ فِي مَجْلِسِ خَيْرٍ وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ إِلاَّ خُتِمَ لَهُ بِهِنَّ عَلَيْهِ كَمَا يُخْتَمُ بِالْخَاتَمِ عَلَى الصَّحِيفَةِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
أخرجه أبو داود (4858) قال : حدثنا أحمد بن صالح . وصحيح ابن حبان ج2/593 أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى
كلاهما (أحمد بن صالح ، وحرملة بن يحيى) قالا : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو ، فذكره .موقوف .
قال عمرو : حدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت : هذا حديث ضعيف تفرد به عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري فرواه مرة عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوفا وعن عبد الرحمن بن عمرو المدني الحجازي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً وكلاهما لا يصح .
4 ـعَمْرو بن الحارث بن يعقوب الأَنْصَارِيُّ مولاهم ، المِصْرِيُّ ، أبو أُمية ، ثقةٌ فقيه حافظ ، من السابعة ، مات قديمًا قبل الخمسين ومئة. (ع).
ثقةٌ ـ.
ـ يروي عن قَتَادة أشياء يضطرب فيها ويخطيء.
وفي الضرورة القصوى في حالة نكارة المتن نكتب :
قلنا : إسناده منكرٌ ؛ تَفَرَّد به عَمْرو بن الحارث ، المِصْرِيُّ ، قال أَحمد بن حنبل : رأيتُ له مناكير. ((تهذيب الكمال)) 21/(4341).
وذلك لأن أحمد قال أيضًا :
ـ قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ليس فيهم، يعني أهل مصر، أصح حديثًا من الليث، وعمرو بن الحارث يقاربه. ((تهذيب الكمال)) 21/(4341).
5 ـسَعِيد بن أبي هلال ، اللَّيْثيُّ ، مولاهم ، أبو العلاء ، المِصْريُّ ، قيل : مدني الأصل ، وقال ابن يونس : بل نشأ بها ، صَدُوقٌ ، من السادسة ، مات بعد الثلاثين ، وقيل قبلها ، وقيل : قبل الخمسين بسنة. (ع).#.
صَدُوقٌ ـ.
لم يسمع من :
أنس ـ جابر ـ أبي سَلَمة بن عَبْد الرَّحْمان.
ويراجع كل حديث له بدقة.
ـ كان أحمد يقول : ما أدري أي شيء ، يُخلط في الأحاديث.
وسَعِيد بن أَبي هِلاَل صَدُوقٌ ، إلاَّ أنه يُخَلِّطُ في الحديثِ.
6 ـعَبْد الرَّحْمان بن أبي عَمْرو ، المَدَنيُّ ، مَقْبُولٌ ، من السابعة. (د س).
مجهول.
* * *
حديث أنس بن مالك
عن قتادة عن أنس قال : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إنا إذا كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب وإذا رجعنا إلى أهلينا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا ولكن ساعة وساعة
مسند أبي يعلى ج5/3035 حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر . وصحيح ابن حبان ج2/344 أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال : حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس ، فذكره .
قلت : هذا الحديث ضعيف لأن معمر بن راشد ضعيف في قتادة وعبد الرزاق بن همام الصنعاني شيعي وهو كثير الوهم أيضا
* * *
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
المعجم الأوسط ج6/5914 حدثنا محمد بن محمد التمار قال ثنا أبو بكر بن عياش وعيسى بن إبراهيم البركي قالا ثنا عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
7 ـعثمان بن مَطَر الشَّيْبَانِيّ ، أبو الفَضْل ، أو أبو علي ، البَصْرِيُّ ، ويُقَال : اسم أبيه عبد الله ، ضعيف ، من الثامنة. (ق).
متروك ، يضع الحديث.
وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه :
(( هذا خطأ رواه حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي الصديق الناجي قوله )) .
* * *
حديث جبير بن مطعم
عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، فَقَالَهَا ، فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ ، كَانَتْ كَالطَّابَعِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَتْ كَفَّارَتَهُ.)).
أخرجه النَّسَائِي ، في ((عمل اليوم والليلة)) 424 قال : أخبرني زكريا بن يَحيى ، حدَّثنا عَبْد الجَبَّار بن العَلاَء ، حدَّثنا سُفْيان ، حدَّثنا ابن عَجْلاَن ، عن مُسْلم ، وداود بن قَيْس ، عن نافع بن جُبَيْر ، فذكره.
وأخرجه أيضًا (425) قال : أخبرني زكريا ، عن ابن أَبي عُمَر ، حدَّثنا سُفْيان ، عن ابن عَجْلاَن ، عن مُسْلم بن أَبي حُرَّة ، عن نافع بن جُبَيْر ، يَرْفَعُهُ ، نَحْوَهُ .
قال سُفْيان : وحدَّثني داود بن قَيْس الفَرَّاء ، عن نافع بن جُبَيْر ... مثله.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج2/1586 حدثنا العباس بن حمادن الحنفي ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان حدثني ابن عجلان عن مسلم بن أبي مريم عن نافع بن جبير , مثله . (كذا في المعجم ولعله خطأ من النساخ وهذا يقع كثيرا في معاجم الطبراني في أسماء الرواة)
قال ابن حجر في النكت : (رجاله ثقات إلا أنه اختلف في وصله وإرساله ، فقال ابن صاعد : تفرد به عبد الجبار بن العلاء ، عن ابن عيينة بقوله : عن نافع بن جبير ، عن أبيه .
قلت : ورواه الليث بن سعد عن عجلان فلم يقل عن أبيه جعله عن نافع بن جبير مرسلاً . وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في (( كتاب البر والصلة )) له عن ابن عيينة وعلي بن غراب كليهما عن ابن عجلان عن مسلم بن أبي حرة ، عن نافع بن جبير نحوه مرسلاً .
ورويناه في (( فوائد علي بن حجر )) ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن داود بن قيس ، عن نافع بن جبير مرسلاً أيضاً . لكن رواه الحاكم في (( المستدرك )) والطبراني في (( الكبير )) من طريق أخرى عن داود بن قيس موصولاً .
ووقع لأبي عمر بن عبد البر في هذا الحديث خطأ شديد ، وتبعه عليه شيخنا في (( محاسن الاصطلاح )) ، فإنه قال في حرف النون في الاستيعاب : (( نافع بن صبرة فخرج حديثه ، عن أهل المدينة مثل حديث أبي هريرة في كفارة المجلس )) . هذا كلامه ، والذي أوقعه في هذا الخطأ التصحيف ، فإنه صحف جبير صبرة وهي زيادة الهاء كانت علامة الإهمال على الراء .
ونقل شيخنا كلامه من الاستيعاب مقلداً له فيه ولم ينقده ، والله سبحانه وتعالى الموفق . فهذا تخريج الطرق التي ذكرها شيخنا .) أ هـ
8 ـقلت : إسناده ضعيفٌ ؛ مُحَمَّد بن عَجلان سَيِّءُ الحِفظ ، لا يُحْتَجُّ بما تَفَرَّدَ به.
9 ـ و مُسلم بن أبي حُرَّة المديني ، مَقْبُولٌ ، من الرابعة. (س).
* * *
حديث عبد الله بن مسعود
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله يقول : كفارة المجلس أن يقول العبد بعد أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
المعجم الأوسط ج2/1227 حدثنا أحمد قال حدثنا أبو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي قال حدثنا عبيد بن عمرو الحنفي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود ,فذكره .
10 ـعطاء بن السَّائب ، أبو مُحَمَّد ، ويُقَال : أبو السَّائب الثَّقَفِيُّ الكُوفِيُّ ، صَدُوقٌ اختلط ، من الخامسة ، مات سنة ست وثلاثين. (خ 4).
اختلط ، فاضطربَ حديثُه.
لم يسمع من عَبيدة السلماني حتى وإن صرح بالسماع فهذا من اختلاطه.
ولم يسمع من يَعْلَى بن مُرَّة.
11 ـ عبيد بن عمرو
لسان الميزان ج4/260 عبيد بن عمرو البصري عن علي بن جدعان صعفه الأزدي روى عنه زيد بن الحريش وعمر بن حفص الشيباني اورد له بن عدي حديثين منكرين انتهى ونسبه حنفيا وقال ان الحديث الأول منكر الإسناد على المتن والثاني منكر الإسناد والمتن وذكره بن حبان في الثقات وقال أبو عبد الرحمن الضرير كان ينزل بلهجم روى عن عطاء بن السائب وعنه محمد بن سلام البيكندي وقال الدارقطني عبيد بن عمر والحنفي عن عطاء بن السائب ضعيف وأشار الى وهم وقع له في العلل في مسند علي
* * *
حديث الزبير بن العوام
عن خباب مولى الزبير عن الزبير بن العوام قال قلنا يا رسول الله إذا قمنا من عندك أخذنا في أحاديث الجاهلية قال إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون منها على أنفسكم فقولوا عند مقامكم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك يكفر عنكم ما أصبتم فيها
المعجم الأوسط ج7/6916 ، والمعجم الصغير ج2/970 حدثنا محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي بالرقة حدثنا محمد بن يحيى الكلبي الحراني حدثنا الحسن بن محمد بن أعين قال كتب إلي محمد بن سلمة النصيبي يذكر أن عبد العزيز بن صهيب حدثه خباب مولى الزبير بن العوام عن الزبير ، فذكره .
قلت : خباب مولى الزبير كذا بالمعجم وقال ابن حجر في النكت كما سيأتي : حبة مولى الزبير ولم أجد له ترجمة . والحديث لا يروى إلا من هذا الوجه
* * *
حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب
عن نافع عن ابن عمر : أنه لم يكن يجلس مجلسا كان عنده أحدا و لم يكن إلا قال :
اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أسررت و ما أعلنت و ما أنت أعلم به مني اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول بيني و بين معصيتك و ارزقني من خشيتك ما تبغي به رحمتك و ارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا و بارك لي في سمعي و بصري و اجعلهما الوارث مني اللهم و خذ بثأري ممن ظلمني و انصرني على من عاداني و لا تجعل الدنيا أكبر همي و لا مبلغ علمي اللهم و لا تسلط علي من لا يرحمني فسئل عنهن ابن عمر فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يختم بهن مجلسه
المستدرك ج1/1934 أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو صالح كاتب الليث بن سعد حدثني الليث بن سعد أن خالد بن أبي عمران حدث عن نافع عن ابن عمر ، فذكره .
أبو صالح كاتب الليث ضعيف
* * *
موقوفات
عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري قال من توضأ ثم فرغ من وضوئه ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلا تكسر إلى يوم القيامة ومن قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه ولم يكن له عليه سبيل ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء نوره من حيث قرأها ما بينه وبين مكة
مصنف عبد الرزاق ج3/6023 عبد الرزاق . ومصنف ابن أبي شيبة ج1/19 ، وفي ج6/29893 حدثنا وكيع
كلاهما (عبد الرزاق ، ووكيع ) عن سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري ، فذكره . موقوف
* * *
عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال من قال حين يقوم من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قال كفى الله عنه كل ذنب في ذلك المجلس
مصنف ابن أبي شيبة ج6/29326 حدثنا بن فضيل عن مجاهد عن عبد الله بن عمر ، فذكره . موقوف .
قال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح
47- قوله (ع) : (( هكذا أعل الحاكم في [ علومه ] هذا الحديث بهذه الحكاية والغالب على الظن عدم صحتها وأنا أتهم بها أحمد بن حمدون القصار راويها عن مسلم ... )) إلى آخره .
قلت : الحكاية صحيحة قد رواها غير الحاكم على الصحة من غير نكارة ، وكذا رواها البيهقي عن الحاكم على الصواب كما سنوضحه ، لأن المنكر منها إنما هو قوله : (( إن البخاري قال : لا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث الواحد المعلول ، والواقع أن في الباب عدة أحاديث لا يخفى مثلها على البخاري )) . والحق أن البخاري لم يعبر بهذه العبارة .
وقد رأيت أن أسوق لفظ هذه الحكاية من الطريق التي ذكرها الحاكم وضعفها الشيخ ثم أسوقها من الطريق الأخرى الصحيحة التي لا مطعن فيها ولا نكارة ، ثم أبين حال الحديث ومن أعله أو صححه لتتم الفائدة فأقول :
قال الحاكم في علوم الحديث : (( الجنس الأول من أجناس علل الحديث )) .
مثاله : ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب . ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج ، عن موسى بن عقبة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن يقوم : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأنوب إليك )) إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك
قال الحاكم : هذا الحديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة ، وهي ما حدثني أبو نصر : أحمد بن محمد الوراق قال : سمعت أبا حامد بن حمدون القصار يقول : سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه وقال : دعني [حتى] أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث في علله ، حدثك محمد بن سلام ، ثنا مخلد بن يزيد الحراني ، أنا ابن جريج ، عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في (( كفارة المجلس )) فما علته ؟ قال محمد بن إسماعيل: (( هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول ، ثنا به موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ،ـ ثنا سهيل ، عن عون بن عبد الله قوله )) . قال محمد بن إسماعيل :هذا أولى ، فإنه لا يذكر لموسى سماع من سهيل ، انتهى .
فيا عجباه ، من الحاكم ، كيف يقول هنا : إن له علة فاحشة ثم يغفل ، فيخرج الحديث بعينه في (( المستدرك )) ويصححه .
ومن الدليل على أنه عقبة في حال كتابته له في (( المستدرك )) (عما) كتبه في (( علوم الحديث )) أنه عقبه في (( المستدرك )) بأن قال : (( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، إلا أن البخاري أعله برواية وهب ، عن موسى بن عقبة عن سهيل ، عن أبيه عن كعب الأحبار )) ، انتهى .
وهذا الذي ذكره لا وجود له عن البخاري ، وإنما الذي أعله البخاري في جميع طرق هذه الحكاية هو الذي ذكره الحاكم أولاً . وذلك من طريق وهيب عن سهيل ، عن عون بن عبد الله لا ذكر لكعب فيه البتة ، وبذلك أعله أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم كما سأوضحه ، وعندي أو الوهم فيها من الحاكم في حال كتابته في (( علوم الحديث )) ، لأنه رواها خارجاً عنه على الصواب رواها عنه البيهقي في (( المدخل )) ومن طريقه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في (( تاريخه )) عن أبي المعالي الفارسي عنه قال : أنا أبو عبد الله الحافظ ( يعني الحاكم ) قال: (( سمعت أبانصر الوراق فذكر الحكاية إلى قوله : (( في كفارة المجلس )) وزاد فقال : قال البخاري :
وحدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قال : ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج حدثني موسى بن عقبة ... )) وساق الحديث ، ثم قال :
قال محمد بن إسماعيل : هذا حديث مليح ولا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا غير هذا إلا أنه معلول ... وذكر باقي القصة .
فقوله : (( لا أعلم بهذا الإسناد لا اعتراض فيه )) بخلاف تلك الرواية التي فيها (( لا أعلم في الباب )) ، فإنه يتجه عليه ما اعترض به الشيخ من أن في الباب عدة أحاديث غير هذا الحديث .وقد وقعت لي هذه الحكاية من وجه آخر رويناها في (( كتاب الإرشاد )) للحافظ أبي يعلى الخليل قال : (( أنا أبو محمد المخلدي في كتابه أنا أبو حامد الأعمش هو أحمد بن حمدون الحافظ قال :كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري بنيسابور فجاء مسلم بن الحجاج فسأله عن حديث عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر في قصة العنبر )) .
قال : فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى ابن عقبة عن سهيل ، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في (( كفارة المجلس )) .
فقال مسلم : في الدنيا أحسن من هذا ؟ تعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثاً غير هذا ؟
فقال محمد بن إسماعيل : لا . إنه معلول .
فقال مسلم : لا إله إلا أنت وارتعد أخبرني به فقال : استر ما ستر الله فألح عليه وقبل رأسه وكاد أن يبكي فقال : اكتب إن كان ولا بد حدثنا موسى ثنا وهب ثنا موسى بن عقبة عن عون عن عبد الله . فقال له مسلم لا يبغضك إلا حاسد وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك .
قلت : وهكذا رواها الخطيب في تأريخه عن أبي حازم العبدري عن الحسن بن أحمد الزنجوني عن أحمد بن حمدون مثله . فهذا اللفظ أولى بأن يعزى إلى البخاري من اللفظ العزو له في كلام الحاكم في (( علوم الحديث )) .
على أن بعض المتأخرين من الحفاظ أول الكلام الذي في (( علوم الحديث )) فقال : (( الذي ينبغي أن يحمل عليه كلامه في هذه الرواية وغيرها أن يكون مراده بالباب رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالحديث طريق ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبي هريرة رضي الله عنه .
قلت : وهو حمل متعسف ظاهر التكلف ، ثم أنه يرد عليه ما فر منه فإنه روى من رواية أبي هريرة رضي الله عنه من غير هذا الوجه . وذلك فيما رواه أبو داود في سننه من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً نحو هذا الحديث .
قال عمرو بن الحارث : وحدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني في الدعاء من طريق ابن وهب هذه .
ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج المبدأ بذكره في (( كتاب الدعوات )) من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر ، عن حجاج قال : هذا حديث حسن [صحيح] غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه )) . انتهى .
وهو متعقب أيضاً وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدارقطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب الذكر لجعفر الفرباني قال : ثنا هشام بن عمار . ثنا إسماعيل بن عياش . ثنا سهيل . ورويناه في (( الدعاء )) للطبراني من طريق ابن وهب قال : حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل . فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير هذا الوجه الذي أخرجه الترمذي فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية ، لنه الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال .
أما الأولى : فالواقدي متروك الحديث .
وأما الثانية : فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين . ولو صرح بالتحديث .
وأما الثالثة : فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنياً ، لكنه ضعيف أيضاً وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل ، فقال : فيما حكاه ابنه عنه في (( العلل )) : (( لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من طريق أبي هريرة رضي الله عنه .
قال : وأما رواية إسماعيل بن عياش ، فما أدري ما هي ؟ إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة )) .
فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به ، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره ، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه ، ولكت أورد ابن أبي حاتم على إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها ، ثم اعتذر عنه بقوله : كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري
وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي ، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة ، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة والله الموفق .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في (( كتاب العلل )) وحكى عن أحمد بن حنبل أنه قال : حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة وهم قال : والصحيح قول وهيب عن سهيل عن عون بن عقبة بن عبد الله قال أحمد : وأخشى أن يكون ابن جريج دلسه على موسى بن عقبة أخذه عن بعض الضعفاء عنه . قال الدارقطني : والقول قول أحمد .
وقال ابن أبي حاتم في (( كتاب العلل )) :
(( سألت أبي وأبا زرعة عن حديث ابن جريج (يعني هذا) فقالا : (( هذا خطأ رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوفاً وهذا أصح . قلت لأبي : فالوهم ممن هو .
قال : يحتمل أن يكون من ابن جريج ( ويحتمل أن يكون من سهيل قال : وأخشى أن يكون ابن جريج دلسه ) عن موسى بن عقبة أخذه من بعض الضعفاء )) .
وقال في موضع آخر : (( لم يذكر فيه ابن جريج الخبر فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى )) .
[ إتفاق جماعة من الأئمة على وجود الوهم في هذه الرواية : ]
قلت : فاتفق هؤلاء الأئمة على أن هذه الوراية وهم ، لكن لم يجزم أحد منهم بوجه الوهم فيه ، بل اتفقوا على تجويز أن يكون ابن جريج دلسه ، وزاد أبو حاتم تجويز أن يكون الوهم فيه من سهيل . فأما الخشية الأولى ، فقد أمناها لوجودنا هذا الحديث من طرق عدة عن ابن جريج قد صرح فيها بالسماع من موسى .
[ الطرق التي صرح فيها ابن جريج بالتحديث : ]
منها : ما تقدم عن البخاري في مساق البيهقي ، عن الحاكم .
ومنها : ما رويناه في (( معجم أبي الحسين بن جميع )) قال : (( ثنا جعفر بن محمد الهمداني . ثنا
هلال بن العلاء ثنا حجاج بن محمد ثنا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة )) .
وكذا رويناه في (( أمالي الضبي )) من طريق الزعفراني : ثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني موسى . وكذا أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زيادات البر والصلاة قال : أنا حجاج بن محمد به . وكذا رواه الطبراني ، عن أحمد بن زياد الرقي ، عن حجاج به أخرجه أبو نعيم في علوم الحديث عنه
وقال الطحاوي : ثنا أبو بشر الرقي : ثنا حجاج بن محمد كذلك لكن المحفوظ عن حجاج ليس فيه الخبر كذا هو في رواية الجم الغفير عنه نعم رويناه في (( فوائد سمويه )) قال :
(( ثنا سليمان بن داود وهو الهاشمي ثنا أبو صفوان : عبد الله بن سعيد ابن عبد الملك . ثنا ابن جريج حدثني موسى بن عقبة ... )) فذكره . وكذا رويناه في (( فوائد الدسكري )) من طريق أسد بن موسى ، عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج أخبرني موسى . ورويناه في (( المعجم الأوسط )) من طريق سفيان ، عن ابن جريج أخبرني موسى )) . فزال ما خشيناه من تدليس ابن جريج بهذه الروايات المتظافرة عنه بتصريحه بالسماع من موسى . وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه . وذلك أن سهيلاً كان قد أصابته علة نسي من أجلها بعض حديثه ولأجل هذا قال فيه أبو حاتم : (( يكتب حديثه ولا يحتج به )) .
[ ترجيح رواية وهيب على رواية موسى بن عقبة : ]
فإذا اختلف عليه ثقتان في إسناد واحد أحدهما أعرف بحديثه وهو وهيب من الآخر وهو موسى بن عقبة قوي الظن بترجيح رواية وهيب ، لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسى بن عقبة لم يستحضره كما ينبغي وسلك فيه الجادة فقال : عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه كما هي العادة في أكثر أحاديثه ، ولهذا قال البخاري في تعليله (( لا نعلم لموسى سماعاً من سهل )) .
(يعني) أنه إذا كان غير معروف بالأخذ عنه ووقعت عند رواية واحدة خالفه فيها من هو أعرف بحديثه وأكثر له ملازمة رجحت على تلك الرواية المنفردة . وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما مشى فيه على ظاهر الإسناد كالترمذي كما تقدم وكأبي حاتم ابن حبان فإنه أخرجه في صحيحه وهو معروف بالتساهل في باب النقد ، ولا سيما كون الحديث المذكور في فضائل الأعمال والله أعلم .
وأما قول شيخنا : إنه ورد في حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم فذكر منهم ثمانية وهم :
1- أبو برزة الأسلمي .
2- ورافع بن خديج .
3- والزبير بن العوام .
4- وعبد الله بن مسعود .
5- وعبد الله بن عمرو .
6- والسائب بن يزيد .
7- وأنس .
8- وعائشة رضي الله تعالى عنهم .
وأنه بين أحاديثهم في تخريج أحاديث الأحياء فهو كما قال رضي الله تعالى عنه لكنه إنما بينها في التخريج الكبير الذي مات عن أكثره وهو مسودة فقد لا يصل إلى الفائدة منه كل أحد فرأيت عزوها إلى من أخرجها على طريق الاختصار بزيادة كثيرة جداً في العزو إلى المخرجين .
1- أما حديث أبي برزة ورافع بن خديج رضي الله تعالى عنهما . فهما حديث واحد اختلف فيه على الراوي عنهما أخرجه الدارمي وأبو داود والنسائي من طريق أبي هاشم الرماني ، عن أبي العالية عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه ورجال إسناده ثقات إلا أنه اختلف فيه عن أبي العالية فرواه الطبراني في الصغير والحاكم في المستدرك من طريق مقاتل ابن حبان عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية عن رافع بن خديج رضي الله عنه وعلى أبي العالية فيه اختلاف آخر ، فقد ذكر أبو موسى المديني أن الربيع بن أنس رواه أيضاً عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب وعلى أبي العالية فيه اختلاف آخر ، فقد رواه زياد بن الحصين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً .
وذكر أبو موسى المديني أن جريراً رواه عن فضيل بن عمرو ، عن زياد بن حصين عن معاوية كذا قال وكأنه تصحيف وإنما هو عن زياد بن حصين عن أبي العالية .
وكذا رويناه في فوائد ابن عمشليق من طريق أبي نعيم إلى زيادات البر والصلة للحسين بن الحسن المروزي عن مؤمل بن إسماعيل كلاهما عن سفيان الثوري عن منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد عن أبي العالية مرسلاً وذكر ابن أبي حاتم في (( العلل )) عن أبيه وأبي زرعة أن المرسل أشبه والله أعلم
[ حديث الزبير : ]
وأما حديث الزبير بن العوام فرواه الطبراني في (( الصغير )) في ترجمة محمد بن علي الطرائفي من طريق عبد العزيز بن صهيب عن حبة مولى الزبير (عن الزبير) بن العوام قال : قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا إذا قمنا من عندك أخذنا في أحاديث الجاهلية ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون فيها على أنفسكم فقولوا عند قيامكم :سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا الله نستغرك ونتوب إليك يكفر عنكم ما أصبتم فيها )) .
قال الطبراني : لا يروى عن الزبير (بن العوم) إلا بهذا الإسناد .
[ حديث ابن مسعود : ]
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه ذكر الخطيب في (( المؤتلف )) من طريق الطبراني ، وعن العتيقي ، عن شيخ (شيخ) الطبراني وهو : أبو الفضل الشيباني ، وهو ضعيف .
وفي رواية العتيقي : فإنها كفارات الخطيايا والقاذورات .
ورواه ابن عدي في الكامل في ترجمة يحيى بن كثير صاحب البصري من روايته عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعً (( كفارة المجلس أن يقول العبد … )) فذكره .
وهذا من جملة مناكير يحيى بن كثير المذكور وهو ضعيف عندهم لكنه إنما تفرد برفعه فقد رواه ابن أبي الدنيا في (( كتاب الذكر )) له قال : ثنا خلف بن هشام ، ثنا خالد بن عبد الله هو الطحان أحد الأثبات ، عن عطاء بن السائب … )) فذكره موقوفاً . وكذا أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في (( زيادات البر والصلة )) له عن سعيد بن سليمان عن خالد .
[ حديث عبد الله بن عمرو : ]
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فرواه الطبراني من طريق محمد بن جامع العطار وفيه مقال عن حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
وخالفه محمد بن فضيل ، فرواه في (( كتاب الدعاء )) عن حصين بن عبد الرحمن موقوفاً . وكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي ، وعبد الله بن إدريس الأودي وغير واحد عن حصين موقوفاً . وله طريق أخرى موقوفة من رواية سعيد المقبري تقدم ذكرها .
{وهو كما قال ابن حجر : حُصَيْن بن نُمَيْر الواسطيُّ ، أبو مِحْصَن الضرير ، كُوفيٌّ الأصل ، لا بأس به ، رُمِيَ بالنصب ، من الثامنة. (خ د ت س). ليس بحجة.}
[ حديث السائب : ]
وأما حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه فرويناه في (( الآثار )) للطحاوي ، و (( معجم الطبراني الكبير )) و (( فوائد سمويه )) من حديث الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد ، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، فذكر مثل حديث ابن جريج المبدأ بذكره .
قال يزيد بن الهاد : فحدثت بهذا الحديث يزيد بن خصيفة فقال : (( هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاله ثقات اثبات والسائب قد صح سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم . فالحديث صحيح ، والعجب أن الحاكم لم يستدركه مع احتياجه إلى مثله وإخراجه لما هو دونه .
{ليس بصحيح وقد بينا علته}
[ حديث أنس : ]
وأما حديث أنس بن مالك فرواه الطحاوي والطبراني في (( الأوسط )) وسمويه في (( فوائده )) كلهم من طريق عثمان بن مطر ، عن ثابت البناني عنه نحو لفظ ابن مسعود رضي الله عنه وعثمان ضعيف .
وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه :
(( هذا خطأ رواه حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي الصديق الناجي قوله )) .
وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في (( زيادات البر والصلة )) عن سعيد بن سلميان{ هذا خطأ من الناسخ والصحيح سعيد بن سالم} ، عن فلان بن غياث ، حدثنا ثابت بن أنس رضي الله عنه قال : (( جاء جبريل عليه الصلاة والسلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(( إن كفارات المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أستتغفرك وأتوب إليك ))
[ حديث عائشة : ]
وأما حديث عائشة رضي الله عنها فأخرجه النسائي في (( اليوم والليلة )) من طريق خلاد بن سليمان الحضرمي عن خالد بن أبي عمران عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنه قالت : ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً ولا تلا قرآناً ولا صلى إلا ختم ذلك بكلمات ، فقلت : يا رسول الله ! ما أكثر ما تقول هذه الكلمات فقال صلى الله عليه وسلم : نعم . من قال خيراً كن طابعاً له على ذلك الخير ، ومن قال شراً كانت كفارة له سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إسناده صحيح أيضاً .
{بل هو حديث مختلف فيه على من سمعه من خالد بن أبي عمران كما بينا}
وله طريق أخرى عن عائشة رضي الله عنها أخرج الحاكم في الدعوات من المستدرك من طريق يحيى بن أبي بكير عن الليث ، عن ابن الهاد عن يحيى بن سعيد ، عن زرارة بن أوفى عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )) . فقلت له : يا رسول الله ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يقولن أحد يقوم من مجلسه (إلا غفر له) ما كان منه في ذلك المجلس )) . وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
{بل هو معلول وقد بينا علته ومتابعة يحيى بن أبي بكير تؤكد اضطرابه}
وروى عن عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر أخرجه أبو أحمد العسال في (( كتاب الأبواب )) من طريق عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن الأسود ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه قال : سبحانك اللهم وبحمدك (لا إله إلا أنت) أستغفرك وأتوب إليك فقلت : يا رسول الله ! إن هذا لمن أحب الكلام إليك قال صلى الله عليه وسلم : (( إني لأرجو أن لا يقولها عبد إذا قام من مجلسه إلا غفر له )) . وإسناده حسن .
{بل هو إسناد غير مأمون فأبا إسحاق السبيعي مدلس ويجب تصريحه بالتحديث وقد عنعن في تلك الرواية كما أوردها ابن حجر}
ورويناه من وجه آخر عن الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن يحيى بن سعيد ، عن زرارة ، عن عائشة رضي الله عنها وأخرجه الطحاوي ، عن محمد بن خزيمة وفهد كلاهما عن عبد الله بن صالح بن الليث عن يحيى بن سعيد ، عن زرارة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال … فذكره ، فقلت له : يا رسول الله ما تقول هؤلاء الكلمات … فذكره .
[ حديث جبير بن مطعم : ]
وأما حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه فرواه النسائي في (( اليوم والليلة )) وابن أبي عاصم في (( كتاب الدعاء )) من طريق ابن عيينة عن ابن عجلان عن مسلم بن أبي حرة ، وداود بن قيس ، عن نافع بن جبير ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه . ومن قالها في غير مجلس ذكر كانت كفارة )) .
رجاله ثقات إلا أنه اختلف في وصله وإرساله ، فقال ابن صاعد : تفرد به عبد الجبار بن العلاء ، عن ابن عيينة بقوله : عن نافع بن جبير ، عن أبيه .
قلت : ورواه الليث بن سعد عن عجلان فلم يقل عن أبيه جعله عن نافع بن جبير مرسلاً . وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في (( كتاب البر والصلة )) له عن ابن عيينة وعلي بن غراب كليهما عن ابن عجلان عن مسلم بن أبي حرة ، عن نافع بن جبير نحوه مرسلاً .
ورويناه في (( فوائد علي بن حجر )) ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن داود بن قيس ، عن نافع بن جبير مرسلاً أيضاً . لكن رواه الحاكم في (( المستدرك )) والطبراني في (( الكبير )) من طريق أخرى عن داود بن قيس موصولاً .
ووقع لأبي عمر بن عبد البر في هذا الحديث خطأ شديد ، وتبعه عليه شيخنا في (( محاسن الاصطلاح )) ، فإنه قال في حرف النون في الاستيعاب : (( نافع بن صبرة فخرج حديثه ، عن أهل المدينة مثل حديث أبي هريرة في كفارة المجلس )) . هذا كلامه ، والذي أوقعه في هذا الخطأ التصحيف ، فإنه صحف جبير صبرة وهي زيادة الهاء كانت علامة الإهمال على الراء .
ونقل شيخنا كلامه من الاستيعاب مقلداً له فيه ولم ينقده ، والله سبحانه وتعالى الموفق . فهذا تخريج الطرق التي ذكرها شيخنا .
[ حديث أبي بن كعب ومعاوية : ]
ووقع لي في الباب أحاديث لم يذكرها شيخنا منها :
(1) ، (2) حديث أبي بن كعب ومعاوية كما تقدم في تضاعيف الكلام على طريق أبي برزة رضي الله عنه .
[ حديث ابن عمر : ]
3- ومنها : حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه الحاكم في الدعوات من (( المستدرك )) من طريق الليث بن سعد عن خالد بن أبي عمران ، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنها . إنه لم يكن (يجلس) إلا قال : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت … الحديث .
وفيه : وبارك لي في سمعي وبصري … إلى قوله : (( ولا تسلط علي من لا يرحمني )) وفيه : فسئل ابن عمر رضي الله عنهما عنهن فقال : (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه .
[ حديث أبي أمامة :]
4- ومنها : حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه . وقد رواه أبو يعلى في (( مسنده )) وابن السن في (( اليوم والليلة )) من طريق جعفر بن الزبير ، عن القاسم عنه مرفوعاً : ما جلس قوم في مجلس فخاضوا في حديث فاستغفروا الله عز وجل قبل أن يتفرقوا إلا غفر لهم ما كانوا فيه .
وجعفر بن الزبير المذكور متروك الحديث والله سبحانه وتعالى أعلم .
[ حديث أبي سعيد : ]
5- ومنها : حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه رويناه في (( كتاب الذكر )) لجعفر الفريابي قال : ثنا عمرو بن علي ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة أبو هاشم عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (( من قال في مجلسه : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ختمت (بخاتم) فلم تكسر إلى يوم القيامة )) .إسناده صحيح وهو موقوف ، لكن له حكم المرفوع ، لأن مثله لا يقال بالرأي .
[ حديث علي : ]
6- ومنها : حديث علي بن أبي طالي رضي الله عنه رواه أبو علي ابن الأشعث في (( كتاب السنن )) بإسناده المشهور عن أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم وهو ضعيف .
[ حديث رجل من الصحابة : ]
7- ومنها : حديث رجل من الصحابة رضي الله عنهم لم يسم رويناه في (( فوائد ابن خرشيد )) قوله من طريق أبي الأحوص عن أبي ( فروة عن عروة ) بن الحارث الهمداني . عن أبي معشر وهو زياد بن كليب قال : حدثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس مجلساً ، فلما أراد أن يقوم قال : (( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )) . فقال رجل من القوم : ما هذا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( كلمات علمنيهن جبريل ، كفارات لما في المجلس )) . إسناده صحيح .
وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص وقال الفريابي : ثنا سفيان ( عن أبي إسحاق ) ، عن أبي الأحوص أنه كان إذا أراد أن يقوم قال : (( سبحان الله وبحمده )) .
[ حديث أبي أيوب : ]
8- ومنها : حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه رويناه في الذكر أيضاً لجعفر قال : ثنا محمد بن إسماعيل هو البخاري ثنا ابن أبي مريم ، ثنا ابن ليهعة أخبرني يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير أخبره ، عن أبي رهم أنه سمع أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه يقول : (( أنه ليس من أهل مجلس يذكرون فيه من اللغو والباطل حتى يلتزم بعضهم بعضاً بالرؤوس ، ثم يقومون ، فيقولون : نستغفر الله ونتوب إليه إلا غفر الله لهم ما أحدثوه في المجلس )) . وابن ليهعة ضعيف يقوي حديث بالشواهد . وفي
الإسناد ثلاثة من التابعين بعضهم عن بعض أولهم يزيد بن أبي حبيب .
وروى الفريابي في (( كتاب الذكر )) عن قتيبة ، عن خلف بن خليفة عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال : كفارة المجلس أن تقول حين تقوم : (( سبحان الله وبحمده ، أشهد أن لا إلا الله أستغفره وأتوب إليه )) .
ورويناه في (( الكنى )) لأبي بشر الدولابي قال : حدثني عبد الصمد بن عبد الوهاب ثنا يحيى بن صالح ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم وهو الجزري أي عن يزيد الفقير قال : إن جبريل عليه الصلاة والسلام علم النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في مجلس وأراد أن يقوم أن يقول : (( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك)) . هذا مرسل صحيح سنده إلى يزيد الفقير وهو تابعي مشهور .
وفي (( الكنى )) للنسائي والمرزيان من طريق معمر سمعت الحكم بن أبان حدثني جعفر أبو سلمة قال : (( جاء الروح الأمين عليه الصلاة والسلام فقال : يا محمد ! ألا أخبرك بكفارة المجلس إذا قمت تقول : سبحانك اللهم وبحمدك صل على محمد عبدك ورسولك اللهم اغفر لنا )) .
وأخرج الحسين بن الحسن المروزي في (( زيادات البر والصلة )) عن الهيثم بن جميل عن حسام بن مصك عن ابن أبي نجيح،عن مجاهد قال:(( حق المجلس إكراماً أن تسغفر الله تعالى وتسبحه وتحمده ))
وعن الفضل بن موسى ثنا طلحة بن عمرو ، عن عطاء في قوله تعالى:(وسبح بحمد ربك حين تقوم )
قال : من كل مجلس إن كنت أحسنت ازددت خيراً وإن كان غير ذلك كان هذا كفارة له . وعن مؤمل ، عن (سفيان) ، عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال : من قال في مجلس سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك [ غفر له ] أو كلمة نحو هذه .
وهذا أخرجه الفريابي في تفسيره ( عن سفيان ) عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة (( من قال في مجلسه : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ، غفر له ما أحدث في مجلسه)) .
وقال أبو نعيم [ في ترجمة ] (( حسان بن عطية من الحلية : ثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي داود : ثنا محمود بن خالد . ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي ثنى حسان قال : ما جلس قوم مجلس لغو فختموا باستغفار إلا كتب مجلسهم ذلك استغفار كله )) . رجاله ثقات . هذا آخر طرق حديث كفارة المجلس على طريق الاختصار أوردتها هنا ( تبركاً بها ) .
وأما قول شيخنا : (( أنا ـهم بها أحمد بن حمدون القصار )) ففي إطلاق التهمة عليه نظر ، فإنه من كبار الحفاظ .
وهو : أبو حامد : أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم النيسابوري الأعمشي ، وإنما قيل له الأعمشي لأنه كان يعتني بجمع حديث الأعمش وحفظه ، وكان يلقب أبا تراب فاجتمع له لقبان في كتبه وفي نسبته ذكره الحاكم في (( التأريخ )) . وقال : كان من الحفاظ سمع بنيسابور ويمرو وهواة وجرجان والري وبغداد والكوفة والبصرة قال : وكان مزاحاً ، سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول : حدثنا أحمد بن حمدون إن حلت الرواية ( عنه ) .
فقلت له يوماً : هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون الذي كان فيه أو لشئ أنكرته منه في الحديث ؟
قال : في الحديث ، فقلت له : ما الذي أنكرت عليه ؟ فذكر أحاديث حدث بها غير معروفة .
فقلت له : أبو تراب مظلوم يف كل ما ذكرته . ثم لقيت أبا الحسين الحجاجي ، فحدثته بمجلسي مع أبي فقال : القول ما قلته .
قال الحاكم : فأما أنا ، فقد تأملت أجزاء كثيرة بخطه لمشايخنا فلم أجد فيها حديثاً يكون الحمل فيه عليه ، وأحاديثه مستقيمة سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : حضرت مجلس أبي بكر ابن خزيمة إذ دخل أبو تراب الأعمشي ، فقال له أبو بكر : يا أبا حامد ! كم روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ؟ فأخذ أبو تراب بذكر الترجمة حتى فرغ منها وأبو بكر يتعجب من مذاكرته .
ثم ساق له الحاكم عدة حكايات مما كان يمزح فيه ، ثم قال : وإنما ذكرت هذه الحكايات لتعلم أن الذي أنكر عليه إنما هو المجون فأما الإنحراف عن رسم أهل الصدق ، فلا .
قال : وقرأت بخط أبي الفضل الهاشمي . (( مات أبو تراب الأعمشي في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة )) .
قلت : فإذا كان حال هذا الرجل ، فلا ينبغي إطلاق التهمة عليه أصلاً ، حتى ولو قلدنا أب علي الحافظ فيه ، فإنما أشار إلي أنه أنكر عليه أحاديث وهم فيها ، فراجعه الحاكم بأنها لو كانت وهماً ما عاود روايتها مراراً مع تيقظه وضبطه فوضح أنه لم يتهم بكذب أصلاً ورأساً والله أعلم .
وفي الجملة اللفظة المنكرة في الحكاية عن البخاري هي أنه قال : (( لا أعلم في الباب غير هذا الحديث )) وهي من الحاكم في حال كتابته في علوم الحديث كما قدمناه ( في كتب أحد عشرة فيها )وقد بينا أن الصواب أن البخاري إنما قال : (( لا أعلم في الدنيا بهاذ الإسناد غير هذا الحديث وهو كلام مستقيم )) والله أعلم . أ هـ
قلت : مابين هذين القوسين {} فهو من تعليقنا .