بعد أن تعلمنا كيف نصعد الدرجة الأولي في سلم علوم الحديث ، يحب أن نتوكل علي الله عز وجل ونسأله التوفيق والسداد ، ونصعد الدرجة الثانية .
تعلمنا كيف نتتبع حديث الرواة من الصفر ، بدون أي قول من الأقوال ، فقط بالاعتماد علي الأدلة المباشرة وهي الأسانيد .
نصعد الآن إلي السماعات ،
تسمع أبو حاتم يقول : لم يسمع الحسن من سمرة ،
ويحيي بن معين : لم يسمع الحسن من سمرة ،
فيرد علي بن المديني : ثبت سماع الحسن من سمرة ،
ويقول البخاري : سمع الحسن من سمرة حديث العقيقة .
والحسن هو الحسن بن أبي الحسن البصري ،
وسمرة هو بن جندب رضي الله عنه .
فكيف للبخاري وعلي ويحيي وأبي حاتم أن يتكموا في أمر حدث منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً ؟؟
بما أننا اجتزنا الدرجة الأولي بتنا نعلم أن الأدلة هي الأسانيد ، وهي التي تحسم كل خلاف ،
تعالوا بداية ننظر كيف قالوا ما قالوا ؟؟
ـ قال أَبو عيسى التِّرمِذي (182): قال محمد، يعني ابن إسماعيل البخاري: قال علي بن عبد الله: حديث الحسن، عن سمرة، حديث صحيح، وقد سمع منه.
حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: قال لي محمد بن سِيرين: سل الحسن ممن سمع حديث العقيقة، فسألته؟ فقال: سمعته من سمرة بن جندب.
ـ قال أَبو عيسى: وأخبرني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن المديني، عن قريش بن أنس، بهذا الحديث.
قال محمد: قال علي: وسماع الحسن من سمرة صحيح، واحتج بهذا الحديث (1).
اذن الحجة في السماع وعدمه هو ثبوته بإسناد صحيح بين الراوي وشيخه .
البخاري وعلي بن المديني رأيا أن هذا الإسناد تقوم به الحجة في السماع ،
ويحيي بن معين والرازي لا يثبتان السماع بهذا الإسناد .
يا تري ما هو سبب الاختلاف في الاحتجاج بهذا الإسناد ؟؟
السبب في هذا الخلاف هو قريش بن أنس :
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :
794 - قريش بن انس أبو انس بصرى يقال انه تغير عقله وكان سنة ثنتين ومائتين صحيح العقل ومات سنة ثمان ومائتين روى عن حبيب بن الشهيد وعوف ومحمد بن عمرو روى عنه على بن المدينى وابو خيثمة ويحيى بن ابى الخصيب سمعت أبي يقول ذلك،
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال علي بن المديني كان قريش.ابن أنس ثقة،
نا عبد الرحمن قال سئل ابى عن قريش بن انس فقال لا بأس به.
وقال ابن الجنيد :
(719) وسألت يحيى عن قريش بن أنس، فقال: «ليس به بأس» . قال ابن الجنيد: وقد كتب عنه يحيى ين معين.
اذن ما هي قصة قريش بن أنس والتي من أجلها وقع الاختلاف في الاحتجاج بما رواه ؟؟
قال البخاري في الأوسط :
2735 - وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن حبيب قَالَ مَاتَ قُرَيْش بن أنس سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ اخْتَلَط سِتّ سِنِين فِي الْبَيْت مولى بني أُميَّة وَقَالَ غَيره أَبُو أنس الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ
اذن قريش بن أنس اختلط ستة سنوات ، كما ذكر البخاري وأبو حاتم وغيرهما ،
ومحمد بن المثني سمع منه ولا ندري هذا سمعه منه قبل أو بعد اختلاطه .
قال البخاري في الأوسط :
2735 - وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن حبيب قَالَ مَاتَ قُرَيْش بن أنس سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ اخْتَلَط سِتّ سِنِين فِي الْبَيْت مولى بني أُميَّة وَقَالَ غَيره أَبُو أنس الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ
فنظر النافي للسماع فوجد أن أحداً من الثقات لم يثبت سماع الحسن من سمرة علي كثرة رواية الحسن .
إسماعيل بن مسلم العبدى ،
أشعث بن عبد الله بن جابر الحدانى الأعمى ( خ م د ت س ق )
أيوب السختيانى ( خ م س )
بكر بن عبد الله المزنى ( م د ت س )
جرير بن حازم ( خ م )
أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردى ( خ م مد فق )
حبيب بن الشهيد ( خ ت س )
حميد الطويل ( م د )
خالد بن مهران الحذاء ( م )
داود بن أبى هند ( م )
زياد الأعلم ( خ د س )
سليمان التيمى ( م )
سلام بن مسكين ( مد )
شعيب بن الحبحاب
عبد الله بن عون ( خ م ق )
قتادة بن دعامة ( خ م د ت س ق )
قرة بن خالد ( خ د )
معبد بن هلال ( خ م )
هشام بن حسان ( خ م د ت س ق )
أبو التياح يزيد بن حميد الضبعى
كل هؤلاء الثقات الأثبات لم يرو منهم واحد لفظة سماع الحسن من سمرة أبداً ، فكيف رواها قريش وحده ؟؟
بل حبيب بن الشهيد نفسه يروي عنه مجموعة من الجهابذة الحفاظ :
إسماعيل ابن علية ( م )
بشر بن المفضل
أبو أسامة حماد بن أسامة ( م ت )
حماد بن سلمة ( خت د تم سى )
أبو الأسود حميد بن الأسود ( خ )
خالد بن ذكوان
روح بن عبادة ( ت )
سفيان الثورى ( ت )
شعبة بن الحجاج ( بخ م ت )
معاذ بن معاذ
أبو المقدام هشام بن زياد
يحيى بن سعيد القطان
يزيد بن زريع ( خ م س ) .
فهؤلاء فيهم شعبة وسفيان !! ، ويحيي القطان ، ويزيد بن زريع !!! وروح بن عبادة وحماد بن سلمة وأبو اسامة وبشر بن المفضل وإسماعيل بن علية !!!
هؤلاء تلاميذ حبيب بن الشهيد ؟؟؟ هؤلاء هم أئمة الحفظ والإتقان ، كلهم ما سمعوا هذه القصة من حبيب بن الشهيد
وخاصة أن فيهم شعبة عدو التدليس ، كل هؤلاء لم يعرفوا قصة أن ابن سيرين أرسل قريشاً إلي الحسن ؟؟؟
اذن ربما سمعها تلاميذ محمد بن سيرين منه ؟؟؟؟
أيوب السختيانى ( خ م د ت س ق )
ثابت البنانى
جرير بن حازم ( خ م )
خالد الحذاء ( خ م ت س )
داود بن أبى هند ( م )
السرى بن يحيى
سلمة بن علقمة ( خ م د س ق )
سليمان التيمى
عامر الشعبى ( و هو من أقرانه )
عبد الله بن شبرمة
عبد الله بن صبيح ( س )
عبد الله بن عون ( خ م د س ق )
قتادة بن دعامة ( م د ت س )
قرة بن خالد السدوسى ( خ م ت س ق )
منصور بن زاذان ( د ت س )
مهدى بن ميمون ( خ )
هشام بن حسان ( خ م د ت س ق )
يحيى بن عتيق ( عخ م د س )
يزيد بن إبراهيم التسترى
فكل هؤلاء أطراف في النزاع ،
فلا أحد من رواة الحسن رواها ،
ولا أحد من رواة محمد بن سيرين رواها ،
ولا أحد من رواة حبيب بن الشهيد رواها ،
حتي جاء رجل كان ثقة واختلط فرواها
ولو تتبعنا الرواة الثقات عن سمرة أيضاً ما وجدنا أحداً منهم روي عنه هذا بإسناد صحيح وهم :
الربيع بن عميلة الفزارى ( م د ت سى ق )
عامر الشعبى
عبد الله بن بريدة ( خ م د ت س ق )
أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمى ( س )
محمد بن سيرين ( ت )
أبو رجاء العطاردى ( خ م ت س )
لاحق بن حميد بن سعيد
اذن من أين جاءت هذه القصة برمتها ؟
من أين جاءت لفظة السماع هذه ؟؟
راوٍ اختلط .
القضية واضحة جداً ومحسومة ، لا يعكر عليها غير علي بن المديني والبخاري
نريد مزيد تيقن وتثبت .
ربما يكون الحسن سمع من سمرة حديث العقيقة ، وهذا حكم شرعي يجب طاعته ، فكيف نتأكد ؟
616- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لاَ تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، قَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ، وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، وَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لاَ، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ، فَانْطَلَقَ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم : بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا، قَالَ: فَحَمَلَتْ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم فِي سَفَرٍ، وَهِيَ مَعَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، إِذَا أَتَى المَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ، لاَ يَطْرُقُهَا طُرُوقًا، فَدَنَوْا مِنَ المَدِينَةِ، فَضَرَبَهَا المَخَاضُ، وَاحْتَبَسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى، قَالَ: تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ، فَانْطَلَقْنَا، قَالَ: وَضَرَبَهَا المَخَاضُ حِينَ قَدِمَوا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ، لاَ يُرْضِعَنَّهُ أَحَد، حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَمَلْتُهُ وَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، قَالَ: فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَم، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَضَعَ المِيسَمَ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، قَالَ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ المَدِينَةِ، فَلاَكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم : انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ، قَالَ: فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ".
__________
أخرجه الطيالسي، وأَحمد، وعَبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، وأَبو داوُد، وأَبو يَعلَى، وابن حِبان.
____________
لاَ يَطْرُقُهَا طُرُوقًا؛ أي لا يدخلها ليلاً.
وَضَرَبَهَا المَخَاضُ؛ هو الطلق ووجع الولادة.
مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ؛ تريد أن الطلق انجلى عنها، وتاخرت الولادة.
مِيسَمٌ؛ هي الآلة التي يكوى بها الحيوان.
فهذا غلام قد ولد وجاءنا نبأ ولادته بإسناد صحيح بل وقصة الحمل به ، ولم يذكر فيه عقيقة ولا غيره .
1610- عَنْ عروة عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ،
"أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ قَالَتْ فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ثُمَّ حَنَّكَه بِالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلاَمِ".
__________
أَخرجه أَحمد، والبُخاري، ومسلم.
1142- عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِلَى النَّبِيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلاَمًا أَسْوَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم "هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ، قَالَ نَعَمْ، قَالَ: فَمَا أَلْوَانُهَا، قَالَ حُمْرٌ، قَالَ: هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ، قَالَ إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: فَأَنَّى أَتَاهَا ذَلِكَ، قَالَ عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ، قَالَ: وَهَذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ".
__________
أخرجه الحُميدي، وأَحمد، والبخاري، ومسلم، وأَبو داوُد، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنسائي.
1125- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ المَرْأَةِ الْحَامِلِ يُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: آخِرَ الأََجَلَيْنِ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا وَلَدَت فَقَدْ حَلَّتْ، فَدَخَلَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ:
"وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الأََسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ، فَخَطَبَهَا رَجُلاَنِ: أَحَدُهُمَا شَابّ، وَالآخَرُ كَهْل، فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ، فَقَالَ الشَّيْخُ: لَمْ تَحِلِّي بَعْدُ، وَكَانَ أَهْلُهَا غَيَبًا، وَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ بِهَا فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم فَقَالَ: قَدْ حَلَلْتِ، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ".
__________
أخرجه مالك، وأَحمد، والدَّارِمي، والبخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنسائي.
وقد ولد لعلي وفاطمة أيضاً وغيرهما ولم يثبت بأي إسناد صحيح وليمة أو عقيقة .
مثال آخر يبين أن السماع لا يثبت إلا بإسناد صحيح ثابت كالشمس ، لأنه سيترتب علي إثباته تصحيح أحاديث كثيرة :
عن جندب البجلي، أن حذيفة حدثه، قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:
«إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردئا للإسلام، غيره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قال: قلت: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك، المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي».
أخرجه ابن حبان (81) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن مرزوق، قال: حدثنا محمد بن بكر، عن الصلت بن بهرام، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا جندب البجلي، في هذا المسجد، فذكره (1).
ولا نجد أحداً أثبت سماع الحسن من جندب البجلي مع أنه صرح بالتحديث !!
ـ قال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي، رحمه الله، يقول: لم يصح للحسن سماع من جندب رحمه الله. «المراسيل» (138).
فهذا الإسناد لضعفه عندهم لم يثبتوا به السماع ، وهي علة في الإسناد لا يفهمها إلا أهل الصنعة ، لا أهل الكلام !!
وتأمل ما يقولونه :
و قال ابن المدينى : سمعت يحيى ـ يعنى القطان ـ و قيل له : كان الحسن يقول : سمعت عمران بن حصين . قال : أما عن ثقة فلا .
و قال شعبة : قلت ليونس بن عبيد : سمع الحسن من أبى هريرة ؟ قال : ما رآه قط .
و قال بهز بن أسد : لم يسمع الحسن من ابن عباس ، و لا من أبى هريرة ، و لم يره
و كذا قال ابن المدينى ، و أبو حاتم ، و أبو زرعة ، زاد : و لم يره . قيل له : فمن قال : حدثنا أبو هريرة !
قال : يخطىء .
فأخطاء الرواة الغير أثبات قد تثبت سماع راو من راو ، ويترتب علي التساهل في إثبات السماع تصحيح عشرات الأحاديث الغير صحيحة ونسبتها الي الله ورسوله فتنبه